عُدْنــا والعَـوْدُ أحْمَـدُ. وها هو سيد الكلمات يشد الرحال عائداً بعد طول سبات من غيبوبته السياسية التي أبعدته طويلاً عن جلساته الزئبقية الموشحة بطاولات النرد والكوتشينة والدومينو.
أما سيدة "الجناس والطباق" هي الأخرى سعيدة بهذه المناسبة الجميلة، التي أعادت اليها أفق المكان والزمان، وفق قالب أخطبوطي قُطِعت اطرافه وأعلن عن وفاته بوفات الأخطبوط "بول".
فالتكهنات الأخطبوطية لم يعد لها في متن الحديث إلا السريالية والهروب من الحقيقة، كذلك هي تصريحات سيد العبارات التي تعاني من طول النظر وقصره.
إذن، الكلمات المتقمصة التي تنتحل دور الجلسات الزئبقية بهرمها المقلوب مشابهة لنظرية الغايات ومعتادة على صَوْغ الخطاب السياسي تحت قبة الحاكم وليس البرلمان.
إن النفاق السياسي بكلماته وعباراته وعناوينه، كمن يضع لغة الواقع وسنديان الحقيقة تحت رحمة مطرقة البرنامج الانتخابي، والنتيجة واضحة كمثل شعارات الحملة الانتخابية: "يعيش الوطن"، وما فائدة الوطن بلا شعب؟ عفواً منكم،، فلا بد من طرق خزان كنفاني.
أنت تعلم يا "حضرة الغائب" أن كل المواسم تركت لك الحصاد، فاحصد كما شئت، وتوهم أنك تركب غيوم الصباح، فهذا موسم التعبئة والتفريغ، والعكس صحيح.
إن ظاهرة تبادل الأدوار بين الماضي والحاضر تتشابه وقول درويش في إحدى قصائده: "كل ما سيكون كان"، وخماسية "السجع والجناس والطباق والمقابلة والتّصريع" أصبحت كمن يخض الماء ليصنع لبناً، وسياسة التهميش، والاحتواء، والتنصيص، والتقمص، والتمحص، والتنصل، والتجمل، والتربع، باتت معروفة للجميع، حتى أن أصغر طفل من أطفال قصة البؤساء يعرفها، فلا تكن يا سيد الاقصاء متقمصاً أكثر من حفلة تنكرية يلهو فيها الجميع وهم يعرفون بعضهم بعضاً.
أمام هذه التطورات المتلاحقة سئمت من عقلي وجوف رأسي الفكري، وكرهت في ذلك نظريات العقد الاجتماعي، والديمقراطية، والاشتراكية، والجمهورية، والرأسمالية، والتحزبية، والحزبية، والسامية، واللاسامية، والباراسيكولوجية، والايبستمولوجية، والميتافيزيقية، وبداية الأصل والتكوين، حتى وجدت نفسي في حضرة كتب التاريخ اقرأ الروايات والحكايا، فـ"عروة بن الورد" أخذ يطرق أبواب عقلي ويرسل إشارات "شنفرية" عجز العقد الاجتماعي عن صياغتها.