يرى الباحث المصري أن نقد التنوير عند مدرسة فرانكفورت الشهيرة هو نقد العقل ذاته، وبأن تفكيك ادورنو وهوركهايمر للأسس الفكرية التي يستنـد إليها الواقع هي محاولة للوقوف فكريا في وجه بنى التسلط الممارسة على الفرد. إلى أن يخلص لضرورة السؤال عن مدى استفادة الفكر العـربي من مناقشات الغرب في هذا المجال.

فلسفة أدورنو ونقد التنوير

رمضان بسطاويسى

شاعت في الفكر العربي الدعوة إلى التنوير، بوصفها دعوة إلى العقلانية والحرية والتقدم وتحديث الحياة الاجتماعية والسياسية، دون أن يتوقف أحد عند نقد التنوير ذاته بوصفه حركة غربية.

إن الـواقع التاريخي لـدينا لا يمكن أن يتكـرر على نفس النحو الـذي سارت عليـه الحضارة الغربيـة، ولا يمكن بعث فترات تـاريخية سابقة مثل إرهاصات النهضة في أواخر القرن التاسع عشر، على أساس أنها تحمل قيما في الفكر والحضارة، فلابد قبل الدعوة إلى التنوير نقده، ونقد الحركة التنـويرية التي ظهرت في الغرب ليتسنى لنا معرفة طبيعة الفكـر الذي ننادي به، ويكون مرتبطاً بمتطلبات المرحلة التاريخية التي نعيشها والتي تختلف في طبيعتها عن تلك المرحلـة السابقة، فنـواكب تطـور الـوعي الإنساني، وننجـو من المتناقضات التي تحملها طبيعة هذا الفكـر التنويري الذي يعتبر أرنست بلـوخ من أبرز منظريـه في دراسته عن عصر النهضة، وأول من أزال الـدهشـة حـول هذا الفكـر.

ومن الفلاسفـة المعاصرين الذين اهتموا بنقـد التنوير الفيلسـوف الألماني تيـودور أدورنـو (1903-1969)، فقد اشترك مـع هوركهـايمر (1895-1973) في تأليف كتاب "جدل التنوير"، حيث اهتما بتقـديم فلسفـة غير تقليـديـة، لا تهتم بـالاتجاهـات النظريـة في تاريخ الفكر، قـدر اهتمامها بالبنية العـامة للمجتمع كـما تنعكس في العقل. ويرى أدورنو أن كل نظرية فكرية تحمل علامات المكان الاجتماعي الذي تنشأ فيه، واستبعد أن تكون هنـاك حياة خاصة ونقية للإنسان تسمـح بتجاوز ظروف الوجـود والوصول إلى طبيعـة الأشيـاء. وهـو بـذلك قـد حـدد السمات العامة التي يجب أن تلتزم بها أيـة نظريـة للمعرفـة تطمح أن تكـون نظرية للمجتمع، وأن تـدرك ذلك بوعي.

ولذلك فإن أعمال أدورنو الفلسفية تدعو إلى أنـه على المثقف أو الفيلسـوف أن يـمارس دوره التاريخي في نقد الاقتصاد السياسي، وبذلك يتم تجاوز الفلسفـة التقليـدية التي كـانت غير مهتمة بـالممارسـة السيـاسيـة، ولابـد أن يستشعـر المثقف مسئـوليتـه عن أحـداث المجتمع، وأن يسـاهم في تكوين صورة مستقبلية له.

