تمهيد: الربيع العربي الافتراضي وخندقي الباطل:
التالي مشروع بحث يحتاج الى المزيد من التقصي والحوار معا. ذلك ان بعض ملاحظاته ما برحت بعد ارهاصات يتقاذفها بعض الكتاب والباحثين والمعلقين وبخاصة تلك التى تتصل بالجيش النظامي او القوات المسلحة كما نعرفها. وبغض النظر عما يمكن ان يلصق ببعض فئات القوات المسلحة فى بعض الدول العربية الا ان الواقع يقول بان الجيش النظامي بقي وطنيا الى حد كبير بخاصة فيما يتصل بصفوف ضباطه الدنيا وقواعده. فان كانت الرأسمالية المالية-الصهيونية العالمية قد نجحت او لم تنجح فى استدراج بعض عناصر قيادة الجيوش العربية و-أو اغوت بعضها بفتات المعونات العسكرية الا ان قوام الجيش بقي امينا على الدور الذي فوضه به الشعب والامة، وهو حماية الحدود والزود عن الحياض ان دعا الداعي. هذا ولعل كون الجيش المصري بطبيعته كان حريا بان يتحور الى ما يشير اليه البعض من جيش للدولة المصرية الى دولة الجيش المصري، الا ان حتى ذلك الدور يبدو انه بات يثقل على مقومات وشروط تحقق المرحلة الحالية والقادمة من مخطط الرأسمالية المالية - الصهيونية العالمية للمنطقة العربية. ويجأر البعض ان الجيش المصري محاصر الآن ليس بين الفالوجا وعراق المنشية، عندما قررت وحدة من وحداته الصمود، في وضع ميئوس منه إنقاذ شرف الجيش، والجيش المصري ليس محاصرا بالشعب، وإنما هو خط الدفاع الأخير عن شعب يمثل معه وبه العمق الحقيقي للدفاع عن الوطن. فمشروع الرأسمالية المالية -الصهيونية العالمية اليوم يتمأسس فوق جيوش مذهبية وشعوب مشرذمة مذهبيا. وقياسا فان الجيش السنى سوف يواجه الجيش الشيعي. وسوف يقيض ذلك للصهيونية العالمية ان تواجه كافة الجيوش الطائفية بوصف ان الصهيونية العالمية تقود جيشا انجلو امريكي طائفي بدوره.
وتحاول هذ المجادلة التعين على تعريف العسكر والاخوان تاريخيا وعلى محاولة نحت مفردات لتحليل المفاهيم المحورية للعسكر والاخوان، والتعريف الاجرائي لما اسميه خندقي الباطل. ولا علاقة مباشرة للعسكر ولا للاسلام السياسي بهذين الخندقين. ولعله من المفيد ألا يتبادر الى الاذهان ان الخندقين يعبران عن ثنائية مزوقة Euphemised dichotomy بين حزبين كبيرين مما كنت قد ناقشت مرارا. هذا واعيد تلخيص ذلك ادناه لزوم التذكرة. فرغم ان فرضية او خاطرة الثنائيات كانت قد طرأت على بعضنا بالنظر الى حزب اليمين وحزب اليمين المتطرف اواحزاب الاسلام السياسي واحزاب العسكر كما بات دارجا غب ما يسمى الرببع العربي- الا اننى احاول مراجعة القول فيما كنت قد قلت تضمينا خشية اثارة سخط او حتى تشاؤم البعض. فقد كنا فى حالة من تعاطي الفانتازايا الجماعية وقتها.
الثنائيات اللامتناهية وخندق الشعب:
يقول محلل مصري (واستميحه عذرا فى الاخذ عنه فيما قد يكون اطول مما ينبغى الاخذ) يقول إن «تصوير الصراع في مصر على أنه صراع على السلطة، يومئ – أولا – إلى أن طرفيه هما المجلس الأعلى للقوات المسلحة على جانب، وجماعة الإخوان المسلمين وحلفاؤهم في الداخل على الجانب الآخر، وأن كلا منهما طامع في الاستحواذ على السلطة لذاته، وهو يومئ – ثانيا – بأنه صراع بين قوتين إحداهما مدنية والثانية عسكرية، مما يجعل المفاضلة في الحسابات التقليدية العامة للأولى على الثانية، وهو يومئ – ثالثا – حسب محاضرة ألقاها أحد القيادات العسكرية الإسرائيلية مؤخرا في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، إلى أنه في المحصلة النهائية صراع بين الجيش أي المدفع والمسجد، وهي ثنائية مبتكرة يمكن أن تتنزل منها ثنائيات أخرى بعد ثنائية المدني والعسكري، قادرة على تعميق الشروخ، وتوسيع الانقسامات، وهو يومئ – رابعا – إلى أن الصراع لا يمتلك إلا مدخلين للحل، إما تصعيد يؤدي إلى استخدام القوة المسلحة بكل ما يترتب عليه، وإما اختفاء لأحد عناصر الصراع من الميدان، وإذا لم يكن المسجد قابلا للاختفاء فإن الحل الأبسط والأقل تكلفة، هو اختفاء المدفع، بعودته أو إعادته مغلوبا إلى ثكناته.»(1)
نشأت منذ 500 عام فى معظم المجتمعات الانسانية ثنائيات لا متناهية قيضت تكريس خندقين لا ثالث لهما. ولعل استراتيجية تلك الثنائيات او خندقي الباطل كانت وما تبرح تتعين على انتفاء شرط نشوء خندق ثالث هو خندق الشعب. ورغم ادعاء وجود معارضات فى كل مكان الا ان الاخيرة كانت وبقيت مخترقة بالاستخبارات والتزلم والمساومة Compromise. ذلك ان اشد ما كان وبقي يصيب الرأسمالية المالية -الصهيونية العالمية بالتطير– هو الحركات الشعبية او ما يسمى العمل المباشر Direct Action او-والمعارضات غير المنظمة Unorganized Opposition او تلك التى يصعب التعرف على قادتها فاحتوائها، والافضل الاطاحة بها، والأحرى استباقها. ولما كانت الحركات الشعبية تفاجئ الحكام في كل مرة كون الحكام فى علياء سماواتهم- اما لا يكترثون بالعامة او-و يخترقون حركات الاخيرين بانتظام بالية العمالة فلعل ما يسمى الربيع العربي كان محاولة لاستباق السخط الشعبي فلا يخرج في تلقائية تفاجئ الرأسمالية المالية –الصهيونية العالمية
ورغم ان الحكام العرب ونظائرهم كانوا قد عولوا على مراقبة اي بادرة للسخط. فتعقبها لقطع دابرها، فلما خرج المصريون في يناير 1977 وصموا بالحرامية وحركات الشارع من قبل الرئيس أنور السادات. فان عبرت تلك الوصمة عن نفسها فى التطير النموذجي للحكام وحلفائهم الخارجيين لم يلبث مسئول من البنك الدولي ان هبط القاهرة صبيحة اليوم التالي ليمنح السادات قرضا غايته رشوة قيادات العامة الدهماء والقضاء على تلك المجاميع المزعجة للمشروع الامريكى الاسرائيلى الصهبوني. وبذلك وبغيره من الاحتياطات الباترة قضي على اي سبيل الى خندق ثالث فكريا وتنظيميا تكريسا لخندقي الباطل وهو حزب طبقة الحكام وحزب طبقة حلفائهم او اسيادهم في الخارج. وكنت قد جادلت فى مكان اخر ان الثنائيات المذكورة باتت تنويعات على بعضها كمثل الحزبين الكبيرين. فالحزبين الكبيرين لم يعودا سوى حزبي الرأسمالية المالية. فان استقطب الحزبان الكبيران بوصفهما وجه عصابة واحدة الا ان الناخبين والشعب-و قد اوهموا بانهم يمتلكون خيارا بين حزبين يختلفان حول تحقيق مطالب الشعب فراحوا يتراكضون يهتفون نحن احرار على قول مايكل مور الا ان الناس لم تنفك ان ادركت الاحبولة فلم تعد الاخيرة تنطلي عليها مجددا.
على ان كل ما يعبر عن الشعب او يخرج عن اجماع الحزبين المذكورين بقي مع ذلك بمثابة تجديف بحق الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية. فما يسمى العمل المباشر او-و المعارضة غير المنظمة يخرج الرأسمالية المالية الصهوينة العالمية عن طورها بوصفها رغم ادعائها الرصانة والديمقراطية تصاب بجنون تندفع معه الى مواجهة العمل المباشر Direct Action والمعارضة غير المنظمة باساليب عنيفة على نحو غير مسبوق. وتتطير الرأسمالية بانواعها الانجلوساكسونية والانجلو امركية من الاخيرتين الا اذا كانتا تعملان لصالحهما كما فى حالة الثورات المضادة، فتساندها وتمولها وتسلحها مثلما يحدث فى سوريا التي تواجه بحرب عالمية من قبل كل من معكسر الرأسمالية المالية\ الصهيونية العالمية والصهاينة العرب. وتستدعي امريكا تجربة اسرائيل فى ادارة عمليات اجتياح المدن العراقية والمليشيات الحضرية وفى ممارسات التعذيب، تقابل ذلك الجميل بعرفان يكلفها اعانة الصهاينة منذ قيام دولتهم بعد الحرب العالمية بما يشارف 6 ترليار دولار سنويا زيادة على ما يتبرع به يهود امريكا وكل دافع ضريبة امريكى. فالصهيونية العالمية وهى صاحب المصلحة فى استقطاب الناس الى جانب اجندة قيامية حرية بان تخصم وجودها هى على وجود من عداها ببراديجمات وفى مشاريع سربه معلنة تواجه الحركات الشعبية والمقاومة الشعبية فى كل مكان تقريبا باستدعاء أساليب مكافحة اسرائيل لمقاومة الفلسطينيين للاحتلال الصهيوني.
المهم فورا هو ان الثنائية هنا لا تصدر عن جبهتين تتواجهان تنفتح ابواب كل منهما على الجحيم الذي هو ما بعد اقتصاد السوق. فلم يعد ثمة سبيل الى السوق مجددا قد بات العالم مذعن لعلاقات القنانة جراء الديون السيادية والفردية. ذلك ان الاخيرات باتت تعبيرا عن او تعريفا لما أعرفه بـ"لا اقتصاد الرأسمالية المالية" Finance Capital non-economy فحيث وصلت الديون السيادية Sovereign Debt لمعظم دول العالم فجر الجمعة 27 يوليو 2012 ما يفوق 500 ترليار دولار غير قابلة للسداد فى اغلب الحالات، فان ذلك من شأنه ان يعنى فيما يعنى استعباد الشعوب التى يتوجب عليها دفع خدمة الديون Debt Servicing وحسب على مر عشرات السننين القادمة، ان لم يكن اكثر. وليس معروفا ما سيتوجب على الشعوب والحكومات امام المستحيل وهو دفع الديون المذكورة. فان راحت الرأسمالية المالية تحل المتاجرة فى المال وبيع المال كسلعة، مكان الانتاج السلعى لم تعد الرأسمالية المالية تكترث بخلق العمالة بل باتت تتطير من الكلمة نفسها، ولم تعد ترى حاجة للمراكمة المالية في العمل الحي، فهى تراكم بالحرب واقتصاد الحرب وقد رهنت امن واستقرار المجتمعات الغنية –تكاذبا بالطبع- بالاستراتيجيات العسكرية .
