للشعر قدرته على التكثيف، لكن هل يستطيع حقا أن يروي حياة الشاعر، أم تراها ندف من تلك الحياة التي يطاردها الشعر ويسعى للقبض على جوهرها، أم تراه الشاعر الذي قبض عليه الشعر ولم يفلته؟! فلم يعد يرى الغابة/ الطبيعة التي أمامه، وقد استحوذ عليه الشعر فتركها وراءه من جديد.

يروي الشعر حياته

عبداللطيف الإدريسي

ينظر إلى الغابة التي أمامه                                                         

تتزاحم في ذاكرته أشباح النساء

وتتفرّع قطارات

ومحطّات

وبطاقات تذكارية

لن يرسلها

 

قبلة عابرة

أو لقاء ذبابة مايو

يوقعه في غرام

يسترسل أحزانه

 

يمتلئ بالناس

والحفلات

والأعياد

تصفعه الوحدة

وهو ينفض غبار البيت العتيق

 

يولي ظهره للغابة

ينظر

إلى نجمة تجرّ خيوطها الخافتة

ويشمّ

رائحة زعتر غلبه نوم المساء

ذكّره ذلك

بأنه يمارس مهنة

شاعر

طول الوقت

 

بيزوس المحروسة، يونيه 2013