§ غادرنا الشاعر والباحث عبد الرزاق جبران، الذي وافته المنية صبيحة الأحد الماضي 12 غشت 2012 بالمنزل الذي نشأ فيه بالحي الحسني، وذلك بعد مرض عضال لم يمهلهُ طويلاً. شاعر آمن بالقصيدة حدّ الاكتواء بعذاباتها. وظل يشتغل في صمت ونكران ذات. برز، من الدار البيضاء، كشاعر واعد منذ بداية الثمانينيات. ولأمر ما جمع حقائبه ليخرج من المركز والضوء، ويقيم في أقصى الجنوب: مدينة العيون تحديداً، كي يواصل بحثاً دؤوبا عن ينابيع الشعر، وكي يهب كثيراً من اهتمامه ونضاله للعمل الجمعوي، مسهماً في الفعل الثقافي من خلال ندوات ومحاضرات ولقاءات ثقافية كان يتوجها مهرجان شعري سنوي يتسع لكل أصوات الشعر المغربي وحساسياته من طنجة إلى الكويرة.
ثم هاهو عبد الرزاق جبران، يمضي إلى الموت الذي حضر كثيراً في قصائده، وخاصة في مجموعته الشعرية "بياض الحروف" الصادرة سنة 2006. نقرأ في قصيدة "أناشيد العتمة":
مثقلاً بالموت
أرفع الحلم تعويذةً
لجرح الطين...
من أبواب العزلة
تمرقُ الحيرةُ
نحو البياض...
وفي قصيدة أخرى بعنوان «عبور»، يقول:
الورود،
أناشيد للموت..
والورود،
قُدَّاسٌ أخير لكائناتٍ
استكانت لصمت القبور.
تغمد الله الشاعر الراحل برحمته الواسعة، وألهم ذويه وأصدقاءه الصبر والسلوان.
بيت الشعر في المغرب