حظي ابن قزمان باهتمام المستشرقين فتناولوا أزجاله بالتحقيق والدراسة، وعقدوا مقارنات بينها وبين الأدب الأوربي، وانتهوا إلى أنها تمثل المفتاح السري لأدب القرون الوسطى في أوربا. هنا يقدم الباحث المغربي دراسة ضافية عنه، وتعريفا بدوره ونصوصه.

الزحال الأندلسي أبن قزمان

عيسى الدودي

حظي ابن قزمان باهتمام بالغ من قبل المستشرقين والمستعربين الذين أنجزوا عدة نشرات (1) حوله، وتناولوا أزجاله بالتحقيق والدراسة، وعقدوا مقارنات بينها وبين الأدب الأوربي، وانتهوا إلى أنها تمثل المفتاح السري لأدب القرون الوسطى في أوربا. في حين يبقى ما كتبه الدارسون والباحثون العرب حوله لا يرقى إلى مكانته، خاصة وأن منزلته في فن الزجل بمنزلة المتنبي في الشعر، فهو زعيم الزجالين وإمامهم، تتقاطع في أدبه تأثيرات الشرق والغرب، وتلتقي فيه الأصداء المحلية والوافدة. فمن هو إذن ابن قزمان؟

أصله ونسبه من أقدم المصادر التاريخية التي ورد فيها اسم "قزمان" كتاب السيرة لابن هشام، فقد جاء فيه:" قال ابن إسحاق فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقو: إنه لمن أهل النار، فلما كان يوم أحد قاتل قتالا شديدا حتى قتل بضعة نفر من المشركين، فأثبتته الجراحات، فحمل إلى دار بني ظفر، فقال له رجال من المسلمين: أبشر يا قزمان، فقد أبليت اليوم، وقد أصابك ما ترى في الله، قال: بماذا أبشر؟ فوالله ما قتلت إلا حمية عن نفسي، فلما اشتدت به جراحاته وآذته، أخذ سهما فقطع به رواهش (2) يديه فقتل نفسه" .(3)
والحادثة نفسها أوردها أبو علي اليوسي في كتابه "زهر الأكم في الأمثال والحكم"، فأثناء شرحه للمثل القائل: إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر، قال:"هو كلام النبي صلى الله عليه وسلم في شأن قزمان بن الحارث، لما أعجب المسلمون قتاله وغناؤه، ثم جرح وآلمته الجراحة، فاستعجل وقتل نفسه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم أخبرهم قبل ذلك أنه من أهل النار، وهو معنى ما في خبر آخر إن الله يؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم، وإنما ذلك لأن كل من دخل في سواد المسلمين فهو قد يجاهد العدو ويدافع عن المسلمين ويقصم ظهور الكافرين، وقد يفعل ذلك لغير إعلاء كلمة الله، أو يحبط العمل بوجه من الوجوه، فنفع ولم ينتفع عياذا بالله تعالى" .(4) إذن فما دام أن هذا الاسم كان متداولا في المشرق العربي، فمن المحتمل أن يكون قد انتقل إلى الأندلس عن طريق الهجرات التي أعقبت الفتح الإسلامي.

وهكذا فقد تداولت المصادر التاريخية والأدبية أسرة "قزمان" باعتبارها من الأسر الأندلسية التي كان لها حضور في الساحتين الثقافية والأدبية؛ فقد ذكر ابن سعيد أن بيت قزمان من البيوتات التي حازت المجد والشرف، بقوله: "أثنى على هذا البيت الحجاري في بيوت قرطبة، وأنهم بين عالم ورئيس" .(5) واشتهر من هذه الأسرة كذلك: "جده الأصبغ عيسى بن عبد الملك بن قزمان؛ وكان معدودا في علماء الحديث والأدب، وكان المنصور بن أبي عامر قد جعله يؤدب هشاما المؤيد ".(6) كما ذكر الضبي عبد الرحمان محمد بن عبد الملك بن قزمان المعروف بأبي مروان وهو: "فقيه محدث، يروي عن محمد بن فرج مولى الطلاع وعن العيسي وغيرهما، وتوفي سنة 563هـ، فأخبرني من أثقه أنه أجاز من كان موجودا قبل وفاته من طلبة العلم أهل الأندلس إجازة عامة فأنا أحدث عنه بها، وكانت وفاته بأشبونة عن سن عالية" (7). ومن أفراد هذه الأسرة كذلك أحمد بن قزمان، وقد ذكر الطاهر أحمد مكي في معرض تعليقه عليه، أنه مشهور بابن كليب الكاتب، وكان شاعرا أندلسيا نحويا متفقها، وكان يعشق أسلم، وأوقف شعره عليه حتى فشت أخباره، وجرت بها الألسنة، وتنوشدت في المحافل، وهذا ما أورده ابن حزم في الطوق، حيث قال: "أن الكاتب ابن قزمان امتحن بمحبة أسلم بن عبد العزيز أخي الحاجب هاشم بن عبد العزيز، وكان أسلم غاية في الجمال حتى أضجره لما به، وأوقعه في أسباب المنية، وكان أسلم كثير الإلمام به، والزيارة له، ولا علم له بأنه أصل دائه، إلى أن توفي أسفا ودنفا، قال المخبر فأخبرت أسلم بعد وفاته بسبب علته وموته، فتأسف، قال: هل أعلمتني؟ فقلت: ولم؟ قال: كنت والله أزيد في صلته، وما أكاد أفارقه فما علي في ذلك ضرر ".(8)