ويعالج أدورنو موضوع فلسفة التنوير من خلال إثارة أسئلة حول بنية العقل المعاصر، ويتساءل هل الصـورة التي وصلت إليهـا الحضارة المعاصرة هي نتيجة لفلسفة التنوير، التي استبعدت الأبعاد المختلفة للعقل، وجعلته يقتصر على العقل العلمي والتكنولـوجي، وتم استبعاد صـور العقل الأخرى، مثل العقل الخيالي، والأسطوري، فنقد التنوير هو نقد العقل ذاته، أي نقـد الأسس الفكرية والأنطولوجية والأيديولوجية التي يستنـد إليها الواقع المعـاصر، الذي أصبح يتعارض مع الفرد ويهيمن عليه، وصدر إليه بنية التسلط والتـدجين، حيث أصبح الإنسان المعاصر أسير عبودية الحاجـات اليومية والاستهلاك، وهذا ما يدفعه إلى تقديم صورة بربرية للحرب الشاملة، هذه الآلة الرهيبة التي ينتظم إيقاعها على غريزة التدمير، ولا يمكن أن يكون مثل هذا الخراب مجرد مصادفة غير متوقعة، إنه نتاج عقل يدفع جنوحه الطائش نحو حدود اللاعقل. وقد عبر أدورنو عن ذلك حين بين أنه في اللحظة التي تتحقق فيها يوتوبيا فـرنسيس بيكـون: أي السيطرة على الطبيعة عملياً، يتجلى بشكل واضح جوهر الجـبر والإخضاع الذي يمارسه الإنسـان على نفسه وعلى من حولـه، وكـان ينسب إلى الطبيعـة والعقل المعـرفي الـذي كـان أداة لتحقيق طموحات الإنسـان في حياة أفضل أصبحت وسيلة للتدمير الإنساني.

أرنست بلوخ: الإنسان وحريته
وقد نتجت هذه الصورة البربرية لـلإنسان الذي يسعى للحرب في صـورهـا البسيطة التي تظهـر في علاقات الصراع بين الأفراد في المجتمع الإنساني، وفي صورها المركبة حين يصارع الإنسـان نفسه لتحقيق أشياء ضد حريته، وتبعده عن نوع الوجود الذي يريده، لأنه يكون مسـوقاً نحو صـورة للحياة اليومية قـامت أجهزة الاتصال بغرسها فيه، دون أن تتيح له أن يكون حراً، وقد تم هذا كله نتيجة لاتساع اقتصاد السـوق، فـاستضاء أفق الأسطورة المظلم بشمس العقل الحسـابي، فـالمردود المادي صار هو العقل الذي يتحكم في حياة الأفراد المعـاصرة، وتم إغفال الأبعاد الأخرى، مثلما تم إغفال دور العلم التحريري للإنسان، وصار من الضروري نقد العلم الغـربي في صـورته الجزئيـة التي تساهم في تفتيت الوعى الإنساني، فهـذه الصورة من العلم ساهمت في خلق أسطـورة وخـرافـة جـديـدة في العقل، وهي أسطورة المردود الاستهـلاكـي، وأصبحت صـورة العقل الاستهلاكي هي الصـورة المركزيـة للحضارة الغربية، ولهذا فإن أي نقد لهذه الحضارة لابد أن يبدأ من نقد العقل، الذي يتجسد في لغة العلم التي تنزع - بحيادها - إلى إمكان التعبير عما لا يتمتع بالسلطة، ولهذا يقول أدورنو في كتابـه "جدل التنوير" Dialectics Of Enlightenment أن الكائنات لا تجد في العلم إلا رموزها المحايدة، والعلـم بطابعه الجزئي يقدم لنا ميتافيزيقا أكثر ميتافيزيقية من الميتافيزيقا نفسها. إن العقل لم يستنفـد الرموز فحسب، بل استنفد أيضا ورثة هذه الرموز، أي المفاهيم الكـونية، ولم يسمح بالبقاء مـن الميتافيزيقا إلا الخوف المجـرد عند الجماعة البشرية، هذا الخوف الذي ولدت منه الأسطورة".

وهذا يعني أن سيطرة العقل على الموضوع لم تكن أبداً مجرد إجراء نظري، بل هي سيطرة على العالم وتنظيم له في آن واحد، ولهذا فالتاريخ لا ينفصل عن تاريخ العقل، لأن التاريخ هو النسخة العملية والفورية لأعمال العقل، وإذا كانت فلسفة التنوير تدعو إلى استخدام العقل في كل شيء، فإن أدورنو يـدعونا إلى استخدام العقل في مجال جديد هـو نقد العقل نفسه في استخدامه كبنية اجتماعية للسيطرة والقمع.