وقياسا باتت الحرب هي السبيل للمراكمة. فان بقيت المواضعات الدبلوماسية تثابر على عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول تكاذبا فى الغالب، فلعل ادلجة ومذهبة الدويلات التى سيتمخض عنها مشروع الشرق الاوسط الجديد، حرية بان تقيض حروب دائمة بين تلك الدويلات بتسليح وسمسرة وتحريض الصهاينة العرب، نيابة عن الرأسمالية المالية- الصهيونية العالمية. ومن المفيد تذكر انه ما ان تماهت المسيحية الغربية –البروتستانتية اليهودية- مع الرأسمالية منذ القرن الثامن عشر وتباعا، فقد غدت الحروب حروبا دينية. ويعبر ذلك عن نفسه فى مشروع تقسيم العالم فى المقياس المدرج الى دويلات مذهبية متحاربة بالضرورة يقاتل فيها العرب (والمسلمون) بعضهم نيابة عن خصومهم الموضوعيين والتاريخيين جميعا فيما تتفرغ الاوليجاركيات العولمية المحلية والعالمية للاستحواذ على الموارد خصما على الشعوب. وقياسا تحل الهوامش النفطية مكان العواصم الثقافية والحضارية العربية المركزية، مما يفسر المحاولات الماثلة فيما يصار فى سوريا. فدمشق أم المراكز الحضارية قاطبة، فهي الاسبق فبغداد والقاهرة. (واتحدث عن العواصم الحضارة وليس عن الحضارات فلا يسارع بعضنا الى التطير)
مغبة الجبن خوف النشاز :
كنت قد كتبت في القدس العربي اللندية بتاريخ 20 مارس اذار 2011 كيف يفرح الكارهون للشعوب بانتصاراتها وكأنها انتصارتهم هم؟ وكتبت في الكلمة الالكترونية الشهرية (مجلة الكلمة - مجلة ثقافية أدبية شهرية) العدد 47 مارس 2011 وكتبت حول الثورات المخملية وعقدت قياسات بين الثورات الملونة الربيع العربي بعنوان كيف قرأت رأسمالية العصابات الثورات الملونة: روسيا الفيدرالية وأعراب الشتات: الكملة العدد 50 يونيو ،2011 وفي الحوار المتمدن http://www.ahewar.org/m.asp?i=3956 كما كتبت دراسة بعنوان في تشريح الثورة وادعيائها وغرمائها: كيف اشعلت مصر ثورة بأدوات مراكمة الثروة. نشرت في الكلمة والحوار المتمدن. وما برحت "اتأمل مليا ما قاله جوليان اسانج مؤسس وكيليكس "انا الذي اعطى اشارة اطلاق الثورات العربية. فبدلا من ان نقضى الوقت دفاعا عن سمعتنا الحسنة، قررنا اشعال ثورة فى الشرق الاوسط. ففى تونس ومصر كانت جميع العناصر لصنع الثورة متوفرة، ومهمتنا كانت تجفيف الاشجار تمهيدا لاضرام النار". وقد اندلعت الثورات كالنار فى الهشيم مثلما اشتعلت الثورات الملونة عشية سقوط حائط برلين فى نوفمبر 1898. ولعل بعض تلك الثورات لم يزد على تنويع على ثورة لورانس العرب وشريف مكة ونظائرها على مر التاريخ. فقد انقضت راسمالية العصابات تنهب روسيا مثلما انقض اعراب الشتات نيابة عن الدول الاوربية الكبرى بريطانيا وفرنسا وايطاليا والمانيا على الخلافة العثمانية يحتكرون جمع الخارج لدفع دين الخلافة السيادي فالفقوا دولة داخل الدولة انتهت بتفيت الخلافة، وخلق كيانات تتصارع فيما بينها مثلما تصارعت الممالك الاندلسية على اخر ايام الاندلس فيما بينها، وراحت تستعدي الفرنجة على غيرها. ولم يزد ذلك او نيقص عما تفعله الدول العربية والجامعة العربية باستعداء الدول الاوربية والامريكية الرأسمالية المالية على بعضه البعض(2)
وكتبت حول صعوبة البحث في احداث معاصرة متسارعة: اذ يجد الباحث صعوبة في الكتابة في ثورتين يعاصرهما مثل ثورة تونس ومصر بحاصة في ايامهما الاولى مرة حيث لا يتسق عند بعضنا الانفعال والفعل ومرة للان المرء(أة) ينبغي الن يتعلم قبل ان يندفع ومع ذلك فيا طالما كتبت في السخط الشعبى والانتفاضات الشعبية. ومرة فقد بدت الثورة العربية في حالة سيولة وكأنها تأخذ معها الثوار وهم اللذين قادوها مرة اخرى.
تداعيات محتملة جدا
تعبر صحف وانباء زيادة على تحليلات الشبكة صباح مساء عن مخاوف محقة واخري ترويعية من ذلك ان طنطاوي سيكون نائبا للرئيس وعنان وزيرا للدفاع: "فنكشف وكالة ''أنباء موسكو''، مساء الخميس 26يوليو 2012,، عن أن مصدرا مطلعا في القاهرة أخبرها بأن هناك توجهًا في رئاسة الجمهورية إلى تعيين رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، المشير محمد حسين طنطاوي، نائبا للرئيس محمد مرسي، مع احتفاظه بمنصبه كقائد عام للقوات المسلحة. وأضاف المصدر المطلع أنه من المتوقع أن يتم اختيار الفريق سامي عنان وزيراً للدفاع ونائباً للقائد العام للقوات المسلحة، فيما يتم اختيار رئيس الأركان الجديد في وقت لاحق في اجتماع للمجلس العسكري. وسواء نفي المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، ياسر علي، ما تردد من أنباء عن خلافات بين رئاسة الجمهورية والمجلس الأعلى للقوات المسلحة بشأن منصب وزير الدفاع او ان ما تردد بشأن ترشيح الرئاسة لإحدى الشخصيات لمنصب وزير الدفاع واعتراض المجلس الأعلى للقوات المسلحة عليها لا أساس له من الصحة الا ان خبرا او اشاعة تقول بنفى وجود أي تضارب أو تداخل في الاختصاصات بين الفريق الرئاسي ومساعدي الرئيس من جانب والحكومة من جانب آخر(3)
وفي سياق متصل تتدفق الردود على بيان الدكتور عبد الجليل مصطفى ومنها رد الدكتورة سامية هاريس Samia Harris والاستاذة نور الهدى زكي على شبكة مجموعة الفكر العربي القومى - الجمعة 27 يوليو 2012 ردا على بيان الدكتور عبد الجليل مصطفي بعنوان تصحيح المسار الذي يقول "ان النخبة التي استجابت لدعوة محمد مرسي واتفقت معه علي وثيقة المبادئ الستة عليها ان تعتذر الان للشعب المصري، وتعلن انها تعرضت للمرة الالف لكذب وخداع الاخوان وتصدر بيانا يتناول منهاج جديد للعمل وكفاها انتظار، ما لم يفوا بعهدهم وبدلا من الحديث والتذكير بوثيقة لم يتحقق منها بند واحد. اعترفوا بالخطأ السياسي الذي ارتكبتموه وانتم تذهبون الي مرسي وتستجيبون لدعوته وتساهمون في نجاحه وكان الاحرى بكم ان تدعوا المصريين الي الابطال او المقاطعة وقد رايتم ان من ابطلوا وقاطعوا هم نفس العدد الذي شكل الفارق بين مرسي وشفيق بمعني اننا الذين اسقطنا شفيق بالمقاطعة والابطال .اعترفوا بالخطأ السياسي وكفاكم تصحيح للمسار
وبالمقابل فقد كان الوعي الشعبي المصري قد عبر عن نفسه فى نسب التصويت للإخوان اذ "أوصلت القوى الشعبية المصرية الاسلام السياسي الى سدة الحكم عن طريق صناديق الاقتراع بنسبة 49%. الا ان القوى الشعبية صوتت فى انتخابات الرئاسة بنسبة 25% ثم فى الانتخابات في انتخابات الاعادة بنسبة 22% ويقر الشباب انفسهم في تواضع الثائر النبيل وجسارة قلبه. فلم يكن الثوار انفسهم يدركون لاول وهلة ان كانت انتفاضة ترفع مطالب اجتماعية حرية بان تستقطب تلك الاعداد أو انها ستتطور فتنشأ صاعدة سراعا هكذا وصولا الى المنادات بمطالب سياسية في مواجه دولة وجيشا من اقدم الدول والجيوش في التاريخ أن لم تكن اقدمها ولا كانوا يملكون القول أو التكهن بتداعيات الثورة هى نفسها على المنطقة رسميا وشعبيا. والى ذلك فلعل الاستقبال الذى تلقاه الثورة العربية ممثلة بتونس ومصر وما يتداعى عنهما كان مما فاجا وما يبرح يفاجئ المتابع للاحداث: ف هل يمكن أن يثلج صدر خصوم اعراب الشتات وصنائعهم وازلامهم أن تلك الثورات وظفت الوسائل التى بقي يستخدمها اعراب الشتات في انتاج واعادة انتاج الثروة؟ كيف استخدمت تلك الثورات وسائل الانتاج نفسها لانتاج الثورة؟
اختلفت مع بعض من اراسلهم على الشبكة بشأن فرضية انهم "بالتحالف مع الاخوان قد يستدعون عداوة العسكر في حين قد يبقي احتمال ان يتحالف الاخوان مع العسكر من وراء ظهوركم، وضرب الحركة الشعبية- الثورة لحساب الرأسمالية المالية- الصهيونية العالمة كارهة الشعوب بخاصة، والشعوب تؤلف تلك الاعداد الزائدة -لمن لا وجوه لهم- عن حاجة المراكمة الرأسمالية المالية. فان باتت الاخيرة تبيع المال كسلعة فتراكم بالفائدة- كما كان معظم بنو يعقوب يفعلون على مر الاف السنين-لم تعد الرأسمالية المالية بهذا الوصف بحاجة لا الى منتجي الفائض لتراكم ربحا ولا الى الانتاج السلعي لتراكم فائدة.
وكتبت حول غياب البديل الممفصل والواضح والتنظيم الذى يخص الثورة مما دفع بعضنا- غب اشعال الثورة وما تبدى من اخفاقاتها وخيبة امل معظمنا فيها-الى النكوص نحو الهوية والجهوية والطائفية. فقلت ان مغبة الفراغ الفكري والتنظيمي نسبيا كان حريا بان يولف ويتألف من شرط غياب الرجال الاقوياء الذين يحملون رسالة واضحة ومقنعة للناس العاديين وللعالم. وقلت انه مهما كان سفر تكوين ربيع العرب وما اذا كان امثال برنارند هنري ليفى او المخابرات الامريكية او الموساد وراء تلك الانتفاضات التى تبدو كانها سرعان ما راحت تتراشق بالتهم فان الذي حدث هو مثول الفراغ الفكري والتنظيمي حتى ان الامر بات محض ردود افعال لما يبادر به العسكر او الاخوان. وكتبت في الحزبين الكبيرين لجهة تعين الرأسمالية منذ القرن الخامس عشر على مفصلة احبولة الحزبين الكبيرين تضليلا للناس سوى ان كلى الحزبين الكبيرين كانا وبقيا يدافعان عن الرأسمالية بوجهين يبدوان مختلفين. فان كان الحزبان الكبيران حزبي الرأسمالية فقد كان لزاما ان توهم الشعوب بان احد الحزبين على الاقل هو حزب معارضة الرأسمالية او-و حزب الشعب او حزب العمال او حزب الفلاحين الخ فانطلق الناس يدورون فرحين يهتفون نحن احرار حسب قول مايكل مور. والواقع ان الحزبين كانا حزب الملك ثم حزب الرأسمالية ثم حزب الصهيونية العالمية تباعا. فلم يكن حزب العمال البريطاني مثلا حزبا للعمال بل كان حزب الاستعمار وكانت اخطر الحروب الاستعمارية غب الحرب العالمية الثانية قد شنت تحت لوائه فى خمسينات القرن العشرين بالهند الصينية(4).
وبقدر ما تحدت الرأسمالية المالية-و اعوانها المحليين الشعوب والنخب فلم يقيض للمثقفين والعمال كتابة ادب سياسي للفكر والتنظيم اللذان يخصانهما من ثم لم يتعنوا على انشاء خندق يمثلهم فى مواجهة خندقي الباطل. صحيح ان المثقفين والشعب وبعض النخب انتجت في زمان الثور قصصا وكتبا واشعار ونثرا فى التحدي والتنبؤ والاماني الشعبية الا كل ذلك كان يعوذه الادب السياسي والفكر النبؤي. فقد كان ما يكتب احيانا وعلي استحياء وفى خشية من احراج غيره مما كان ينبئ بتصور واضح للواقع وبما يشارف الفكر التنبؤي لم يكن يسجل فى الخاطر العام شيئا يذكر فى اتجاه فكر ثورى حقا. ولعل الحالة المصرية ليست بعيدة عن اخواتها فى معظم المجتمعات العربية. فقد استقطب بعض المثقفون ومعظم النخب والشرائح التى تشارف الطبقات الوسيطة في عملية الحاق -لا سبيل الى مقاومتها الا بقدر عال من الوعى التاريخي الحقيقي-بالشرائح الحاكمة-و كانت الاخيرة عبرت عن نفسها فى جماعات معكسرة بالملابس الرسمية او عسكرية بملابس مدنية-او-و بما يسمى المنظمات غير الحكومية. فلم تنشئ تلك الجماعات الوسيطة ونظائرها لها تنظيمات تخصها وتعبر عن مصالحها الممفصلة بصورة عميقة وقوية وتحليلية ومفهوماتية. بل انتحل معظمها فكريا كل ما يأت من الغرب والرأسمالية بتويعاتها منذ البرجوازية الصناعية الوجيزة الى الرأسمالية المالية تباعا.و كانت الاخيرة تحمل خميرة قوية من الصهيونية العالمية بلا انتقاء.
فالطبقة العاملة وبعض المنظمات العمالية والمطلبية بقيت تصدر عن البرجوازية الصناعية فى احسن الاحول وعن اصداء خطاب الستنيتات والسبعينات فيما تصارت اليه اوضاع تلك الجماعات. فترى مسئولا شيوعيا سودانيا مثلا يتعين منذ شهر او شهرين اى فى منتصف عام 2012 على تحليل اوضاع الطبقة العاملة السوداينة بمفردات الستينات وكأن الطبقة العاملة ما تبرح تواجه طبقة برجوازية صناعية او-و طبقة رأسمالية وظنية سابقة على الطبقة الصناعية ولا يدور بخلده ان اى من الطبقتين الاخيرتين لا لم يعد لهما وجود فى كل مكان. ذلك ان زمان الطبقات العمالية والبرجوازية الوطنية التى كنا نعرفها واحزابها كان قد ولي منذ ثمانينيات القرن العشرين ولم يبق منها سوى اشباه لها لا تعبر عن سوى احزاب المال اذعانا.
