هذه الدعوة الصريحة للشاعرة والناشطة الفلسطينية تحتمل أكثر من قراءة وتأويل، وتلتقي مع أفق انتظار ليتحول القارئ بدوره الى بان للنص الشعري. وهي دعوة تتقاطع رغبة الكتابة مع رغبة الحب ليتجانسا في حلول صوفي آخاد.

نتقابل سراً في القصيدة

سمر ماجد الملفوح

(1)

نتقابل سراً في القصيدة

لا أعرفكَ ولا تعرفني

نتقابل كعاشِقَيْن يحاربا للبقاء على ظهر القصيدة

نتقابل كغريبين يتنازعا للإطاحة بالسفينة

نتقابل سراً في القصيدة

لأخبركَ أنني لَم أعد أُحبك

وتخبرني أنك لم تُحبني منذ البداية

 

(2)

نتقابل سراً في القصيدة

طيورٌ باردةٌ تعبرُ فوق شجر اللوز

تحمل إليَّ  غناءً  جافاً

ترجمني  بـ تبغ الأساطير

أن في الفراق يكبر العاشق تسعة عشر دهراً عن كل يوم
يكبر فيه الخوف/ القلق/ الشوق/ الحب / الحنين/ الأنين / الفراغ / الوحدة/ الألم / الوجع / الخسارة / الذنب / الشهوة / الغواية / الانتظار / الحزن / التعب / الشحوب /الموت
يكبر فيه كُل ما لم يكن..

 

(3)

نتقابل سراً في القصيدة

و تغفو الحدائق على خيال أمنية منتصفة  بفيضان  قصيدةٍ أحببتُهَا وأغمضْتَ جفنيَّ الوحدة

عنها

تبتاعُها  بملايين القصائد لتحافظ على  شاعريتك

حينها أقف متراساً  كي لا أذكرك في سطرٍ شعري

دون أن تُوقظ إحساساً فيَّ

دون أن تجئ  بي إلى حافة اللقاء

 

(4)

نتقابل سراً في القصيدة

وأموتُ جوعاً بكَ

وتموت شغفاً بي

نموت كلانا، وينبض الحُب وحيداً

 

شاعرة من فلسطين

سبتمبر 2012