كما اشتهر من هذه الأسرة أبو بكر بن قزمان الأكبر عم الزجال، وترجم له ابن خاقان في "القلائد" بقوله: "مبرز في البيان، ومحرز الخصل عند تسابق الأعيان، اشتمل عليه المتوكل اشتمالا، أرقاه إلى مجالس، وكساه ملابس، فاقتطع أسمى الرتب وتبوأها، ونال أسنى الحظوظ وما تملاها، فإن دهره كَرَّ عليه بخطوبه، وسفر له عن قطوبه، فكدر عيشه بعدما صفا، وقلص برده الذي كان ضفا، وتجرع آخر عمره الذل أبشعها ذوقا، ولبس من ملابسه الهوان أشوهها طوقا، في قصة أساء بها ابن حمدين وما أجمل، وجاء بها شوهاء لا تتأمل، وأخلاقه هي التي فلت من غربه، وكان سببا لطول كربه، فإنها كانت تحتدم في جوانحه احتدام القيظ، تكاد تميز من الغيظ، وكان رحمه الله ظاهر الصواب متى نبس، طاهر الأثواب من كل دنس، معجزا ببيانه، موجزا في كل أحيانه، وقد أثبت له ما تعلم به حقيقة قدره، وتعرف كيف أساء الزمان إليه بغدره" .(9)

والملاحظ بهذا الصدد أن المصادر القديمة، والكتب والمراجع الحديثة، كثيرا ما تخلط بينه وبين ابن قزمان الأصغر المعروف بقول الزجل، وقد وقف عند هذه الظاهرة مجموعة من الدارسين منهم "نيكل Nykl"؛ الذي وضع الحدود الفاصلة بين ابن قزمان الأكبر وابن قزمان الأصغر؛ الأول اتخذه صاحب بطليوس كاتبا له، والثاني المشهور بقول الزجل ،(10) وإحسان عباس الذي اعتبر هذا الخلط من الصعوبات التي تعترض البحث في هذا الموضوع .(11)

وقد استطاع "ليفي بروفنسال" أن يضع شجرة لنسب أفراد هذه العائلة ذكر فيها مجموعة من أفرادها :(12)

فترة حياته
وإذا انتقلنا إلى معرفة فترة حياته، فإن شكوكا كثيرة تحوم حول تحديد العام الذي ولد فيه ابن قزمان، وهذا ما جعل أغلب المصادر تتجنب الخوض في هذا الأمر، لكن المحدثين اعتمادا على بعض أزجاله، وعلى بعض الحقائق التاريخية، وجدوا أنه ولد في أواخر السبعينات من القرن الخامس الهجري، فقد توصل "ليفي بروفنسال" إلى أنه ولد قبل1086م/479هـ؛ وهو عام معركة الزلاقة بست أو ثمان سنوات ،(13) وهو التاريخ نفسه الذي ذهب إليه "إميليو غرسية غومس"، وذلك اعتمادا على أحد أزجاله الذي تحدث فيه عن المعركة، وذكر أن المعلومات التي بحوزته حولها سمعها عن طريق القص والإخبار :(14)

أيْ نَهـَار كانْ حَشَـد إلِيـه الوَرَى
وجَرَى فِيـه للنَّـصَارى مَا جَـرَى
فِي خُـصِّ وِلْدِي كُنْت أنَا لــمْ نَرَا
وإنَّمَـا أخْـبـَرَني بالقَـصِّ خَبِـير (8 ـ 9) (15)

وحدد إحسان عباس تاريخ ولادته حوالي 480هـ؛ وهو تاريخ يكاد يطابق عام الزلاقة 479هـ، عكس ما ذهب إليه كل من "ليفي بروفنسال" و"إميليو غرسية غومس Emilio Garc?a G?mez " وهو ست سنوات قبل معركة الزلاقة. وللخروج من هذا التخبط والتناقض نرى أن العام الذي ولد فيه ابن قزمان لا يمكن التوصل إليه بالتحديد والتدقيق اعتمادا على المعلومات المتوفرة لدينا، لهذا نرجح أن تكون ولادته بعد معركة الزلاقة بسنوات قلائل. وإذا كان هناك اختلاف حول تاريخ ميلاد ابن قزمان، فإن هناك شبه إجماع حول وفاته، فقد ذكر ابن سعيد أنه: "توفي بقرطبة الليلة بقيت من رمضان، سنة خمس وخمسين وخمس ماية، والأمير ابن سعد يحاصر قرطبة رحمه الله" (16)، والأمر نفسه رآه مصطفى عوض الكريم، إذ أن: "وفاته كانت في التاسع والعشرين من رمضان 555، الموافق الثاني أكتوبر1160 بمدينة قرطبة أثناء حصار محمد بن سعد مرذنيش للمدينة"(17) . وهناك من ذهب إلى أن وفاته كانت 554هـ، وهو ما أورده الصفدي في "الوفيات" نقلا عن ابن الأبار في "تحفة القادم" عندما قال: "وتوفي سنة أربع وخمس وخمس مائة والأمير أبو عبد الله محمد بن سعد إذ ذاك محاصر قرطبة" .(18) وغطت فترة حياته: "أصداء ما تبقى من ملوك الطوائف، وكامل العهد المرابطي، وصدر العهد الموحدي في الأندلس"(19) . لكن العهد الذي انعكس بشكل جلي في أدبه؛ هو العهد المرابطي الذي تأقلم معه وأورد بعض أحداثه، في حين أن عهد الملوك الصغار المتحررين الذي ينسجم مع طبعه كان قد ولى واندثر.