الجيوش القومية خط دفاع العرب والا التشظي في دويلات مذهبية
لعله من المفيد تذكر ان كل ما يدل على القومية والدولة القومية والحدود القومية السابقة على المشروع المعلن يعصف به اليوم بلا مواراة وقد بات معظمه ظاهرات ايلة للزوال سراعا وعلى رأسها كل من الدولة القومية والجيوش القومية. واجادل ان تقسيم المجتمعات العربية الى دويلات بدأ باكرا كما رأينا فى السودان حيث كرس الاستعمار ما سمى المناطق المقفولة فقيد حركة الشماليين جنوبا وحرم نشاط الجماعات الاسلامية مثلما حاول نشر اللغة القبطية بمصر في القرن الثامن عشر، خصما على اللغة العربية، ثم حاول مشروع حق تقرير المصير لتجزئة الجنوب النوبي عن بقية مصر. ولم ينفك مشروع التقسيم ان تعين على التركيز على الجيش فقد كان اول ما فعله الحلفاء هو حل الجيوش الوطنية كحل الجيش العراقي صبيحة اجتياح العراق مارس 2003 فضرب الاحتلال عصفورين او اكثر بحجر وكان احدهما اشاعة عدم الاستقرار وانفلات الامن مما ترتب عليها اختلاط امور التمايز الطبقي الاقتصادي وانفراط حبل تراتبات المراكز والادوار الاجتماعية. وثانيهما افقد الدولة واحد من اهم مؤسساتها ومقوماتها التنظيمية وهى القوات النظامية وقوات الامن وثالثهما رد المجتمع الى مرحلة ما قبل الطبقات بامتياز مثلما حل الجيش الليبي ليلة ضربت قوات الناتو بني غازي وطرابلس ومصراتا وغيرها من المدن الليبية. من المفيد تذكر ان قرار حل الجيش السوري كان قد اتخذ عقب الانفصال عن الوحدة بين مصر وسوريا فى 1969 وتتم ومحاولة حل الجيش السوري تباعا تحت رايات نبيلة هذه المرة.
وقياسا لم تعد الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية تتحدث عن العرب ولا حتى عن المسلمين وانما عن سنة وشيعة ودروز وعلويين وصابئة واقباط في سياق الحديث عن الشرق الاوسط الجديد او الكبير. ومن المفيد تذكر ان سفر تكوين تجزئة المنطقة مجددا-بعد تشارك توزيع الخلافة العثمانية بين الامبراطوريات الرأسمالية الصناعية الاوربية الغربية الكبرى غب الحرب العالمية الاولى- بدأ بتجزءة لبنان . وبات الحديث من يومها عن الحزب الاسلامي والحزب المسيحي والحزب الماروني والحزب الدرزى والحزب السنى والحزب العلوى, فان لا تتحدث هيلاري كلينتون عن سوريا وانما عن سوريا الطوائف وعن جيش مذهبي. فقد كان اول ما فعل الاستعمار الكلاسيكي تجزءة سوريا الى دولة طائفية الا ان سوريا عادت فتوحدت مجددا. وليس ذلك بل ان دمشق اسقطت حلف بغداد وسقط مشروع ايزنهاور في سوريا كما سقط مشروع صرب الجيش السوري مرة ثالثة غب اتفاقية الكفاح المشترك القاهرة 1969. قرار رقم : 2550 / د 52 تاريخ : 13/9/1969. وقد ساوق ذلك ضرب الاحزاب السياسية والذراية بها والعصف بالقيادات العمالية والمفكرين الشرفاء المثقفين الاوفياء للقومية العربية وامتلأت القوائم السوداء باسمائهم والسجون بمعظمهم.
الاحزاب الحديثة والعزة الوطنية
نشأت الاحزاب الحديثة فى احضان الدولة القومية وكانت دالة الكرامة والعزة الوطنية وعنوان على عنفوان الوطنية في مجتمعات كانت مهيأة او اوهمت بانها مهيأة للتحرر من الاستعمار وخاض بعضها حركات تحرر باشكال مختلفة. فقد كانت اهم خصائص دولة محمد على الحديثة نشوء جيش من الفلاحين الذين اعتقوا من الارض زيادة على عناصر من الذين كانوا يشارفون القنانة او العبودية من توسعات محمد علي باشا. ولم تكن مصر وقتها مهددة من قبل جيران ولا كانت تواجه عدوا موصوفا كما باتت من بعد قيام اسرائيل. بل كان جيش محمد على باشا وابنائه من بعد توسعيا فى الجزيرة العربية وا لسودان مع محاولة فى الشام. وقد شجعته اوربا او سايرته وجيزا-مثلما فعلت مع صدام حسين. فقد حرض الانجليز والفرنسيون محمد على باشا على مناوشة الخلاقة العثمانية مقابل السماح له بالتوسع في بعض امتدادات الخلافة العثمانية كالشام والحجاز والسودان الي لم يكن ولاية عثمانية الا بقدر ما قامت مصرمحمد علي بفتحه باسم الباب العالي فى 1821-1822-1885 ولم ينفك محمد ان راح على يتحرش بالخلافة حتى توقيع اتقاقية لندن 1832.
القيادات الحزبية المدنية:
لعله من المفيد تذكر ان الاستعمار اما كان قد ادرك استهداف بعض المثقفين لغواية السلطة أو-و تعين على غواية بعضهم لحساب الثورة المضادة. وقد بات بعض المتعلمين والمثقفين تروس فى دست الانظمة العسكرية بعدما كانوا ثورا منظمين وخريجى جامعات اشتراكية. وقد عبرت تلك الخيبات المدوية فى البدء والمعتادة تباعا عن صيغة فكرية عولمها من بعد ثوريون امريكان سابقين وغيرهم هم المحافظون الجدد وتنويعاتهم. وكان الاخيرون قد راحوا يجأرون بانهم- وقد خاب املهم فى اليسار-تعينوا على القبض على الامور بالحاق انفسهم بشرائح السلطة الحاكمة. ويقول المحافظون-الانجلو امريكان-الجدد انهم كانوا يساريين وكان بعضهم ماركسى تروتسكى فى ستينات القرن العشرين، الا انهم اصيبوا بخيبة امل فى كل من اليسار والاشتراكية فى تغيير العالم. ولم يلبثوا ان تعينوا على وسيلة اسرع وانجع لاحلال ثورة تغيير العالم على شاكلة مناقضة تماما للاشتراكية. واجادل ان الحاق المحافظين الجدد انفسهم بشرائح السلطة الامريكية منذ رونالد ريجان على الاقل ان لم يكن منذ وودرو ويلسون وصولا الى جورج ووكر بوش الابن بمثابة الحاق مثقفى العالم الثالث والرابع انفسهم بالعسكر. ولعل ذلك القياس يجعل بعض مثقفى العالم الثالث والرابع تنويعة باكرة على المحافظين الجدد. فكلاهما ضائق الصدر باليسار والاشتراكية نافد الصبر على النضال يستعجل الامور ويبادل الشعوب الريبة فلا يثق بها بل يناصبها خصومة ويؤبلسها. ولعل ذلك الانسلاخ الذاتي self alienation أنتج مناخ غياب الفكر التنبؤي فالتنظيم الفاعل في حركة المجتمع. نشوءا الى اعلي او حتى فى تنويع مبتكر على ذاته. ولعل ذلك المناخ كان من شأنه ان يشرع الباب واسعا امام كل من العسكر وبخاصة الاسلام السياسي ليفكر وينظم نفسه منفردا بالساحة خصما على ما عداه.
انقلاب الطوائف الدينية المنوالي على الحركات الشعبية واحزابها ان وجدت
أزعم ان التنظيمات الطائفية وجهات اقليمية كانت غالبا وراء الانقلابات العسكرية السودانية. وكانت الطرق الصوفية تقوم مقام احزاب المعارضة فى غياب أى معارضة للادارة الاستعمارية وقد تماهت الطوائف فى المقياس المدرج مع الأولى بخاصة بعد الحرب العالمية الأولى فمقتل السردار وطرد مصر التى بقيت تتحمل ميزانية الاحتلال من السودان حتى الاستقلال. وقياسا راحت الطوائف تتعين باكرا على تسييس الجيش او على الاقل قياداته العليا ولم ينفك العسكر ان تعينوا على ادلجة ومذهبة(من المذهبية) القوات المسلحة مما يعبر تباعا عن نفسه مثلا في مذهبية الجيش السوداني وتطبيق الشريعة. وقياسا راح العسكر المسيسون يمأسسون انفسهم على الحروب فى مراكمة السلطة والثروة وقد بات العسكر اكبر من جعل الدولة اداة لانتاج السلطة والثروة وصولا الى مشارفة الطبقة من اجل ذاتها زقد ورث بعضهم عن الطرق الصوفية احتكار الافتاء فتحول الافتاء الى وظيفة رسمية بدواوين الدولة فيما اخذت المعارضة على عاتقها الافتاء ضد الدولة. ولعله من المفيد تذكر ان بعض الطرق الصوفية لم تكن وحدها الملهم لتلك الوظائف وانما كانت الدولة الاستعمارية تجمع بين السلطة السياسية والتشريعية والتنفيذية الى الدينية باسم الشعب السودانى فتستدعى الاسلام لتكريس مشروعية تلك السلطة. فقد كان بعض الاداريين يجأر "كنا حكومة مسلمة تحكم شعب مسلم.(5) "We were a Moslem government governing a Moslem people وترتيبا بات الاسلام اداة مقاومة واداة سلطة مضادة.
ولم ينفك الاستعمار ما بعد الصناعى ان احل الدولة والحزب الحاكم أو الجمهورية الرئاسية وتعددية حزبية مفرغة المحتوى مكان التنويعة الاستعمارية الكلاسيكية فباتت كاقة الاحزاب رهينة بصلاحيات رئيس الجمهورية الواسعة بلا فكاك نيابة عن اصحاب المال المكوننين وسماسرة وقابلة Mid-wife خصما على الرساميل الوطنية ولم يبق للاخيرة فضاء جراء الاستحواذ المكونن على كل من الفائض وعلى استلاب العمل الحى Living labour تفريقا له عن العمل التاريخى Historic labour اي الآلة. ولا يندرج ما سبق تحت النظرية التآمرية بحال. فقد كانت المستعمرات ولم تنفك الدولة "المستقلة" وما تبرح محض تروس كبيرة أو صغيرة فى ادارة عجلة المراكمة بتنويعاتها البرجوازية الصناعية فالرأسمالية ما بعد الصناعية- العولمة- الكوننة- وضمان استمرارها فاعادة انتاج النظام. وربما فسر حاصل جمع العوامل التاريخية التنظيمية اعلاه كيف ان الانتفاضة الشعبية ما تنفك مثلها مثل نظائرها التى عمرت التاريخ تعيد النظام الى ما كان عليه قبل الازمة -الحكم العسكرى. سوى انه حيث يستحيل تحت وضع الاشياء الراهنة اعادة النظام الى ما كان عليه فقد باتت الانتفاضات تيسر عودة نظام اشد نكوصا عما كان عليه قبل الازمة مما قد يؤلف بدوره سفر تكوين نظام لاحق اشد سوءا وشراسة وهكذا.
وربما كان من المفيد تذكر كيف ان تجارب عربية باكرة كانت قد الفت انذارا باكرا على انقلاب حركات دينية واحزابها الطائفية علي الثورات الشعبية السودانية وعلى الاحزاب المدنية معا كما حدث ابان ثورة اكتوبر1964 الشعبية فنجحت فى اعادة النظام الى ما كان عليه قبل الانتفاضة مرة. ومرة اخري تعينت على تسييس القوات المسلحة او قبللتها اى كرست قبليتها لحساب قبائل موالية لواحدة او اخرى من الطائفتين الكبيرتين وحزبيهما الكبيرين ايضا وقد احتكرا الساحة السياسية لوقت طويل حتى نشأ الاسلام السياسي وحزبه مستفيدا من تسييس القواعد الطائفية باكرا. ولعل قياس على تجربة السودان حري بان يكشف كيف ان الحزبين الكبيرين بقيا رغم خلافاتهما البادية يصدران عن التنمية الرأسمالية وصولا الى العولمة. ويلاحظ الناس بامعان النظر ان الجزبين الكبيرين كما حاولت تحليلهما في دراسة سابقة ليسوا سوى احزاب الرأسمالية. ولم يكونوا سوى احزاب الرأسمالية بتنويعاتها. وقياسا فان حزبا لن يقيض له البقاء ما لم يرتهم بالمراكمة الرأسمالية المالية.
تعالق نشوء حزب الاسلام السياسي وصعود الجيش الى طبقة من اجل ذاتها
من طبع الرأسمالية المالية خلق جماعات لإحلالها مكان جماعات اخرى. ولعل ذلك يتضح فى عملية الكراسي الموسيقية التى كانت قد زيفت بشأن ما يسمى الطبقات المتوسطة واقول الوسيطة Mediating بمعنى انها تتوسط بين الحكام المحكومين باسم الاخيرين تخاتلا. وتتضح صفة او طبيعة التوسط تلك في الادوار التى تكلف تلك الطبقة اوسبه الطبقة بل الواقع هي ليست طبقة فمعظم اعضائها لا يبيعون عملا منتجا بالمعنى الفيزيقي وانما ينتجون سلعا ثقافية مثلا لا ينتج الجيس سلعا ويدرج مع الجماعات المنتجة في خانة الناتج المحلي الاجمالي. وقد تحورت الطبقات المتوسطة تلك الوسيطة فى الثلاثين عاما الماضية الى ما يسمى بالطبقات الثرثارة والطبقات الاجرائية والطبقات. والا لقيام بما قيضت ممارسات البنك الدولي فيما سمى التكييف الهيكلي Structural adjustment وهو ارغام الدول في سبعينات القرن العشرين على الاستدانة بسعر فائدة منخفض-وكان ذلك طعما فلم ينفك سعر الفائدة ان ارتفع بصورة فلكية- رغم ان تلك الدول مثل مصر والسودان لم تكونا بحاجة للاستدانة اذ كان لكل منهما فائض ميزانية معتبر, وتلاحظ(ين) ان ذلك كان بداية توريط الدول فى الديون السيادية. والاسوأ فقد خصصت تلك الديون للارساء الاساس المادي والبنى الفوقية للرأسمالية المالية وكان اولها انشاء اسواق المال فانشأ السودان سوقا بقي رصيدها اليومى من الاسهم والسندات لا يزيد على 20 دولارا.
