المقدّمة
يتمثّل موضوع تقديم كتاب «الماركسيّة والبنيويّة» الّذي عُرف به كاتبه «لوسيان صبّاغ» أكثر ممّا عُرف بمؤلّفاته الأخرى الفرديّة منها والجماعيّة. إذ يمثّل هذا الكتاب تجربة فكريّة ناشئة تغذّت بالحقول المعرفيّة المجاورة وبالتّيّارات الفكريّة السّائدة. وعبّر الكاتبُ عن هذا الانتماء بالجمع بين الماركسيّة باعتبارها فلسفة وبين البنيويّة باعتبارها منهجا. وليس من قبيل الصّدفة أن يَظهر الكتاب زمنَ أوج انتشار البنيويّة وذروة سيطرتها على العلوم الإنسانيّة، الّتي إلى أحد فروعها (علم الإناسة: الأنتروبولوجيا) ينتمي الكاتبُ .
أمّا الصّعوبات الّتي واجهتنا فهي صنفان:
يتّصل الصّنف الأوّل بالكتاب نفسه. فقد وجدناه عسيرَ اللّغة ، معقَّد الأسلوب ، غامض المعنى في أحيان كثيرة بل غالبة . والصّنف الثّاني من الصّعوبات يتلخّص في أنّ الكاتب و الكتاب معا لم يحظيا بالعناية البحثيّة الكافية. إذ لم نجد أيّ بحث عنهما باللّغة العربيّة. وما وجدناه باللّغة الفرنسيّة يسير جدّا .
أُلحق هذا المؤلَّف بالكتابة الفلسفيّة مع أنّ صاحبه إناسيّ التّخصّص. وفي شأن هذا الانتماء الفلسفيّ قال "برونو كارسنتي" Bruno Karsenti: «"الماركسية والبنيويّة"، وقد تشبّع بتجربة العلوم الإنسانيّة، هو بالمعنى العميق للكلمة كتاب في الفلسفة. وإنّه لَكذلك بأسلوبه ومنهجه وموضوعه وربّـما جاز لنا أن نضيف بعزلته».(1)
نتساءل بدءا: ما منزلة الماركسيّة والبنيويّة في هذا الكتاب؟ كيف تجاورت الفلسفةُ مع علم الإناسة تحت سقف بنيويّ واحد؟ إلى أيّ مدى يعبّر العنوانُ عن متن الكتاب؟
(1) تعريف الكاتب:
وُلد "لوسيان صبّاغ" بتونس سنة 1934، وتُوفّـي في باريس سنة 1965. كان إناسيّا(2) ماركسيّا فرنسيّا. وهو تلميذ "كلود ليفي شتراوس"(3). كُلّف صبّاغ بالإشراف على أبحاث "المركز الوطنيّ للبحث العلميّ" CNRS عُرف بكونه حاول التّوفيقَ بين الماركسيّة والبنيويّة. وتمثّلت هذه المحاولةُ في كتابِه موضوعِ ندوتنا. كان صبّاغ ذا مزاج انتحاريّ. فكان يتلقّى متابعة طبيّة من قبل المحلّل النّفسيّ "جاك لاكان"(4). وسنةَ 1965 اِنتحر صبّاغ إمّا لأنّه قد عشِق "جوديت " Judithابنةَ أستاذه "شتراوس" إلى حدِّ الوله، وإمّا لأنّ أحدهم قد حاول اغتصابَ ابنته. وظلّ الدّافعُ إلى الانتحار أمرا مختلَفا فيه. بهذا يكون المؤلِّف قد فارق الحياة في سنّ الحادية والثّلاثين أي بعد عام فحسبُ من صدور «الماركسيّة والبنيويّة».
كان صبّاغ مناضلا في "الحزب الشّيوعيّ" من سنة 1953 إلى سنة 1955. وكان عضوا في الخلايا الطّلاّبيّة الّتي أثار فيها حركة معارضة داخليّة كلّفته الطّردَ منها .
في هذا العمر القصير كتب صبّاغ المؤلَّفات التّالية:
(1) الماركسيّة والبنيويّة": صدر عن دار "بايوت" في باريس في طبعتين : الأولى سنة 1964 والثّانية سنة 1967. وهو الكتاب الوحيد الذي نُشر في حياة الكاتب.
(2) ابتكار العالم عند هنود بيوبلو ":L’Invention du monde chez les indiens Pueblos صدر هذا الكتاب عن دار: ف. ماسبيرو F. Maspero ، في بارس سنة 1971. و قد قدّمت له "جاكلين بولنز" Jacqueline Bolens .
(3) قبائل أيوري في شاكو(5) الشّمالي: دراسة نقديّة اعتمادا على ملاحظات لوسيان صبّاغ المدوَّنة":
à partir des notes du Lucien Sebag Les Ayoré du Chaco Septentrional أنجزت هذا العملَ "كارمن بارنان مونوز" Carmen Bernand – Munoz .وصدر عن دار "موتون" Mouton في باريس - لاهاي سنة 1977.
صدر الكتابان الثّاني والثّالث بعد وفاة مؤلِّفهما .
