يعود الناقد المغربي الى أحد الكتابات المؤسسة للخطاب النقدي في المغرب، متوسلا الكشف عن أهم أقانيمه المنهجية واستقصاءا موازيا لسلطة القراءة وما تمتلثه من مفاهيم وأمكننا تكوين تصورا أوليا عن أثر بعض النظريات والمناهج النقدية الحديثة في الممارسة النقدية المغربية، خصوصا عند تجربة زاوجت بين الإبداع الأدبي والنقد والنضال السياسي والحقوقي.

من سلطة الواقعية{1} إلى النص العضوي{2}

عبد الجليل محمد الأزدي

فسحة وجيزة من الزمن تفصل بين مجموع سلطة الواقعية وكتاب النص العضوي:  الأول مقالات أعدت أصلا للنشر الصحافي ما بين 1978 و1981، وتشتغل على نصوص سردية مغربية؛ والثاني قراءة – وكل قراءة عمل نسبي- انشغلت بمجموعة محمد برادة:  سلخ الجلد{3} وحاولت انطلاقا منها تشييـد وإيصال أطروحة متكاملة، وهو ما لا يعني كاملة، بصدد الواقعية وعلاقة المثقف بالواقع. وبرغم المسافة الزمنية بين المجموع والكتاب، وعلى الرغم من تمايزهما على مستوى الموضوع وحضور أو غياب المدخل النظري{4} والمنهجي، فإن وحدتهما قائمة في مستويات ثلاثة على الأقل: الأول، شرط الكتابة: مَرْبَى المائيات{5}، والثاني، المرجعيات التي تَمْتَحُ منها الممارسة النقدية، والثالث، مشاكل المنهـج.

تَمتَـح الممارسة النقدية من المادية الجدلية بصفة عامة، ومن أشكال محددة من تمثلها وممارستها بصفة خاصة سواء في مجال النظر الفلسفي {ج. لوكاش) أم النقدي ( ل.كولدمان وج. لينهارت) أم السياسي ( لوي ألثوسير وأنطونيو غرامشي} . واتكاءاً على هذه المرجعيات المعروفة الملاقي والمفترقات، تفترض الممارسة النقدية الآتـي:

ألف.  الأدب شكل أدلـوجي ينتسب للبنية الفوقية ويعبر عن رؤية للعالـم.

باء.  الأدب مرآة صقيلة تعكس الواقـع.

جيم.  تَطَابُقُ الكاتب والمكتوب، وتَطَابُقُ وعي الكتابة مع وعي الموقع الاجتماعي الذي إليه ينتسب الكاتب، مثلما هو أمر عبد الكريم غلاب وإدريس الخوري ومحمد زفزاف والمثقف العضوي.

دال  . تَطَابُقُ المكان المتخيَّل مع المكان الواقعي وتطابق البطل مع الكاتب.

توجـه هذه الافتراضات مفهوم الواقعيـة عند ع. القادر الشاوي، وتتحكَّم بتصور العلاقة بين المثقف العضوي والواقع، وتوجـه دفة الممارسة النقدية، وتتحكم بارتباكاتها النظرية وما ترتج به من أعطاب منهجية.  يتواتـر ظهور مفهوم الواقعية دون أن يصل إلى الوضوح المطلوب والضروري؛ إذ يظهر أولا في معظم العناوين: سلطة الواقعية؛ "الواقعية الاجتماعية: عبد الكريم غلاب"، "الواقعية في الذاتية: إدريس الخوري"، "المعرفة الواقعية في بنية النص الواقعي"، "مضمون التناقض في النص الواقعي"، هندسة البنية في النص الواقعي"؛ ويطفح ثانيا في سطور الكتابيـن معا بكيفية لافتة. وهنا وهناك لايغادر المفهوم حقل الالتبـاس الذي لازمه في تاريخه وأصوله النظرية، ويتم ارتهانه في حدود الصفة. والصفة ليست هي المفهوم.