المهم كانت التكييف الهيكلي سفر تكوين بيع القطاع العام بالمزاد العلنى مما اشرع مناخ صعود اثرياء الخصخصة الذى استروا مقدرات البلاد بتراب الفلوس. كما نشات رأسمالية تلك الجماعات خصما على الرأسمالية السلعية وعلى القطاع العام وما جرى بعدها من الحاق كافة الدول بالمنظومة الصهيونية العالمية هي استراتيجيا مشروع اقتصادي تدميري لكل من عدى الصهاينة وازلاهم-تاكتيكيا-كما اكون قد ذكرت واذكر مرارا لاستنزاف الثروات بصورة متسارعة. المهم فورا تعين التكييف الهكلي فيما تعيين على ازالة الغابات بقطع الاشجار لإقامة مشارع زراعية كبرى من اجل صناعة البيف بيرجر وما شابه في السبعينات وصولا الى الخصخصة في الثمانينات على عهد النظام العسكري الثاني. الى ذلك فقد نشأت القوة المالية Financial prowess للاسلام السياسي متساوقة مع الممارسات المذكورة اعلاه ومع اقتصاد السوق اضافة الى صعود الرأسمالية المالية بصورة غير مسبوقة متمأسسة فى ثمانينات القرن العشرين فوق المضاربة فى المال وبيع المال كسلعة خصما على الانتاج السلعى بخصخصة القطاع العام حتى لم يبق من الاخير سوى ما لا يزيد على 20% فى المجتمعات الصناعية نفسها فيما تحولت الاستثمارات ان وجدت الى الاقتصاد الخدمي واقتصاد المعرفة الدوت كوم-الرقمي منذ ثمانينات القرن العشرين. تلاحظين ان الثمانينات شهدت ترحيل العمالة من الماركز المتروبوليتانية الى الهوامش بعلاقات العمل القنى او العبودي فيما تعطل عن العمل في اوربا وحدها 20 مليون عام صناعي مسيس مدرب منظم لحساب عمالة لا مدربة لا مسيسة لا منظمة رخيصة طيعة Flexible فى صناعات الانتاج بالقطعة والسير المتحرك Conveyor belt production وما يسمى باقتصاد المفك Screw Driver economy مما فتح السوق امام المرأة وقد وقفت خلف تلك الظاهرة منقطة النظير النسووقراط. فان اقتحمت المرأة سوق العمل بتلك الصورة فقد ساعد ذلك الاسلام السياسي على تحريض الرجال على النساء مما اعاد انتاج الحرب بين الجنسين التى اشعلتها اوربا وامريكا من قبل. وبذلك فقد احلت الحرب بين الجنسين مكان الصراع الطبقي هكذا كسب اليمين الجديد ثم المتطرف ساحة قتال اليسار التقليدي الذي كمنا نعرفه مفتوحة على مصراعيها الخ الخ الخ. الم اكرر حتى الملالة ان شيئا لا ينشأ من قراغ؟ وان كل شئ مترابط متعامد مع غيره. (لذلك احب كثيرا بيير روسي Rossi Pierre ه المفكر الفرنسي من اصل كورسيكي ولعله كان من اصول عربية فلم اقرأ لكاتب ابدا مثل ذلك التماهي مع العرب واللغة العربية والثقافية العربية ابدا. واعتبر بيير روسي صديقا حميما حقا وافتقده احيانا رغم اننا لم نتلق. واشعر احيانا وانا اقرؤه انه يحادثنى واشعر بالوحدة بعد وفاته. فقد بقي يهيء لي حتى توفاه الله اننا ان التقينا لهتف بي ("اين انت؟" "لقد افتقدتك"). انظر(ي) Pierre Rossi: 1976:La Cite D’Isis: Histoire Vraie Des-Arabes: Nouvelles Editions Latines: Paris : 1976:
المهم فورا كانت تلك الظواهر ومنها اعادة خصخصة الاراضى الزراعية وبيعا بدورها بتراب الفلوس مما هجر ملايين الناس من الريف الى المدينة فيسر للاسلام السياسى كما فى السودان جماهير حضرية من تلك الملايين المهجرة بعنف من كل مكان الى كل مكان. فالاسلام السياسي بدأ ظاهرة حضرية بامتياز. وقياسا فقد قيضت حاصل جمع تلك الطواهر زيادة على انحسار دور القطاع العام فى خلق العمالة ودور الدولة فى اعادة التوزيع للاسلام السياسي الصعود اقتصاديا وماليا وتنظيميا جراء دخول اعداد هائلة فى المجتمعات العربية ممن سرحهم بيع القطاع العام فى المزاد العلني. فان دخل الاخيرون سوق عمل مسترخص لا مدرب لا مسيس فقد كان ذلك حريا بان يهيئ تسيس تلك الاعداد اللامنظمة مذهبيا. وحيث لم يكن للاسلام السياسي يوما برنامجا اقتصاديا خارج اقتصاد السوق فقد الحق نفسه عن طريق سوق العمل بهذا الوصف تباعا بالعولمة وباهدافها المالية في مناخ خصخصة القطاع العام. وحيث اتصل عدم تنظيم المنتجين و-او اضعاف تنظيماتهم المطلبية بوصف ان معظمهم لم يكن مسيسا فى سوق عمل معولم افتراضيا بهذا الوصف في مناطق التجارة الحرة Free Trade Zones(FTZs) ومناطق التحويلات لحرة Free Processing Zones(PZs) والكويز Qualifying Industrial Zones (QIZ)
وكان سوق العمل المذكور حريا بان يتمأسس فوق علاقات عمل تشارف علاقات العمل القنية –من القنانة-او-و حتى العبودية مما قيض للاسلام السياسي جماهير كانت ادمة ننظيميا وفكريا من قواعد الاحزاب الوطنية السابقة على العولمة. فان اضعفت الاحزاب الطبقية او-و الطبقات بالاحرى بات ما كان منها طبقة فى حد ذاته بات سابقا على الطبقات. وحتى ما كان منها طبقة من اجل ذاته class- for-itself مثل طبقة الحكام نكص Digressed الى طبقة فى حد ذاته class-in-itself . واجادل ان الطبقات الحاكمة بهذا الوصف الحقت بالاوليجاركيات المالية العولمية مثلما يلاحظ الناس فى كل مكان فى الممالك والامارات والمشيخات والجمهوريات العربية وغير العربية جميعا من اغناها الى افقرها.
لذلك ازعم انه رغم استقطاب الاسلام السياسي لاعداد كبيرة من الشعب تحت عباءة الدين والطاعة للزعامات المحلية، في سياق التنظيم التراتبي للاسلام السياسي، وكان البعض قد اخذ عن الاحزاب الشيوعيىة التى تعاصر واياها فى مصر والسودان مثلا- اخذ نظام الخلايا وغيرها من الاشكال التنظيمية، فقد جعل مفهوم وثقافة الانضباط- الذى فرضه العمل السري ايضا فى الحالتين الشيوعية والاسلامية- من كل من يخرح على الانضباط فى الصف- برأي الاسلاميين السياسيين- مشبوها بل غريما ينبغي مواجهته. وحيث كان الاسلام السياسي قد شارف احتكار ساحة العمل الجماهيري المنظم، وقد توسع تباعا فخرج الى الريف والبوادي -قياسا علي الاحزاب المدنية او ما يسمى بالعلمانية- ذلك المفهوم الملتبس كغيره من المفاهيم التى نلهى فيها ونلوكها توكيدا للعصرنة والباع الثقافي الفكرى، وكل ما تريد وما تريد شريطة أن تترفع على اشيائك المتخلفة تلك. المهم فورا فقد كان الربيع العربي الذى لم ينظمه الاسلام السياس حريا بان يفاجئ الاسلام السياسي مثلما فاجأ الربيع العربي احزاب الشرائح الاخرى وكانت الاخيرة قد راحت بدورها ترتاح على برامج بائرة وبقيت ترنو الى الستينات.
الناس بحاضرها ومستقبلها:
أجادل ان المرء بحاضره ومستقبله وكذا التنظيمات وما شابه الا ان ماضي الشئ قد يدل عليه احيانا ايضا. فلنتطرق وجيزا لماضي اهم فئتين فى حياة الناس اليوم بخاصة بعد ما يسمى بالربيع العربي الذى فاجأ الاحزاب ومعظم الهيئات المطلبية والنقابات. فقد كانت معظم الاحزاب قد نامت فى عسل التراضى و-او التوافق بل حتى لامتماهي مع احزاب السلطة طويلا مما بقي معه بعض المعارضات في احسن الاحوال رجل فى الماء واخري فى الطوف مثلما الحزبين السودانيين الكبيرين وهما يركبان موجة السخط الشعبي الذى اندلع جراء ارتفاع الاسعار والبوس العام(6) . ذلك ان العسكر بتعريفهم الحديث كانوا ظاهرة باكرة سبقت غيرها من الظواهر الاجتماعية فى المنطقة العربية. وقياسا كان الاسلام السياسي بدوره اسبق من غيره في السودان مثلا من احزاب اليمين القبلي او-و المدني جراء رعاية الاستعمار الكلاسيكى للطرق الصوفية والطوائف الدينية باكرا. ولعلنا ان امعنا النظر نجد ان هذه الظاهرة لم تكن وقفا علي السودان. فقد نشأ الاسلام السياس او تسيس الاسلام الرسمي خفية، والشعبي فيما يشارف العلن، باكرا رغم حركة الافعانى ومحمد عبده وغيرهما او-و بسببها. حيث لم تنشئ الاخيرة لها حزبا. والذى حدث هو ان الاستعمار باستقطابها فى حركة او مشروع اصلاح الازهر فى مواجهة الثورة العرابية مما جند له نماذج مثل الشيخ محمد عبده نفسه والشيخ طه حسين.
وقياسا فلعل احداث نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين كانت حرية بهذ الوصف بان تمهد لحزب الاسلام السياسى- رغم انه لم يعلن ولا حاول تسجيل نفسه بهذا الوصف عندما سنحت ل فرصة. فقد بتنا نعرف الاسلام السياسي كحركة تشارف الحزر بقيادات ومسؤلين على مستوى مركزي ومحلي وممثلين بل وسفراء فى الخارج بدون حقائب طبعا. تبدى الاسلام السياسى حزبا متميزا بخصائص وملامح الحزب وخطابه ومشروعه ولوائحه الداخلية معبرا عن مصالح معرفة لجماعات معرفة تعريفا ماركسيا ان صح التعبير رغم ان جماعات الاخوان لم تؤلف في المجتمعات العربية طبقة بهذا الوصف بحسب زعاماته المرتبطة باسواق المال وبسوق العمل المذكور اعلاه عن طريق قواعد من اغلبيات تبيع عملها ولا تجد من يشتريه او-و من منتجي الفائض من المفقرين مع ذلك وبسبب ذلك.
فقد ازدادت الاغلبيات المذكورة وقد دخلت اسواق عمل "صناعية" تزويقا افقارا عما كانت عليه عندما كانت ناشطة فى اسواق عمل زراعي او حتى موسمي. ولقد انعكس ذلك على طبيعة التنظيم المطلبي ان وجد او على الحزب السياسي الذي بقي افتراضيا-بما في ذلك حزب الاخوان-الا بقدر احتل الاسلام السياسي مكان الدولة فى اعاد التوزيع حتى ان كان فارقا والاغلب الى مائدة رحمان يوفر لاعضاءه ما كان القطاع العام يوفره من الخدمات العامة فيما تدهورت السلع العامة في كل مكان مع تضاؤل الناتج المحلي الاجمالى Gross Domestic Product الذي يولف حاصل جمع ما ينتجه المجتمع من سلع وخدمات عامة. ومع ذلك بقيت الرأسمالية المالية تتطير من الاسلام السياسي واحزابه. ذلك انه ان انشأت الرأسمالية المالية في بداية ثعودها هى حركات الاديان السياسية مثل الانجلو افانجليين والاسلام السياسي ونظائرهما كالكونفيوشية والبوذية السياسية بغاية مواجهة الحركات الاشتراكية فى كل مكان فضربت اليسار العربى فى مصر وسوريا والسودان وشمال افريقيا الا انها بقيت تدعى التطير من الاسلام والاسلام السياسي تكاذبا حتى الان.
ورغم اننى لا اضع حركات الاسلام السياسي فى سلة واحدة لا استبعد على بعضها اشعال حركة تحرر ان تخلصت من الانخراط فى اقتصاد السوق والالتحاق بالرأسمالية المالية. فحماس تدير عملية التفاوض على الاستقلال- ولو بوكالة مصر-فيما تتعين على حركة التحرر المسلح. ومن المفيد تذكر ان الرأسمالية المالية تدرك امكانية تحور بعض الحركات الدينية المسيسة كالحركات الانجلو افانجلية مثلا الى حركات موالية للمشروع الرأسمالي المالي الصهيوني العالمي بلا علم من تلك الحركات غالبا. او-و بعلمها ووعيها الكامل تخاتلا او-و تقصدا. والواقع ان الحركات الافانجلية المتطرفة ما كانت لتقوم وتقوى لتحتل في معظم مجتمعات امريكا اللاتينية مكان الاديان المحلية مثل الكاثوليكية واللاهوت الثورى الا بتمويل رأس المال المالي وبسند القوات الامريكية مثلما فى نيكاراجوا وتشيلي وسالفادون حتى دحرت الافانجلية الانجلو امريكية المتطرفة تباعا في امريكا الجنوبية –اللاتنينة –الافانجلية بتنويعات حركات التحرر الوطنى منذ تسعينات القرن العشرين. فقد ضمت مجتمعات التحرر الوطنى معها كوبا ثم فينيزويلا عندما استقلت الاخيرة ثم كلاهما من بعد.
