تمزج الباحثة السودانية المرموقة في هذه الحوارية الفكرية بين البحثي والسردي في جنس نصي جديد تدعوه بالميتاسرد، لأنه يطمح إلى الكشف عما وراء السرد، ويستفيد من إمكانياته في التحرك بين الأزمنة بصورة تتصادى فيها الأصوات والإحالات والتواريخ لترهف وعينا بما دار في ثقافتنا وبما يدور في عالمنا في آن.

مقتطف من ميتاسردية Meta-Narrative

تعالق خطاب المعتزلة الفكري واجندتهم الاقتصادية

كيف يتجاوز معظم المؤرخين المرقدين، بتبسيطية تشارف الخديعة، ذلك التعالق؟

خديجة صفوت

مقدمة :
في محاولة مقاربة سردية بديلة يتحاور ابطالها- ومنهم أحد الائمة الاربعة، وجارية وبعض انغال التاريخ الرسمى الغربي- فيما اذا كان ما تتعرف عليه السردية البديلة The Alterative Narrative. بوصفه التنوير العباسي ألف سفر تكوين الاقتصاد السياسي لنهضة البندقية، وصلا الى تنوير اوروبا الشمال غريبة. والبندقية كانت الى ذلك مدينة اندلسية بامتياز. وقياسا يغدو التنوير البروتستانتى الغرب اوربي The Western Eurpean Protestant Enlightenment وصولا الى المسيحية اليهودية، تنويعان على نظائر عباسية (وربما أموية). فهل خلق المعتزلة المأمونيون وتنويعاتهم اللاحقة شرط نشوء ما ألم بالأمة العربية والإسلامية تباعا، وصولا الى سيناريوهات الجهادية وبعض طوائف وحركات التكفيريين الآنية؟ فان قيض التنوير المعتزلي The Mutazilite Enlightenment بهذا الوصف الخروج على الامامة مثلما قيض التنوير البروتستانتي عصيان البابوية، فقد استدعي الاخير اعادة كتابة ما اعرفه بالسردية اللوامة البكاءة. واجادل ان الاخيرة تمأسست تباعا فوق رأسمالية مالية صهيونية عالمية. كما ازعم ان الرأسمالية المالية –الصهيونية العالمية ما تنفك تصدر عن الكناية والمجاز  Circumlocution والمدلسات والمعمشات مما بادرت به تنويعات المعتزلة تسويغا لأحابيل لا متناهية كما في كل مرة.

وقياسا فان لا يزيد المجاز عن قولة حق اريد بها باطل، في مزوقات خطاب الرأسمالية المالية العارية الصهيونية العالمية او ما يسمى بالإنجليزية الدارجة Spin فقد بات العالم يعيش كذبة كبرى. وتصدر الاخيرة عن بعض ابناء يعقوب وصولا الى الاوليجاركيات العولمية Global Oligarchies مما يسر تمرير انصاف الحقائق والاكاذيب. وقد تالف التاريخ الرسمي مفبركا، يخصم بالنتيجة على التاريخ الموضوعي للبشرية فالتاريخ الشعبي. ولعل أشد الأكاذيب فحشا هي محادثات السلام اللامتناهية بين إسرائيل وفلسطين، بوصفها امتداد للاكتشافات الجغرافية الكبرى، وإبادة السكان الأصليين والقدر الجلي Divine destiny وارض الميعاد، ادعاءا لكل ما وطاته بطون اقدام اعراب الشتات وحق الفتح Right of conquest والتدافع نحو افريقيا Scramble for Africa.

فان قيض الاستحواذ هيهمنة لاقتصادية-مالية تتعين على تشريعات وقوانين ودساتير- خصما على من عداها – بخاصة الشعوب في كل مكان فى المقياس المدرج In a graded scale فقد استحالت او كادت تستحيل محاسبة الطعاة والنخب والربويين والمصرفيين او-و الاوليجاركيات المالية الصهيوينة العالمية- سادة الكون-كارهي الشعوب. فلم يعد التاريخ الرسمي للعالم سوى تاريخ التغابن وباتت كل القضايا-منكاذبة بالضرورة. وقياسا لا تعدو محادثات السلام بالنتيجة سوى نذير لتراكمات المفقرين العددية الزائدة عن الحاجة-ممن لا وجوه لهم- بوصفهم امما بائدة تباعا.