صورته وملامحه
انطلاقا من أزجال ابن قزمان ومن المصادر التاريخية يمكن أن نرسم بعض ملامح هذه الشخصية من الناحية الخِلقِيَّة، فقد وضع صورة لنفسه بقوله:
أنَا إنْسَان كَـما تَرَى بِسَــقَيْن       وبَشِـيـش واذْرُعِـين وادِّيـن
اشْـقر اللِّحى ازْرَق العَيْـنِيـن        نَشْرَب المَـا اذا بَلَـعْتَ اللَّـقم (129 ـ 5)

يتضح من هذا المقطع الزجلي أنه كان: "طويل القامة، أبيض الوجه، أشقر اللحية، أزرق العينين. وهذا قد يوحي بأنه كان جميلا، إلا أن ابن سعيد يذكر في ترجمة نزهون الغرناطية، أن ابن قزمان كان قبيح المنظر"(20) ، وهناك من ربط بين هذه الملامح وأصله، فرأى أن العيون الزرقاء واللحية الشقراء لا علاقة لهما بالأصل العربي، وحسب اعتبارهم هذا فإن أصله محلي أندلسي، وهذا ما حاول أن يبينه كراتشكوفسكي عندما يقول: "وكثيرا ما يتحدث إمام الزجالين في أشعاره عن عيونه الزرقاء ولحيته الكستنائية مما دعا أحد العلماء الإسبان إلى أن يقول بأن أصله غير عربي، وبالطبع كان يعلم اللغة الرومانثية كمعظم سكان إسبانيا في تلك الفترة" .(21) ويقول في موضع آخر من الديوان:
ثُمَّ زَايَدْ لِكَــرْبِي               وِشَقْــوَتِي وَغَـرَامِي
نلقِ يِـدِي بِجِسْمِي               وَلِسْ نَجِدْ غِيرْ عِظَامِي
رُبَّمَا قَام فِبَــالِي               حَبَسَت مَوْضِع حِزَامِي
لِسْ نَجِد مِنْ نُحُول               مكار امَارَه لِمَـحْزَمْ (129 ـ 5)
يحدثنا في هذا المقطع عن ضعف ووهن جسمه، وغالبا ما يربط هذا الأمر بالعشق والغرام والمغامرات وشرب الخمر كأسباب لوهن جسده.

مذهبه في الحياة
بنى ابن قزمان مذهبه في الحياة على المتعة واللذة وإشباع الغرائز وعدم مراعاة الضوابط الأخلاقية والشرعية؛ فعرف عنه المجون والخلاعة والمغامرات الليلية وشرب الخمر واللهو والعبث: "فعاش حياة طليقة بل وماجنة وهو يفخر بهذا المجون دون أي خجل"(22) . كان ابن قزمان ميالا وشغوفا بالعشق والغرام، إلى الحد الذي جعله لم يستقر في علاقته ـ بالجنس الآخرـ على واحدة، فتعددت عشيقاته وصاحبات الهوى عنده، إلا أنه كان يرى أن العلاقة بين الرجل والمرأة لا يجب أن تقوم على الحب الأفلاطوني والعاطفي والعذري، بل يجب تجاوزه لأن هذا الحب لم يعد مناسبا وصالحا لرجل لا يؤمن بما هو عاطفي، لذلك نجده: "يسخر من إيمان شعراء بغداد وقرطبة في حياتهم العاطفية بالحب الأفلاطوني البدوي الناعم" .(23)

والزاوية الثانية من مشاغله واهتماماته هي لذة الخمر والشراب التي استهوته واستحكمت عليه وفرضت سطوتها عليه إلى الدرجة التي أصبح لا يستطيع مفارقتها حتى في شهر رمضان الذي يصومه على مضض وينتظر بفارغ الصبر انقضاءه للعودة إليها مجددا.
والأمر الثالث الذي كون مذهبه في الحياة، هو المال الذي سلك شتى السبل للحصول عليه، فقد: "اشتغل بكتابة الوثائق، واشتغل بالشعر والتوشيح والزجل ليكسب قوته، ويجد المال الذي ينفقه" (24). إلا أنه عاش فقيرا ضائعا يتودد للآخرين لضمان ما يقتات به، وقد كان أحد الدارسين محقا عندما سماه: "ابن قزمان مغني قرطبة الضائع" (25). وهكذا جمع ابن قزمان هذه الأمور الثلاثة التي كونت مذهبه في الحياة في قوله :(26)
اشْرِبْ وَطِبْ والْثَمْ مَنْ تَعْشَقُو               اَنْفِقْ عَلِيه مَالك فَلَـسْ يَضِيع
قَدْ يَنْتَفِــعْ في دُنْيَاه الخَـلِيع              فَمَنْ ارَاد مِصْبَاح يَمْلا قَطِيع
                            ومَنْ ارَاد عَنْبَر يَسْتَنْشِـقُو

وإذا كانت الطيور على أشكالها تقع كما يقول المثل، فإن ابن قزمان كان معجبا أشد العجب بأبي نواس، فقد مدحه في أحد أزجاله بقوله :(27)
ابْقَ فِي مَكَارِم ابَنْ هَاني             تَبْقَـى فِى امَنْ
رُبَّما يُقَال اىْ ابَنْ هَانى             قُلْ "ابُو الحَسَن"
وتحول هذا الإعجاب إلى اقتفاء اثر هذا الشاعر المشرقي في طريقته المجونية بدليل أن هناك أكثر من نقطة التقاء بينهما، فهما يشتركان في شرب الخمرة والغزل الفاحش والبحث عن المغامرات وربما حتى الموقف من الدين.

