أجندة تونس شهر ماي
جمعها /كمال الرياحي تونس
تتويج للفيلم التونسي "آخر فيلم" للنوري بوزيد في أمريكا
توّج فيلم "آخر فيلم" للنوري بوزيد في مهرجان "تريبكا" للسينما بنيويورك الأمريكية ومؤسسة النجم السينمائي العالمي "روبير دينيرو".
وتجدر الإشارة إلى أنّه قد شارك في مسابقة الأفلام الطويلة من هذا المهرجان 18 فيلما من الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وإيطاليا وهولندا وإيران والصّين وكوريا الجنوبية والبرازيل والمكسيك والأرجنتين ولبنان وتونس./.
"آخر فيلم" للنوري بوزيد احتفل به في عدة مهرجانات بداية من أيام قرطاج السينمائية فمهرجان السينما الإفريقية "بواقادوقو" والمهرجان الدولي لفيلم الحب ببلجيكا ومهرجان السينما المتوسطية بتطوان
الكاتبة الافوارية فيرونيك تادجو في تونس
التقى جمهورمعرض تونس الدولي للكتاب بالكاتبة الافوارية فيرونيك تادجو بحضور ثلة من أهل الثقافة والأدب والصحافة
وجرى خلال هذا اللقاء تقديم آخر إصدارات هذه الروائية الإفريقية المتميزة بعنوان / ظل إيمانا/ رحلة في أعماق روندا/ الصادر باللغة الفرنسية سنة 2006 عن دار سراس للنشر وهو كتاب وضعته المؤلفة اثر إقامة لها في روندا رفقة كتاب آخرين سنة1998 اكتشفت خلالها المخلفات والآثار النفسية للجرائم والماسي الرهيبة التي شهدها هذا البلد وقدمت المؤلفة شهادة عن الحرب الأهلية التي تسببت في كارثة الإنسانية في هذا البلد في أواسط التسعينات من القرن البائد.
وكانت هذه الكاتبة قد أحرزت سنة 2005 على الجائزة الأدبية الكبرى لإفريقيا السوداء عن مجمل أعمالها التي تراوح بين الرواية والشعر وقصص الأطفال
يذكر أن فيرونيك تادجو ولدت ودرست في ابيدجان ثم انتقلت إلى الولايات المتحدة الأمريكية وانكلترا والمكسيك ونيجيريا قبل أن تستقر في جنوب إفريقيا هي الآن مدرسة للأدب الانغلو/ أمريكي ومترجمة كما تقوم بتنشيط ورشات للكتابة والتصوير موجهة للأطفال في عديد البلدان
تونس تودّع ثلّة من كبار مثقّفيها
رحيل الأستاذ أحمد عبد السلام
رحل في نهاية النصف الأول من ماي الأستاذ أحمد عبد السلام أحد رجالات الثقافة والتربية والتعليم البارزين في تونس وهو من مواليد 17 جانفي 1922 بالمهدية مبرز في اللغة والآداب العربية وحاصل على دكتوراه الدولة في الآداب من جامعة باريس.
درس بالمعاهد الثانوية / الصادقية ومدرسة سوسة الثانوية ومدرسة نهج الباشا ودار المعلمات بتونس / من 1943 إلى 1954 ثم تولى التدريس في التعليم العالي من 1950 الى 1987 بمعهد الدراسات العليا ودار المعلمين العليا والجامعة التونسية.