(4) شارك صبّاغ في مؤلَّف جماعيّ بإشراف ليفي شتراوس بعنوان "الميثولوجيا(6)" Mythologie صدر الجزء الأوّل منه سنة 1964.
وبتفحّص عناوين هذه المدوّنة من التّآليف، نلاحظ أنّ الثّلاثةَ الأخيرة منها تجسّد التّخصّص الإناسيّ الّذي عُرف به صبّاغ. أمّا الكتاب الأوّل فهو من صنف آخر. إذ ينفتح على الدّراسات الفلسفيّة والسّياسيّة والمنهجيّة. لكنّ هذا الانفتاح ظلّ مسايرا للرّؤية الأنتروبولوجيّة الصّباغيّة، إن جاز لنا التّعبير.
(2) التّقديم الماديّ للكتاب:
نعتمد كتاب «الماركسيّة والبنيويّة» في الطّبعة الصّادرة عن دار "بايوت"Payot بباريس سنة 1964. صدر هذا الكتاب في منشورات "المكتبة العلميّة" Bibliothèque scientifique، ضمن "سلسلة علم الإنسان" collection science de l’homme الّتي يشرف عليها الدّكتور "ج. ماندل" G. Mendel. وليس لهذه الطّبعة رقم محدَّد. لذا نرجح أنّها الطّبعة الأصليّة الأولى مادام الكتاب قد ظهر للمرّة الأولى سنة 1964.
يُعتبَر الكتاب من حيث الحجمُ متوسّطا نسبيّا. إذ يمتدّ على ثلاث وثلاثين ومائتي صفحة (233) بحساب صفحة الفهرس . ويحتوي الكتاب مقدّمة وأربعة فصول غير مقسّمة تقسيما داخليا لا بالعنونة ولا بالتّرقيم. أمّا التّوزيع الكمّيّ لمادّة الكتاب فهو كالتّالي:
- المقدّمة:Introduction
اِمتدّت على ستّ (06) صفحات: من الصّفحة التّاسعة (09) إلى الصّفحة الرّابعة عشرة. وتُعتبر المقدّمة قصيرة نسبيّا مقارنة بحجم الكتاب.
- الفصل الأوّل: مقدّمات منطقيّة هيغليّة: Prémisses hégéliennes
اِمتدّ على ستّ وثلاثين صفحة (36): من الصّفحة الخامسة عشرة (15) إلى الصّفحة الخمسين (50).
- الفصل الثّاني: في معنى الماركسيّة: De la signification du Marxisme
اِمتدّ على خمس وثلاثين صفحة (35): من الصّفحة الحادية والخمسين (51) إلى الخامسة والثّمانين (85).
- الفصل الثّالث: الإيديولوجيّات والتّفكير العلميّ :Idéologies et pensée scientifique
اِمتدّ على ثمان ومئة صفحة (108): من الصّفحة السّابعة والثّمانين (87) إلى الرّابعة والتّسعين ومئة (194).
- الفصل الرّابع: العلم والحقيقة: Science et Vérité
اِمتدّ على بقيّة الكتاب، أي سبع وثلاثين صفحة (37): من الصّفحة الخامسة والتّسعين بعد المئة (195) إلى الحادية والثّلاثين بعد المئتين (231).
نلاحظ أنّ الأبواب الأوّل والثّاني والرّابع تساوي مجتمِعة حجمَ الباب الثّالث وحده، أي ثمان ومائة صفحة (108). ونستنتج مبدئيّا - هذا استنتاج قابل للتّأكيد كما للدّحض لاحقا - أنّ الباب الثّالث هو مركز الثّقل في الكتاب اعتمادا على التّوزيع الكمّيّ غير المتكافئ. وقد لفت انتباهَنا خلوُّ هذا المؤلّف من أيّ خاتمة رغم ما في عناوين الفصول من طابع جدليّ ونزعة حجاجيّة .
(3) حدّ المصطلحين في العنوان:
العنوان نحويّا: مركّب عطفيّ، والواو هي الحرف العاطف بين الاسمين- المصطلحين. ولنا أن نتساءل: هل الواو هنا عطف لمؤتلِفين أم لمختلِفين؟ أهي عطف للخاصّ على العامّ أم للعامّ على الخاصّ؟ أم هي عاطفة الشّيءَ على مرادفه؟ أم تدلّ على مطلق الجمع بلا خلفيّة ترتيبيّة أو تفاضليّة؟..
1- الماركسيّة : Marxisme
أ- لــــغة : الماركسيّة مصدر صناعيّ يتّصل باسم العلم "ماركس".