حب اللهو السمر
لم تفت ابن قزمان فرصة الاستفادة من الطبيعة الجميلة التي تزخر بها بلاد الأندلس كباقي الشعراء والأدباء والأمراء الذين يحلو لهم اللهو والسمر في أحضان الطبيعة الملهمة للقريحة، المنعشة للنفوس والأنفاس، ومحاولة الذوبان فيها، ومبادلتها رسائل الإعجاب والتقدير. لكن الظروف الطبيعية لم تَرْقَ بابن قزمان إلى ذلك الصنف الذي يجعل الطبيعة في الاعتبار الأول لاهتماماته مثل ابن خفاجة، وإنما هي مجرد محيط قابل لتصريف الشواغل الكبرى له كالشراب والعشق والغرام. فقد ذكر ابن سعيد في مقتطفه عن ابن قزمان أنه: "خرج إلى منتزه مع أصحابه فجلسوا تحت عريش وأمامهم أسد من رخام يصب ماء كثيرا على صفاح مدرج، وهو قوله:
وعَرِيش قَدْ قَـام عَلَى دُكَّان              بَحـَــال رِوَاق
اسَـد قَـدْ ابْتَلَـع ثُعْــبَان              بِه غَلَــظ سَاق
وفَتَـح فَمُّـو بَحَال انْسـَان              بِـه الفَـــوَاق
وانْطَلَق مِنْ ثَم عَلَى الصِّفَاح              والْقَى الصِّـفَـاح
وكان ابن قزمان مع أنه قرطبي الدار كثيرا ما كان يتردد إلى إشبيلية وينتاب نهرها، فاتفق أن ركبه يوما مع أعلام هذا الشأن في عصره، وقد جمعهم ابن حسيب من حسبائها وأغنيائها في زورق برصد الصيد"(28) . وذكر ابن خلدون في مقدمته ما يشبه ذلك، فقد: "اتفق أن اجتمع ذات يوم جماعة من أعلام هذا الشأن وقد ركبوا في النهر للنزهة ومعهم غلام جميل الصورة من سروات أهل البلد وبيوتهم وكانوا مجتمعين في زورق الصيد" (29). ويستمر ابن قزمان في الحلول بهذه الأماكن الجميلة، فقد أورد المقري في ثنايا ما حدث لابن قزمان مع نزهون القلاعية الأديبة أنه عند: "وصول ابن قزمان إلى غرناطة واجتماعه بجنته بقرية الزاوية بنزهون القلاعية الأديبة وما جرى بينهما وتمكن السكر من ابن قزمان وآل الأمر إلى أن تدافعوا معه حتى رموه في البركة فما خرج إلا وهو قد شرب كثيرا من الماء وثيابه تهطل" .(30)

موقفه من الدين اختلف الدارسون والباحثون حول الدين الذي اعتنقه ابن قزمان في حياته، فقد ذهب رضية إحسان الله في رسالة الماجستير التي أنجزها حول ابن قزمان أنه بربري مسلم العقيدة وكان: "شديد الاعتزاز والفخر بالإسلام عميق الحب لوطنه قرطبة والأندلس عامة والأمة الإسلامية جمعاء، لهذا نحن ننفي أن يكون عربيا فالعربي لا ينفك فخورا بأصله ونسبه، وليس في أزجال ابن قزمان أي فخر بغير الإسلام ونبيه وقريش لانتماء الرسول إليها. ونستبعد أن يكون إسبانيا لانتمائه القبلي إلى بني قزمان، ولا نعتقد أنه ينتمي لأي دولة أو شعب له ماض أو تاريخ عريق لعدم الإشارة إلى ذلك في أي زجل من أزجاله، ولكننا نرجح أن يكون بربريا استوطنت أسرته إسبانيا بعد الفتح، فقد جاء ذكر البربر في أزجاله دون فخر" .(31) أما "إميليو غرسية غومس" فرأى أن: "ابن قزمان لم يذكر النصارى بسوء ومن المحتمل عرفهم، وكان نموذجا متعاطفا معهم، وليس من المستعربين وحتى من المولدين"، ويذكر في كتابه الضخم أن:" ابن قزمان كنية لأديب أندلسي من أصل يهودي" (32). والواضح أن الذين يريدون أن يضعوا ابن قزمان في مصاف العرب والمسلمين أرادوا أن يجعلوا أدبه مفخرة لهم وامتدادا لمجدهم في الأندلس، وأن الذين استغلوا عيونه الزرقاء ولحيته الكستنائية وطول قامته لإضفاء الطابع الأوربي عليه أرادوا أن يجعلوا من أدب ابن قزمان الذي يعتبر المفتاح السري لأدب القرون الوسطى أدبا أوربيا خالصا لا تأثير فيه للعرب والمسلمين.