سفر تكوين العسكر ونموذج التنمية الامريكي:
كرس الاستعمار شرط نشوء ما اسماه الشرطة العسكرية Police Constabulary التى جأر الاستعمار باكرا بانها نمثل قوة هائلة على مدينة اي حضرنة الشعوب المتخلفةIs a tremendous civilizing Force وهو الشعار الذى لم ينفك امثال صامويل هانتينجتون Samuel Huntington April 18, 1927 – December 24, 2008 ان ردده نهاية خمسينات الى نهاية الربع الاخير من القرن العشرين. فقد بات العسكر-بوصفهم تنويع على الشرطة العسكرية-الية تكريس مايسمى النموذج الامريكى للتنمية The American Model of Deployment فى العالم العربى ونظائره فى كل مكان. وكانت فرضية او الاطار الفكري براديجما Paradigm بالاحرى ان الجيش يضمن الاستقرار اللازم للتنمية ما بعد الصناعية تحت اشراف صندوق النقد الدولى وبشرطيات Conditionalities البنك الدولى. ذلك ان العسكر يوفرون افراد مفردين منضبطين فى الصف يتلقون الاوامر من اعلى فينفوذونها بدون مراجعة جهة برلمانية ولا مسائلة شعبية او محاسبة برلمانية. ذلك انه يكفى وجود شخص اعلى سلطة اى وزارة او قمة الدولة للتفاوض معه او-و اصدار اوامر من اعلى اليه.
هذا وكان البنك الدولى قد تعين على خلق شرط تحول الجيش الى دولة داخل الدولة عبر مشاريع اقتصادية شارفت صفوف الجيش العليا على اثرها الطبقة من اجل ذاتها. وكانت تلك الجماعة قد تدربت بدورها فى سانت هيرست او فى امريكا او حتى فى السعودية كما باتت المعونات العسكرية لبعض الدول العربية الية للي ذراع العسكر كلما لزم وصولا الى ما بات يشارف الاستعمار. فقد ضمنت الرأسمالية المالية خصوع العسكر اقوى وربما الطبقة الوحيدة الباقية فى المجتمعات المفقرة لسياسات وممارسات التنمية ما بعد الصناعية او الاستثمار فى الخراب Investing in decline بالاحرى كما في الباكستان ثم لم تنفك الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية ان استدارت وعصفت بتلك الطبقة-العسكر-عصفا يلاحظه الناس فى كل مكان. فان ضمت الرأسمالية المالية ولاء معظم تلك الجماعات فانصياعها فقد انفتحت لها ابواب المجتمع على مصراعية تقتل المدنيين بطائرات بلا قتطان وتستبيح الحدود القومية للدولة وقد باتت الاخيرة محض ساعي بريد او اقل لدى الرأسمالية المالية والاستخبارات الامريكية والبنتاجون وكافة المغامرين الامريكان ونظائرهم.
وقياسا ازعم ان البنك الدولى تعين على خلق شرط نشوء العسكر كطبقة من اجل ذاتها حيث بادر البنك الدولي بسياسة الاستثمار فى الاراضى المستصلحة يمعنى الغابات التى تقطع اشجارها Forest clearings خصما على الارض المشاع التى يتعيش عليها الاف المفقرين من الريقيين والبدو. وكانت تلك الاقطاعات قد خلقت مشاريع زراعية كبرى عبارة عن مراعي لانتاج البريجر Burger وخلافه يحتكرها رحال اعمال زراعيين كبار Agribusiness men من كبار العسكر. وقد بات معظم اصحاب تلك الابعديات من طبقة العسكر فى السودان مثلا على عهد الرئيس جعفر نميرى وتباعا.
ارضاء اسرائيل بالبرجوازية الصناعية وجيزا وبالقضاء عليها معا:
حتى لا ينشأ ما من شأنه اقلاق اسرائيل فسوف يقضى على مفهوم الجيش الوطنى بالمعنى الذى بقينا نعرفه منذ الاستعمار الكلاسيكي حيث كانت الجيوش القومية قد اتصلت بمواضعات البرجوازية الصناعية صاحبة المشروع القومى. ذلك انه ما ان قضي على البرجوازية الصناعية لحساب الرأسمالية المالية فلم يعد ثمة حاجة الى جيوش قومية الا بقدر ما تجند امريكا ونظائرها جيوشا فوق "قومية" او قبل قومية من مرتزقة عولميين ومن سلفيين متطرفين يتطيرون بدورهم من القومية بوصفها تهديد لامريكا والغرب والرأسمالية وبخاصة للدولة العبرية. وتتعين مثل تلك القوات المذهبية على محاربة المشروع القومي والقومية في كل مكان وكذا على العصف بالرأسمالية الوطنية سواء برجوازية صناعية او سابقة على التصنيع بهذا الوصف. فان عبرت البرجوازية الصناعية عن نفسها بوصفها صاحبة المشروع القومي والدولة القومية والحدود القومية تعينت الرأسمالية المالية على ابلسة البرجوازية الصناعية او الرأسمالية السابقة على الصناعية منذ ما بين الحربين فالحرب العالمية الثانية. ويكاد هذا الموقف يعيد انتاج موقف اسرائيل من القومية الرأسمالية الوطنية الخ.
بقدر ما يتطير بعضهم بها كونها عقبة فى سبيل استدعاء الخلافة عابرة القوميات والحدود القومية وقد تمأسس مشروع الخلافة فوق الرساميل عابرة الحدود متساوق مع العولمة. فمشروع الاسلام السياسي مشروع قتصادي. وازعم ان ابلسة البرجوازية الصناعية والرسمالية ما قبل الصناعية وراء اطروحة او احبولة فرانسيس فوكياما. فان اعلن فوكوياما موت الايديولوجية والتاريخ فقد كان ينعى ايديولوجية البرجوازية الصناعية وكانت تتصل بالمشروع القومي الوطني وموت تاريخه لحساب الرأسمالية المالية- والاوليجاركيات المالية العولمية تباعا في كل مكان. وقياسا بخصم مثول الاوليجاريكيات المالية على كل ما يدل على اغلبيات الناس العاديين فى كل مكان. وقياسا فقد كانت الاوليجاركيات العولمية حرية بهذا الوصف على ان تعول على ما بقى مفكروها ومثقفوها ينتجونه لها من نظريات اجتماعية ليبرالية وما بعد ليبرالية أو اطر فكرية موسمية كم في كل مرة امعانا في اشاعة الفوضى الفكرية والتنظيمية بين من عدى الاوليجاريكيات العولمية تلك. ذلك أن الاخيرة تتطير من مفهوم الطبقة وتجأر بان ليس ثمة شئ اسمه المجتمع There is no such thing as society. ويمفصل لها ماركسيولوجيون تشكيلات اقتصادية اجتماعية في لوحة خماسية مقدسة خارج الواقع وتداعيات العولمة الفاحشة. وكان الاخيرون وما يبرحون يحللون المجتمع في علامات المرور الثلاث حكام محكومين وبينها طازج أو بائب أو بائر حسب الظروف والطلب.
وقياسا فقد مأسست تلك الاوليجاركيات الصهونية العالمية اجندتها القيامية بالضرورة على تجويج الاغلبيات المحكومة وترويعها و-أو ابادة اعداد متزايدة بوصفها الخصوم الازلية للحكام وحلفائهم وللاوليجاركيات العولمية منذ سقراط وكافة الفلاسفة النخبويين يونان وعرب ومسلمين وصولا الى الليبراليين الجدد والمعتزلة الجدد. وتخلق الاوليجاركيات المذكورة بمعرفة ازلامها في كل مكان شرط القضاء على تلك الاعداد الزائدة بالحروب الاهلية أو المحلية المعولمة Localised world wars. ولا يعنى ذلك أن الاوليجاركيات العولمية الصهيونية العالمية تملك التحكم في مصير العالم قاطبة ولا في العباد كافة. ففى حساباتها الصلفة تلك يتضح تباعا انها لم تنتبه الى نشوء فئات اجتماعية قد لا تكون بالنتيجة اقتصادية جراء ملايين العاطلين والمهمشين والمستلبين من الشباب بالمجتمعات المفقرة الا اذا كانت الاوليجاركيات المذكورة تستغفلنا جميعا وكانت تدرك ما كان بسبيل أن يحدث. الا أن ما حدث بالفعل فاق كل توقعاتها وخرج عن طوعها مثلما خرجت حماس وقد اغمضت اسرائيل العين عن نشوئها بغاية ضرب منظمة التحرير العلمانية نسيبا (ولست مغرمة بتلك المفردة الزلقة التى تستخدم على عواهنها كغيرها ممما نختطف طوال الوقت دون تأمل أو تبصر)
المهم لا يعنى ذلك أن الاوليجاركيات العولمية الصهيونية العالمية تتحكم في مصائر العباد قاطبة ولا انها تملك تسيير العالم على هواها. فرغم تطير الصهيونية العالمية مما تسميه القنبلة الديمغرافية ومن الاعداد الزائدة التى ترهب العالم بها ورغم احصاءات المنظمات الدولية والمحلية بنسب من هم اقل من 30 عاما في العوالم المفقرة- وقد فاق اخر احصاء 51% من تعداد السكان. وتقول الاحصاءات أن 70% من الاخيرين دون الخامسة. الا أن حسابات الصهيونية العالمية عميت عن فلم تحسب لفئة عمرية بعينها في المجتمعات المفقرة هي فئة الشباب حساب مرة. ومرة تصورت أن تضور الشعوب سيدفع الاخيرة الى ثورات الخبر والشارع الا ان الصهيونية العالمية فجأت بان الشعوب تخرج دفاعا عن الكرامة. الكرامة؟ كيف تأت ذلك وكانت الاوليجاريكات المذكورة قد ايقنت مثلما فعل رؤساء الادارات الامريكية قاطبة ان شعوب العوالم الثالثة والرابعة التى اوصلت الى ما هو اقل من الجمع والالتقاط ولم يعد ثمة ما يجن ع يلتقط مع تقطيع اشحار الغابات والتصحر وصولا الى مجتمعات العصر الحجري ايقنوا ان تلك التراكمات العددية شعوبا متخلفة عقليا.
وقياسا فمهما كان امر تلك الشعوب بما فى ذلك شعوب المجتمعات الغنية فقد كانت الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية قد عولت على استباق الحركات الشعبية التاريخية والوعى الطبقى بسحق الاغلبيات حتى لا يبقى للاخيرة طاقة سوى طاقة الوعى الزائف False consciousness أن بقي لها شئ. وفى المقابل تعينت الرأسمالية المالية على فبركة حركات شعبية مشبوهة فيما يلاحظه الناس في كل مكان من الجمهوريات الاشتراكية السابقة والتبيبت وايران ولبنان وجورجيا واوكرانيا وصولا الى المجتمعات العربية (مثل حرة 6 ابريل ونظائرها مثل ثورة حي البيازين الاندلسية والقرامطة والبابيك العباسية وغيرهم). الا أن الرأسمالية المالية-الاولجاركيات العولمية صعقت جراء تلك الفئات من الشباب الذى يتعطل اثناء اجمل سنين عمره واكثرها انتاجية وقد سحقته السياسات الاقتصادية ومليارات الدولارات من رأس المال العربى الهاربArab Flight capital والمديونية الداخلية( وتبلغ في مصر 73% من الناتج المحلي الاجمالي GDP ناهيك عن المديونية السيادية Sovereign debts للمنظمات المالية الكبرى وعن بيع سلع استراتيجية بتراب القروش لاسرائيل الخ، زيادة على ارغام المنتجين على بيع منتجاتهم باسعار لا تقيم الاود جراء شرطبات منظمة التجارة العالمية والبنك الدولى ورفع الدعم عن السلع التموينية وتقليض ميزانيات التعليم والصحة والسكن. وقياسا لم يخضم مثول الاوليجاريكيات المالية على المشروع القومي والحدود القومية والدولة القومية وحسب وانما على كل اغلبيات منجي الفائض وعلى ما يدل على اغلبيات الناس العاديين فى كل مكان.