ب- اِصطلاحا: الماركسيّة هي المرادف الاصطلاحيّ للاشتراكيّة العلميّة. وهي مذهب فلسفيّ (أساسه الماديّة الجدلية)، واجتماعيّ) أساسه الماديّة التّاريخيّة)، واقتصاديّ (أساسُه مِلكيّة الطّبقة العاملة لوسائل الإنتاج). رائدا الماركسيّة هما الفيلسوفان الألمانيّان "كارل ماركس" Karl Marx [1883 -1818] و"فريديريك إنجلز"Friedrich Engels [1895-1820]. ينضاف إليهما "فلاديمير لينين" Lénine Vladimir [1924-1871] باعتباره أحدَ كبار منظّري الماركسيّة ومؤسّسَ الحزب الشّيوعيّ في روسيا السّوفياتيّة وزعيمَ الثّورة الرّوسيّة. أمّا دستور الماركسيّة فهو كتاب ماركس "رأس المال". وهو في نقد الاقتصاد الرأسماليّ. وفيه وُضعت أسس الاشتراكيّة المبنيّة على توزيع جديد للأرباح النّاتجة عن العمل. ويرى مُنظّرو هذا المذهب أنّ الصّراع الطّبقيّ بين الطّبقة العاملة الّتى تبيع قوّة العمل وبين الطّبقة البرجوازيّة الّتي تملك وسائل الإنتاج، هو صراع مؤدّ إلى زوال الفوارق الطّبقيّة، فإلى تحقّق الاشتراكيّة العلميّة حتميّا .
2 - البنيويّة: Structuralisme
أ – لـــغة : البنيويّة مصدر صناعي يتصل بالاسم "بنية" المشتقّ من فعل "بَنـَى" .
ب- اِصطلاحا: «البنيويّة في العلوم الإنسانيّة هي تيّار فكريّ متحدّر من اللّسانيّات. وقد وسم التّحليلَ النّفسيّ والفلسفةَ وعلمَ الإناسة الفرنسيّة في السّتينيّات والسّبعينيّات من القرن الماضي [1960-1970]. اِختصّ بتأكيده أوّليّةَ Primat البنية على الحدث أو الظّاهرة. نشأت البنيويّة إثر ظهور أطروحة ليفي شتراوس المؤسِّسة، وهي "البُنى الأصليّة للقرابة" (1949). وعاشت أوجَها في السّتّينات وأفل نجمُها أواخر السّبعينيّات من نفس القرن. طُبع هذا التّـيّار الّذي بقيت وحدته على الدّوام إشكاليّة، بأسماء "ليفي شتراوس" و"ألتوسير"(7) و"لاكان" و"فوكو"(8) و"دريدا"(9).»(10)
(4) تقديم أقسام الكتاب:
1 - المقدّمة : (ص 9 إلى 14)
في مقدّمة " الماركسيّة والبنيويّة" يُقرّ صبّاغ بالتزامه "العقلَ" و"الخطاب" (أي الكتابة). ويقابل هذين المصطلحين مقابلة ضدّيّة مع "الفوضى" و"العنف". ويربط العقلَ بالوجود فيقول: «لا وجودَ ممكنا لي الآن إلاّ ذلك الملائم للعقل»(11).
هذه المقدّمة في جزئها الأكبر هي من قبيل التّأمّلات الّتي لا ترتبط ارتباطا مباشرا بموضوع الكتاب. لكنّ الكاتب يجد الخيط الرّابط. فيرى أنّ مفهوم الإنسان يتجاوز كلَّ إنجازاته التّجريبيّة المتحقّقة وأنّ الممارسة السّياسيّة هي وسيلة من وسائل هذا التّحقيق. والنّظريّة الماركسيّة، كما نعلم، قد طُبّقت في ممارسات سياسيّة متنوّعة ومتضادّة أحيانا.
في المقدّمة يستدعي صبّاغ أعلاما سيحاور أغلبَهم في باقي الكتاب. وهم: "أفلاطون" Platôn اليونانيّ [427 – 347 ق.م] و"إيمانويل كانط" Kant [1724- 1804] الفيلسوف الألمانيّ الّذي وضع العقلَ في صلب الوجود ومحوره، و"جان جاك روسو" Rousseau [1712- 1778] الفيلسوف الاجتماعيّ، و"إدموند هوسول" Husserl [1859- 1938] الفيلسوف الألمانيّ مؤسّس مذهب "الظّواهريّة" (هو مذهب يقول بأنّ العقل لا يدرك إلاّ الظّواهر، وينكر بذلك معنى الجوهر في الوجود الحقيقيّ).
في هامش المقدّمة يحدّد صبّاغ مضامين فصول كتابه وأهدافه في كلّ فصل منها. ويكشف سبب جمْعه بين الماركسيّة والبنيويّة. فيقول: «في هذا المنظور طرحنا مسألة العلاقات بين الماركسيّة والبنيويّة، فالأولى لكونها اعتُبرت نظريّة شاملة للظّاهرة الاجتماعيّة، والثّانية لكونها منهجا صالحا لتوضيح معقوليّة الوقائع البشريّة».(12)
الكتاب إذن، حسب ما فهمنا من المقدّمة، يجمع بين "النّظريّة" أي الرّؤية المتكاملة للوجود البشريّ وبين "المنهج" أي أداة البحث والتّحليل. هل يعني هذا أنّ البنيويّة ستكون وسيلةَ العمل داخل الحقل الماركسيّ الشّاسع؟
رغم أنّ الفصلين الأوّلين من الكتاب قد وردا مستقلّين عنونةً وكتابة وطباعة فإنّ صبّاغ جمع بين مضمونيهما في هامش مقدّمته. فقال: «سيُخصَّص الفصلان الأوّلان، وهما الأقصران، للجدل بين "هيغل" Hegel(13) وماركس الّذي سنستحضره بمقولاته (أوّليّاته) الرّئيسيّة»(14) . واخترنا أن نحافظ على الفصل المنهجيّ بين هذين القسمين.
