تمهيد:
«ان اليوم الذى يتوقف فيه العهد القديم عن تغذية علمنا التاريخي يغدو فيه شرحنا لأمور الشرق محررا من امبراطورية الافكار المسبقة.»(1)
كنت قد حاولت في الجزء الاول من هذه الدراسة التعين على التمركز الاكاديمي النظري الفكري الغرب أوربي. واحاول فيما يلي استدعاء سفر تكوين التمركز الاكاديمى النظري الغربي بمعنى التمركز الاكاديمي النظري الفكري الاعرابي. وازعم ان الاكاديميا والنظر والفكر الاعرابي حري بان يصدر بطبيعة تاريخ أو لا تاريخ او سردية أعراب الشتات المتغيرة حسب الظروف ومثلها مثل مؤلفيها تلك الشعوب المترحلة من كل مكان الى كل مكان لا تستقر الا تذرعا Expediently ولا تحل الا تنكلا By Dafault. وقياسا تتمأسس اكاديميا ونظريا وفكريا تلك الشعوب عن تحزب لما هو غير قابل للإفصاح عن كنهه وهو تاريخها هي غير القابل للرواية والاحرى اساطيرها هي اللامتناهية.
ومن المفيد تذكر ان معنى الأسطورة الأصلي يعود إلى الرواية. وتصنع الأسطورة أو الرواية الخيالية من حاصل جمع جملة حقائق متكاذبة أو حقيقية غير قابلة للنفي وجملة وقائع متحكم فيها. ومن المشوق أو المفهوم هو أن آخرين غير "مؤلفي" الأسطورة أو ناسجيها الأصليين غالباً ما يستحوذون عليها ويضيفون إليها ويدفعونها إلى حيث يريدون منها. وكانت الأسطورة دائماً قابلة لأن تغدو تعبيرا عن أو تشارف "كبسولة" تحتوى على الحقيقة الافتراضية بشأن الحالة الإنسانية. وليس ثمة من عرف الحالة الانسانية حتى اليوم على وجه الدقة. وكان تايريسياس قد قال- وكان يعرف الحقيقة - أن أوديب قتل أباه وتزوّج أمه وأنجب منها أخوة له لأن أوديب كان مدفوعاً بقدره الخاص إلى ذلك. الا ان ذلك قد يعنى الكل طالما ان استدعاء الماضي لمعرفة الحاضر واستبصار المستقبل يبقى مخبوءً داخل سراديب التسارر والمسبقات. وقياسا تغدو رؤية الواقع بعيون جديدة تتجاوز المسبقات مما يشارف الاستحالة.
ومع ذلك يجأر أغيار وأحبار واسباط اعراب الشتات بشيء يعود الى الاصحاح القديم مثلما يقال ان كل شيء موجود في الانجيل. هذا فيما لم يستقر الاصحاح القديم على الاقل ان استقر على قرار الا حديثا نسبيا. فحيث كان الاحبار والاسباط والملوك والقضاة والتجار-و كلهم تاجر بامتياز-ما يبرحون جماعة واحدة مثلهم مثل النخب او الصفوات فهم في الواقع نخب وصفوات بامتياز. اذا كان الآخرون وما يبرحون مرة نصحاء الملوك من كل ملة وكانوا وما يبرحون مستشارين وخبراء وفق كل شيء مؤرخين من اين تصفو رؤي اي شيء بلاهم.
فهم الذين تعينوا على اصطفاء انبياء الاصحاح القديم من الاف انبياء بنى اسرائيل وادرجوا من تخيروا انتقائيا في الاصحاح القديم واغفلوا من اغفلوا من الاف الانبياء انتقائيا ايضا وهم الذين استقروا على موسى دون سواه رغم انه قتل مصريا وهم بان يقتل اخر وحض اليهود ليلة الخروج من مصر اوميصراما على سرقة ذهب المصريين مما صنعوا منه عجلا له خوار عبدوه عندما استغيبوا موسى فوق الجيل. ومن يومها كتب على غير اليهود الارتهان بسردية تعيد انتاج نفسها في كل مرة حسب الطلب ومرة ارتهن غير اليهود بسردية بكاءة لوامة تتعن على ابتزاز غير اليهود الجنتايل الغويم الامميين المشركين بيهوا اي كل من عدى اعراب الشتات.