تفكيك الجيوش ومشروع الخلافة:
اجادل انه ان تتبرأ الرأسمالية المالية من مفهوم الطبقات وتنكر وجود مجتمع فان الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية حرية بان تسعى حثيثا الى تدمير اي طبقة او شبه الطبقة اثباتا لبرادجما غياب الطبقات وانعدام ما يسمى المجتمع تسويغا بل تمهيدا لمشروع لا افتر عن تعريفه بتحقيق مشروع الامم البائدة. وقياسا فليس غريبا-بقليل من امعان النظرملاحظة ان الاستغناء عن الجيوش القائمة يتم تباعا لجهة مشروع الشرق الاوسط الكبير. وقياسا فانه ما ان تستقر تداعيات ما يسمى بالربيع العربي والاحرى الربيع الاسلامى في مسام المجتمعات المذرذرة المشظينة Atomized فالمفترض بل المتوقع ان تغدو مكونات المنطقة الى تنويع على الدولة العبرية بمعنى ان هوية الفرد ستتحدد بالمذهب اكثر من القومية بحيث يقضى على المشروع القومى العربى نهائيا تحقيقا لما يسميه البعض بالاسلام الصهيوني. ومع ذلك لا تعدم بعض الدول الاوربية الغربية وبخاصة الانجلو ساكسونية-بريطانيا- ان تغازل القومية غواية للاستهلاك والاستثمارات في زمان الازمة المالية الساحقة الماحقة. فكل شئ يجوز مع براجماتية تلك الجماعات. وقياسا تكرس الدول الغربية الوطنية حتى ان المحور الافتتاحي Opening theme لدورة الاولمبياد الثلاثين تمحور حول القومية الانجليزية والوطنية البريطانية وحول منجزات بريطانيا وتاريخها والشخصيات البارز المعبرة عن بريطانية بريطانيا Brutishness او انجلزيتها Englishness من الثورة الصناعية والمؤسسات التى يحرص على توكيدها البريطانيون مثل الخدمات الصحبة National Health Services NHS وشيكسبير وجيمس بوند والحس الفكاهي البريطاني معبرا في نقد الذات او-و السخرية منها self deprecating المهم يتم تباعا الاستغناء عن الجيوش القائمة فى العاصمة وحواليها لجهة مشروع الشرق الاوسط الكبير كما فى المجتمعات الغنية. فان كانت مجتمعات الشرق الاوسط المفقرة لا تملك من وسائل الدفاع عن حدودها ومقدراتها سوى الجيوش الوطني الا ان المجتمعات الغنية تملك جيوشا رقمية وطائرات بدون طيار فيما يبدعون تباعا قوات افتراضية خرافية من النمل والفئران والقرود.
ومع ذلك فقد لا يعنى هذا الافتراض تحقق مشروع الخلافة خصما على القومية العربية الذي يطمح اليه بعض الاسلاميين الذين يتصورون انهم بمجاراتهم للرأسمالية المالية تاكتيكيا سوف ينجحون فى استغلالها وصولا الى استراتيجية الفوز عليها. ذلك ان المشروع الصهيوني العالمي يروم في المحصلة النهائية استراتيجية يعمل من اجلها خصما على كافة المجتمعات بما في ذلك امريكا التى تتحول منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية الى مستعمرة صيهونية تباعا. فالصهيونية العالمية مشروع اقتصادي يتلفع بعباءة الدين وصولا الى تكريس غاية بعينها هي احلال شرط اجندة قيامية تخلق شرط وهبوط المسيح الخ. حين تكشفت الرأسمالية المالية عن خصومتها للقومية والوطنية –فيما خلا اليهودية والعنصرية البيضاء-راحت تنشئ جيشا مذهبيا مؤلفا من جنود الرب لقتال خصوم الرأسمالية المالية-الصهيونية العالمية.
ذلك انه حيث تحور رؤساء امريكا الى ما يشارف شيوخ الطرائق بل بات بعضهم سلفي بامتياز فقد تدروش الاخيرون ونحن في غفلة نتناجي بالعلمانية وفصل الدين عن الدولة. ذلك ان بعضنا لا يبصر كيف يفتتح الامريكان جلسات الكونجرس بالصلاة ويبدأ المرشحون حملاتهم الانتخابية بالدعاء وينهونها بان يبارك الرب امريكا. ولا كيف يجلس "فقراء" وصوفيي وأولياء الحزام الانجيلى- ويتركز فى الولايات الجنوبية والوسطى-و اولياء الصهيونية الجديدة المتطرفان فوق أكتاف كافة الادارات الامريكية. ويستدعى ريجان ما هو سابق على العقيدة باستلهام عرافة ويستجير كلينتون ببعض فقهاء الانجيلية للاقامة فى البيت الابيض يساعدونه على التوبة غب "واقعة" مونيكا لوينسكى تماما كما فعل نميرى عندما استدعى الصوفى ابو قرون ليقيم فى القصر حتى يستلهمه الشريعة التى جائت بقوانين سبتنمر 1983 مما الف سفر تكوين الانقاذ (السودانى) مثلما يدعى بوش ان الله يحادثه فيدعوه لاجتياح العراق ثوابا فى الرب.
قد سوغ بوش لقوات الاحتلال الامريكية فى كل مكان استدعاء الانجيل ونصرنة السلاح ضد من عداهم. وينحت الجنود الامريكان فى العراق وافعانستان وباكستان والبوسنة وغيرها سورا من الانجيل فوق اسلحتهم ويصدر بعضهم عن انجيل يوحنا حيث يقول "انا النور ومن يتبعنى يكون سعيدا". وقد باتت مسيحية او نصرنة السلاح شائعة. سوى ان الجنود يخشون ان اسروا ان يكتشف العدو-اذا ما اسر بعضهم- انهم يستخدمون السلاح وكأنهم جند المسيح. فحين تكشفت الرأسمالية المالية عن خصومتها للقومية والوطنية –فيما خلا اليهودية والعنصرية البيضاء-راحت تنشئ جيشا مذهبيا مؤلفا من جنود الرب لقتال خصوم الرأسمالية المالية-الصهيونية العالمية.
كيف بات الجيش مؤسسة اقتصادية بامنياز
كان ما سمى التطرف الدينى والتعصب القبلى قد صنفا بوصفهما مرة خطرا على السلطة القائمة ومرة ادوات مقاومة شعبية منذ الفونج يجمع التطرف الدينى والتعصب القبلى الافراد والجماعات متحدين فى مواجهة السلطة القائمة قد نحييد او تذوب القوات النظامية التطرف الدينى والتصعب القبلى فى وحدات الجيش أو فى قوات الشرطة بدرجات المقياس. كما ان الضبط والربط-و هما تنويع تنظيمي على التطرف والتعصب بدورهما- من شأنهما تحريك الجيش ككتلة متراصة واحدة وقد جندت لجهة الضبط الربط واطاعة اوامر قياداتها العليا فى الاتجاه الذى يلهمه ذلك التجنيد. وقياسا ازعم ان العسكريين والاداريين المعسكرين أو المدنيين برتب عسكرية حكموا باكرا كثير من دول الشرق الوسط من السودان ومصر وتونس والجزائر وحتى الاردن والمغرب فالملك يبقى الرئيس الاعلي للقوات المسلحة فى تنويع على نموذج الجمهورياة الرئاسية التى تلهمها وتتعين على تكريسها الولايات التحدة تباعا. وكانت تلك النماذج الى ذلك مما كرس الاستعمار فيما سمى بالكونستبلات العسكرية مما ذكرت فى مكان اخر. وقد بقيت تلك النماذج شديدة التأثير على الذهنية السلطوية.
وكانت القوات النظامية الحديثة قد نشأت فى معظم المجتمعات العربية لتغدو تباعا مايشارف دولة داخل الدولة. ذلك ان الجيش شجع على ونجح تباعا في التحور الى مؤسسة اقتصادية في تنويع على المركب العسكري الامريكي. ويقف الاقتصاد العسكري وكانه اقتصاد مواز للاقتصاد الوطنى وقد ينافس الاخير.
- رهان الدولة على علاقتها بالاوليجاركيات المالية الاسراتية الصفووية الاقلياتية the dynastic financial elite minority oligarchies وازعم انه حيث لم تعد الطبقة الحاكمة مستقلة باي صورة من الصور لتتحكم في مصيرها سوى بالسمسرة والعمالة فقد باتت العناصر الفائقة على الدولة والمجتمع قائمة على الجيش النظامي أو بديلة له فامتدادا للدولة تتشارك والدولة الثروة والسلطة فيما لا يبقى للشعب بطبقاته كاملة سوى ما يسقط من فتات المجاميع الحاكمة بعد استلاب مجمل الثروات الوطنية. وقياسا ازعم أن الجيش وقد بات مؤسسة افتصادية واحيانا سياسية- كما تكشف بصورة معلنة للكافة ربما لاول مرة في زمان الثورة وهى تعبر مرة عن الغضب العربي نهاية 2010 وبداية 2011 وتباعا فان الجيش يبقى البديل-الطبقي من اجل ذاته class-for-itself الناجز للدولة والحكومة ما أن تخلي الاخيرة مكانها في مواجه الثورا وجيزا. فالجيش ما ينفك ان يتحول الى وصي علي الدولة ومؤسساتها في انقلاب ناعم تباعا على الثورة فيودي بما يكون الثوار قد انجزوا من انتصارات قليلة يقتلعونها من بين اسنان العسكر بتضحيات مئات الشهداء والاف الجرحى والمفقودين والمعتقلين بلا محاكمة فيما تخرج عصابات غامضة من تهمة التدمير ومذابح المدنيين بريئة براءة الذئب من دم ابن يعقوب.
هذا وقد اجادل وجيزا أن هذه ان قد لا يكون لدي من دليل على هذه الفرضية اكثر من قراءات لا متناهية والاهم معاصرة لصيقة بانقلابات عسكرية ببذات عسكرية ونحاس كثيف Top Brass أو ببزات مدنية في السودان وفى غيره من المجتمعات العربية. وقياسا فان كان كل ما هو معقول حقيقي فلعل تلك الفرضية حقيقية بالتالي. فرغم ولاء الجيش الوطنى المصري مثلا وسمعته الطبية بين الشعب بوصف انه قد تكون له مآثر مثل البلاء في الحروب الا أن الجيش غالبا ما يتلقى تدريبه ويحصل على السلاح وربما معونات عسكرية من الخارج مما يجعل قراراته مخترقة بوعي أو بدون بوعى بالمصالح الاجنبية- الامريكية-الرأسمالية المالية-فى المنطقة العربية على الخصوص وعلى رأسها قضية الاستقرار تلك.(7) مع ذلك ادعت الصحافة المراوغة كعادتها "أن بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل لم يغمض له جفن في تلك الليلة، وإنما ظل ساهرا يتابع النتائج حتى أدرك مع طلوع شمس الاثنين أن الفوز كان من نصيب الدكتور محمد مرسي، وأن الفريق أحمد شفيق، خياره الذي تمناه، لم يحالفه التوفيق في المعركة(8).
واجادل ان ليس صحيحا ولا منطقيا ان يكدر، ناهيك عن ان يزعج، وصول الاخوان المسلمين للسلطة اسرائيل. فاسرائيل هى التى غضت الطرف في البداية عن نشوء حماس ان لم تشجعها. وكانت الغاية بالنسبة لحماس كما بالنسبة لنظائرها من حركات الاسلام السياسي هي تحييد اثر حركة التحرير الفلسطينية ان لم يكن اقتلاعها. الا ان حماس لم تنفك ان قلبت لاسرائيل ظهر المجن. والباقى تاريخ كما يقولون اي معلوم للجميع من وقوف حماس شوكة فى حلق اسارئيل فيما ادار من بقي من بعض قيادات فتح وجهه لقضية التحرير المسلح. وبغض النظر عن المعروف من تاريخ بعض الحركات الاسلامية ودور الغرب- الرأسمالية بتنويعاتها فى نشوء تلك الحركات الخ فما تبرح اسرائيل وامريكا وجوقتهما والرأسمالية المالية تثابر على خلق شرط وصول الاخوان المسلمين الى السلطة بعض البلاد العربية ومنها سوريا بل يبدو انه لا يضير الرأسمالية المالية التعامل الاسلام المتطرف والسلفي- بالتماس By Contagion -فمع القاعدة والطالبان- فى المنطقة تحقيقا لمشروع الشرق الاوسط الجديد او الكبير. ولا يهم فى ذلك النمن –فيما يسمى الخسائر الموزاية – بل تستتخدم المعارضات الدروع البشرية Human shield فى الحرب فكل شئ ثمن يستحق دفعه A price worth paying مقابل المشروع الامريكي-الصهيوني الجديد. فقد قتل قابيل أخاه هابيل السوري فوق جبل الأربعين مقابل دمشق. فكانت أول جريمة قتل في تاريخ البشرية. فان تغدو الحرب العالمية على سوريا واحدة من اشرس المعارك ضد العرب فلن يفلح غراب فى تبكيت قابيل فيداري الاخير سؤة اخيه هابيل.