2 - الفصل الأوّل : مقدّمات منطقيّة هيجليّة: (ص 15- ص 50)
ينفي صبّاغ تشابه حالة الطّبيعة الأولى (وهي ما يُسمّى أحيانا بطفولة الإنسان) مع أيّ حالة موجودة الآن أو يمكن أن توجد من أحوال التّجمّعات البشريّة. وفي هذا الفصل ينقد الكاتبُ روسّو معتمدا كتابيْه: "في أصل التّفاوت "Discours sur l’origine de l’inégalité و"العقد الاجتماعيّ" Contrat social. فتلك الحالة الأصليّة لا يمكن الاعتماد عليها في التّمييز بين "العدل والجور"Le Juste et L’injuste. ينقد صبّاغ "عقد" روسّو ذا الطابع القانونيّ [ينقده] برؤية إناسيّة تضع تنوّعَ المجتمعات والبيئات الثّقافيّة والقيمَ العقائديّة والأخلاقيّة وتفاوتَ الأنظمة الجمعيّة وتمييزَ السّلط والوظائف [تضع كلَّ ذلك] في المرتبة الرّئيسة.
اِستغل صبّاغ بعض المقدّمات المنطقيّة الهيغليّة لينقد بها ما سـمّاه هيغل «صُوريّة Formalisme (15) روسّو». فرأى أنّ هذا الأخير يتجاهل الحقيقةَ الكائنة في عقل شعب مّا. وتتجلّى هذه الحقائق حسب صبّاغ وهيغل معا في التّعبيرات الفنّـيّة والدّينيّة والسّياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة. ينقد صبّاغ روسّو في كونه لا يراعي تاريخيّةَ المفاهيم: نعني أنّها تتّخذ دلالتها من الفترة التّاريخيّة الّتي تتنزّل فيها. يقول صبّاغ في ذلك: «إنّ مفاهيم الحريّة والطّبيعة والإرادة هي بدورها نتاجُ مرحلة مّا من تطوّر العقل. ولا أستطيع بأيّ حال من الأحوال أن أقبلها باعتبارها من المسلَّم به عندما يكون فكري في مواجهة هذه المادّة الهائلة الّتي تؤلّف التّاريخ الكونيّ.»(16)
ويؤكّد صبّاغ تجسيدا لدور الظّرف التّاريخيّ الشّامل في إنتاج فكر إنسانيّ معيّن، أنّ أخطاء خطاب فلسفيّ مّا هي أخطاء تاريخيّة بالأساس. فيقول: «إنّ جزئيّة الخطابات السّابقة أو عدم اكتمالها ليسا نتيجة عمل ناقص، إنّما هما انعكاس لعدم اكتمال الكائنl’Etre » (17) بهذه الرّؤية الماديّة التّاريخيّة، وهي البعد الاجتماعيّ في الماركسيّة، يردّ صبّاغ على "كانط" صاحب "الفلسفة النّقديّة "Criticisme الّذي يؤمن بأنّ الفكر حاصل بذاته على شرائط المعرفة.
إنّ السّيرورة التّاريخيّة الّتي يمرّ بها الكائن البشريّ هي المسؤولة سلبا وإيجابا عن النّتاج الفكريّ الفلسفيّ بالخصوص. والتّطور الفعليّ للعقل (الجماعيّ لا الفرديّ) هو: «... الّذي سمح لرجل مّا في وقت محدّد بأن يكتب المنطق الكبير وأن يدركه»(18). وفي هذا التّمشي يتجلّى المنهج البنيويّ الّذي يقدّم البنية الكلّـيّة في تحليل الوقائع والظّواهر على الأجزاء المؤلِّفة لتلك البنية. كما نقد الكاتب روسّو بهيغل نقد هيغل بالماديّة الجدليّة الماركسيّة رافضا أن يحكم على ما نقده بـ "الخطإ " Erreur لأنّ مشروعه مقارنيّ وتفكيكيّ معا: أي أن يواجه كلَّ الخطابات الفلسفيّة الّتي استطاع الإنسان أن يحفظها من التّلاشي والاندثار. وفي هذا المشروع الّذي يحلّل بُنى تلك الخطابات يراعي صبّاغ التّعاقبَ التّاريخيّ الّذي أنتج تلك الخطابات. ويتخيّر من التّاريخ أربع مراحل حاسمة هي: المدينة اليونانيّة والعالم الرّومانيّ والمجتمع الإقطاعيّ والثّورة الفرنسيّة. فبين هذه الوقائع التّاريخيّة تواصل وقطيعة معا كما هو حال الفلسفات المتعاقبة.
يختم صبّاغ الفصل الأوّل بالتّأكيد أنّ "قفزة" الجدليّة الماركسيّة على الجدليّة الهيغليّة هي نتاج التّطورات الاجتماعيّة والصّناعيّة خاصّة الّتي شهدها عصرُ ماركس. ولا يمكن حسب الكاتب أن يدرَك جوهر الفلسفة الماركسيّة بمعزل عن الثّورة الصّناعيّة – الاجتماعيّة. وفي هذه الخاتمة انسجام مع منطلقاته النّظريّة في المقدّمة وفي بداية الفصل الأوّل.