التمركز الاعرابي:
اجادل انه اذا كانت المفهومات والصيغ الذهنية التي تصدر عنها تتمحور حول تاريخ رسمي يتمأسس بالضرورة فوق كذبة كبرى فان مناهج البحث من نظريات واطر فكرية حرية بالنتيجة بان تلوذ بالتخاتل. فان كانت انتصارات اعراب الشتات على المستقرين في قصص الاصحاح القديم تعبر عن فظائع فرض يهوا على بنى اسرائيل ايقاعها بحق المشركين والاممين والجنتايل فلم يترك بنوا اسرائيل ورائهم عنزة لم يحرقوها كما احرقوا مدن-دول خصومهم. وقياسا فالتمثلات الموضوعية للتاريخ الأوربي مثلا لم تكن تصدر عن سوى التستر على فظائع اوروبا الغربية اي اهم الاحداث في التاريخ الأوروبي الغربي من ناحية. ومن ناحية اخرى يتعين مؤرخون مشبوهون على المثابرة على اختلاق التاريخ وفبركته. ذلك ان زيف تاريخ الغرب كان حريا ان يتلازم وأخذ الغرب عمن عداه. وعليه فان الغرب حريا بان يزيف تاريخ من عدى الغرب بالتماس او-و يدمر مدن الخصم ويحرمها على غرار تحريم ابناء يعقوب لمدن الامير حمور وملك اخيش بين الجليل والمجدل وقرطاج وغيرها بغاية نكران وجودها او-و ادعاء مدن وثروات الغير والتسترً على ما اخذ الغرب عنه.
ولعل سفر تكوين تشويه تاريخ الشرق الأوسط مما تعين عليه الأوربيون من بعد والاعراب الاستثنائيون بدورهم من قبل كان قد اتصل بهيرودوت واستمثاله للتصنيف الاثني للناس بين اثينيين او-و اسبارطيين وبرابرة فمتوحشين دونيين غير مؤهلين للترقي بطبيعة الاشياء الاثينة. واقول اثينية لان يونانا لم يكن بالوصف الغربي المتكاذب الا في المخيلة الاوربية الغربية. وكانت الاخيرة وبقيت تصدر عن اثينا" استاتيكية تمأسست فوق جمود القانون الطبيعي. فلم تكن اثينا تعرف الجدل بالمعنى الدياليكتيكى. وكان التاريخ الذى تعين هيرودوت على كتابته حريا بان يستعير عنصرية اليونان-اثينا- في تصنيف الناس بين يونانيين احرار ومن عداهم عبيدا واماء وبرابرة. وبالمقابل كانت اسبارطه تصنف الناس بين محاربين وغير محاربين وكان الأخيرون عبيدا يخدمون الاسبارطيين الاحرار مثلما كان الحال في اثنيا في تفاوت لا علاقه له بالمواطنة.
فقد تعين مؤرخون من هيرودوت وصولا الى نظائره المعاصرة على مفصلة التاريخ الغربي وغير الغربي بالتماس فعلى تزييف تاريخ العالم من فارس ووادي النيل الأسراتي وبابل فالأندلس بالنتيجة وتاريخ الغرب بالضرورة تباعا. وقياسا فليس التاريخ الذى كتبته أوربا وامريكا من بعدها سوى اكاذيب ترفض الحقيقة. فحيث اقام هيرودوت بناءا بديلا كاملا للتاريخ البابلي اقامت روما والغرب تاريخا مشوها بديلا لتاريخ قرطاج ونظائرها الشرقية. وحيث محى تاريخ قرطاج محوا على غرار "تحريم" المدن بالوصف التوراتي اشعل الرومان النيران عام 150 قبل الميلاد في قرطاج لمدة 3 سنوات متصلة لإزالة كل اثر لقرطاج على الارض.
وحيث اتسمت قرطاج في التاريخ الرسمي الروماني فالغربي بكل ما هو نقيض روما فقد زوقت الاخيرة بوصفها قمة الحضارة والانسانية والازدهار. وفيما انشأ الرومان منظومة عظيمة من الخرافات بشأن قرطاج والقرطاجيين فقد اسقطت روما على نفسها صفة أهم امبراطوريات المتوسط في التاريخ القديم وادعى الرومان كل ما وجدوه ماثلا في خصمهم قرطاج، مثلما فعل ابناء يعقوب بعهد الفرعون وبابل وغيرها من خصومهم التوراتيين. فقد حرم الرومان قرطاج وتعينوا على ازالة كل اثر للغريم مثلما ازيل كل اثر ولو بخاطر التمني Wishful thinking واللعنة بالنوازل والكوارث على المصريين الاشرار والفرعون اللئيم.
ذلك ان بعض اعضاء طوائف بنى اسرائيل تعينت على استعارة الاساطير والاخيلة التي كرسها أمثال هيرودوت أو العكس. فقد اختلق اعراب الشتات بدورهم وكانوا قد جاوروا أثنيا ومقدونيا وخرجوا مع جيوش الإسكندر الى الشرق الاقصى فإلى القفقاز ووادي نهر الفولجا حيث توطنوا مؤقتا ولم يلبثوا ان تزجوا إلى شرق المتوسط ثم الى اوروبا الغربية اشكناز معتبرين-اختلق الأخيرون بدورهم اساطير واخيلة مستقلة فصوروا انفسهم كما صور اليونان والرومان انفسهم من بعدهم. وكما اختلق الأوروبيون وصولا الى الامريكان لأنفسهم اساطير حول أنفسهم بوصفهم اقوام ممتازة قياسا على من عداهم. ورغم ان فارس وبابل ومصر من قبلها- ان كان أعراب الشتات قد اقاموا بمصر- قد اكرمت اعراب الشتات ومنحتهم امتيازات وتعلموا فيها حرفا واجادوا التجارة الخ حتى كادوا يتفوقوا على من عداهم ابداعا فيها الا ان معظمهم عاد واعتاب تلك الشعوب وبخسها حقها وحاول ان يذري بها.
