هل يمكن للشاعر القابض على جمر الجحيم العراقي المعاصر أن يحيل هذا الجمر إلى شعر، إلى شذرات قصيرة حادة كرسائل الهواتف المحمولة، هذا ما يحاوله هنا الشاعر العراقي المقيم في بغداد.

SMS عراقية

يوميات بغدادية

فائز يعقوب الحمداني

 

 

في المساء

يتركني الوطن

على فراش من القلق

والصداع

ملون بالظلمة والرعب

محروس بالرصاص

المفتون بالسماء

اعد ايامي بحذر

لئلا يسمع الموتى

الذين سئموا الوحدة

الشوارع نسيت

ان تعبد خطواتنا

واستانست بالاسلاك الشائكة

والقتلة

نغادر احبتنا بسرعة

على شاشات الرسائل السريعة

تطاردنا

شحة الرصيد

فنحب باختصار.

طلب

رجاء دعوني

احدث الوطن

قبل ان يذهب الى النوم

لم ترفضون

الذهاب الى غرفته

في اخر الممر المتروك

في لوعة الروح

اهي الاتربة والاوساخ

التي تمنعكم من الوصول

ام الذين خربوا الممر

 بلافتاتهم الصدئة

اهوالخوف من ان تنساكم

 افرشتكم الوثيرة

اهي الصرخات

التي تحذركم من الاقتراب

ام تريدون القول

ان ليس هناك

ما يستحق العناء

فضائيات

ماالذي يجعل الامل

يدمن مساحيق التجميل

وعبارات الحكمة

تبحث عن مزيل التجاعيد

ماالذي يجعل

اعلانات العطور

اكثر من صفحات الجرائد

والكلمات

تجيد الهجرة

خارج الحب

بحقائب ملونة

ماالذي جعل الحقيقة

تبحث عن الشهرة

في الافلام الهابطة

من الذي جعلنا

نخبيء الوطن

في صندوق الذكريات

اقتراحات

دعونا

نرمم الكلمات السعيدة

ونهرّب العناق

 عبر الاسلاك الشائكة

دعونا نحتفي

بالسماء

بين دخان الطائرات المقاتلة

دعونا نعيد توزيع اصوات المتفجرات

لتمنحنا موتا اقل

دعونا

نعوّذ حبيباتنا

 بمواقيت حظر التجوال

دعونا نتخندق

خلف الهواتف النقالة

لنتبادل القبلات

طلق ناري.. سيرة ذاتية

طلق ناري

يمر بشوارع دمنا

خاطفا

ليحرق المسافات

كي لا تعرفها الاحلام والضحكات

مدويا

يزرع في الاحشاء الوادعة

خارطة للعويل

يبحث عن النهاية

بعيدا عن اضواء العمليات

زاهدا يتوسد خثرته

ويصلي

لتولد خنادق الدموع

على السنوات الطرية

وتفتح مسامات الارض

لتستقبل الاجساد

الغضة

 2007

بقاء

 نرسل

 قصائدنا

من حديقة الكلمات الخلفية

لئلا

يمسكنا الموت

متربصين بالحب

وبالمناشير الوردية

نجلس

 في ظل النخلة

نتذوق

 تمر محبتنا

نتحين

 ايقاعا للفرح

تحمله

 نسمة وطن

مر بذاكرة السنوات

الاولى

فندونه

كي نبقى

تحية

لصباح فيروزي

تسكنه الرسائل

لوجه اعتاد ان

يلوّن كلماتي

للذكريات التي

نسيت ان تاخذني

معها.

للاصدقاء

وهم يغازلون ايامي

من بعيد

للاحزان التي تكبر معي

واكبر بها

للراحلين

باسرارهم

والقادمين

باغانيهم

الوح من شرفة الوطن

الذي الف الوداع

2007