شروح على المتون:
(1) لا تنشأ ظاهرة من فراغ : نتعامل مع الظاهرة كانها كائن لقيط لا اهل له ولا ماض وبلا مستقبل احيانا. وقياسا اجادل- على ضوء التغييرات التى نعاصرها ليل نهار لحظة بلحظة- انه قد بات علينا اعادة النظر فيما كنا قد حفظناه من نصوص حول المجتمع والتعييرات الاجتماعية والثورة عن ظهر قلب من المقررات المدرسية من أن منوال التراتب الطبقى الذى يعبر عن نفسه في طبقة الحكام والمحكومين وبينهما طبقة ثالثة لم يعد يصمد لواقع أن طبقة الحكام لم تعد تعبر عن نفسها في طبقة من اجل ذاتها رغم انها قد تنشئ لها حزبا. قد حدث نفس الشئ مع الاخوان المسلمين. فلم ينشئ الاخيرون لهم حزبا حتى عندما قيض لهم فى مصر مثلا الوصول الى السلطة بل بقى الناس يدعونم الى تسجيل الجماعة. ومع ان جماعة الاخوان المسلمين ليست طبقة بهذا الوصف فى حد ذاتها ولا من اجل ذاتها حتى تنظم له حزبا بمهفوم الادب السياسي. على ان ذلك لا يمنع تلك الجماعة من اشعال ثورة. فقد اشعل اميلكار زعيم حركة تحرير غينيا بيساو وجزر الرأس الاخضر البرتغالية ورئيس حزب استقلال غينيا بيساوو جزر الرأس الاخضر ثورة من فلاحين من صنف البروليتاريا الدنيا Lumpen proletariat ولم تكن غينيا قد وصلت مرحلة النضج الطبقي بل لم تكن البرتغال الدولة المستعمرة(بكسر الميم الثانية) نفسها فى مرحة نمو طبقى. وحين سئل قال " هل تقترحون ان انتظر حتى ينضج المجتمع الغينى حتى ينظم المجتمع له احزابا طبقية فاشعل ثورة على البرتغال؟ من مراسلات ومقابلات مع اميلكار كابرال عام 1972 اثناء انعقاد المؤتمر الاسيوى الافريقي بالقاهرة. انظر(ي): رحلات مع الثورة: صحبة بعض حركات التحرر:In the company of Liberation Movements خديجة صفوت على موقعي بالشبكة NileOnLine: http://www.NilesOnline.net
ومن المفيد تذكر ان الاسلام السياسي لم يمثل طبقة فى اي مكان الا ما خلا قواعده بالطبع ولو بصورة لا متجانسة فيجمع الاسلام السياسي المققرين-جراء فقرهم وطموحم لكل من العدالة والجنة-و الى الاخيرين يجمع طبقات اوافراد من شبه طبقات وشرائح تقودهم جماعة من الماليين والاستثماريين والمال وبعض النشطين فى اسواق المال بالنتيجة مثلهم مثل تنويعات الاوليجاركيات المالية(9). وقياسا فان كان حزب الحكام يعبر عنهم كطبقة الا أن تلك الطبقة ترتهن بطبقات فائقة على المجتمع او- وتراهن على جماعات خارجها جراء طبيعة المراكمة الرأسمالية المالية التى تعينت على خلق شرط نشؤء اوليجاركيات عولمية تتمأسس فوق نظائر محلية لا يستقيم وجودها بسوى قوات امن قومي وامن جمهوري وامن رئاسي وامن استخباراتي وقوات الامن الخاص وقوات الامن الجمهوري أو الملكي حسبما يتفق. وقد يفوق عدد قوات الاخيرة عدد قوات الجيش النظامي كما في السودان ومصر وغيرهما. ويبلغ عدد القوات الامنية المصرية اكثر من مليون عنصر فيما يملك الجيش النظامي 400 الف جندي. وفي ليبيا لا يمثل الجيش قوة يعتد بها امام القوات الخاصة اعلاه.
(2) مغبة الجبن ازاء الفاتازيا الجماعية: لم يكن ليسع اى منا سوى التفكير فى ربيع العرب. وقد بقيت اتفكر ان كان ثمة قياس على الثورة المخلمية التى اطاحت بالاتحاد السوفيتىي وتفتيت الاخير والجمهوريات الاشتراكية حتى باتت الاخيرة تتحارب فيما بينها جراء الثورات الملونة. واتأمل مليا ما قاله جوليان اسانج مؤسس وكيليكس "انا الذي اعطى اشارة اطلاق الثورات العربية. فبدلا من ان نقضى الوقت دفاعا عن سمعتنا الحسنة قررنا اشعال ثورة فى الشرق الاوسط. ففى تونس ومصر كانت جميع العناصر لصنع الثورة متوفرة ومهمتنا كانت تجفيف الاشجار تمهيدا لاضرام النار". وقد اندلعت الثورات كالنار فى الهشيم مثلما اشتعلت الثورات الملونة عشية سقوط حائط برلين فى نوفمبر 1998.
ولكنى لم املك سوى عقد قياسات فانا احب القياسات رغم ان ظاهرة لا يمكن ان تقاس بالمليمتر مع غيرها، واحب التنويعات والتحوربات mutations ايضا رغم وعوة القياسات والتنويعات. ذلك ان البحاث لا يحتاج وحسب الى القراءة بالقدر الكافي وذلك ليس له قياس ممكن انسانيا وانما عليه قراءة مشاهدة كل ما يقرأ ويشاهد ويسمع بفرضية معينة او اطار فكرى معين والا كان يلمللأ راسه بمعلومات لا صلة بينها. والاهم ان يسمع ويصغي ويتعلم طوال الوقت ومما يجعله على استعداد في كل مرة لان يراجع ما تصوره مدرك لديه باقوى الادلة.
وقياسا تذكرت ان لعل بعض الثورات-الانتفاضات الحراك- العربي لم يزد على تنويع على ثورة لورانس العرب وشريف مكة ونظائرها على مر التاريخ. فان انقضت راسمالية العصابات على روسيا فقد كان اعراب اعراب الشتات قد انقضوا نيابة عن الدول الاوربية الكبرى بريطانيا وفرنسا وايطاليا والمانيا –وقتها على الخلافة العثمانية يحتكرون جمع الخراج لدفع دين الخلافة السيادي مما خلق-تقصدا- شرط تكريس دولة داخل الدولة انتهت بتفتيت الخلافة وخلق كيانات تتصارع فيما بينها مثلما تصارعت الممالك الاندلسية على اخر ايام الاندلس فيما بينها وراحت تستعدي الفرنجة على غيرها. ولعل ذلك لم يزد أو يقل عن ما تفعله ألان دول عربية والجامعة العربية نيابة عن الدول الاوربية والامريكية الرأسمالية المالية –الصهيونية العالمية على بعضها البعض.(10)
فان لم افضح الا فى جمل اعتراضية اعتذر. فلم اجرؤ على الافصاح بصورة واضحة- لجبن اعتورني- فاكتفبت بتلك الجمل الاعتراضية وقد خشيت ان اغدو صوتا نشاذا فى .زمان احتفالية جماعية وكان الكل متعطش جائع للامل في حاضر فمستقبل اقل قساوة وقبحا مما كنا عليه على مر سنين ما بعد الستينات الزاهرة-زاهرة للاسباب الخطأ For the wrong reasons وكانها فيض النبع قبل ان يغيض. وكنت قد ناقشت فى مجلة الكلمة وفى الحوار المتمدن خيانة النخب العربية للشعب فى دراسة بعنوان النخب والشر تحت الوية نبيلة ونشرت فى الكلمة العدد ونشرت دراسة كنت ناقشتها في دراسة اخرى بعنوان ابن حنبل وابن ابي دؤاد نشرت فى العدد 63 بتاريخ يوليو 2012 بالكلمة الاليكترونية ثم فى الحوار المتمدن فى نفس الشهر ايضا.
وكنت قد كتبت فى ظاهرة الحركة الاسلامية بعنوان الاسلام السياسي ورأس المال الهارب Flight capital عن دار سينا: القاهرة 1992 وكانت مفردتا الاسلام السياسي والمال الهارب مما نحت من حرقة فكرية، ولم يذكر سوى قلائل ذلك للبحث المذكور. المهم ناقشت ظاهرة الاسلام السياسي اجرائيا operationally . الا ان اكثرنا لا يقرأ لغيره ومعظمنا يستكثر تدخل اخرين فى قضاياه. فلا يسمح لما يعتبر تدخلا في الحوار بين رفاق الوطن الواحد اذ يضيق بعضهم بان يخرج الحوار خارج الحدود. ومع ذلك يسمح معظم العرب بتدخل بعض العناصر المشبوهة مثل بيرنارد هنري ليفي فى ثوراتهم بل يسعدون ويحتفلون بذلك. وفيما يحاكي معظم المثقفين العرب حرفيا احيانا كثيرة فيا يقول نظائرهم الغربيين الا ان العرب لا يأخذون عن الغربيين رحابة وشمولية الجدل حول القضايا وتداول طروحات بعضهم بعضا فيما بينهم رغم ان الثورات الكبري من الفرنسية والبلشفية والاسبانية كانت اممية بامتياز وقد حارب بين صفوف ثوارها افراد وجماعات من كل مكان. وقياسا فحركات سلفية وكذا القاعدة الطالبان تعملان بهذا السيناريو.
ومن المفيد تذكر ان الحركات الشعبية باتت تدرك في كل مكان انها تواجه اليوم حركات عولمية من الرأسمالية المالية –الصهيونية العالمية الى مشروع الخلافة الاسلامية. فان تركز المال فى ايد اقل فاقل فقد استلبت مجاميع غير مسبوقة من التراكمات العددية التى لا وجوه لها فلم يعد من بد سوى ان يتواجه المفقرين مع لصوص ثرواتهم واقواتهم وحيواتهم جميعا. وقياسا تنشأ حركة معادات العولمة Anti-globalisation movement والحركة المعادية للرأسمالية Against capitalism وحركات الخضر Greens وحركة وول ستريت Wall street movement ونظيرتها الحركة المعادية لمدينة المال بلندن the city of London والبديل الشعبي الديمقراطي للرأسمالية والاخيرة من الابداعات الشعبية التى غالبا ما ستقضي على الرأسمالية، بأشد مما تفعل الصين. والاهم فانها بسبيل خلق خندق شعبى خارج هيمنة او سطوة الرأسمالية والصهيونية العالمية كارهة الشعوب. ذلك ان تلك الحركة الشعبية تنشأ لاول مرة فى عقر دار أمريكا وقد بعيت الاخيرة تعصف بكل تنظيم شعبى اومطلبي فيما راحت تغيبب وعي الناس حتى استفاقوا على هول ما فعلت بهم الرأسمالية جراء الازمة المالية من1 2008-وتباعا لتبقي طويلا.
الا انه بقدر ما باتت قضية الوطن العربي الواحد ملكية خاصة لمفكري ومثقفي الوطن الواحد بقدر ما بات التطرق من قبل غيرهم مدعاة للانجراح بل للعتب. فان تتطاول فتحاول النظر فى قضية مجتمع عربي غير مجتمعك ان هو تعد على حدود الغير. ومع ذلك تجد بعضهم يسمح لنفسه بذلك بسخاء. فترى التخصص فى الشأن السوداني مثلا يحتل في الخارج مكان معارضات الانظمة القائمة فى السودان فيصادر دور المعارضات السودانية في المنافي والخارج ويبدع اكبرهم ومن يعتبر مفكرا مقتدرا بكل المقاييس سوى الفكر فى التنافس على تلميع سيناريو التداول لصاحبه الشيخ الدكتور حسن الترابي وقد خدعهم ذلك الرجل الضليع بذكاءه الذى لا يبارى من حيث لا يدركون كالعادة لحساب النظام مقابل جعول واجور احيانا او-و بطاقات طائرات والنزول فى الفنادق الكبرى والنزل الحكومية الفخمة على النيل وجوازات سفر دبلوماسية فيما يدعى الاخيرون النضال بعيون مفتوحة وبلا خجل. وبالمقابل فان احتشام معظم السودانيون وحيائهم من قول شئ يدعو اؤلئك الاشخاص لنيسان ما فعلوه فيتصرفون وكأن شيئا لم يكن. وبالمقابل قد لا يتورع بعض من يستكبر على اسهام غيره من العرب فى قضاياه الوطنية عن استباحة عمل غيره وينسبه الى نفسه بلا اي حرج. ولعل استباحة عمل الاخرين ليست ظاهرة جديدة ولا هي دائما بين المغمورين. فقد كتبت فى ظاهرة استباق الحركة الشعبية وبخاصة المجتمع المدنى بالاغداق على الفئات الاجتماعية النشطة ممن قد يشار اليه بوصفه شرائح وسيطة من المثقفين والمتعلمين الخليجيين وادرجت رسما بيانيا ولم يشر احد الى ذلك الرسم البيانى سوى انه عندما قدم صديق من قطر محاضرة فى النادي العربي بعدها حول الموضوع بحذافيره راح بعضهم يطري مبادرة اخينا والمقولة الجديدة التى تعين عليها. وفي مرة اخرى قدم مثقف من الكويت ورقة بندوة لمنبر الديمقراطية بكلية سانت كاثرين باكسفورد فى نفس الموضوع وانا جالسة قابلته دونان يطرف له جفن فيما كان واضحا ان لم يفهم المغزى على الاطلاق حتى انه تمنى احتلال الكويت حتى يقيض لتلك الشرائح الانعتاق. ولست ممن يتغافلون عن كل من عنصرية العرب زيادة على ما يسمى التمييز الجنسانوي Sexism مما لا يقيض انتحال عمل امراة وانما يهون من امر ذلك الانتحال حتى لا يغدو انتحالا على الاطلاق بل حق مستباح ليس للرجال وحسب وانما لبعض نساء مجتمعات ترى انها اكثر تقدما من السودان رغم ان السودان يبق سفر تكوين الحضارة الوادي نيلية الا ان معظم المثقفين العرب يتمهي مع الغربي بل يتواطأ معه بشأن تحذبات الغرب العنصرية والاهم تحايل الصهاينة على التاريخ بغاية انتحال كل حضارة تحت فرية ان الرب وعدهم بكل شبر وطأته اقدامهم. وكانت كل من العنصرية الغربية والصهيونية قد أوجدتا سبيلا الى تبيض ملوك وملكات مصر –بخاصة الاسرة الثامنة عشر رغم انها طيبية او نقادية والنقاد اقدم شعوب العالم اى من طيبة او من الصعيد. وليس ادل على سمرة توت عنخ امون من لون ذهب قناع ه ولا على سمره اخناتون من لون الحجر الذي نحت منه اشهر تماثيله.