3 - الفصل الثّاني: في معنى الماركسيّة: (ص51- ص 85)
جعل الكاتب هذا الفصل مواصلةً للجدل بين ماركس وهيغل. لكنّه سيركّز على استدعاء الأوّل مباشرة عبر أهمّ مبادئه الفلسفيّة.
يَعتبر صبّاغ أنّ "التّصوّر الكلّيّ" le concept de totalité أساسيّ في الرّؤية الماركسيّة لتناقضات الوجود الإنسانيّ حتّى وإن كان ذاك التّصوّر ضمنيّا غير صريح في كتابات ماركس. والنّظر في الكلّيّات هو، كما رأينا، من لوازم البنيويّة. يُوغل صبّاغ في الاستدلال على التّصوّر الكلّيّ الماركسيّ. فيعتبره الضّامنَ لـ "معقوليّة" الماركسيّة. ويعتبر وجوده في هذه الفلسفة من نتائج السّيرورة في الفكر الّذي هو انعكاس للواقع الماديّ. يقول صبّاغ في ذلك: «لم تنشأ الماركسيّة طبعا عن تطوّر المعرفة. فليست هي النّتاج المباشر لاندماج الفلسفة الكلاسيكيّة الألمانيّة والاقتصاد السّياسيّ الأنجليزيّ أو الاشتراكيّة الطوباويّة الفرنسيّة. إنّها لا تُفهم إلاّ في ارتباطها بالقطيعة الحاصلة على مستوى كلّ أشكال الحياة الاجتماعيّة. وتلك القطيعة انعكست على مضمون المعرفة نفسه».(19)
إذن فخصوصيّة ماركس بعبارة "لوكاتش" Lukacs (20) الّذي اعتمد صبّاغ كتابه "التّاريخ والوعي الطّبقيّ" Histoire et Conscience de Classe تتمثّل في اختياره وجهةَ النّظر الكلّيّة. وهذا من قبيل التّمشيّ النّقديّ البنيويّ. وأدّى هذا التّمشّي إلى الإقرار بأنّ في النّظريّة الماركسيّة «علما science»، لأنّها جعلت النّظريّ والتّطبيقيّ متلازميْن في تحليلها الظّاهرةَ الاجتماعيّة. واعتبر صبّاغ أنّ انتقال الفكر من روسّو إلى ماركس هو عبورٌ من "التّجريد" l’abstraction إلى "التّجريب" l’empirie دون أن ينفيَ عن الماركسيّة اهتمامَها بالضّرورات الماورائيّة. إذن فالمعنى الّذي أراد صبّاغ إلحاقَه بالماركسيّة أو تأكيدَ وجوده فيها هو "الكلّيّة "la totalité المبدأ البنيويّ المطبَّق وقتها في العلوم الإنسانيّة عامّة وفي علم الإناسة خاصّة.
4 - الفصل الثّالث: الإديوليجيّات والتّفكير العلميّ: (ص87 – ص 194)
في هامش المقدّمة حدّد صبّاغ مضمون هذا الفصل بقوله: «سيحاول الفصل الثّالث أن يصوغ شروط التّحليل الموضوعيّ للإيديولجيّات، وسيواجه التّاريخ بالمنهج البنيويّ من وجهة النّظر المخصوصة هذه»(21). يعتبر صبّاغ أنّ الإيديولوجيّات جميعها هي "أنساق في التّفكير" des systèmes de pensée وليست أحداثا فكريّة معزولة عن بعضها بعضا. وفي هذا الموقف يتجلّى المنهج البنيويّ من التّاريخ الإنسانيّ: إذ يُنظر إليه في كلّيّته أي "بنيته" العامّة قبل النّظر في الأجزاء المكوِّنة لسيرورته. ويبحث الكاتب في مسألة وجودِ "نظريّة" (علميّة) للإيديولجيا. ويلتزم في ذلك المبدأَ التّزامنيّ. فيقول: «يجب أن يقوم التّحليل النّظريّ لكلّ إيديولوجيا على المستوى التّزامنيّ أوّلا»(22). وقد طُبّق هذا المبدأ في اللّسانيّات.
بالتّحليل البنيويّ يشرع صبّاغ في نقد الماركسيّة الّتي نقد بها غيرَها. ويظهر جليّا في هذا الفصل المعجمُ اللّسانيّ. فحتّى البنية يستعملها صبّاغ بالمعنى اللّسانيّ الّذي تبنّاه شتراوس في علم الإناسة. إذن فقد صارت الإيديولوجيا الماركسيّة موضوعَ فحص في "المخبر البنيويّ".
يقارن صبّاغ مقارنة ضدّيّة بين المؤرّخ والبنيويّ من حيث منهجُ العمل. فالأوّل يحلّل التّاريخ بما فيه من وقائع وظواهر في حالة التّواصل والاستتباع. ويحلّل الثّاني ذلك في حالة الثّبات والتوقّف.