ميراث العقل
ويبدأ أدورنو نقده لفلسفة التنوير من خلال نقده لأعمال الفلاسفـة في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، حيث يبين أن فلسفـة التنـويـر تخلط بين استخدامات العقل المطلقة، فتم استخـدام العقل في البحث في مجالات سبق لكـانط أن بين أنها تتجـاوز قدرة العقل الإنسـاني، وقد تم تعميم ما تـوصل إليه العقل في تلك الفترة على باقي التاريخ الإنساني، بينما القرن الثامن عشر، الذي تنتمي إليه فلسفة التنـوير لا يمثل إلا لحظـة من لحظـات تـاريخ العقل، وهي لحظة جوهريـة لسببين: أولهما أن فلسفة التنـوير هي تجميع وتكـريس لميراث العقل الـذي نسي حـدوده (التي حـددها كـانط من قبل)، وسيطر على الفكـر الإنساني حالـة من حالات النشوة الساذجـة بالعقل الفاتح، وثـانيهما: أن فلسفة التنوير اهتمت بدراسة جهد الإنسان في الإنتـاج والتأثير على الطبيعة إلى درجة أن تصبح الطبيعة ملكا لـلإنسان دون أن تهتم بالحركـة الاجتماعية الناجمة عن ذلك، ودون أن تهتم بالأبعاد الأنطولوجية للإنسان.

ويذكرنا أدورنو بأن الفيلسوف الألماني كانط حـين وضع مفهوم النقد قـد حذرنـا من خطر استخـدام العقل من جـانب واحـد، لأن فكـرة العقل النقدي تحتوي على قوة الاستبعـاد والتمييز وهي تمارس عملها لا عبر تحليل العقل فحسب، بل عبر العلاقة بين العقل والمجتمع.

ولكن ما الذي يجعل فلسفـة التنـوير - بجانبها الأوحد في فهم العقل تمتد إلى العقل الغربي برمته؟ ويقـدم أدورنـو الجواب في شكل تحليل السيطـرة المتزايدة للعقل بوصفه سلطة على الخارج، وعلى كل ما ليس بعقل، ويصبح العقل هنا أشبه بقوة غريزية عنيفة، أي كتلك القوة التي يدعي دائما أنه يختلف عنها، أي الطبيعـة، فـالعقل يريـد السيطرة على الطبيعة، من خلال إدخالها داخل منظومة العقل، فوقع في ثنائية العقل والطبيعة، والـذي أوقع فلسفة التنوير في هذا، هو أن العقل الغربي مهـدد - منذ مولده- بخطر الـلاعقل، لأنه ينحو دائما إلى إخضاع الآخر في مواجهته حتى يستقل بذاته، وحتى يتجاوز ويمحو الانفصـال بينهما، ولهذا يرى أدورنو أنه كلما اكتسب العقل الدقـة والسيطرة على موضوعه ازداد انغلاقاً على نفسه، لأنه يفرض على نفسه نفس معايير الدقة التي يفرضها على الموضوع الخارجي، فلا يرى ما وراء الظاهرة التي يـدرسها. وهذا يعني أن الإنسان في سعيه نحـو التحـرر من سيطرة الطبيعـة عليه، قد دفع الثمن، وأصبـح العقل بالنسبة للجميع هو شبكـة محكمة من الأحكـام المحـددة، حتى لو كـانت تستند إلى الحاسوب، وبالتالي فإن العقل في صورته الراهنـة لا يقل عن الأسطورة، وإذا كـان الهدف من التنوير هـو تحرير الإنسان من الإيمان الباطل بالقوى الشريرة والشياطين والمصير الأعمى، أي تحرير الإنسان من أي خوف، فعندئذ تصبح إدانة صـورة العقل كـما تتبـدى في بنيـة أشكـال التنظيم الاجتماعي هي أكـبر خـدمـة تـؤدى للإنسـان. لأن الإنسـان استخـدم العقل في إبـدل تنظيم اجتماعي يتيح السيطـرة على الإنسـان، ونزع قـدرة الفرد على تغيير المجتمع أو فاعليته في صنـع القرار السياسي، وهكذا أصبحت كل المكتسبات التكنـولوجية، وكل التقدم الواضح الذي أمكن إحرازه عاجزاً عن تحقيق التوازن المعقول بين الفرد والكلية الاجتماعية، وظهر لنا بـؤس غالبيـة الجـماهير وتفتت وتنـاثـر الجوهر الإنساني.