وعلى ما يبدو فإن الأسرة التي كان أفرادها بين عالم وفقيه ومحدث لابد أن يكون الدين حاضرا بشكل من الأشكال عند أكثر أدبائها مجونا وعربدة واستخفافا بالقيم والأخلاق. فبالرجوع إلى أدب ابن قزمان وسيرة حياته يتضح أنه كان مسلم العقيدة يقر بالديانة الإسلامية لكنه لم يكن يجد سبيلا لتطبيق الأوامر والنواهي الدينية ما دامت النفس المتعطشة للملذات قد تحكمت فيه بشكل لا يستطيع معه التخلص من وطأتها، فكانت نوازع الدنيا وملذاتها والدواعي إليها أكثر قوة وبطشا وإغراء من نوازع الإيمان والاستقامة، فأسلم نفسه لتلك الحبائل التي طوقت عنقه، وبذلك فهو:" إن لم يكن من أفضل المسلمين، لم يكن من أردئهم" .(33)

والمحطة البارزة التي يبدو فيها مدى اتصال أو انفصال شخصية ابن قزمان عن الدين، هي مناسبة شهر رمضان (34)، وهنا لا يخفى مدى تذبذبه وتناقضه في التعامل مع هذا الشهر الكريم، فهو تارة يدعو للتفرغ للعبادة والتطهر من الأرجاس والأنجاس، وتارة أخرى يسخر من الصائمين ويمدح المفطرين والمتعاطين للملذات والشهوات في هذا الشهر، ففي الزجل (137) من ديوانه يقول:
حُوذَبَاهْ، قَمْحَ الضَّيف              اَيْنَكُـــمْ اِخْوَانِـي
رَمَضَـان ذَاب مُقْبِلْ              الْخَبَـرْ جَـــانِي...

هَذَا شَهْــراً فَاضِل              وَهُ وَالله يُعْــــلَم
الله الله اصْحَـــاب              اِعْمَـــلُوا مَا يَلْزَم
كُلُّ مَنْ هُ مَنْجُــوس              السَّعَــه يَتْقَـــوَّم
بَالله لَوْ كَــانْ بَـعَّد              البَعِيد نَصْـــرَانِي


                                    * * * *

مَنْ لُ ثَوْبًـا يَغْسَـلْ              الصَّابُون يَنْظُـر فِيه
مَنْ يَرِيد يَطَّـهَّــرْ              طَرِيـق الْوَادْ يَدْرِيه
وَطَرِيقَ الجَـامَــعْ              لِـسُّ شَيـئًا يَخْطِيه
الا مَنْ كَان جَاهِــل              اوْ يَـكُـون بَـرَّانِي

وفي الزجل (136) فإنه يتبرم من شهر رمضان ويتمنى انقضاءه لأنه قيد حريته ومنعه مما اعتادت نفسه عليه، وينتظر بشوق ولهف قدوم شهر شوال لكي يعود من جديد لمواصلة مشوار المتعة واللذة:

الصِّيـَــام تَبْكِ هَمُّ؟
لُـــمُ اَوْلا تَلُــمُ...
      تَتَمُّ
* * * *
هُبُّوا يَا اَهْلَ الخَلاعَهْ
بِالنَّبِي يَا جَمَــاعَهْ
ايَّامَ الصَّوْم فِسَـاعَهْ
      يَتَمُّ
* * * *
وَيَجِي شَهْــر شَوَّالْ
وَتَرَى الدُّنْـيَا فْاِقْبَـالْ
كُلّ احَدْ كَاسْ وَعَـلالْ
      فِكُمُّ

ويصل به الأمر في الزجل (94) إلى اعتبار إبليس شيخ سوء يستحق الطاعة والولاء وله عليه حقوق، كمجاراته في العصيان، واتباع مذهبه في الانحراف:

قَدْ دَخَلْ ذَا الشَّهَرْ وَيَا قَـدْ خَرَجْ...
* * * *
نَرْضِ إبْلِيس الَى مَتَى ذَا العُقـوُق؟
فَهُوْ شِيخ سُو وَلُـو عَلَىَّ حُـقُوق
وَالشُّرَيْـبَ مِفْتَاح لِكـُلِّ فُسُـوق
فِي لْسَـانِى نَرْبَـط ذَاك المِـفْتَاح
* * * *
ايُّهَا النَّـاس وَصِـيَّ لِلْجَمِيــعْ
صِيـرُو خُلاع فإنِّي اليُـوْم خَلِيعْ
وَلا تَمْـشُو الا بِكَـاس اوْ قَطِيعْ
وَسَكارَى ايَّاك لا تَمْشُـو صَحَاح

ودائما فيما يتعلق بالجانب الديني، فإنه صب جام غضبه على الفقيه لأنه يعتبر أبرز من يمثل الدين داخل المجتمع، فهو المرشد والموجه والآمر والناهي، وكثيرا ما يتبع انحرافات المنحرفين وانزلاقات المنزلقين فيرسل عيونه لمراقبة أفعالهم وتصرفاتهم وتصيد أخطائهم، ويسلط لسانه عليهم فوق المنابر وفي المناسبات، ويؤلب الناس عليهم، فكان من الطبيعي أن تسوء العلاقة بين ابن قزمان والفقيه، لأن: "الفقيه هو الذي يتصدى له، وينهاه عن شرب الخمر، ويدعوه إلى التوبة"(35) . ففي الزجل (71) يتحدث عن الحروب التي يخوضها ضد الفقيه بقوله:

بَيْنِي وَبَيْنَ الفَقِي جَارِى فَالكَاس حُرُوب
فِي ايَّام الخَسّ وَالبَسْبَاسْ تَحْـلا الذُّنُوب
كَمَا يَـرَى لَحْيَـةً بَيْضَـا يَقُـلِّ "تُوب"
وَانَا كَمَا دَاب نَتْـعَلَّـمْ             طُرْقَ الـزَّنَمْ (71-3)

ولم يكتف بالدفاع عن نفسه والتصدي لأقوال الفقيه بل عمد إلى الهجوم الذي هو أحسن الدفاع فاتهمه بالنفاق:

وَاذَا كُنْتَ مَعْ فَقِيـه اَوْ اِمَام
وَيَقُولَّكْ "شَرَبَت قـَـط مُدَام؟"
قُلْ "اشْنُـهْ يَا فَتَى ذَا الكَـلام
بِالله مِا ذُقْت قَطّ شَرَاب تُفَّاح" (94-8)

ونقل صورة النفاق إلى الروض وخصائص بعض الأزهار، فالخيري عنده زهر يشبه الفقيه نفاقا يكون منكمشا بالنهار متفتحا بالليل، ولذلك يسميه "فقيه النوار":

وَفَقِيــه النَّــوار             انَّما هُـ الخَيْــرِى
بِالنَّهَاربُورِى وَقَـار             وَيَرَى بِيـع مُــرِى
واذا كَــان اللِّـيل            يَمْضِي لِلكَاس يَجْرِى
وَيَصِيح "يَاخُــلاع             بَارَك الله فِيكُـــم (143-3)

وفي صورة مغايرة يجد نفسه مرغما على مسايرة العامة الذين يقدرون ويحترمون الفقيه، ويعطون له المكانة اللائقة داخل المجتمع:

يَخَشَى الفَقِيه كُل مَنْ لا يَذْرُب
انَا نُوَقَّــر فَقِيه وَنَهْــرُب
جَقْجَقَـة امّ الذى لَس يَشْـرُب
لوْ كَان عَلَى رَاسِى الغَـزَّالي (22-4)

وعندما مدح أحد ممدوحيه وهو ابن فرج كان من الصفات التي أضفاها عليه أنه فقيه يتحلى بالصفات الحميدة، والغرض من ذلك على ما يبدو هو تضخيم صفات الممدوح للحصول على النوال والعطاء، كما في الزجل(15):

وَنَمْدَح مُلُوك الدِّيــن مِثْل ابَنْ فَرَجْ...
* * * *
فَقُـلُّ الوَزِيرالمُقَـدَّم اَوْ قُـلُّ فَقِيـه
وَجَرِّب تَجِد كُلْ خَصْلَه مَحْمُـودَ فِيه
لا تَغْلَطْ فَابُو بَكر حَي يُطْلَب لُه شَبِيه
وَمَنْ قَال ثُم بْحَــال لا نُصَــدَّق

وعلى العموم فإننا: "لا نجده يذكر الإسلام إلا في مواضع قليلة، ويكون ذلك عادة عند ذكر الفقهاء والأتقياء وهو ينال منهم في غير حياء ويركبهم بألوان من السخرية"(36) . ودائما فيما يتعلق بعلاقة ابن قزمان بالدين، فإنه لم يكن من الذين وضعوا الحدود والحواجز بينهم وبين الدين، ففي أحيان كثيرة كان يساوره الندم، فأعلن توبته أكثر من مرة، وهذا يدل على أن نازع الخير كان يدعوه من حين لآخر لمراجعة النفس، لأنه كان يدرك أن الطريق التي يسير فيها هي طريق ملتوية ومعوجة، وعليه أن يسلك غيرها لعله ينقذ نفسه من مستنقع الفساد والانحراف. لكن هل استطاع أن يكون صادقا في توبته؟ تشير أزجاله وسيرة حياته أنه كان متذبذبا وغير صادق في هذه التوبة، فتارة كان لديه عزم أكيد ورغبة جامحة في تغيير مسار حياته نحو الأفضل، كما هو في الزجل(147):

قَدْ تَاب ابَـن قُزْمَـان             طُوبَالُ اِنْ دَام
قَـدْ كَانَــت أيَّــام             اعْيَاد فِي الايَّام
بَعْـد الطَّبْل وَالــدَّف             وَقَتْل الاكْـمَام
مِنْ صَوْمَعَــة الاذَان             يَهْبِطْ وَيَطْـلَعْ
اِمَام فِي مَسْجِـد صَـار             يَسْجُد وَيَرْكَـع

وفي مواضع أخرى من ديوانه، ينفي عن نفسه التوبة والأوْبَة، ويصر على مذهبه في الحياة، كقوله في الزجل(22):

وَمَنْ يَقُلْ عَنِّى اِنِّي تَايَبْ
فَهَذَا شِى لَمْ يَقُمْ فِي بَالي

وفي الزجل(25):

قَالُوا عَنِّى "تَايَب             اوْ قَدْ اِنْبَدَلْ حَالُـوا"
كَذَبُـوا عَلَــيَّ             لَسْ كَالَّـذِى قَالُوا

ونخلص إلى أن الآراء التي تبدو متناقضة أحيانا ومتقاربة أحيانا أخرى في هذا الشأن، تبين أن الرغبة في التوبة كانت تلازمه، لكنه لم يكن يستطع تنفيذها والنزول عند مقتضياتها، وعندما أحس بدنو الأجل واقتراب الموت عزم على التوبة ومجانبة العبث والمجون إلى حد أنه كان لا يفارق المسجد إن أخذنا بما جاء في أحد أزجاله.