يترافق مع حضور الصفة حضور بعض التحديدات التي يلتقي فيها ع.القادر الشاوي مع كَاتِبَي في الثقافة المصرية،{1} والتي تجعل الواقعية مبررا للكتابة، وتُماثلها مع الأدلوجة أو تعتبر أنها "الانطلاق في الابداع من الواقع الموضوعي الموجود بصفة كلية أو جزئية في التشكيلة الاقتصادية – الاجتماعية المغربية"{2}. أو تفترض أن النص الواقعي "يختص بإبراز مضمون الوجود الفردي والاجتماعي في نطاقه الحضري{3} غير أن هـذه التحديدات تبقـى عائمة وغامضة بحق كما لاحظ ذلك ابراهيم الخطيب{4}، إذ هل يوجد كاتب لاينطلق في "إبداعـه" من الواقع الموضوعي الموجود بصفة كلية أو جزئية في التشكيلة الاقتصادية- المجتمعية المغربيـة؟ وهل النص الـذي يبـرز مضمون الوجود الفردي والمجتمعي في المدار البـدوي ليس نصاً واقعيـاً؟

يلتبـس مفهوم الواقعية بمفهوم الكاميرا التي تجوب الشوارع{5}، ويختلط بمفهومي النسـخ والشهادة. وفي مدارات الالتبـاس والاختلاط يُنحت مفهوم النص العضوي الذي وسم الكتاب الثاني. وفي الإمكان ملاحظة ضبابية المفهوم. غير أن الضباب يتراجع عندما تختزل سطور الكتاب المفهوم في مستوى الصفة المميزة إما للمثقف أو لكتابته. تنتسب صفة العضوي للبنـاء النظريالسياسي الذي شيده أ.غرامشي، إذ مايـز بيـن المثقف التقليدي الذي "يشعر بروحية الجسد وباستمراريته التاريخية غير المنقطعة وبأهليته (...) واستقلاليته عن المجموعة المجتمعية المسيطرة"{6}، والمثقف العضوي الذي "ينشأ على الأرضية الأصلية لوظيفة أساسية في عالم الإنتاج الاقتصادي"{7}، فالرأسمالي الصناعي يخلق معه تقني الصناعة وعالم الاقتصـاد والسياسي والمنظم للثقافة الجديـدة، ومقابل ذلك، يخلق معه الإطار النقابي والثـوري المحترف، مثلما يخلق هو أيضا منظمي الثقافة الجديدة. وقد سبق لمحمـد برادة أن اقترض هـذا المفهوم واستثمره لإعـلان تميز محمد مندور وتمايزه على الأقل قبل ثورة يوليوز1952 الناصرية{1}، في حين أن الشاوي يستخدم العضوي صفة للمثقف والنص؛ وإذا أمكن التعرف على المثقف العضوي، فإن النص العضوي يظل أسير الالتبـاس والضبابية اللـذان يسمان معظم مكونات الجهاز المفاهيمي في كتابي عبد القادر الشاوي: المثقف العضوي ناسخ لوعي طبقته وشاهد على زمنه: "فهو ينسخ تلقائيا وعي طبقته أو فئته وهذا ما يجعل منه، في مجاله، مثقفاً عضويا ذا رؤية طبقية أو فئوية"{2}، وهو "في مجال الإبداع، الذي يعنينـا هنا [يكون] شاهدا على الواقع الذي يقع"{3}؛ وطالما النص العضوي هو نتـاج المثقف العضوي، فمن الممكـن اعتباره ناسخاً لوعي كاتبه وشاهداً عليه. هكذا تبقـى فرضية تطابق الوعي الكاتب والوعي المكتوب حاضرة وإن اختلفت صيغ حضورها في المحاكمات النقدية بيـن سلطة الواقعية والنص العضوي. وإذا كان الشاوي لايدفع بهـذه الفرضية إلى مواقع أكثر وضوحاً وتركيبـاً، فلأن مصطلحي النسخ والشهادة لاينحدران من النسق النظري الذي دفع بالماركسية إلى ضفاف رحيبة تتـواءم مع الواقع الإيطالي في علاقاته، وتتـلاءم مع حضور المثقفيـن في هذه العلاقات، ولكنهما مستمدان من تبسيطات المادية الجدلية والموقف الأدبي للوجودية، وهي التبسيطات التي سادت الكثير من الكتابات النقدية العربية في السبعينيات والثمانينيـات{4}.