تمهيد
-كانت الدراسة- السردية المذكورة اعلاه قد بقيت - على مدى سنوات طويلة من البحث عن المادة الخام والاولية - بقيت في أصلها بحثاً خالصاً Research material per-se إلا بقدر ما حاولت تلك الدراسة فك مفصلة سردية إعراب الشتات بغاية التعين على سردية بديلة. وقياسا اقترحت للبحث بذلك الوصف بضعة عناوين(1). ورغم أنني قرأت باكرا كل من كتاب ميخائيل بياجنيت وربتشارد ليخ "الدم المقدس والكأس المقدس"(2) وكتاب دان براون "شفرة دافينشي"(3) أكاد أجزم أن الأخير أخذ عن بياجنيت وليخ وقد أخذت بدوري عنهما في بحوث أخرى. إلا أنني أكون قد تأثرت فيما تأثرت برواية (تاييس) لأناتول فرانس، واعتقد ان الاستاذ والناقد الكبير دريني خشبة ترجمها من الفرنسية و(الحقيقية ماتت) لعمانويل روبلس و(صحراء التتار) لدينو بوتزاني.

ومع ذلك بقي هذا البحث وحيداً ومتوحداً حتى أنني قد أملك القول بأن ربما لم يكتب أحد في فكرة هذا البحث بالعربية او الانجليزية بعد. وكذا يغدو اسلوب هذا العمل او-و جنسانويته Its Genre التعبيرية بدورها غير مألوف. والسبب ربما يعود الى ان المادة الخام جافة وقد تحتاج الى تليين بجعلها تنويع على الرواية بابطال قد يخفف وجودهم من وعورة تداعي الكلمات والافكار. والسبب الاخر هو ان احدهم كان قد انتحل هذا البحث وغيره من ابحاثي فنشره بالفارسية، وقد استحال عليه نشر البحث بالعربية ولم ينكف ان ادعى انه يجيد الفارسية مرة. ومرة اخرى لم ينفك ان راح يشنع بصاحب البحث كعادة معتاد السطو على اعمال غيره. أي لصوص الكفرلصة مثلما يفعل المؤلف يدعي انه يجيد الفارسية. ولعل مما يكون قد صعب انتحال هذا العمل ان البحث بأكثر من لغة وهو لا يجيد اي منها.

المهم فورا أشير إلى أن البحث - الرواية الميتارواية - السردية - إن صحت التسمية- تصدر عن مئات المراجع وبأكثر من لغة ويتمأسس فوق ثلاث أديان أو أكثر من حيث أصول تلك الأديان وكذا الاديان الفطرية وتحوراتها اللاحقة مثلما تحورت كافة العقائد، بمغبة اختراق الصهيونية العالمية لما عداها. وتأخذ هذه السردية عن الاصحاح القديم والاصحاح الجديد في طبعات عديدة منهما. فللإصحاح القديم عدة طبعات كما ان للإصحاح القديم نسخ غير مكتوبة، واهمها ما يبقى في صدور اقماط واسباط اعراب الشتات والصهاينة. كما ان للإنجيل اكثر من 8 طبعات بالإنجليزية واولها ما امر الملك هنري الثامن ملك انجلترا ومؤسس الطائفة البروتستانتية الإنجيلية الانجليزية او الانجلوساكسونية بترجمته باسم الانجيل العظيم The Great Bible فى 1568 ثم ترجم انجيل الارشبيشوب The Bishop’s Bible فى 1604 تلاه انجيل الملك جيمس في 1611. وكذا اخذت عن القرآن الكريم.