عين مديرا لدار المعلمين بتونس من 1957 إلى 1966 وتولى خطة نائب لرئيس الجامعة التونسية من 1962 الى 1968 درس أيضا كأستاذ مشارك في جامعة باريس الصربون 4 خلال السنة الجامعية 1974 / 1975 و في الكوليج دى فرانس كأستاذ زائر سنة 1982 وترأس المؤسسة الوطنية للترجمة والتحقيق والدراسات / بيت الحكمة/ من ديسمبر 1982 إلى ديسمبر 1987
وقد كان له نشاط وافر ومتميز في ميدان الثقافة والتعليم حيث عين رئيسا للجنة القومية لإصلاح التعليم من ماى إلى ديسمبر 1958 وتولى رئاسة اللجنة الثقافية القومية من 1959 إلى أواخر 1962 وشارك في تأسيس مجلة /حوليات الجامعة التونسية/ كانت له مساهمات مرموقة في عدة مؤتمرات علمية دولية تعنى بالتربية والتعليم والثقافة وجرى انتخابه عضوا في بعض الهيئات منها أكاديمية علوم ما وراء البحار منذ سنة 1974 وفي مجلس أمناء الموسوعة العربية التي تصدرها الالكسو بخصوص نشاطه الاجتماعي والوطني.
كان الفقيد احمد عبد السلام عضوا في المجلس الاقتصادى والاجتماعي منذ تأسيسه ثم نائب رئيس المجلس حتى سنة 1975 كما كان عضوا بالهيئة الادارية للاتحاد العام التونسي للشغل من ديسمبر 1952 إلى 1956 .
وحول نشاطه في الجانب العلمي يعود الفضل للأستاذ احمد عبد السلام في تحقيق كتاب ابن أبي الضياف /إتحاف أهل الزمان بأخبار ملوك تونس وعهد الأمان/ الطبعة الأولى عام 1971 منشورات الجامعة التونسية وفي وضع /فهرس تحليلي لوثائق خير الدين الخاصة /بالاشتراك مع حسين الحداد عام 1982 عن مركز الدراسات الاقتصادية والاجتماعية بتونس.
من مؤلفاته باللغة العربية /دراسات في مصطلح السياسة عند العرب/ صدر عن الشركة التونسية للتوزيع سنة 1978 /استكشاف السبل من منطلق الإيمان إلى مسالك الثقافة/ عن الدار العربية للكتاب عام 1982 /ابن أبي الضياف حياته وآثاره/ عن الدار العربية للكتاب 1984 /مواقف إصلاحية في تونس قبل الحماية/ عن الشركة التونسية للتوزيع سنة 1987 /ابن الخلدون والعدل / عن الدار التونسية للنشر عام 1989 وباللغة الفرنسية... / المؤرخون التونسيون في القرون 17و18و19 رسالة في تاريخ الثقافة/ باريس 1973 /الصادقية والصادقيون/ عن دار سراس عام 1975 /ابن خلدون وقراؤه/ عن المنشورات الجامعية الفرنسية 1983 وقد ترجم هذا الكتاب إلى الاسبانية /
شارك في كتاب " الأفارقة" الذى أشرف عليه شارل اندرى جوليان عام 1977 بمقال بعنوان /ابن أبي الضياف/ /شارك في تحرير مجلة /المباحث/ منذ عام 1945 حيث كتب في قضايا المسرح والقصة والأدب العربي الحديث والشعر وحاضر اللغة العربية ومستقبلها كما كتب في جريدتي /الصباح/ و/العمل/ من عام 1956 إلى عام1959 مقالات حول مواضيع اجتماعية وأدبية وقضايا التعليم والثقافة /.
وقد حظي الأستاذ احمد عبد السلام بالتكريم من قبل الرئيس زين العابدين بن علي الذي قلده الصنف الأكبر من وسام الاستحقاق بعنوان القطاع الثقافي سنة 1991 واسند إليه جائزة 7 نوفمبر للإبداع سنة 1994
رحيل الأديب والباحثو الإعلامي الحبيب شيبوب
ودّعت الأسرة الثقافية التونسية الموسعة يوم 13ماي الأديب والباحث الحبيب الذي وافاه الأجل يوم 12 ماي 2007 يعتبر الفقيد المرجع الأوثق حول الراحلين وما كتبوا وما تركوا في الصحف والمظان فألف حولهم عديد الكتيبات التي أصدرتها اللجنة الثقافية الوطنية حيث عدت مراجع أساسية ينطلق منها الباحثون للكتابة حول الإعلام والمعالم .