وأدى هذا إلى أن يصبح العقل الموضوعي يـدرك نفسه وكأنه بنية خـارج الواقع، وليس بـاعتباره أداة تطبق من الخارج، وتـم تمجيـد لهذا العقل، وأصبح أشبه بالأسطـورة التي لا يمكن مناقشـة بديهياتها، والنتيجة بشكل ما هي تحييد خـارج ما هـو إنساني، ويترتب على هذا انتشار السيطرة العلمية بصـورتها الاستهلاكية التي تؤدي إلى تشـويه الذات واستغلال الأغلبية ومعـاداة كل إنسان لـلآخر. وقـد تسربت المعرفة العلميـة إلى العقل الفلسفي المعاصر، الـذي أصبح يعتـبر التقنيةTechnique  أو الآلية هي جوهر المعرفة الفلسفية، والتقنية ليست مجرد تحرك لانتشار العلـوم، وإنما تعني التحول الكـامل للعـالم الطبيعي والاجتماعي، لأنها تـؤثـر في الـذات والموضـوع والعمل واللغـة، وكل أنـماط العلاقـة التي تـربط الإنسان بالعالم.

المنطق الشكلي يسود
ونتيجـة لهذا الطابع الـذي أصبح يسود الفكـر الفلسفي أخـذت المعـرفـة تتسم بالطابع الشكلي، وأصبح المنطق الشكلي والرياضيات هما أداة التوحيد الكـبرى في كل العلـوم، وأصبح العقل يعتقـد أنـه بمأمن من الخرافـة عندما قـال بهوية الحقيقـة والعالم الرياضي.

ولهذا وسع من استخـدام هذا المفهوم التجـزئي للعلم، وانتشرت استخـدامات الإحصاء والرياضيـات حتى في العلـوم الفلسفيـة، وبـذلك أصبحت الريـاضيات هي الحكم المطلق، ولكن مثل هذا الاستبدال للاسم بالرمز يشوه طبيعة لغة العقل الداخلية، وأمام هذا الاستغلال الـذاتي الشكلي في المنطق الرياضي، اكتسب الإنسـان استقلالية ذاتيـة أمـام الطبيعـة، ولكنه أصبح أيضا مجرد عدد كمي، وتحولت الريـاضيات إلى غاية في ذاتها، تجسد الرغبة في التحكم والسيطـرة، وبـذلـك تحول العلم والأيـديولـوجيـا والفلسفة إلى أدوات في خـدمة السيطرة التي هـي بمعنى من المعاني جـوهر المجتمع الذي نشأ عنه هذا الاستخدام للعقل.

ماكس هوركهايمر: العقل والخرافة
ويخلص أدورنو من ذلك إلى مقولة جزئية في كتابه "جـدل التنويـر" وهي عودة العقل إلى الخرافة، والمقصـود بـالعقل هنا عنـد أدورنـو ليس ملكـة أو خـاصية لـلإنسان، وإنما هو موقف، موقف يقود السعي إلى المعـرفـة من أجل السيطرة، ولـذلك فهو موقف يرتبط ارتباطاً وثيقاً بأنـماط التنظيم الاجتماعي الـذي تختلط فيـه السيـاسة والاقتصـاد والأديـان والأخلاقيات للوصول إلى غاية واحدة.