التالي مقتطف من سردية من حوالي 700 صفحة من القطع الصغير صدرت في مايو-ايار 2013 بعنوان :سجال فى صحراء قاحلة: مختصر تاريخ كل شئ تقريبا

Dialogues in the Wilderness: A Brief History of nearly everything: an attempt at an Alternative Narrative

 خلقت جماعات غمضة نسقا من الامتيازات والوجاهة والمراكز لحاسبها وخصما على من عداها

الراوي: 
- يشير كثير من المؤرخين إلى وجود المعتزلة وبعض نظائرهم التي ما انفكت ان حلت محلهم كالأشاعرة بوصفهم فصيلة أو طائفة منقسمة على المعتزلة وكانت الاخيرة قريبة إلى القصر العباسي في بغداد ثم لم تلبث ان احتلته واقصت الخليفة الى سمراء. ويؤكد بعض المؤرخين ان المعتزلة كانوا حريون بان يحتلوا وربما يسيطروا على القصر واضيف ان مثل ذلك المشروع لا يقيض الا بوصف المعتزلة أصحاب مصالح اقتصادية ومالية وتجارية وفكرية وايديولوجية. ويؤكد حسين مروه - ص: 854 - ارتفاع المكانة الاجتماعية لفئة التجار واهمية التجار والماليين والمرابين والمضاربين والصيارفة خاصة. ورغم ان حسين مروة لا يعرف تلك الفئة تفصيلا ومن منهم كان يتاجر فى السلع ومن في المال كسلعة الا انه عزز مكانتهم واكد امتيازاتهم الاجتماعية والاقتصادية بالضرورة فالدينية بالنتيجة والعكس صحيح.

غريب:
- البضائع غير السلع Goods. فالبضائع Commodities في لغة الاقتصاد هى السلع الاستراتيجية كالذهب والفضة والنعادن النفيسة الاخرى وغيرها الا اننى ازعم ان تلك الفئة غالبا ما تكون صاحبة رأس المال المالي الاستثماري مما يراكم خارج المجتمع.

مشتاق:
- وقياسا فان تلك الجماعة غالبا ما تقف فائقة على وخارج المجتمع ويمكن افتراض ان البضائع التي تتاجر فيها تلك الجماعة غالبا ما تكون اما احتكارا لشرائح. ما تنفك تلك الجماعة تدافع عن ايديولوجيتها بوصفها ايديولوجية مقدسة غير قابلة للمجادلة فتدافع عن مكانتها الاجتماعية الاقتصادية مما يغدو معه اي مساس بتلك اايديولوجية واصحابها بمثالة التجديف بل انها توقع بمن يجرؤ على النطق باسم تلك الايديولوجيات احكاما متفاوته منها الاعدام البدنى ومنها الاعدام المدني. ولعل ذلك يقف وراء نشوء واستمرار سردية بكاءة لوامه بكاءة غايتها تكريس لا مساس حول وحماية كل من الايديولوجية واصحابها معا.

الراوي:
-سرعان ما تتحور تلك الجماعة نحو فتنشئ لها أوليجاركية تجارية مالية ولو بتماس علاقتها الصفووية بالسلطة والثروة. وا لاوليجاركية تشارف ارستقراطية بل قد تؤلف نخبة تدعى ما يشارف النبوة السياسية والاقتصادية مثلما يفعل المستسارون الحبراء والمفكرين كالمحافظين الجدد تنويعا على بعض انبياء بني اسرائيل في الاصحاح القديم ممن كان يتعهد على الوقوف مستشار وخبير لدى الملوك والامراء والحكام. الا ان الاوليجاركية غالبا ما تقف في مرحلة من مراحل تطورها ونكوص المجتمع المضيف خارج الاخير. وكنت قد عرفت الأوليجاركية في اكثر من مكان وتعنى الأوليجاركية Oligarchy ايجازا سلطة تتمأسس فوق اقلية من جماعة صغيرة من النخب المالية بالنتيجة بالنظر إلى الاغلبيات المحكومة من العامة والمنتجين للفائض الخ. وسلطة الاوليجاركية السياسية والمالية اسراتية بامتياز بالضرورة مثلما فى اوليجاركيات الماس وغيره من السلع الاستراتيجية. وتتميز الأوليجاركية بالهيمنة على الثروة والسيطرة الفكرية والسلالية الاسراتية أو ما يشارفها وبالسلطة العسكرية والدينية.

غريب:
- انظر) Eatwell، Roger; Anthony Wright (1999). Contemporary Political Ideologies. London: Continuum. pp. 38 - 39.