وقد عرفت الإذاعة والتلفزة الوطنية من خلال برنامج حومة وحكايات صوته صداحا وفكره حارسا للذاكرة . كما عرف الراحل في الأوساط الثقافية والإعلامية كمحاور نشيط واسع المعرفة قوى الذاكرة متعدد المراجع والمستندات .
وفاة الفنان التشكيلي الكبير نجيب بالخوجة
توفي الفنان التشكيلي الكبير نجيب بالخوجة ا يوم الثلاثاء 8 ماى 2007
يعتبر الفقيد احد رواد الحركة التشكيلية في تونس ومن ابرز محدثيها حيث قاد في اواسط الستينات اهم حركة تجريبية ساهم في رسم ملامحها جيل من الرسامين الشباب ويتميز برؤيته الهندسية المتفردة للعمارة التقليدية للمدينة التونسية بما جعل اعماله تلاقي نجاحا خارج الحدود اذ حمل عبر لوحاته خصوصية فنية تونسية تجمع بين تجذر المضامين وتحديث الاشكال
و ذكرت صحيفة الصحافة التونسية أن الفقيد يعتبر من اهم الاسماء المجددة في فن اللوحة المسندية واحد اهم المؤسسين للفن التجريدي المستمد من بيئته الحضارية والثقافية وذلك ليس على المستوى التونسي فقط بل وعلى المستوى العربي والاسلامي ذلك لان تجربة نجيب بلخوجة الريادية قامت على بحث سبل التعاطي مع الموروث المعماري العربي الاسلامي وكذلك الحرف الكوفي ضمن لغة تشكيلية كونية ومغامرة تقطع مع المشهدية الحكائية والفولكلورية.
لقد مثلت رؤيته المذكورة مرحلة مهمة في تاريخ الفن ببلادنا وذلك منذ اواخر الخمسينات حيث ساهم وبحماس في بعث مجموعة فنية كمجموعة الستة سنة 1963 ثم مجموعة حساسيات جديدة سنة 1965 بهدف خلق مسار فني جديد يجعل من مغامرة التشكيل التونسي اكثر توافقا مع اللغة التشكيلية بتراكماتها وتياراتها وفلسفاتها دون انبتات او قطع مع الخصوصية الحضارية المجتمعة حيث يقول الفقيد في هذا الشأن : " بعد بداياتي الاولى المتأثرة بموندريان ودولوني وكاندنسكي انتبهت الى ضرورة البحث عن افقي الخاص" ويقول في تصريح ثان ضمناه في دراسة نقدية حول تجربته بمجلة الحياة الثقافية (ماي 1997) إن الفنان لا يعمل ابدا باستقلالية عن محيطه فهو يتبنى واقعه الذي يحف به والواقع المحسوس الذي يعيش ضمنه ويعمل من خلاله وهو ما يتجلى في تجربتي.. مدينة تونس."
و تضيف الصحيفة "د خل اجواء تنظيم المعارض سنة 1956 وهي نفس السنة التي تحصل فيها على جائزة بلدية تونس لينتقل بعدها الى باريس وروما حيث امضى فيهما الفترة الفاصلة بين سنتي 1958 و1961 نظم خلالها معرضا شخصيا بصالون الفنون بتونس (سنة 1959) اما سنة 1961 فقد شكلت بداية مشاركته الدولية وذلك من خلال حضور لوحاته في البينالي الثاني بباريس ليشارك بعدها ببينالي بالرمو بايطاليا سنة 1964.
وفي السنة ذاتها تحصل على الميدالية الذهبية خلال مشاركته في معرض الرسم التونسي بمدينة ميلانو الايطالية وبعدها تعددت مشاركاته الدولية في عدة عواصم مثل لندن والاسكندرية والرباط وبون وآخرها حضور لوحته ونجاحها في مهرجان الفن العربي بدبي حيث كان رواق المرسى من بين الاروقة العالمية التي تم اختيارها في المشاركة رفقة اروقة محترفة اوربية وامريكية واخرى من اقصى الشرق."