و كان هيرودوت وجملة من الكتاب والدارسين الاثينيين والرومان قد زاروا وعاشوا في بابل وتدرب هيرودوت عل يدي صوفيي الواحات الداخلية في وادي النيل الأسراتي وكانت فارس قد أوته من عصف أثينا. هذا وكان الفلاسفة الأثينيين امثال افلاطون وفيثاغوراس وثاليس وThales of Millet يزورون وادى النيل الاسراتي الشمالي - ولم يكن ثمة مصر فقد اطلق هيرودوت عليها ضغينة وعنصرية منه اسم مصر وتنطق فيما يستدعى معنى كلمة الغجر Egypt/Gipsy المهم عاش بعضهم سنوات يطلب العلم على يدى راهب هيليوبوليس سيكنوفيس Sechnuphis بجوار الاهرام وفى مدارس صايص Sais وغيرها. وقد عبر اتصال اليونان بوادي النيل الاسراتي عن نفسه فيما عبر في كل من وجود مدينة يونانية تسمى طيبة تحاكى طيبة الوادي نيلية، وفي شخصية اوديب التي اخذ عنها كل من امانويل فيليكوفسكي(2) Velikovsky وسيجموند فرويد Sigmund Freudفاستدعي كلاهما اخناتون-الاسرة الثامنة عشر-الذي حكم تل العمارنة 17 عاما وتوفي عام 1336 او 1334 قبل الميلاد اي قبل حوالي 3350 عاما .
المهم فورا لا يتوقع ان تزيد روما على تدوير Recycling ما وجدته في قرطاج ووادي النيل الاسراتي وفارس وآشور-الشام وغيرها وغيرها. ويتشكك كتاب ومفكرون محدثين في الرواية الغربية بشأن روما بحيث يمكن افتراض ان الاخيرة كانت حرية بالا تزيد على اعادة انتاج ما استحوذت عليه من كل مكان توسعت فيه افقيا ونسبته الى نفسها أو نسبه الغرب لها. ويقول بعضهم" اننا بحاجة الى كثير من الخيال أو السذاجة لتصديق انه بمثل هذه الاعمال وبمثل هذا الاقتصاد المحدد ببضعة هكتارات من الحنطة الرومية والثوم والبازلاء وصلت روما الى السيطرة العالمية (3).
تعالق التنوير والمبدأ الإنسانوي والعقلانية:
ربما كان وارداً تأمل خلفية وسياق نشوء مدارس ما يسمى بالتنوير والمبدأ الإنسانوى. فالعودة إلى مدارس الفكر العقلاني "التنويري" وبخاصة المبدأ الانسانوي حرية بأن تقيض فهم الذهنية الأوربية الغربية والشمال أمريكية كلما استغلق إدراك السردية الغربية على الأقل إن لم تكن سردية أعراب الشتات. فالسردية اللوامة البكاءة وأصحابها أعراب الشتات ونظيرتها الأوربية الغربية والشمال أمريكية من بعد التي بقيت تتطير من الزراعة، وتصم الفلاح والريف، وتذرى بهما كانت قد راحت تتمأسس فوق الرأسمالية ما بعد الصناعية-المالية الصهيونية العالمية خصماً على الزراعة بمفهومها التقليدي للمجتمعات الزراعية السابقة على البرجوازية الصناعية المالية بالضرورة.
وقياساً فقد تنكرت سردية المجتمع الرأسمالي ما بعد الصناعي بالوصف أعلاه لميثولوجيات المجتمعات الزراعية المستقرة بالضرورة وأساطيرها وحكمها الشعبية وذاكرتها الجمعية التي ألفت في مجموعها بشرية لا انتقائية نسبياً وقد راكمت حكمتها تلك على مر آلاف السنين. إلا ان الرأسمالية ما بعد الصناعية المالية –الصهيونية العالمية عادت فادعت كل ما ناسبها من الحكم الشعبية خصما على اصحابها من الحضارات الحجرية الى الدبكة وجلاليب الفلاحات الفلسطينيات.