سجنه
الوسط الذي عاش فيه ابن قزمان كان كثير التقلبات السياسية والاجتماعية، وما يصاحب ذلك من كثرة المصالح التي تشق طريقها إلى هدفها بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة، فكثرت المكائد والدسائس والحيل التي ترفع أناسا إلى أعلى عليين، وتنزل بآخرين إلى أسفل سافلين، وكانت التهم السياسية والدينية تفعل فعلتها في الإطاحة بكثير من الرؤوس، ولم ينج صاحبنا ابن قزمان من هذه التهم رغم مبالغته في مدح الوجهاء وعِلِّية القوم. ويذكر ابن قزمان أن ابن المناصف هو الذي أمر بسجنه، والتهمة هنا دينية وسياسية؛ وهي الخلاف والنفاق على حد تعبيره. وذهب الأهواني بهذا الصدد أن: "صلة ابن قزمان ببني حمدين قضاة قرطبة؛ وهم الذين كانوا يمثلون أحيانا سخط الأندلسيين بل ثورتهم تجاه المرابطين كان سببا في اعتقاله، فله فيهم أمداح كثيرة، ولكن الغريب أن يكون الآمر بسجنه القاضي ابن المناصف الأندلسي، والمفرج عنه محمد بن سير القائد المرابطي" (37). يقول عن ابن المناصف الذي سجنه:

لِلْقَتَلْ كَان رَفَعْنِى            وَلَد ابن المُنَاصِف
وَعَدَمْنِى مُنَافِـق            وَحَسَبْنِى مُخَالِـف (41 ـ 1 ـ 1/2)

وفي مطلع الزجل (41) اعترف بجميل ابن سير الذي أطلق سراحه:

لَقَد اشْتَدّ حَبْـلِى            وَانْقَطَع بَعْد مَا اشْتَد
وَانَّمَا نَشْكُـرالله            وَاِبَنْ سِيــر مُحَمَّد

أما في الزجل(37) فيحدثنا عن وضعيته المأساوية داخل السجن، فهو مكبل اليدين، مرمي في قاع السجن، بعيد عن الناس ليس هناك من يجاوره ولا من يؤنسه ويواسيه في مصابه، وحتى إذا جاء أحد أقاربه أوأحبابه فإنه يمنع من الزيارة، والشخص الوحيد الذي يتعامل معه هو الشرطي الذي يثير الفزع والقلق والاضطراب:

بِكُلِّ حَـق مَطْلُــوب            وَكُل وَثِيــق تَعْــقَدْ
بَعِيد عَنْ كُلّ مَرْغُوب            فِى قَـاعِ الحَبس مُفْردْ
تَرَى فِيه كُـل مَطْلوُب            وَكُلّ مُصَــفَّد بِاليَـدْ
وَوَحْـدِى دُونَ اَنِيـس            وَلِسْ تَدْرُون نَمَّــام

                        ***
وَمَنْ جَانِى مِنْ اَحْبَاب            يَرِيد يَدْخُل وَيَمْــنَع
واذَا كَان يَفْتَح البَـاب            نَرَى شُرْطِى وَنَفْـزَع
مَا بَيْن حَوّاس وَقَلاب            وَاِنْ كَـان شِى وَيَسْمَع
مِنَ السَّجَّـان حَسيِسُ            يَدَقْـدَقْ قَلْب مِقْــدَام.