معرض للمعالم الأندلسية بتونس
نظمت جمعية قدماء الصادقية في إطار الاحتفال بشهر التراث معرضا للمعالم الأندلسية بتونس بفضاء /صوفونيبه/ بقرطاج تلته محاضرة في نفس الإطار قدمها الأستاذ محمد خير الدين العنابي بعنوان "مساهمة تونس في إثراء الحضارة الإنسانية ".
وقد ضم المعرض صورا وتخطيطات لأنسجة ومنظورات عمرانية موجودة بتونس ومتاثرة بالطابع الأندلسي كالساحة العامة بكل من غار الملح وزغوان والجامع الكبير بتستور الذى تم تشييده سنة 1630 وصور الأبراج وقناطر ونوافذ وشمسيات وحمامات وأحواض وحنايا بغار الملح وتستور ومجاز الباب شبيهة بتلك الموجودة في بلاد الأندلس على غرار شمسيات تستور الشبيهة بقصر الحمراء ونوافذ قرطبة وشمسياتها وتم تدعيم ذلك بصور لورشات حديثة تصنع الآجر الأندلسي التقليدى في عدة جهات من بلادنا.
ويحتوي المعرض الذي يتواصل إلى غاية 17 ماي على صور لمواقع ذات طابع أندلسي مثل العالية وقلعة الأندلس وزغوان وسليمان وماتلين وتستور التي اسسها الأندلسيون على أنقاض /شاتلا/ الرومانية.
وفي جانب آخر من المعرض عرضت صور تمثل موجات هجرة الأندلسيين إلى تونس اثر سقوط بلنسية سنة 1238 واشبيلية سنة 1248 وغرناطة 1492سنة وخاصة هجرة المورسيكيين الذين تم طردهم من بلنسية ودانية بين سنتي 1609 و1614
وقد أحسن حاكم تونس وقتها عثمان داى استقبالهم إذ كان يرمي إلى تعمير البلاد بعد استفحال المجاعة والأوبئة كما كان يريد الاستفادة من خبراتهم الفلاحية والصناعية لإثراء اقتصاد البلاد وهو ما حصل فعلا إذ طور الوافدون صناعة الشاشية واللباس التقليدى /الموجود الان برفراف / وغيرها من الصناعات كما اهتموا بإدخال الأشجار المثمرة وزراعتها وسهروا على توظيف وسائل الري مثل النواعير والحنايا كما احكموا تجفيف المستنقعات ونجحوا في ا لتحكم في الماء وحسن توظيفه لخدمة الزراعة.
وتولى الأستاذ محمد خير الدين العنابي تقديم محاضرته مشفوعة بعرض للصور واللوحات والآثار وانقسمت المحاضرة إلى خمسة محاور كبرى هي تونس ارض الديانات /تونس ارض الكتابات / تونس ارض الفسيفساء / تونس والبحر / تونس الإعلام .
وابرز الأستاذ العنابي في محاضرته أن تعاقب الحضارات والأديان على بلادنا جعلها شاهدة على موروث ديني إنساني كبير وأكد على أهمية المعابد اليهودية والكنائس المسيحية والجوامع الإسلامية في فترة التوحيد العقائدي خاصة ما تركه الفتح الإسلامي من آثار خالدة كجامع عقبة ابن نافع بالقيروان الذي يعد من اعرق المساجد الإسلامية وتعتبر مئذنته أقدم مئذنة في العالم الإسلامي كما بين أهمية جامع الزيتونة بالعاصمة ودوره في تعليم وتكوين الفقهاء.