أصل البلاء المنهجي الأكاديمي وخلافه:
أجدني أزعم مع مؤرخين وعلماء الاجتماع المكافحين بأن لا سبيل إلى خلاص تاريخ فتحرير الفكر والتنظيم غير الغربي سوى بفك مفصلة بغاية التعرف على الى سفر تكوين قاموس لغة الأعراب البحار والشطوط الغربيين وحلفائهم الأعراب الاستثنائيين السبئيين أي أعراب الشتات الطويل العريض القديم المجدد. ويمكن اعتبار الأنجلو ساكسون أس البلاء واصل النوازل التي حاقت بالشعوب المهزومة من معظم عامة اليهود انفسهم وعامة الغويم - Goyim والغويم تعنى الجنتابل Gentile - أي غير اليهود – وتعنى ايضا الأمميين أي المشركين بيهوا (و لاتعني الامية الابجدية كما يصر البعض على تفسيرها حرفي وهذه واحدة من اشكاليات البحث-فيقال ان النبي صلعم كان اميا مثلا). ولا يعنى حاصل جمع عامة اليهود أمة أو شعبا ذلك انهم لم يملكوا يوما انشاء وطن مستقر رغم استدعاء مملكتي داوود وسليمان واورشليم، فليس ثمة دليل مادي على اي من تلك الاستدعاءات.
وقياسا بقي بنو اسرائيل أسرا ثم قبائل دون ان ينشأوا صاعدين الى ما هو اعلى من القبائل مما تعبر عنه الديانة اليهودية نفسها. فهي دين قبلي. ورغم كل الاوطان التي يعيش فيها اليهود إلا ان كلا منهم يحمل اكثر من جواز سفر مما يكرس بدويته او-و بدونته بالخاطر وبالتنكل By Defaultو قد بقيت الديانة اليهودية دينا قبليا حتى صناعة الكيان العبري الصهيوني الذى ما يبرح ينقصه فيما ينقصه مقومات الامة الدولة، لانهم يثابرون على مقاومة ترسيم حدود ذلك الكيان على الورق، بغاية ادعاء كل ما وطأته بطون اقدام بعض قبائل بنى اسرائيل. واجادل ان الاخيرين لم يملكوا الاتحاد في امة لانهم انقسموا منذ ابناء اسحاق احد ابناء ابراهيم من سارة ابناء ابراهيم من هاجر. فقد تناحر يعقوب واخيه التوأم عيسو حول ورثة ابيهم فقتل يعقوب اخاه، واستولي على ما اعطى اسحق لعيسو وبنى بيت ايل. وانقسم ابناء نوح ما بين سام وحام ويافيث من ناحية وكنعان الذي لعنه ابوه لأنه رأى أباه عاريا وهو نائم مخمور، وتحدث بذلك لإخوته فلم ينفك ان حال بين كنعان ومركب ابيه الموج، فكان من الغارقين. الا ان كنعان احد ابناء كنعان يظهر لليهود في غياب موسى فيغافل هارون ويغوى بني اسرائيل بإله في شكل عجل. كما ان ابناء احفاد كنعان يظهرون لبني اسرائيل الامجاد في كل مكان ويناصبونهم منذئذ وحتى اليوم.العداء
والى ذلك فان احتل احبار اليهود مكان الانبياء وتعرفوا على انفسهم بوصفهم طبقة الشعب فقد باتوا هم الامة اليهودية التي تكون قد ً"ظهرت في سفر التكوين لأول مرة في الفصل 10.(5) ولعل تلك الامة تكررت حين وعد الرب إبراهيم أن يمنحه أمة ويجعل من أحفاده أمة لا كل الأمم في سفر التكوين 12.2. ولم تلبث مفردة الامة اليهودية أن باتت تشير الى احبار واسباط وقضاة وتجار اليهود. هذا على عكس ما يقول به القرآن الكريم حيث جعل الله تعالى أتقياء اليهود أمة فوق العالمين. وعليه فمن المفيد تذكر ان المفهومات المذكورة اعلاه تبقى نفسها مثل ما يسمى "الاكتشافات الجغرافية الكبرى" والتوسع وحق الفتح The Right of Conquestوالقدر الجلي Devine Destiny او القسمة المباركة بمعنى الامتداد داخل اراض بلا صاحب وبالتدافع نحو افريقيا The scramble for Africa مفهومات متخاتلة تقول بما يعنى عكس ما تقول.
فهذه المفهومات وغيرها كثير هي مفهومات محورية في السردية الغربية الرأسمالية الصهيونية مما ينبغي التنبه عليه لفك مفصلته قبل اي شئ اخر. فهي تمثل فيما تمثل مفردات ولغة اجتياح أوطان المستقرين. وحيث يؤلف حاصل جمع تلك المفهومات عمود مناهج البحث الغربية الفقري Methodological backbone فان تلك لمفهومات بهذا الوصف حرية بان تكرس المثابرة على فتقيض محاصرة التاريخ الموضوعي للبشرية قاطبة. ذلك ان اي من تلك الاحداث الاسطورية والخرافية لم تكن مثلها مثل "الاكتشافات الجغرافية الكبرى" سوى محاولات اختراق وغزوات من قبل تنويعات الأعراب البدوية - الصحراوية والبحرية وغاراتهم المتوالية على مجتمعات مستقرة لم تكن راغبة في أن "تكتشف".
