لا يجد الشاعر المصري المغترب إلا القصيدة كي يعلن صرخة أنطولوجية عميقة وحبا للانتماء لبلده الذي دخلت في دوامة وانتكاسة سياسية، لأنها بلده الوحيد وأسرته الحضن الآسر لوجعه.

مصر وحدها بلادي

فرانسوا باسيلي

ليس بعد هذا التيه 
من بلد إلي بلد شبيه 
سوي الخروج إلي النهار 
والعبور من البوابة الكبري 
لأرجع مرة أخرى 
ترابا 
أو سحابا 
أو كتابا
يكتب المولي نهايته
ويمليه 

ليس بعد هذا التيه 
سوي الخروج بلا رفيق 
أصطفيه 
إلي سديم النور والأسرار
آخذ فيه موقعي 
نجما مضيئا في مدار 
قد لايكون في سماء مصر 
ما نفع نوره إذن؟ 

أو أصير بذرة لوردة
تزهر فوق أرض 
قد لا تكون الوادي 
ما نفع عطرها إذن؟ 

أو أصير قطرة
تسبح في
نهر من الأنهار 
قد لا يكون النيل 
فكيف أرتوي إذن؟

قد يصير الكون بيتي 
والأرض زوجتي 
والكائنات كلها
أهلي وأولادي 
لكن تظل مصر وحدها بلادي.