هنا شاعر عراقي يبحث عن يوم "مقدس" بما يحمله من تفاصيل، وهي جزء منه مادام يبحث عن جزء كبير من ذاته التي تاهت في زحام الغياب. وفي هذا البحث المضني نكتشف توحد الذات مع الماء بما يحمله من استعارة على الخصب والبقاء والديمومة..

في يومنا الخامس نحرق الأصابع

جميل الجميل

أفتش عني في بياض اليوم

أجدني مخبئا بين الحقائب

وكلي  يعشق صمت المارة

ليطمئن  على  وجع الشمس

فبعضي يستنشق أثره من بحر مكسور الضوء

هل هناك فرق بيني وبيني ؟

فغابة النزف تجتاحني كلولب الغيب تصقع

مسافة المرايا  بمسامات الحائط

و عواء الريح

فأبقى هاتفا أصمت بصوت الماء

ليخدر المطر أمامي صوته

وبعدها يحطم إنقسامات الاله المذبوح فيّ

كحلم ساطع الموج  كثمل الملائكة

تسربل في فيّ معطفها صوتها قلبها

فأتبخر من كينونة الشمس

*****

تلملم الحنطة بقايا قرباني

لألملم ضوء الشمس

فوق إزاحة الماء المعطوب

هل من شيء بيننا يغرينا يسعفنا

لا شيء سوى الماء ولونه الأخر

لا قطرات التراب ولا لون الهواء

لسماء العراق وإنفجاراته

ولا قبلا بين زخات همسك

لا شيء منسي سواي يقدر أن يختزل ضوء الشمس

فقط حينما توجهني أفئدتها وما إندثر من حكايتنا

متوفر في سوق القلوب

يشكو حاله لأخر الأنبياء

فوق شحوب النهار القرمزي

*****

في يومنا الخامس

كنّا نحرق أصابعنا كي ندفئ الشوق

كي نحرق الماء من عكورته

ومضات النوم كل ليل تئن

ووجع الماضي يسند عكازته بقلبه

حتى بزوغ النوم من الموت

فلا سقف في حضرة الماء سيقطعنا على سطو الملابس

ولا المدى سيحلق في عيدنا

سأترك قلبي يحملني على صدره لأجعلنا حائرين

نموت في جروح الأوراق

وأمكنة الخريف

ستقصّ حينها  الإيماءات علينا وجعها

على شرفة النوافذ المغلقة

تحت الشبابيك القمرية

كي نبنيّ كل الكمنجات المسروقة من الطين

بصورة مني ومنك

*****

أنت بعض مني

نموت ونقوم في يوم واحد

نبكي تحت الضوء فيضحك

نقبل الماء فيغسلنا من أخطائنا

نحلق بعيدا عن ابديتنا

لنضيف لونا للماء..

 

شاعر من العراق