وفي المحور الثاني من المحاضرة اهتم الأستاذ بالكتابات التي عثر عليها في تونس منذ عصور ما قبل التاريخ حتى العهد العثماني كالكتابة البونية واللاتينية والعثمانية ثم تحدث باطناب ومن خلال صور للوحات فسيفسائية عديدة عن أهمية هذه الفسيفساء المعروضة في متاحفنا الوطنية والشاهدة على الحضارات التي مرت بها مبرزا أن الرومان ادخلوها إلى بلادنا وهي تمثل عدة مواضيع مثل الألعاب والصيد البرى والبحرى والفسيفساء الجنائزية التي تعود إلى الفترة المسيحية.
كما قدم لوحة فسيفسائية تم اكتشافها مؤخرا بحيدرة ولم يتم عرضها بعد في المتاحف الوطنية وتطرق بعد ذلك إلى أهمية البحر وما كانت تحظى به قرطاج من مكانة اذ هيمنت على حوض البحر الأبيض المتوسط وتوغل "حنون " حتى دول الشمال والجنوب.
وفي المحور الأخير ركز الأستاذ خيرالدين العنابي على حنبعل مشيرا إلى أن اسمه تم تداوله في اسبانيا ودول أمريكا اللاتينية وكان ملهما لعديد الفنانين قبل أن يختم محاضرته بالتأكيد على أن تونس كانت مؤثرة في الحضارة الإنسانية وسباقة في إصلاح الدستور /دستور قرطاج القديمة / كما كانت صاحبة الفضل في اهداء عديد الكتب من مكتبة قرطاج إلى ملوك الرومان مع تكوين نخبة تنقلها إلى اللغة اللاتينية وكانت أول دولة اسلامية في إلغاء العبودية وظاهرة الرق في العصور الاسلامية.
معرض تونس الدولي للكتاب: وزير الثقافة يكرّم عددا من النقاد العرب في ندوة رهانات النقد اليوم
اختتمت اشغال الندوة الدولية التي نظمها معرض تونس الدولي للكتاب في دورته الخامسة والعشرين تحت عنوان /رهانات النقد اليوم/ وكانت الندوة قد انطلقت صباح السبت وتمحورت حول "علاقة النقد بالابداع" و "المناهج وانتاج القيم".
وسعت هذه الندوة الى رصد موقع النقد الادبي في سياق التحولات المعاصرة ومدى قدرة الناقد على تجاوز التقييم الى استشراف المجالات المستقبلية للابداع.
ولدى اشرافه على اختتام هذه الندوة أوضح السيد محمد العزيز ابن عاشور وزير الثقافة والمحافظة على التراث أن المبدع اليوم يحتل منزلة راقية في المجتمع وفي سياسة الدولة ذلك لان الابداع يبقى المسلك القويم لتعزيز مقومات الذاتية الحضارية وتأمين الاندراج الفاعل في العصر وتحولاته فالعالم اليوم تسوده اتجاهات العولمة التي تعمل على توحيد الاذواق وتنميطها في سياق يعلى قيم الاستهلاك الواسع والسريع ملاحظا ان ذلك يمثل تهديدا للخصوصيات الثقافية وخطرا منذرا بتراجع ملكات التجديد الاصيل والاضافة النوعية.
واكد ان تونس تثابر بهدى من الرئيس زين العابدين بن علي على تحقيق التوازن بين متطلبات النظام الاقتصادى العالمي الجديد وبين المحافظة على القيم الانسانية السامية التي ترفع من شأن العقل المستنير وطاقات التجديد والابتكار الكامنة في وجدان الانسان ومهجته ولن يتيسر النجاح في هذا المسعى الا عبر الثقافة التي تظل الميزة التي يختص بها البشر عن سائر الكائنات.
وبخصوص موضوع الندوة لاحظ الوزير ان النقد علم دقيق له مدارسه واتجاهاته ومناهجه في استقراء الاثار الابداعية وتحليلها وتقييمها فهنالك من ينتهج النهج الاسلوبي في الكشف عن تشكل الرؤية الجمالية وتجلياتها وهنالك من يغوص في أعماق النقد البنيوى الذى يجمع بين منظار الشكل ومعيار المضمون.