لكن كيف يمكن توضيح هذا التطابق بين العقل والخرافة؟ يحاول أدورنو الإجابـة عن هذا التساؤل من خلال نظرة تاريخية لما آل إليه العقل بعد التنوير، حيث سـاد الإنسـان الخوف من أي شيء لا يخضع لقاعدة ما أو لعـدد كمي، وانتهى العقل إلى بناء كون متنـاسق ومنسجم ولكنـه استـاتيكي (سكـوني) ومتكرر تماماً مثل الأسطورة، وأصبح الإنسان يخشى من أي شيء لا يخضع للكم حتى ولو كان لصيقـاً به وبجسمه ولغتـه، ويتوهـم الإنسـان أنه تحرر من الخوف وفق هذا المنظور عندما لا يكـون هناك شيء مجهول. ولكن الإنسان خلق "تابو" آخر هو الوضعية المنطقية، التي ترى أنه يجب على كل شيء أن يـدخل دائرة العقل، ويجب ألا يكـون هناك شيء في الخارج، لأن هذا هـو مصدر الرعب، وبـالتـالي فإن مهمة الفيلسـوف الـوضعي هي استبعـاد كل ما لا يمكن قياسه أو برمجته، حتى يفسح المجال للعقل التحكمي والشمولي. ولذلك يمكن القول بأن الكونية الشاملة التي روج لها العقل، والعـالم الذي نظمه هذا العقل ليسا إلا شكلـين تـاريخيين تكونا بدافع من الـرغبة في الحفاظ على النفس. إن التـوجيه المكثف للمجتمع نحـو إنتاج السـوق الذي يتحـدد بدرجـة الملكية أو المقـدرة على الإنتاج واختزال السياسة إلى مجرد إدارة السلطات، كل هذه علامات تشير إلى المصلحـة التي تحكم الأفـراد في المجتمع بمفهومها العام والخاص، وهي - في نهايـة الأمر - اسم آخر للانشغـال بـالـذات. ومن هذا المنظـور يرى أدورنو أن مـاركس نفسه قـد وقع في شباك هذا العقل، أي في هـذا الطابع الشكلي الـذي يضحي فيـه مـاركس بأفكـار الجوهر الإنسـاني واليوتوبيا لصالح العمل ولصالح سياسة قد تستطيع في أحسن الأحوال أن تقلب الأدوار.

العقل في مواجهة العقل
وأدورنو - رغم كل مـا تقـدم من نقـد للعقل - يرفض مواجهـة اللاعقل بشيء آخر غير العقل، لأن الإيـمان بالفلسفة والعقل الإنساني يتواكب مع رفض الخوف من تقليص مقـدرتنـا على التفكير، فليس المفروض هو التحكم في الواقع، وإنما المقصود هو نقده، على أساس أن الواقع هو نتاج حـالة صيرورة دائمة وهو قـابل للتغيير. وهذا النقد الـذي يقدمـه أدورنـو يحتـوي على جـانبين: أولهما نقـد ينصب على الحاضر في كل جوانب نقصه وتقدمه وثانيهما نقد هو بالضرورة تأمل ذاتي للفكر أو عـودة الفكر إلى نفس. فما يريده أدورنو هو محاولـة إنقاذ الحقائق النسبية من تحت أنقـاض الحيـاة الزائفـة التي صنعتها ثقافـة الاستهلاك، والفلسفة بهذا المعنى هي عامل تصحيح للتـاريخ، ومقاومـة للخضـوع لصـورة المجتمع السائدة.

ترى هل استفاد الفكر العـربي المعاصر في طرحه لقضايا التنوير والحداثـة والمشروع الاجتماعي من مناقشات الغرب لذات القضايا، أم أننا لانزال نكرر ونردد ما سبق تقديمـه في القرن الثامن عشر؟؟ لكن الإجابة عن هذا التساؤل تقتضي مراجعة ما كتب من قبل المفكرين العرب في هذا الصدد. وهل يكفي في هذه المرحلة طرح الأسئلة حـول الواقع العربي الذي أعتقد أنه غاب عن حواسنا تحت ركام الكتابات النظرية العامة التي تبعدنـا وتفصلنا عما نعيشـه من قضايا؟!