فإنجلترا مثلاً كانت وبقيت مجتمعا رعويا لم تزد أهم صادراته أو محاصيله النقدية إلى أوروبا حتى القرن الخامس عشر على صوف الغنم المغزول أو/و في نسيج الصوف. وكانت مفردات لغة "الاكتشاف" و"الفتح" والغزو إلخ حرية بأن تؤلف عمود مناهج البحث الفقري في الظواهر جميعاً. وأجدني أزعم مع مؤرخين وعلماء الاجتماع المكافحين بأن لا سبيل إلى خلاص تاريخ فتحرير الفكر والتنظيم غير الغربي سوى بفك مفصلة، فالتعرف على حقيقة سفر تكوين قاموس الأعراب الغربيين وحلفائهم الأعراب الاستثنائيين السبئيين أي أعراب الشتات الطويل العريض القديم المجدد.
فإن نصرن المكتشفون والفاتحون سكان العالم الجديد بشروهم بالحياة الأخرى في تنويع على سراب التنمية الرأسمالية وأوهام العولمة الكونية. وكان التنوير قد زوق Euphemised إلحاق غير الغربي بالغربي تكاذباً في التحديث والتصنيع والاصلاح واللحاق والدمقرطة. ذلك رغم ان لم يكن أمام غير الغربي الى الحاق نفسه بالغربي سبيل لاختصار المسافة النفسية والعرقية بينه والغربي فنكران تاريخه وتراثه ولونه ومشيته والطريقة التي يعاشر بها امرأته وسمائه وارضه جميعا. ولا يؤلف ذلك الحلم سوى التكاذب على النفس والتنكر للذات ثمنا ليوتوبيا لا تزيد على ديستوبيا مثلما نرى في الحروب الراهنة وراء سراب رضى الغرب الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية. ذلك ان العالم لم يعد يسعناجميعا بعدلات استهلاك الاقوام الممتازة للموارد والماء وحتى الهواء وضوء الشمس والنسيم بل الرياح والرمال والبحار والقواقع.
هل تحور التنوير بمغبة المبدأ الانسانوي؟
ان ما يراه الغربي في غير الغربي يستحيل بسوى ثنائية Dichotomies تقسيم البشرية "تنويرياً" بين عقلاني وعاطفي ونصراني وملحد راق ومتخلف وأبيض وأسود ورجل وامرأة الخ. ذلك انه حيث كان التنوير حريّاً بهذا الوصف أن يجعل الحياة الأخرى نسخة من الأرض فقد باتت الحياة الاخيرة مكتظة كالأرض بالسكان. وقياسا لم يكن معدى من أن ينكص التنوير إلى ما يسمى بالمبدأ الإنساني أو الإنسانوى Humanist Doctrine or Humanism. فان كان التنوير تنويعا على ما يسمى تخاتلا باليوتوبيا وهى في الواقع انتقائية بامتياز. وليست تلك اليتوبيا او المدن الفاضلة سوى تنويع باكر على ما ينتشر الحديث حوله من عكس اليوتوبيا وهو الديستوبياDystopia الا انه وحتى لا يلتبس الامر بأي شكل فقد راح التنويريون يستدعون المبدأ الإنسانوي بوصفه تنويع على مفهوم الديستوبيا Dystopia وأزعم ان المبدأ الإنسانوى لم يكن اكثر من تنويع على البراديجمات الفصلية. ذلك نه ان كان المبدأ الانسانوية سابقا على التنوير ببضعة قرون إلا أنه استمراراً لم يقيض له الانتشار إلا حين اكتشفت أحبولة التنوير. وعليه فقد كان لزاما استدعاء المبدأ الانسانوية لإنقاذ مفهوم المجتمع الانساني الجديد في مناخ الاحتفال بالاكتشافات الجغرافية الكبرى ومراكمة ثروات وكنوز العالم بصورة غير مسبوقة.
ولعل كل من التنوير والمبدأ الإنسانويين لم يزيدا سوى أن تعينا على إعادة ما تتعين عليه البراديجما الفصلية بأنه كلما أوشكت براديجما فصلية على الافتضاح بالضرورة أو/و منيت بالبوار في أفضل الشروط فإن براديجما أخرى ما تنفك أن تتعين بالنتيجة على الانقلاب على، أو تصادر على مطلوب الأولى إلى حين وحسب. ذلك ان المبدأ الإنسانوى لم ينفك أن أخرج الأجناس المنحطة من كل من حظيرة المسيحية الغربية ومن علياء الجنس السيد. فقد يسر المبدأ الانساني أبلسة الاقوام غير الغربية بالحط من آدميتها Dehumanising non - white races تسويغاً للقضاء عليها. فليس وارداً سوى القضاء عليها لتدنيها إلى ما هو أقل من الشامبانزي وأبي القنفذ. وكأن الإلحاق التنويري خليق بإنتاج تنويعة باكرة على اجتزاء انتروبولوجي النازية للتبيان في أرقام وإحصاءات بوصفهم شرح على متون الجنس الآرى. ويعاد إنتاج كلا المشروعين العنصريين في النظريات الجينية تماماً اليوم.
