مصطفى المرباطي
أقامت مبادرة "تشكيل" مساء أمس (الجمعة) فعالية "منظور – حائط ثلاثي الأبعاد" والتي تعتبر معرضاً للوحة ثلاثية الأبعاد رُسمت بطريقة مبتكرة جديدة على أحد الحوائط في "فريج الشيوخ" بمنطقة المحرق.
بدء العمل الذي استمر التجهيز له يومين متواصلين من خلال توفير المستلزمات الفنية وتهيئة المكان والحائط في تمام الساعة الخامسة مساءً عندما ثبت أعضاء الفريق بعض قطع الأثات على الحائط لإضفاء اللمسة ذات البعد الثلاثي، تلتها مرحلة الرسم على الحائط وعلى القطع المركبة بالإضافة إلى استخدام الخطوط العربية في زخرفة العمل الذي استمر لمدة 4 ساعات متواصلة وأثمر عن إنجاز تحفة فنية رائعة أضافت للمكان رونقاً وبهاءً وحداثة.
وقالت رنوة العمصي رئيسة المبادرة بعد الانتهاء من العمل: "أن العمل أصبح قريب جداً مما تم تصوره في البداية، جميل أن نرى خيالاتنا مطبقة على أرض الواقع أياً كانت النتيجة"، وأضافت "أن الفريق استطاع خلق الفكرة وأنا لا أنكر مجهودهم الرائع وتحملهم عناء العمل تحت الظروف المناخية الحارة، أنا سعيدة جداً بالعمل هذا وسعيدة لتزيين أحد جدارات منطقة المحرق عن طريق وضع بصمة لتاء الشباب في هذا المكان، هذا العمل سيبقى لفترة طويلة والتجربة مختلفة جداً وليست عادية".
وأوضحت العمصي معاني العمل الذي تم إنجازه بحرفة ومهارة شديدتين، بأن العمل يبدو في البداية هو مجموعة من الأدوات المنزلية المثبتة على الحائط، لكن الفكرة الحقيقة هي الربط والمزج بين المنظورين الثنائي الأبعاد والثلاثي الأبعاد بحيث تضفي الأجزاء المركبة البعد الثلاثي والرسومات والزخارف تعطي البعد الثنائي، لتعطي في النهاية لوحة تجمع بين عدة مناظير يخيل للناظر رؤيتها من عدة زوايا سواء من الأعلى أو من على الجوانب، وأكدت بأن الشباب هم من اختاروا الزوايا التي تحقق الرؤية المطلوبة، مشيرة بأن أصالة هذه الفكرة تعود إلى بيكاسو ومن قبله الفراعنة الذين رسموا الشكل الواحد من عدة زوايا رؤية في اللوحة الواحدة بقصد إثرائه بإبراز الأغنى فيه.
من جانبه أشار أيمن جعفر منسق الفعالية إلى أهداف العمل التي تتلخص في تقريب الفن من أذهان الناس من خلال المعاينة النظرية لها، وأن هذا العمل الذي يعد نتاجاً بحرينياً يحاول أن يوصل الفن التشكيلي حتى في الأحياء البسيطة.
وأضاف جعفر بأن العمل يعتبر تجربة لشيء جديد حيث تعود الناس على رؤية اللوحات الثنائية الأبعاد، مؤكداً بأن العمل متواجد بكثرة في الدول الأخرى وأن هذه التجربة هي الأولى له كفرد وللمبادرة أيضاً.
وأوضح أن عند التوقف عند هذا المكان نجد أن الحائط قريب من مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة الذي يعد مقصداً للشخصيات الثقافية والسواح، وكذلك تعتبر المنطقة مواقفاً لسيارات الحي، وأن الفريق رأى في هذه المساحة المتاحة فرصة لتقديم فناً جاذباً لمحط أنظار سكنة الحي والمارة.
وشكرت سارة النجيلي الإدارية بمبادرة "تشكيل" شركة "كولور تيك" التي وفرت الأدوات الفنية والأصباغ، كما شكرت مفروشات طارق الكوهجي على تقديمه قطع الأثاث المستخدمة في صنع العمل.
يذكر أن العمل هو نتاج جهد ومثابرة 18 شاباً بحرينياً هم: رنوة العمصي، أيمن جعفر، سارة النجيلي، زينب رضا، إبراهيم المصري، محمود الشرقاوي، منى المدني، سمية جميلي، حليمة عبدالنبي، حكيمة عبدالنبي، رحاب محمد، إبراهيم عبيد، محمد فلامرزي، أحمد وحيد، إيمان الصفار، إيمان علي، روان حجازي، وأمل الشيخ.