aissa__1905@hotmail.com


1 ـ أصدر المستشرقون والمستعربون عدة نشرات حول ابن قزمان، أهمها:
ـ نشرة المستشرق النرويجي "جونزبرج Gunzberg"، ونشرها ببرلين 1896م.
ـ نشرة المستشرق التشيكي "نيكل Nykl"1933م.
ـ نشرة المستشرق الفرنسي "كولان Colin"1933م.
ـ نشرة المستشرق الإسباني "إميليو غرسية غومسEmilio Garc?a G?mez" 1972م.
ـ نشرة المستعرب الإسباني "فيذيريكو كورينتي Federico Corriente" 1980م.
2 ـ رواهش: عصب ظاهر اليد.
3 ـ سيرة النبي صلى الله عيه وسلم ـ أبو محمد عبد الملك بن هشام ـ مراجعة وضبط وتعليق: المرحوم محمد محيي الدين عبد الحميد ـ دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، المجلد الثاني، ص: 147.
4 ـ زهر الأكم في الأمثال والحكم ـ الحسن اليوسي ـ حققه: الدكتور محمد حجي والدكتور محمد الأخضر ـ نشر وتوزيع: دارالثقافة، الدار البيضاء ـ الطبعة الأولى 1401 هـ/1977م ـ ص: 131، 132.
5 ـ المغرب في حلى المغرب ـ أبو الحسن علي بن موسى بن سعيد الأندلسي ـ حققه وعلق عليه: الدكتور شوقي ضيف ـ طبعة ثانية منقحة 1964م ـ الجزء الأول، ص: 99.
6 ـ فن التوشيح ـ الدكتور مصطفى عوض الكريم ـ قدم له: الدكتور شوقي ضيف ـ الناشر: دار الثقافة ـ الطبعة الأولى، بيروت 1959م ـ ص:134. 7 ـ بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس ـ أحمد بن يحيى ابن أحمد بن عميرة الضبي ـ طبع بمجريط بمطبع روخس سنة 1983م ـ ص: 346.
8 ـ طوق الحمامة في الألفة والألاف ـ تأليف: أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم ـ حققه وصوبه وفهرس له: الأستاذ حسن كامل الصيرفي ـ قدم له: الأستاذ إبراهيم الأبياري ـ دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ـ ص: 152، 153.
9 ـ قلائد العقيان في محاسن الأعيان ـ الفتح ابن خاقان ـ مصورة عن طبعة باريس ـ قدم له ووضع فهارسه محمد عناني بدار الكتب الوطنية ـ المكتبة العتيقة المنهج، جامع الزيتونة، تونس ـ ص: 213.
10 ـ Algo nuevo sobre Ibn Quzman ـ A.R. Nykl ـ Al­Andalus XII­1 (1947)ـ P.123 124 .
11 ـ تاريخ الأدب الأندلسي: عصر الطوائف والمرابطين ـ إحسان عباس ـ نشر وتوزيع: دار الثقافة بيروت/ لبنان ـ الطبعة السابعة 1985م ـ ص: 266.
12 ـ Du nouveau sur Ibn Quzman ـ E.lévé.Provençal ـ Al-Andalus IX ? Fasc 2 ]1944] ـ P :361.
13 ـ نفسه ـ ص: 356.
14 ـ Todo Ben Quzm?n ـ E Editado ? interpretado ?medido y explicado por : Emilio Garc?a G?mez ـ Biblioteca Rom?nica Hisp?nica ـ Editorial Gredos? S.A. Madrid ? 1972 ـ Tomo II P . 894 .
15 ـ الترقيم المعتمد في ترتيب الأزجال داخل الديوان.
16 ـ المغرب في حلى المغرب ـ ابن سعيد ـ المجلد الثاني، ص: 505.
17 ـ فن التوشيح ـ مصطفى عوض الكريم ـ ص : 135 .
18 ـ كتاب الوافي بالوفيات ـ صلاح الدين خليل بك ايبك الصفدي ـ الطبعة الثانية غير المنقحة باعتناء: س.ديدرينغ ـ دار النشر: فرانز شتايز بفيسبادن، 1394هـ/1974 م ـ الجزء الرابع، ص: 300.
19 ـ ابن قزمان شخصية شعرية وتاريخية ـ عز الدين المدني ـ مجلة: دراسات أندلسية، العدد: 17 رمضان 1417/جانفي1997 ـ ص: 96.
20 ـ تاريخ الأدب الأندلسي : عصر الطوائف والمرابطين ـ إحسان عباس ـ ص : 267.
21 ـ الشعر العربي في الأندلس ـ كراتشكوفسكي ـ ترجمة وتعليق: الدكتور محمد منير مرسي ـ تقديم الدكتور أحمد هيكل ـ الناشر: عالم الكتب ـ ص: 71.
22 ـ نفسه ـ ص : 68 .
23 ـ مع شعراء الأندلس والمتنبي: سير ودراسات ـ تأليف: إميليو غرسية غومس ـ تعريب: الطاهر أحمد مكي ـ الناشر: دار المعارف/القاهرة ـ الطبعة الأولى 1406 هـ/1985م ـ ص: 167.
24 ـ الزجل في الأندلس ـ عبد العزيز الأهواني ـ القاهرة 1957م ـ ص : 82.
25 ـ ابن قزمان : مغني قرطبة الضائع ـ عطا طه التكريتي ـ مجلة: الجامعة ـ السنة الحادية عشر، العدد الخامس، كانون الثاني 1981م ـ طبع بمطابع مؤسسة دار الكتب للطباعة ـ ص: 94.
26 ـ العاطل الحالي والمرخص الغالي ـ صفي الدين الحلي ـ تحقيق الدكتور حسين نصار ـ الهيئة المصرية المساسة للكتاب 1981م ـ ص: 74.
27 ـ نفسه ـ ص: 81.
28 ـ المقتطف من أزاهر الطرف ـ أبو الحسن علي بن موسى بن سعيد الأندلسي ـ تقديم وتحقيق ودراسة: دكتور سيد حنفي حسنين ـ الهيئة المصرية العامة للكتاب 1984م ـ ص: 263.
29 ـ مقدمة ابن خلدون ـ تأليف: عبد الرحمن بن خلدون ـ دار نهضة مصر للطبع والنشر، الفجالة/ القاهرة ـ الطبعة الثالثة منقحة ـ الجزء الثالث، ص: 1351.
30 ـ النفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب ـ أحمد بن محمد المقري التلمساني ـ حققه ووضع فهارسه: الأستاذ يوسف الشيخ البقاعي ـ دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ـ الجزء السادس، ص: 67.
31 ـ ابن قزمان إمام الزجالين ـ رضية إحسان الله ـ رسالة ماجستير، جامعة بنجاب 07 .10. 1988م ـ ص: 16.
32 ـ Todo Ben Quzm?n ـ Emilio Garg?a G?mez ـ Tomo II P.890.
33 ـ تصدير فيذيريكو كورينتي لديوان ابن قزمان: إصابة الأغراض في ذكر الأعراض ـ تقديم: د. محمود علي مكي ـ المجلس الأعلى للثقافة، جمهورية مصر العربية ـ القاهرة 1410هـ/1990م ـ ص: 5.
34 ـ أورد صاحب الإحاطة رسالة لابن قزمان الأكبر حول شهر رمضان ـ حقق نصه ووضع مقدمته وحواشيه: محمد عبد الله عنان ـ الناشر: مكتبة الخانجي بالقاهرة ـ الطبعة الأولى 1394هـ/1974م ـ المجلد الثاني، ص: 499.
35 ـ الزجل في الأندلس ـ عبد العزيز الأهواني ـ ص: 93 .
36 ـ تاريخ الفكر الأندلسي ـ أنخل خنثالث بالنثيا ـ نقله عن الإسبانية حسين مؤنس ـ النشر والطبع: مكتبة النهضة المصرية ـ الطبعة الأولى ـ ص: 162.
37 ـ الزجل في الأندلس ـ عبد العزيز الأهواني ـ ص: 102.