و تلاحظ(ين) اليوم أكثر من اي وقت مضى أن البراديجمات ما تنفك تدور To be recycled بصورة متسارعة. فكلما افتضحت أو كادت تفتضح براديجما تعينت براديجما فصلية أخرى على الحلول مكانها وهكذا بلا وازع أو حكم. فالذين يمفصلون مدارس فكر الرأسمالية ما بعد الصناعية في تنويعتها المالية على الخصوص هم الخصم والحكم والقاضي والجلاد دفعة واحدة. ولا يترك فكر أو مخاتلة الرأسمالية المالية -وقد انكشف المستور دفعة واحدة وأصبح الناس ولم يجدوا سوى خواء ادعاءات لا تجد ورقة توت تسترها - لا يترك مثل سقط قول الرأسمالية ما بعد الصناعية المالية على الخصوص-الصهيونية العالمية- فضاءً ناهيك عن سبيل للجرؤ على الإفضاء بأن البغل في الإبريق. إلا أن ثورة المعلومات التي بادر بها أعراب الشتات أنفسهم ما لبثت ان قيضت الجرؤ على النطق باسم التخاتل والمتخاتلين فإن أوهى البيوت لبيت العنكبوت.
وكان المبدأ الانسانوى يرفض الحياة الأخرى وفكرة البعث بعد الموت باسم "علمانية" متكاذبة - تعود في بداياتها الأولى إلى ايرازماس أكثر من غيره. وكان ايرازماس يتمسح بالكنيسة ويؤمن بالسحر ويمارس الشعوذة فيسمي الأشياء بغير أسمائها صلافة. ولعله كان من سلالة المعتزلة ومحبي المجاز وتجاوز الحقيقة إلى تزييفها. ذلك أن المبدأ الإنسانوى التنويري لم يكن يصدر عن أبعد من استدعاء فاشية التفريق بين الأقوام المنحطة والأجناس النوردية الآرية أو الجنس السيد Master Race.
هل تعالقت الإنسانوية الجديدة وعقلنة أطر مناهج البحث الفكرية؟
اجادل ان "الفكرة" الأولى للتنوير بدأت كفكرة مطلقة تجأر بسواسية البشر و"وحدة البشرية". وحيث كان الأفانجليون الباكرين قد ادعوا فكرة وحدة البشرية ونادوا بإنسانية واحدة في الرب إلا أن تلك الوحدة باتت تباعا-وبعد ان بييضت الاقوام الممتازة نفسها بعد الاكتشافات الجغرافة يالكبرى-باتت تلك الانسانية مشروطة بالتنصر والجنس الراقي Superior races ولم يلبث كل من الليبراليين ومن أسميهم بـ "الماركسيولوجيين" أي أولئك الذين جزأوا النظرية الماركسية بدورهم بين رأس المال ونمط الإنتاج الآسيوي أو الشرقي مما أجادله تباعاً- على السواء –اؤلئك وهؤلاء ان أخذوا بفكرة السواسية ووحدانية البشرية الانتقائية تلك. وقياسا اطلق التنويريون عقيرتهم التنويرية بهذا الوصف تغنياً بالآفاق الواسعة التي انفتحت أمام الفرد والحرية التي قيضت للفرد – وكأننا ازاء عالم طريف جديد A Brave New World. ولم ينفك كل من عدى الغربيين ان اخذ بتلك الصيحة الاحتفالية بذلك العالم الجسور الجديد دون تحليل لأصل التنوير أو التعرف على وتعريف السردية التنويرية التي أزعم تباعاً أنها لم تكن سوى نتاج ووظيفة "الكشوفات الجغرافية الكبرى" وغيرها من التوسعات الأفقية والرأسية ولا تعينوا على تعريف تلك البشرية. فبتعريف البشرية - أوروبياً – غربيا إجرائياً يلاحظ أن أوربا الغربية ما تبرح وما يبرح الغرب - الرأسمالية - تراوح في أفضل الشروط وتتحور في أكثرها موضوعية بين ادعاء منتهى الحضارة الإنسانية والتقدم الإنسانوي ادعاءاً ومشارفة حدود البربرية في مناويل بات من المستحيل التستر عليها.
فان يزعم الغرب-الرأسمالية الاجناس الراقية انها البداية والنهاية إلا أن أوربا الغرب - الرأسمالية - ما تنفك - رغم وربما بسبب تقدم العلم المحض مطبقاً على وسائل الإنتاج عالية التقنية - تنكص إلى مراحل سابقة على نفسها كما يلاحظ الناس في كل مكان. وكانت أوربا غالباً ما تتعين - في أوقات الشدة المتستر عليها-مثلما تتستر الرأسمالية –الصهيونية العالمية على الازمة المالية الراهنة وتخادع الجماهير الغربية وغير الغربية-على استدعاء عهود ذهبية ماضية وتكريس قيمها هي من باب إشاعة الفوضى الفكرية والتنظيمية في كل مكان مما أناقشه في بحث اخرً.