ولتأكيد وجود النّسق يستند صبّاغ إلى الأساطير الّتي استدعاها من علم الإناسة وإلى "التّركيب النّحويّ" syntaxe الّذي جلبه من اللّسانيّات. وينتهي صبّاغ إلى أنّ التّاريخ الكونـيّ لا يمكن أن يكتمل في "نظريّة عامّة" théorie générale. فهل في ذلك طعنٌ في الحتميّة التّاريخيّة الّتي تُقرّ بها الماركسيّة؟
وجدنا أسلوب الافتراض الرّياضيّ متواترا في هذا الفصل. فاعتمد فيه الكاتب الحروفَ – الرّموزَ (A,B,C) (a,b) و(B’,b’). وأسلوبَ افتراض ما يمكن أن يكون أو ما يجوز أنّه كان، هو معارضة للماركسيّة الّتي ترى الفكرَ الإنسانيّ حصيلةً مباشرة "للحركة الماديّة" l’activité matérielle. أي هو: «لسان الحياة الحقيقيّة»(23). والحياة الحقيقيّة عند ماركس هي الحياة الماديّة أوّلا وقبل كلّ شيء .
يخلص صبّاغ إلى نتائج أساسيّة خمسٍ من الجدل الّذي أنشأه بين الإيديولوجيا والتّفكير العلميّ الّذي ركّز فيه على الماركسيّة. وقد رأى هذه الأخيرةَ «فلسفةَ الذّاتيّة» . فالماركسيّة حسب الكاتب قد جعلت "الموضوعَ التّجريبـيّ"le sujet empirique "موضوعَ معرفةٍ" sujet de la connaissance. فكانت المطابقةُ التّعسّفيّة بين "الوجود التّجريبـيّ "l’existence empirique وبين "المعرفة" le savoir. والإيديولوجيا الماركسيّة قد صادرت على هذه المطابقةَ منذ البدء.
يَعتبر صبّاغ أنّ النّتائج الّتي توصّل إليها تسعى إلى صياغة ما سـمّاه "علم أخلاق التّفكيـر"l’éthique de la pensée. هذه الغاية المنهجيّةُ – المعرفيّةُ تقطع مع ما تُنظّر له الماركسيّة من تحوّل المجتمع تحوّلا ذاتيّا .
5 - الفصل الرّابع: الحقيقة والعلم: (ص 195 – ص 231)
في هامش المقدّمة رسم الكاتبُ أهداف هذا الفصل. فقال عنه: «يسعى الفصل الرّابع معتمِدا النّتائج السّابقة إلى استخلاص بعض المعاني الحقيقيّة للمَفْهَمة العلميّة في مجال الإنسانيّات»(25)
بدأ صبّاغ هذا القسمَ من كتابه باستئناف الجدل بين هيغل وماركس. وكما وقف ماركس على مسافة نقديّة من هيغل، وقف صبّاغ على مسافة مماثلة من ماركس. لكنّ الجدل المستأنَف ترك المجال رحبا للتّأمّلات الفلسفيّة الّتي ذكّرتنا في أسلوبها بمقدّمة الكتاب أحيانا كثيرة.
يصالح الكاتب بين "الآنيّة" و"الزّمانيّة" (وهما من مصطلحات اللّسانيّات) باعتبارهما من وسائل البحث العلميّ عن الحقيقة. ويرى أنّ التّعارض بينهما: «ليس له أيّ قيمة مطلقة حتما»(26). وتدخل هذه المراجعة "المفهوميّة" للمصطلحات العلميّة في إطار نقد "المفْهَمة". لذا وجدنا "سيغموند فرويد"(27) حاضرا كنموذج على أنّ المفهمة العلميّة في العلوم الإنسانيّة هي من قبيل "الأدْلجة "l’idéologisation الّتي بقدر ما تخصب البحوثَ وتغذّيها بالدّقّة المنهجيّة، فإنّها في المقابل تُوقِعها في المآزق المعرفيّة.
يختم صبّاغ الفصلَ والكتابَ معا بتحديد خاصّ للفلسفة .إذ يقول: «الفلسفة هي في الآن نفسه المجال الّذي فيه يعبّر هذا التّعدّدُ عن وجوده وفيه يزول»(28). والفلسفة ليست ما يُـمسك بالحقيقة المطلقة. إذ لا وجود للمطلق. إنّما هي ما يُعنى بـ "فعل المعرفة نفسِه" l’acte même la connaissance. وهذا الفعل متجدِّد على الدّوام .كان الفصل الأخير مواصلة للنّقد المركّب في الفصول السّابقة من ناحية، ومن ناحية أخرى كان كالخاتمة الّتي منها خلا الكتابُ.
الخاتمــة
تساءل "برونو كارسنتي" عمّا إذا كانت البنيويّة قد وجدت فلسفتَها مع صبّاغ في كتابه «الماركسيّة والبنيويّة» أو إذا ما كانت الفلسفة قد اكتسبت الطّابع البنيويّ معه. إنّ عطف البنيويّة على الماركسيّة الّذي تساءلنا عنه في القسم الثّالث (حدّ مصطلحيْ العنوان) لم يكن إذن عطفَ مُرادفة ولا عطفا محايدا. إنّما هو عطف جدليّ، إن جاز لنا القول. فقد وضع صبّاغ الفلسفة الماركسيّة في مواجهة المنهج البنيويّ بعد أن وضع فلسفات أخرى (هيغل، روسّو، سارتر...) تحت المجهر الماركسيّ. الكتاب إذن، حسْب ما فهمنا، سلسة نقديّة متواشجة الأطراف النّاقدة والمنقودة. والعمل النّقديّ فيه يحاول أن يؤسِّس لعلاقات جديدة بين مناهج الإنسانيّات ومضامينها، أي لتمشّيات جديدة في البحث عن الحقيقة الإنسانيّة والعلميّة.