وينطبق التواطؤ على اصل الاسرة الثالثة الثلاثين البطلمية فيما ينشط علماء الاثار الغربيين ومعظم المصريين فى التعين على تجاوز ما بينهما من الاسر التى انشأت الحضارة الوادي نيلية الاسرة الاولي وهى افريقية من القرن الافريقيى حيث ترعد السحب ولا تمطر وصولا الى الاسر الثالثة والعشرين حت الخامسة والعشرين. فقد كانت غاية تبييض ملوك وملكات وادي النيل عزل سيرة الملوك التاريخى والموضوعي عن تاريخ الشعوب التى بنت تلك الحضارات فكلا الرأسمالية المالية والصهيونية كارهة للشعوب وكل من يتضامن مع الشعوب فى كل مكان.
(3) هل كانت الغاية استيعاب الربيع العربي:
1-ضرب الشباب وقد ارتفعت نسبهم بين المتعلمين العاطلين فيما انتشر وعيا حقيقيا بينهم بعد طول اصابتهم بفيروس الوعي الزائف. وقد اسلم وعي المجاميع التى كانت غيبة ومغيبة حتى انهم اسلموا الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية للتطير مما افضى الى تطير الرأسمالية المالية –الصهيونية العالمية. ولم تنفك ان راحت تنشط فى حركة محمومة لسن المزيد من القوانين المقيدة للحريات وصولا الى تسويغ اعتقال المعارضين الامريكان فجرا والتكتم على اعتقالهم ومكان ايداعهم زيادة على سن قانون يسمح بقتل زعاماتهم بوصفهم تنويع على ما يسمى الارهابيين الذين يصح اصطيادهم كجماعات خراجة على قواعد القتال فهم ليسوا سوى شذاذ افاق من المقاتلين غير شرعيين unlawful combatant or unprivileged combatant بل قتلة.
2-تفكيك وتسريح الجيوش الوطنية بوصفه تكريس لتفتيت الدولة، وكانت الجيوش والدول القومية -رغم كل شئ- قد نشأت فى مناخ الفكر القومي والدولة القومية وحركة الحدود القومية وثقافة الدفاع عن الاخيرة. ويتضح ذلك في ان كثيرين يعون مثول ظاهرة تفكيك دعامات المجتمعات العربية تماما. فتشير حركة الديمقراطية الشعبية المصرية-- 13 June, 2012 19:18e علي لسان أمينها العام الرفيق عيداروس القصير على مجموعة أرض كنعان الشبكية وعلى "Anti Colonialism and Zionism Egyptian Committee". الى اللجنة التأسيسية المشئومة للدستور طريق تفكيك الدولة المصرية مثلما يقول الاستاذ لطفي بتفكيك الجيوش وتدميرها على مجموعة الفكر العربي القومي Sunday, 22 July, 2012 14:28
3-انشاء جيوش طائفية تواجه بعضها البعض. فمرحلة تطور او نكوص الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية الماثلة هى مرحلة شحن خصومها بثقافة الخصومات الطائفية وحقن ما بقى من الهوية الوطنية بحس العداوة الفردية والجمعية فالكل ينبغي ان يكون فى حرب مع الكل لحساب الصهيونية العالمية وخصما على من عداها الى اعادة انتاج والاحري تحقيق نبوؤة كبير طوفييهم ميخائل نوستراداميس. ويقول الاستاذ لطفي على شبكة الفكر القومي العربي بتاريخ 12 يوليو 2012 إذا كان من المؤكد أن ضغط وزيرة الخارجية الأمريكية، في أعقاب لقائها بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة، على هدف إخراج الجيش من هذه المعادلات هو في حد ذاته بإعلانه على الرأي العام، يشكل صنفا مضافا من الضغوط، فإنه يشكل دالة على ما قالته في غرفة الاجتماع المغلقة، ولذلك فإن مبادرة المشير محمد حسين طنطاوي، بتصريحاته الناطقة في أعقاب ذلك، لا تعكس بدورها رفضا علنيا، لمبنى رسالة الوزيرة الأمريكية ومعناها فحسب، ولكنها تعكس قبل ذلك فهما عميقا للإستراتيجية المضادة لمصر، التي تختفي من ورائها وشحذا للإرادة الوطنية في مواجهتها، مع أنه من المؤسف حقا أن الرسالة نفسها، قد تم تلاوتها على أسماع الرئيس محمد مرسي علنا، قبلها بسويعات قليلة، وكان تعليقه عليها هو الصمت المطبق، مما يقطع بأحد أمرين، إما أنه لم يستوعب الرسالة وهو أمر يبدو بالنسبة لي محل شك عميق، وإما أنه متوافق كليا مع الرسالة ومع الوزيرة الأمريكية التي حملتها(11).
كيف يفهم ما يشارف التطاول من قبل وزيرة خارجية امريكا على اهمية الجيش المصري كيف يفسر اقدام امريكا وقد بقيت تعول على الجيوش الوظنية طويلا كيف يفسر استغنائها المباغت لتلك الكيانات وهى التى تثابر على انشاء 150 قاعدة عسكرية قوامها ما لا يحصى من الجنود؟ وما هو مكان حلف الناتو من مشروع تقليض دور القوات فى الجرافيا السياسية في كل مكان؟ وما معنى ان يصدر الكونجرس الامريكى في مايو 2012 قرارا بشأن، مكان اسرائيل فى حلف؟ ذلك ان اسرائيل وقد بات لها دور فى الحلف من حيث التدريبات والاستعدادات؟(12) .
ولا بملك احد ا لاا يخشى مما يصار اليه شأن العالم وهو يقف اليوم عند مفترق طرق خطير جدا. فبربط احداث قد تبدو غير مترابطة يدرك كيف ان كارثة فوكوشيما مثلا -وقد وصفت بانها حربا نووية بلا حرب-لا تكشف وحسب عن المخاطر التى تحدق بالعالم جراء الاشعاع الذري وانما والاخطر تكشفت العلاقة-التى احاطها الصمت-بين صناعة الطاقة النووية والحرب النووية(13) مما يفسر بدوره السعار الذى يحيط بمسألة البرنامج النووى الايراني حتى ان ميت رومني Mitt Romney المرشح الجمهرري للرئاسة الامريكية يكاد يخرج عن طوره بل حدث وفعل في المزاودة على باراك اوباما فى تسول اصوات اليهود الامريكان عن طريق الانبطاح امام نتنياهو الاسبوع الاخير من يوليو 2012. بل الاحري يكشف ما وراء الحرب الضارية على سوريا حقا. ذلك ان صناعة الطاقة النووية- وهي ليست نشاط اقتصادي مدني- هي فى المحل الاول مكون حيوى لصناعة السلاح النووي التي يسيطر عليها مقاولو صناعة الدفاع، اى اؤلئلك الذين يراكمون بالحرب وببيع المال كسلعة. فمصالح رأسمالية مالية قوية تقف وراء صناعة الطافة النووية وصناعة الاسلحة النووية ويتبادل كلاهما الاعتماد. وقياسا فسيناريو الحرب التى يشنها البنتاجون حربا عالمية ثالثة تنتشر معها قوات الولايات المتحدة وحلف الناتو فى اقاليم متعددة قدرت ب 120 معركة مقبلة في العالم تتزامن تباعا. ذلك ان برنامج الولايات المتحدة لعسكرة العالم يخول لها قيادة قوات عسكرية موحدة لاشعال حروب متزامنة تقسم الكرة الارضية الى مناطق جغرافية قتالية تحت امرة البنتاجون-الصهيونية العالمية- واول مسارحها هي البلاد العربية.
هوامش:
(1) الاستاذ لطفي عربي "بتفكيك الجيوش وتدميرها " على مجموعةالفكر العربي القومي Sunday, 22 July, 2012 14:28 ويقول الاستاذ لطفي ان تصرح وزيرة الخارجية الاميكية بشأن عةدة الجيس الى نكناه هو تعبير مزور لعدة أسباب : الأول : أن ثكنات الجيش المصري ليست ذات طابع مادي بحت، بمعنى أنها ليست معسكراته أو خنادقه أو قواعده أو مرابض نيرانه ن وإنما هي فوق ذلك ذات طابع عقائدي خالص، فثكنات الجيش الحقيقية هي القواعد الراسخة للأمن القومي، وهي الأطر المحددة لعقيدته العسكرية، التي هي التعبير الصافي عن العقيدة القتالية لأمته، وعن ذاكرتها الإستراتيجية .(االتاكيد على الفكرة ليس من اصل المقال Emphasis is mine) الثاني : إن المطلوب تحديدا ليس إخراج الجيش من آفاق الحياة المدنية، وإنما إخراجه كليا من المعادلات الوطنية والإقليمية بأبعادها الإستراتيجية والعسكرية والأمنية والعقائدية والسياسية .الثالث : إن العملية المنظمة التي تتولى إنتاج ضغوط مركبة هائلة، لفرض عودة الجيش إلى ثكناته، أي لفرض إخراجه من المعادلات السابقة، إنما تستهدف في النهاية إخراج مصر من ذاتها، أي بمعنى أكثر تحديدا، إخراج مصر من التاريخ امريكا واحلال جيوش مذهبية مكان الجيوش القومية.
(2) انظر(ي) في تشريح الثورة وادعيائها وغرمائها : كيف اشعلت مصر ثورة بادوات مراكمة الثروة الكلمة الالكترونية الشهرة العدد 47 مارس 2011
(3) ا وكالات الأنباء الجمعة 27 يوليو 2012 الساعة 01:08 صباحاً مما ورد في رسالة اليترونية على الشبكة من الاستاذ لطفي.
(4) انظر(ي) Robert Clough: 1992: Labour: A Party Fit for Imperialism (Counterattack) London
(5) حديث ا بلندن يوليو 1979مع Douglas Dodds Parker: وكان عضو في حكومة السودان Sudan Government في عشرينات القرن . وحكومة السودان هو الاسم الذ اطلقه الانجليز على انفسه مثللما ادعو انهم مسلمين.
(6) . فابناء قادة الحزبين الكبيرين مستشاران لدي السلطة القائمة فيما تجأر تلك الاحزاب بمعارضة السلطة القائمة.
(7) انظر(ي) HAYTER, T (1966) French Aid Englandو انظر(ي) ايضا Hayter T., and C. WATSON (1971 (Aid as Imperialism Pelican: London المعونة الاجنبية تعنى الاستعمار. وقد عوقبت تريزا هيتر واعرفها اذ نلبقى فى اجتماعات الناشطين ضد الرأسمالية وفي مظاهرات التضامن مع الشعوب الخ –عوقبت على ذلك الكتاب وفقدت عملها فى البنك الدولي ومن يومها تنشط فى حركة انشأتها هي من مقرها بمدينة اكسفورد تنبه على خطورة اشكال الاستعمار الجديد وتؤكد على اهمية فتح الحدودد مشرعة امام الشعوب في كتابها Open Borders.
(8) ويقول نفس المحلل عرب لطفي arab lotfy" <arabl@yahoo.com 22.7.2012 فى نفس المقال ليس ذلك استنتاجا من عندي، ولكنه خبر بثه التلفزيون الإسرائيلي في نشرة أخبار الساعة السابعة صباح الإثنين، إذ ذكر أن نتنياهو ظل إلى ساعة الفجر الأولى يتابع نتائج الانتخابات المصرية، وأنه أجرى مشاورات عاجلة مع مستشاريه بعد إعلان فوز الدكتور مرسي.لم يكن ذلك هو الصدى الوحيد، لأن وسائل الإعلام الإسرائيلية أبرزت الحدث في اليوم ذاته (الإثنين) على صدر صفحاتها الأولى وفي مقدمة عناوينها. ومما قالته قناة التلفزة الثانية في نشرة أخبار السابعة صباحا أن نتنياهو كان قد حث الرئيس الأمريكي أوباما على قيادة حملة دولية تشارك فيها بعض الدول العربية لمساندة الفريق شفيق وإنجاحه في مهمته إذا فاز في الانتخابات. وكان مراسل التلفزيون الإسرائيلي في واشنطن قد ذكر أن العديد من الدول بذلت جهودا هائلة من وراء الكواليس لإنجاح الفريق شفيق في الانتخابات".
(9) انظر(ي) الربط التالي مقال كل من http://alhayaheco.com/main/art.php?id=145&art=18244
(10) ا انظر(ي) في تشريح الثورة وادعيائها وغرمائها : كيف اشعلت مصر ثورة بادوات مراكمة الثروة الكلمة الالكترونية الشهرة العدد 47 مارس 2011
(11) في تحليل اشكالية تفكيك الجيوش هكذا يقول الاستاذ لطفى ان التشخيص المزور يمكن ان يؤدي، إلى توصيف مزيف، وأن يؤدي الأخير إلى حل يبدو في عيون البعض متجانسا مع طبيعة الأشياء، رغم أنه يتناقض كليا مع كافة تجليات المصلحة الوطنية العليا، وهكذا – أيضا – يمكن أن يفسر ذلك الخطاب الجامح الضاغط، الذي تبجحت به وزيرة الخارجية الأمريكية، عقب اجتماعها مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، مكثفا في كلمات قليلة عن ضرورة عودة الجيش إلى ثكناته .إن تعبير ثكنات الجيش،
(12) انظر(ي) موقع قناة الميادين برنامج لعبة الامم الساعة السابعة مساء 2 يوليو 2012
(13) تتدافع الوكالات الحكومية اليابانية حتى لا تنكشف التسهيلات النووية التى كانت مخبؤة داخل محطات فوكوشيما الخمس فيما يجأر الاعلام متواطئا بان الخطر تم احتوائه والحقيقة غير ذلك.