وفي مـدار هـذه التبسيطات وذاك الموقف، يستعلن شكل من ممارسة المنهج الواقعي الاشتراكي مقتضاه تبعية عالم الفن لعالم الأفكار، وتبعية الجمالي للسياسي والأدلوجي، دون أن يُفهم من هذا أن الجمالي ثانوي بالقياس لما هو سياسي، بل خضوع الجمالي، بوصفه قيمة، للسياسي؛ شيء من جدانوف وج. بليخانوف وأرثوذكسية الثلاثينيـات في الاتحاد السوڤييتي5. وهـذا ما يفسر هيكلة مقالات سلطة الواقعية وبناء كتاب النص العضوي الذي يبدأ من المعرفة الواقعية إلى شكلها الجمالي الذي لايُعْتَبَرُ مفيداً للتحليل إلاَّ لأنَّـه صياغة رمزية لسلطة معنى وحيد قائم في "التوجه الايديولوجي القصدي [الذي] يحتل مكان الصدارة في إنتاج محمد برادة"1، وهـذا بدوره ما يبرر التمييز الإجرائي بين مضمون الحكي وتركيبه ومحسناته البلاغية، ليتم ضمن مستوى أول الانكباب على المضمون الأدلوجي وإرجاء التركيب إلى مقام ثان ضمن حركة قريبة من منجزات البنيوية التكوينية وشديدة الصِّلة بالتمييز التقليدي بيـن المضمون والشكل.

وسواء تعاطى الشاوي مع المستوى الأول أم مع المستوى الثاني، فإنه لايضع في اعتباره التطورات الهامة في تركيب قصص مجموعة سلخ الجلـد التي ينتقي منها ما ينسجم مع خطابه الأدلوجي ويقصي ما لايمتثـل للأطروحة المركزية في تحليلـه: أي ثنائية المثقف / الواقع: المثقف البورجوازي الذي يعجز – برغم أنه معارض وتقدمي ونقدي وإيجابي – عن استكشاف سبل تغيير الواقع المديني بالمغرب المحكوم بالتناقض والقائم على القمع ونهب فائض القيمة. والأطروحة هذه تقليدية ومؤسسة على تحليلات ماركسية مُبسطة لاتضع في اعتبارها تعقـد الشرائح المدينية الوسطى ووضع المثقفين الراديكالييـن ضمن هذه الشرائح، كما لاتضع في اعتبارها أن تقدمية ونضال المثقفين في الستينيات والسبعينيات لم يكن لها من هدف في الغالب سوى اقتطاع حصة من فطيرة ما بعد الاستقلال، مثلما عَبَّـَر مُنَظِّر الثورة الجزائرية: فرانـز فانون{2}؛ وبرغم ذلك، يتوكأ عليها عبد القادر الشاوي ويؤسـس عليها المقولات المنهجية وشبكة التحليل، ويُرَتِّب على ذلك إقصاء قصتي: حياة بالتقسيط وسلخ الجلد، اللتـان لا تطاوعان القول الأدلوجي المأخوذ بوحدانية المعنى، طالما أنهما ترفلان في لعبة التعـدد العزيز على قلب محمد برادة بعد ميخائيل باختيـن{3}. ومن هـذا القبيـل يمكن الإشارة إلى تحليل قصة الشيء بالشيء، إذ انشغل الشاوي بتحليل شخصيتي المهدي بن بركة وعمر بن جلون ودلالاتهما التاريخية وغيرها، لكنه نسي أو تناسى وجود شخصيتين مقابلتين: محمد زفزاف ومحمد شكري{4}، ربما النسيان هذا ناتج عن نسيان سابق: الإيماءة القائمة في عتبة – عنوان القصة: الشيء بالشيء يُذْكـر، لكن ليس في المستطاع رد هـذا الأمر إلى الأثر الأسطوري للموت أو إلى اعتبار وجود شخصيتي زفزاف وشكري في حكم الدخيل، وإنما يعود إلى الإغراق في الأدلوجة وقلب المواقع والأدوار-نتيجة ذلك- بيـن النظرية والواقع، لدرجة صارت معها النظرية هي المرجع واستحال الواقع إلى مجال محايد لتطبيق تعاليم النظرية.