بدا لنا أنّ في هذا الكتاب قطيعة مع التّعصّب الإيديولوجيّ للماركسيّة أو للبنيويّة أو لغيرها من المدارس النّظريّة. وبدا لنا أنّ الهواجس الدّافعة إلى "التّفلسف البنيويّ" إن صحّ التّعبير، هي هواجس إناسيّة متحرِّرة إلى حدّ كبير من "الانتماء المدرسيّ". فقد نقد صبّاغ أستاذَه ليفي شتراوس متبنِّيا في الآن نفسه بعضَ مقدّماته ونتائج تحليلاته. لعلّ هذه الحريّة الفكريّة الّتي تجلّت في الكتاب هي في جزء منها على الأقلّ مستلهَمة من التّجربة الهنديّة (نسبة إلى هنود أمريكا الجنوبيّة) المفارِقة للنّماذج الاجتماعيّة المتاحة. وتأليفُ الكتاب لاحق لهذه التّجربة الميدانيّة. والكتاب، فيما فهمنا، يبحث في مشروعيّةِ (أيْ كونِ الشّيء شرعيّا أو مشروعا) "القطيعة الايبستيمولوجيّة " la rupture épistémologique الّتي تفترضها الدّراسةُ النّقديّة للعلوم الطبيعيّة والإنسانيّة على حدّ سواء. ودليلنا على ما نقول اعتناء صبّاغ بنظريّة المعرفة وبالمنطق الدّاخليّ للإيديولوجيّات في الفلسفة كما في علم النفس أو في علم الإناسة وبمظاهر التّهافت الذّاتـيّ لتلك النّظريّات.
ربّـما كان لهذا الكتاب أن يكون اللّبنة الأولى لمشروع فكريّ أكبر لو قُدّر لصاحبه أن يعيش عمرا أطول.
الهوامش
(1)- «Imprégné de la pratique des sciences humaines, "Marxisme et Structuralisme" est au sens fort du terme un livre de philosophie. »
الموقع الالكتروني )أ(: مقال: "لوسيان صبّاغ : تجربة البنيويّة"، برونو كارسنتي.
(2)- الإناسيّ: هو المتخصِّص في علم الإناسة أي علم الإنسان. وهو يبحث في أصل الجنس البشريّ وتطوّره وأعراقه وعاداته ومعتقداته. لهذا المصطلح مرادفان فرنسيّان: Ethnologie, Anthropologie .
(3)- كلود ليفي شتراوس: claude levi – Strauss [1908- ؟]: عالم فرنسيّ في علم الأجناس البشريّة، وهو من روّاد البنيويّة في شرح الأجناس البشريّة وتحليل الأساطير. طبَّق المنهج البنيويّ في تحليلاته الإناسيّة لبعض الشّعوب الموسومة بالبدائيّة كهنود البرازيل.
(4)- جاك لاكان: Jacques Lacan [1981-1901] طبيب نفسيّ ومؤسّس مدرسة تحليل نفسيّ هامّة هي مدرسة "فرويد" في باريس. وقد استند في تعليمه إلى دراسات الألسنيّة وعلم الجنس البشريّ البنيويّ.
(5)- شاكو Chaco : هو سهل شاسع بين بوليفيا والباراغواي والأرجنتين من أمريكا الجنوبيّة. تسكنه قلّة من السّكان أهمّهم الرّعاة الهنود.
(6)- الميثولوجيا: Mythologie: هي علم الأساطير الّذي يتناول بالدّرس والتّحليل الأساطيرَ والخرافات المتّصلة بالآلهة وأنصاف الآلهة والأبطال الخرافيّين عند شعب مّا.
(7)- لويس ألتوسير:Louis Althusser [1918- 1990]: فيلسوف فرنسيّ وُلد في الجزائر. درس مؤلّفات ماركس وتطوّرَ فلسفته وتأثيرها في حركة الطّبقة العاملة "البروليتاريا". ووضع مذهب "الأجهزة الإيديولوجيّة للدّولة".
(8)- ميشال فوكو: Michel Foucault [1984-1926]: فيلسوف فرنسيّ اهتمّ بدراسة نهج المؤرّخين لا سيّما مؤرّخي الفكر. من مؤلَّفاته: "الكلمات والأشياء"، "إرادة المعرفة"، "تاريخ الجنون في العصر الكلاسيكيّ"، "نشأة السّجون".
(9)- جاك ديريدا: Jacques Derrida [الجزائر: 1930 – باريس 2004]: فيلسوف فرنسيّ اتّبع منهج "تفكيكِ" déconstruction النّصوص والأفكار. وانطلق في ذلك من إعادة تحديد العلاقات بين الأدب والفلسفة. ووصل إلى تعميم ممارسات التّأويل النّقديّ. من مؤلّفاته: "الكتابة والاختلاف" (1967)، "هوامش الفلسفة" (1972).