إدمان خداع الذات والاحتفالية المخادعة:
أزعم أن ما كان قد حدث وما يبرح يحدث هو أن معظم مثقفينا بقوا يصدقون المقولات الغربية المدلسة تدليساً دون مناقشتها أو التشكك في صدقها أو على الأقل مدى ذلك الصدق. فقد أخذت المصطلحات والمفهومات الغربية بلا انتقاء وبلهفة المتضور للفكر ولم يكلف بعضنا نفسه السعي لبحث في فكر أو إطار فكري يخص واقعه وتاريخه وحياته جميعاً. فحيث صدق معظم المثقفين العرب والمسلمين الغرب أن الغرب جاء العالم بالتنوير نظرياً وفكرياً واقتصادياً وتاريخياً وأن ذلك التنوير غير مسبوق والأهم والأخطر لا يطاله الظن في ديمومته واستمراره مبرءا من كل شك في صحته، فان فكر الغرب فكر الرأسمالية المالية-الصهيونية العالمية يستحيل الإضافة إليه أو حتى تأمله خارج سياق الهيمنة الفكرية التنظيمية الغربية الرأسمالية، مما يوقع بعضنا في خندق الخديعة بل خيانة القضية المفصلية، قضية فلسطين، والتورط في التواطؤ على تدمير سوريا وصولا الى القضاء على الامة بكاملها.
ذلك انه ما أن تم التسليم بالفكر الغربي بهذا الوصف فقد راح معظم المفكرين والمثقفين يقيسون كل شيء يحدث في عالمنا بتلك المسلمات التي تشارف أصولية بعض الشرائع السماوية. فما يبرح البعض يعتقد بأن ما بين سقوط الإمبراطورية العثمانية والانتداب الأوربي الغربي ليس سوى "مرحلة انتقال تعاصرت وما تصوره عصر النهضة والتنوير الأوربيين الغربيين. فكل من المصطلحين يعكس بذاته مفهوماً تاريخياً يمثل في وعي بعض المثقفين العرب لحظة استحضار لعصرين - عصر الولادة الجديدة Renaissance وعصر الأنوار ciecle des luminieres أي Enlightenment بوصفها لحظة تلخص حالة زمنية تاريخية لوضع معاش في المجتمع والسلطة- حالة تستعيد تاريخاً من زمن ما ومكان ما وتتطلع لبناء مستقبل على نموذج" (تلك اللحظة)(7).
خلاصة:
إن المفردات الانتقائية المنغلقة على نفسها غير القابلة لبدائل أو لغيرها ترفض فيما ترفض كل من المجادلة والتنويعات حتى على لحنها هي مما قد يشارف الفكر - والتنظيم - الإرهابي الأصولي رغم ادعاء وربما بسبب انتحال العلمانية والعقلانية والليبرالية –الجددة والديمقراطية وكافة طاقم قيم الغرب –الرأسمالية المالية التي تتباهى بها الاخيرة. ولعل العقلانية في تعريفها الاجرائي Operational definition لا تزيد على علمانوية أو/و عقلانية مطلقة منتهية بدورها مما يكاد يشارف الميثولوجيا أو الأسطورة. وتستدعى الأخيرات ما يسمى تخاتلاً باليوتوبيا وقد تمثلت تنويعات تلك العلمانية في مجتمعات غير غربية مثلما فعلت ابان هيمنة المعتزلة على سلطة المأمون. فلم تكن اليوتوبيا او المدينة الفاضلة سوى تنويع باكر على ما ينتشر الحديث حوله من عكس اليوتوبيا وهو الديستوبياDystopia .
ولما كان تكريس سلطة مطلقة مواتياً لجماعات العقلانيين بإطلاق والعلمانويين دائماً كما باسم التنزيه المطلق للذات على أيام المعتزلة إبان عهد المأمون العباسي فقد ظهرت من بعد تنويعات على أيام العروش التي انفصلت عن البابوية تحت راية مناوئة لسلطة الفاتيكان. وكان أهم تعاليم وتخريجات البروتستانتية ابتذال الأيقونوغرافيا الكاثوليكية الغربية وأماكن العبادة وكافة المقدسات والسلطة الوضعية ورموز كلا السلطين جميعاً وكأننا بسبيل تنويع باكر على الوهابيين، والاحرى تنويع على تحريم اليهودية للشعائر والطقوس بوصفها ممارسات سطحية بعيدة عن السمات الاخلاقية والروحية للتدين.