ومن ثم، فما توافق مع النظرية من نصوص قصصية ثم إطراؤه، وما لم يمتـثل لمعاييـرها الأدلوجية وقع إقصاؤه أو بخس قيمته مثلما الأمر في مقاربة الشاوي لحكاية الرأس المقطوع، التي تتوسل في تكنيكها الحكائي أسلوب الأدب الخارق1 Littérature fantastique  وبهذا المعنى تصير النظرية هي مرجع الواقع، وذلك على النقيض تماما من المنهج العلمي الذي يجعل الواقـع مرجع النظرية والكتابة الأدبية. وليس الشاوي في هـذا إلا أحد تنويعات الاستقبال العربي للماركسية.

 

هوامش:

1.    الشاوي (عبد القادر)، سلطة الواقعية، اتحاد الكتاب العرب، دمشق، 1981.

2.    الشاوي (عبد القادر)، النص العضوي "سلخ الجلد" نموذج دراسي، دار النشر المغربية، الدار البيضاء، 1982.

3.    (برادة) محمد، سلخ الجلد وقصص أخرى، دار الآداب، بيروت، ط1، نونبر، 1979.

4.    يستهل كتاب سلطة الواقعية بمدخل نظري، في حين يغيب هذا المدخل في كتاب النص العضوي.

5.    كُتب الشاوي مقالاته وكتابه وهو رهن الاعتقال، وعبارة مَرْبَى المائيات تعبير مجازي عن الزنزانة، وقد استعرناه من أنطونيو غرامشي.

6.    العالم (محمود أمين) وأنيس (عبد العظيم)، في الثقافة المصرية، مذكور: وفيصل دراج "في الثقافة المصرية في زمن آخر "ضمن دلالات العلاقة الروائية، دار كنعان للدراسات والنشر، دمشق، ط1، 1992، صص 287-303.

7.    النص العضوي، مذكـور، صص 130-131.

8.    نفسـه، ص 131.

9.    الخطيب (إبراهيم)، "النص العضوي: ملاحظات في المنهج"، ضمـن: آفاق، اتحاد كتاب المغرب، ع1، مارس 1984، صص 66-69.

10.                       سلطة الواقعية، مذكور، ص 254.

11.                       سالنياري (كارلو) سينيلا (ماريو)، فكر غرامشي مختارات، تر. تحسين الشيخ علي، دار الفارابي، بيروت 1976، ج2، ص160.

12.                       نفسـه، ص 66 وما بعدها

 إحالات:

 

1.    يقول محمد برادة: "ما كان بوسع مندور، وسط الجو المحموم الناجم عن التسابق إلى الأدلجة idéologisation أن يفلت من ميكانيزم التكييف. إلا أن هناك هذه المرة فرقا جوهريا: خلال الفترة الممتدة من ما قبل الناصرية وما بعدها، تغيرت أشياء كثيرة. ومن هذه التغيرات التي تهمنا، وضعية مندور المثقف: كان، كما قلنا مثقفا عضوياً يناضل في حركة جماهيرية ضد الاستغلال البورجوازي والامبريالي، ولكنه بعد قيام نظام 1952 فقد الكثير من مظاهر تلك العضوية: ذلك أن الناصرية قد تبنت الشعارات والبرامج نفسها التي كانت تنادي بها الأحزاب السياسية. ومن ثم فإن العلاقة العضوية مع الطبقات والأحزاب تحولت، بين الناصرية والمثقفين، إلى ارتباط قوامه "استعمال" هذه الطاقات دون إشراكها في المسؤولية الفعلية للسلطة"، انظر: محمد مندور وتنظير النقد العربي، مذكور، صص 18-19.

2.     النص العضوي، مذكـور، ص92

3.     نفسـه، ص 93.

