لي وشمٌ أحرسُه من رذاذِ المساءِ
وكيدِ اللواتي نثرنَ الجدائلَ فوقَ السطوحِ
و قلنَ: تعالَ..إلى نذْرِنا
لي بحرٌ صغيرٌ
أحمله دائما في جيبي
أغري أسماكَه بالكلامِ
عن الصيدِ و الشرفاتِ الخبيئةِ
في طياتِ اليدِ
أطرح موجَه للنِّزالِ و أهْذي
كمن كسب الحربَ
وانقبضتْ روحُه بغتةً!
لي حصان خلعتُ حوافرَهُ
وانصرفْتُ إلى أقرب حانةٍ للأعداءِ
دون لسان واقٍ..
لي عنبٌ دائمُ الغربةِ
و عصافيرُ موعودةٌ بالوصالِ
متى أزهرتْ في البراري قاماتُ موتايَ
موتايَ كثرٌ: أبي و سلالتُهُ
من رعاةِ الغيمِ على عتباتِ الحروبِ
و سربُ غزالاتٍ عادياتٍ
إلى عنب دائمِ الْغربةِ
حراسُ الوردِ ذووا القبعاتِ
المنصوبةِ للرمايةِ موتايَ
لي أثرٌ من ندى و دمٍ
في معابرِهِمْ
لي أوجاعٌ أخفيها عن أمي
كي لا تكسر رغبتي في الهزيمةِ
لي عاشقاتٌ يذبل فوق أياديهن الكلامُ
وحين أغادرهنّ كظيما
لا يعتذرنَ، و لا يهجرنَ يدي!
لي وقتٌ للنخوةِ:
أكسر ما لدي من الأقداحِ
وأبكي بلادي
لي ما يكفي من الشهوةِ:
أرخي ريشي
وأشد التراب إلى ركبتي بعطفٍ شديدٍ
وتخذلني الخيلُ في الرقصةِ القُصوى
لي من الحزن ما يكفي
كي أرجَّ الأرضَ و أدفعَها نحوَ الحافةِ
في طرفةِ عيْنٍ
و لي طيشُ الشتاءِ:
أدس الوساوسَ في أكمامِ الصّبايا
الْمتَّكِئاتِ على فرحٍ غامضٍ
لي ما لا تمتلكون من الغيظِ والريحِ
و الحيرةِ و الحبِّ
و ما بعثرَ السردُ من مطرٍ
عالقٍ بشبابيك الجيرانِ
و لي بحرٌ أطرحُ موجَه للعناقِ وأعْدو
كمن خسرَ الحربَ
و انبسطتْ يدُهُ بغتةً!
شاعر من المغرب