هذا وقد راحت البروتستانتية تعصف بفكرة العناية الإلهية وقد أسكرها انتصارها على الكاثوليكية الغربية ومفاهيمها السلطوية الدينية والوضعية فتعينت على نشر أخيلة حسية وانتشرت بالمقابل شعائر "علمانية" ومراسيم حسية حول التتويج والطقوس الملكية والعرش مثلما يشاهد في لوحة تتويج تشارلز الثاني - 1660 - 1685 - وجيمس الثاني هذا وقد بقي العلم الغربي يصدر عن تكريس مجاهيل - مثل علم الأجناس الذي ليس هو علماً بل تمويهات لا محتشمة أحياناً - مما لا يجرؤ أحد على النطق باسمه أو حتى الاقتراب منه ناهيك عن السماح للعالم ثالثيين ورابعيين اقتراف مجادلته. هذا وقد بقى الغرب يحرم طالبي الدرجات العلمية وهو الذي يتعين على احتكار مصادر المعرفة العلمية المعتبرة - وقد جمع ونهب معظم أراشيف ومدونات وآثار من عداه وأودعها مراكز بحوث ومتاحف غربية - بقي الغرب يحرم على طالبي الدرجات العلمية دراسة الغرب. وبالمقابل يصنف الغرب الوثائق بحيث يمنع الاطلاع على بعضها لفترات تتراوح بين 30 و50 عاماً وما لا نهاية. وأزعم أنه إن بقيت فرضيات العلم الغربي لا مختبرة وترفض المجادلة على مر الزمان فقد يصح القول بأن أشكال من الفكر "العلمي" الغربي قد يمكن إدراجه في خانة الفكر شبه الديني أو الدوغماتي الحتموي أو الميثولوجي.
وأن لا تخرج تلك الدوغماتية العلم بالتالي عن دائرة العلم الذي من طبعه الشك وطرح الأسئلة مرة فان مقولة العلم تبقى مرة أخرى نسبية بـ "التحييز" العقلي المعرفي وحسب وإنما بما يشارف العقلانية بالوصف أعلاه. ذلك أن ما يدركه العقل الغربي وغير الغربي بالتماس حري بأن يبقى في حدود العقل التاريخي المعين "المحدود" بالزمان والبشرية الانتقائية - البيضاء - وبالمجتمع والسلطة الوضعية. بل يبقى إنتاج العقل - أي عقل - متعالق والقدرة النفسية التكوينية للفرد وباللحظة المعينة التي يعمل العقل إبانها في مجتمع معين. فالعقل حصيلة نسبية في الزمان وفى المكان. ولعل العلم بهذا الوصف بات يتجاوز كل من الميثوليوجيا والأسطورة وقد بقي بعض العلم مثل علم الأجناس والنوع وغيره لوقت طويل محض تصور لم يرق إلى اليقين المعرفي جراء الانتقائية والتحزب. وينسى معظم العلمانيين أن علم التشريح نفسه لم يتخلص بعد إذ لم يملك التخلص من أخيلة عاطفية تتصل بمفهومات أسطورية حول القلب البشرى مثلاً. بل ما ينفك كثيرون يتصورون القلب البشري وردي يخترقه سهم كيوبيد. ولعل التوفر على تفكيك مفصلة البنية "التنويرية" - العقلانية الإنسانوية "الغربية" - "الداروينية" - "اليوتوبية" الفاشية - البرجوازية الصناعية الرأسمالية ما بعد الصناعية-المالية الصهيونية على الخصوص يغدو مهمة منهجية معلاة.
هوامش:
(1) انظر(ى) بيير روسى Pierre Rossi:1976: La Cite D’Isis :Histoire Vraie Des - Arabes: Nouvelles Editions Latines: Paris ::ص:55 وقد ترجمه فريد جحا من الفرنسية الى العربية بعنوان "التاريخ الحقيقي للعرب: مدينة ايزيس" ونشرته دار البشائر للطبع والنشر والتوزيع بدمشق عام 1996.
(2) انظر(ي) Immanuel Velikovsky: 1938: Oedipus and Akhenaton: Myth and History: London
(3) مادة مناهج البحث-بشقيها الليبرالي والمارسكي-من تخصصاتي الدقيقة. وكنت قد درستها في جامعات بمجتمعات عدة في افريقيا والمنطقة العربية وامريكا الجنوبية وكندا -بعدة لغات
(4) أنظر(ي) بحث للمؤلفة كان احدهم قد انتحله فحولته الى سردية بعنوان سجال في صحراء قاحلة: مختصر تاريخ كل شئ تقريبا:للمؤلفة:2013 : بيروت..
(5) انظر(ي) الاخت جيما سيمونز دوجان راديو 4 بي بي سي الثلاثاء 8 فبراير 2011.
(6) أنظر(ى) بيير روسى Pierre Rossi:1976: La Cite D’Isis: Histoire Vraie Des - Arabes: Nouvelles Editions Latines: Paris:205
(7) انظر(ي) وجيه كوثراني: 1988: السلطة والمجتمع والعمل السياسي من تاريخ الولاية العثمانية في بلاد الشام: بيروت