4.     انظر على سبيل التمثيل لا الحصر: العالم(محمود أمين)، تأملات في عالم نجيب محفوظ، الهيئة العامة للتأليف والترجمة، القاهرة، 1970؛ السيد (ياسين)، التحليل الاجتماعي للأدب، مكتبة الأنجلو مصرية، القاهرة، ط1، 1970، وط2، دار التنوير للطباعة والنشر، بيروت1982، خوري(إلياس)، تجربة البحث البحث عن أفق-مقدمة لدراسة الرواية العربية بعد الهزيمة، منظمة التحرير الفلسطينية، مركز الأبحاث، بيروت، ط1، يونيو 1974؛ سليمان (نبيل) ياسين (بوعلي)، الأدب والايديولوجيا في سوريا (1967-1973)، دار ابن خلدون، بيروت 1974؛ شريف(محمود)، أثر التطور الاجتماعي في الرواية المصرية (1912-1953)، دار الثقافة للطباعة والنشر، القاهرة، 1976؛ الشريف (جلال فاروق)، الشعر العربي الحديث- الأصول الطبقية والتاريخية، اتحاد الكتاب العرب، دمشق، 1976؛ عزيز ماضي(شكري)، انعكاس هزيمة حزيران على الرواية العربية، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، ط1، يونيو1978؛ عبد المحسن طه بدر، نجيب محفوظ: الرؤية والأداة، دار الثقافة للطباعة والنشر، القاهرة1978؛ سعيد (خالدة)، حركية الإبداع-دراسات في الأدب العربي الحديث، دار العودة، بيروت، 1979؛ العوفي(نجيب)، درجة الوعي في الكتابة- دراسات نقدية، دار النشر المغربية، الدار البيضاء، 1980؛ وادي(فاروق)، ثلاث علامات في الرواية الفلسطينية، المؤسسة العربية للدراسات والنشر بيروت، ط1، 1981؛ الخطيب(محمد كامل)، الرواية والواقع، دار الحداثة، بيروت، 1981...

5.    في الإمكان هنـا – على سبيل التمثيل- استحضار ما ذهب إليه ج. بليخانوف في معرض تشديده على تبعية الجمالي للسياسي والأدلوجي: "والفعل الثاني في نقـد مادي متماسك منطقيا يجب أن يتمثل مثلما فعل النقاد المثاليون في  تقييم الخصائص الجمالية للأثر المأخوذ موضوع الدرس. أما إذا رفض الناقد المادي القيام بمثل ذلك التقييم بحجة أنه سبق له العثور على المعادل السوسيولوجي للأثر، فسيكون قد أثبت أنه لايفهم وجهة النظر التي يريد أن يعمل انطلاقا منها". ينظر ليخانوف ). الفن والتصور المادي للتاريخ، تر. ج. طرابيشي، دار الطليعة، بيروت، ط1، 1977، ص.60؛ وينظر كذلك لحمداني(حميد)، الرواية المغربية ورؤية الواقع الاجتماعي –دراسة بنيوية تكوينية،دار لاثقافة، الدار البيضاء، ط1،1985، ص9-10.

مراجع:
 1
النص العضوي، مذكور، ص103.

 2ينظر مجددا ف. مكسيمنكو، "نشأة الانتجلنسيا الأفرو- أسيوية، مذكور.

 3علاقة محمد برادة بالمنظر الروسي واضحة ومفهومة: إذ أن مما يحسب لمحمد برادة التعريف بباختين وترجمة بعض نصوصه عبر صفحات الكرمل وفصول، وهي النصوص التي جمعت بعد ذلك في كتاب: الخطاب الروائي، دار الأمان، الرباط، ط1، 1987؛ وإذا كانت مساهمة برادة في هذا الصدد تشترك في أهمييتها مع مساهمات مترجمين آخرين مثل محمد البكري ويمنى العيد الماركسية وفلسفة اللغة، دار توبقال، الدار البيضاء، ط1، 1986، فمن الموائم التنبيه على أن انكبابه على نصوص ميخائيل باختين ترك أعمق الاثار في إنتاجاته الأدبية الأقصوصية والروائية. وخاصة رواية لعبة النسيان.

 4  محمد برادة، سلخ الجلد وقصص أخرى، مذكور، صص 79-89.

 1  الخارق  Le fantastique:   من المعروف أن تزفيتان طودوروف يميز الخارق بحصر المعنى، الذي يحدده تردد مستمر بين الواقعي وفوق الطبيعي، ويحتفظ بالتالي بعنصر واقعي كقطب تعارض داخلي، عن العجيب الذي يحتكره دوماً فوق الطبيعي، وعن الغريب حيث يفسر الخارق عقلانيا. للمزيد من التفاصيل ينظر: تزفيتـان طودوروف، مدخل إلى الأدب العجائبي، تر. الصديق بوعلام، تقديم محمد برادة، منشورات دار الكلام، الرباط، ط1، 1993؛ وانظر كذلك فيليب هامون " خطاب مقيد"، ضمن رولان بارط وآخرون، الأدب والواقع، تر.ع. الجليل الأزدي ومحمد معتصم تانسيفت، مراكش، 1992 وانظـر أيضـا: Pi