(10)- من الموقع الإلكترونيّ (ب).
(11)- «Il n’est maintenant d’existence possible pour moi que conforme a la raison» M.S, p.10
(12)- «C’est dans cette perspective que nous avons posé la question des rapports entre le marxisme et le structuralisme, le premier étant compris comme théorie totalisante du phénomène social, le second comme méthode propre à mettre en évidence l’intelligibilité des faits humains». M.S, p.14
(13)- فريدريش هيغل:Friedrich Hegel [1831-1770]: فيلسوف ألمانيّ يرى أنّ الكائن والفكر شيء واحد هو الفكرة الّتي تتطوّر على مراحل ثلاث: الإثبات ثمّ النّقض ثمّ الخلاصة. من مؤلَّفاته: "المنطق الكبير" La Grande Logique ، و"مبادئ فلسفة الحقّ" Philosophie du Droit.
(14)- « les deux premiers chapitres, les plus courts, seront consacrés au débat entre Hegel et Marx qui sera évoqué dans ses données principales. » M.S, p.14
(15)- الصّوريّة (أو الشّكلانيّة): اِتّجاه فلسفيّ لا يعتدُّ إلاّ بالنّاحية الصّوريّة في المعرفة والأخلاق والجمال .
(16)- « Les concepts de liberté, de nature, de volonté sont eux –mêmes les produits d’une certaine étape du développement de l’Esprit ; et je ne peux en aucun cas les accepter comme allant de soi lorsque ma pensée se trouve confrontée à cette immense matière que constitue l’histoire universelle. » M.S, p.16
(17)- «l’inachèvement ou la partialité des discours antérieurs ne sont pas le résultat d’un travail insuffisant, mais le revers de l’inachèvement de l’Etre.» M.S, p.17
(18)- « … qui a permis qu’en un temps déterminé un homme puisse savoir et écrire la "Grande Logique". » M.S, p.17
(19)- « le Marxisme ne surgit donc pas normalement du développement de la connaissance, il n’est pas le simple produit de la fusion de la philosophie classique allemande, de l’économie politique anglaise ou du socialisme utopique français ; il ne peut se comprendre qu’en fonction d’une rupture de toute les formes de la vie sociale qui s’est répercutée sur le contenue même du savoir. »M.S, p.53
(20)- جيورجي لوكاتش: Georg Lukács [1885-1971]: أديب وفيلسوف مجريّ. شرح فكرة الوعي الطّبقيّ ووصَفه بوعي التّناقضات الّذي تقع ضحيّته طبقةُ العمّال والكادحين. من كتبه: "التّاريخ والوعي الطّبقيّ"، "نظريّة الرّواية" (جدّد في الجماليّة من وجهة نظر ماركسيّة)، "دمار الفكر".
(21)- « Le troisième essaiera de formuler les conditions d’une analyse objective des idiologies et confrontera Histoire et méthode structurale sous cet angle particulier. » M.S, p.14
(22)- « Or le traitement théorique de toute idéologie doit d’abord se situer au niveaux de la synchronie » M.S, p.88
(23)- « elle est le langage de la vie réelle » M.S, p.144
(24)- « une philosophie de la subjectivité » M.S, p.194
(25)- « le quatrième enfin cherchera, en s’appuyant sur les résultats précédents, à dégager certaines des propriétés de la conceptualisation scientifique dans le domaine humain. » M.S, p14
(26)- « n’a évidement aucune valeur absolue. » M.S, p.212
(27)- سيغموند فرويد:Sigmund Freud [1856-1939]: طبيب نمساويّ، مؤسّس علم التّحليل النّفسيّ. درس أهميّة الدّوافع والعواطف اللاّشعوريّة والعوامل الجنسيّة لا سيّما في طور الطّفولة. من كتبه: "تفسير الأحلام"، "قلق في الحضارة".
(28)- « la philosophie est à la fois le lieu où cette pluralité vient se dire et où elle s’abolit. » M.S, p.229
المصادر والمراجع
1- الشّيوعيّة العلميّة: ماركس، إنجلز، لينين. ترجمة د.فؤاد أيّوب، الطّبعة 1، 1972، دار دمشق للطّباعة والنّشر.
2- المنجد في اللّغة والأعلام ، دار المشرق، الطّبعة الخامسة والثّلاثون، 1996، بيروت.
3- المنهل: قاموس فرنسيّ عربيّ، د.سهيل إدريس، دار الآداب ، الطّبعة 37، 2007 بيروت.
4- Marxisme et Structuralisme, Lucien Sebag, Payot, Paris, 1964
5- Nouveaux Petit ROBERT, dictionnaire de la langue française, éditions 1993, Paris.
6- Le Petit Larousse Illustré, Larousse, 2007 Paris.
7- الموقع الالكتروني (أ):
fr.wikipedia.org/wiki.Lucien Sebag : Bruno Karsenti
8- الموقع الإلكترونيّ (ب): http://www.google.fr/search?hl=fr&q=structuralisme&meta=