وفي حين يتجه البعض الى اعتماد زوايا النظر الاجتماعية أو التاريخية أو اللغوية فان البعض الاخر يسير في مسالك النقد المقارن الذى يقتفي اثار العمل الفني نصا أو صورة في ثنايا التراكمات الابداعية عبر التاريخ الى اخر ذلك من المناهج المتعددة.
وأكد أن النقد يظل من أهم الوسائل التي تساهم في تطوير العملية الابداعية ذاتها فالناقد هو العين الفاحصة التي تستجلي مكنونات الاثر ودلالاته العميقة كما انه يضمن ارتقاء المضامين ويصون جودة التعبير والاداء.
وبالنظر الى أهمية هذا الدور وهذه الوظيفة في التقويم والاصلاح كان لزاما على الناقد أن يكون واسع الاطلاع متمكنا من المناهج الحديثة متحليا بالنزاهة والاتزان وخلص الى القول بأن النقد هو عملية تعتمد على قوانين وقواعد متداخلة هي التي تضمن التوازن الصعب بين الذوق الشخصي ومقتضيات الموضوعية واثر ذلك تولى الوزير تكريم ثلة من النقاد الضيوف وهم السادة جابر عصفور /مصر/ وسعيد يقطين /المغرب/ وبطرس حلاق / لبنان/ ومعجب الزهراني /المملكة العربية السعودية/.
الرسام التونسي عيسى إبراهيم بالمركز الثقافي لمدينة تونس
استضاف فضاء " المركز الثقافي لمدينة تونس " بالعاصمة تونس معرض التشكيلي التونسي عيسى إبراهيم ، الذي يتواصل إلى غاية 16 ماي القادم . و يكتسي أهمية كبرى في حياة صاحبه لأنه أول لقاء مباشر و فعلي مع الجمهور، و يعد اختبارا لتوجهه، وهو حلم يتحقق بعد إصرار و انتظار داما حوالي 40 سنة.. إضافة إلى أنه جاء نتيجة الحب و الإصرار و العمل و التجريب، بعد مسيرة طويلة أخذته بين تعاطي أشكال مختلفة من الفن منها النحت و الرسم على الخشب و الحفر.. و يحتوي المعرض على 44 لوحة انتقاها الفنان من بين العشرات من لوحاته التي يحتفظ بها في مرسمه ، و هي تختزل رؤيته الوجودية و التشكيلية ..
و قالت عنه ابنته الشاعرة و الرسامة شيماء عيسى على أن : " التشكيلي عيسى إبراهيم يمثل تجربة فريدة و مختلفة عن المشهد التشكيلي المعهود في تونس ، استلهمها أساسا من حياته الزاخرة بالتجارب و الآلام .و حاول عبر هذا المعرض إرساء تقاليد تشكيلية جديدة كالتجريدية الشرقية و السذاجة الهادفة و إنتاج دورة معنى ذات جدوى للمتلقي تقوم أساسا على أن الأصالة هي العمق الحقيقي للتراث و الامتداد الأمثل له، و أن كل محاولة للإغتذاء منه و استعادته و الإقامة فيه ، يجب أن تكون نابعة من هذا التصور لتفادى تشويهه .." و تضيف شيماء عيسى :" إنه يمتلك الجرأة و الشجاعة بمقاطعته لأقنعة التقنية ووسائلها : فهو آمن كما آمن من قبله " سيزان " و ساند انسكي " و" بول كلي" ، بأن التقنية ليست الجوهر ، بل تبقى القوة كلها للون و الضوء . لذا يرفض في كل لوحاته العمل عبر التقنية التي يرى أنها تحوَل عظمة و سيادة الطبيعة إلى نسق سلطوي نفعي كل مبتغاه تغييب الفرادة و الإبداع .