الراوي:
- - اعرف الأوليجاركية بحزب رأس المال المإلى الخاص-الاجنبى بالضرورة اى الضيف Guest Capital. ويراكم الاخير خارج المجتمع المضيفHost society مما ييسر ترحله وخروجه تذرعا Expediently في كل مرة- بالنتيجة. وتعنى كلمة أوليجاركية في اليونانية ايضا سلطة القلة the power of the few. وأعتقد ان صفة او خصوصية الاوليجاريكية تلك حرية بان تدفعنا الى مراجعة تعريف مفردة الاقلية. فالاقلية هنا عددية ولكنها اغلبية اقتصادية وسياسية وبخاصة مالية. وقياس يدفعنها هذا التعريفالاجرائي والتاريخيى الى اعادة تعريف الاغلبية التى هي عددية بالضروة الا انها بقى مع ذلك وبسببه اقلية اقتصادية وسياسية وقد خلق شرط اقليتها الفكرية والتنظيمة بافقارها وترويعها على مر التاريخ.

مشتاق:
- يقول مروة ان المعتزلة " لم يكونوا يؤلفون فئة اجتماعية مستقلة منفردة لا في المجتمع الاموي أو في العباسي. وانما جاؤا من تلك الفئة الكبيرة التي نشأت في المجتمع العربي- الإسلامي خلال تطوره الاجتماعي الانتقافي ونعنى بها اهل الفقه والحديث والتفسير وما يدور حولها من علوم العربية والمنطق. فقد كان كل واحد من علماء الكلام المعتزلي كغيره من الشيعة والخوارج والمرجئة واهل السنة معدودا من الفقهاء والمحدثين اوالمفسرين أو النحويين أو معدودا من هؤلاء جميعا".

الراوي:
- يتجاوز معظم المفكرين وبخاصة المرقدين منهم بتبسيطية تشارف الخديعة تعالق دور تلك الفئة الفكرى ودورها الاقتصادي. واجادل ان معظم اهل الفكر كانوا غالبا ما يمارسون التجارة فذلكم هو واحد من اهم خصائص ومميزات أعراب الشتات وأوليائهم واقماطهم واسباطهم وقضاتهم وفلاسفتهم وانبيائهم على مر الزمان. ولعله من الموضوعي القول بان ذلك ليس وقفا علي أعراب الشتات فقد كان النبي وكان بن سينا وغيرهما تجار. الا ان أعراب الشتات كانوا تجار ومرابين في الجزيرة العربية والشام وفى القفقاز عبورا بالامبراطورية الرومانية وبابل التي كانوا قد اجادوا التجارة بها اصلا. وما ينفك تظائر الاخيرين المعاصرين من زعماء المحافظين الجدد امثال ريتشار بيرل وديك تشينى وجورج سوروس وهنري كيسنجر وغيرهم يتحورون الى تجار واصحاب اعمال ومنظومات تجارية مالية تسع الدنيا وماعليها مما يسمى شركات متعددة الجنسيات ومصارف هائلة تتسبب في قيام وسقوط الدنيا وتقيمها ولا تقعدها كما نلاحظ تباعاً.

مشتاق
-و لعل ذلك حري بان يدعو للتأمل مااذا كانت قدرات تلك الجماعات الاقتصادية قد اوشكت ان تبلغ مبلغ احتكار الاقتصاد العالمي مثلما ملكوا الهيمنة على واحتكار قدرات الامبراطورية السابقة على البرجزازية الصناعية واللاحقة لها فاقتصاد العالم بحلول ما يسمى العولمة. ولعل ذلك الاحتكار قد يغدو نعبير عن تنويع على الخصخصة فيما يبقى اؤلئك التجار غرباء واجانب بقفون بالضرورة فيراكمون خارج المجتمع المضيف مما نثابر على التنبيه عليه.

الراوي:
- وقياسا فلعل احتكار الاقتصاد العباسي بهذا الوصف من قبل تلك الجماعة حريا بان يغدو تنويعا على أو بمثابة الخصخصة أو/وسفر تكوين الاخيرة. فمثل ذلك الاقتصاد الذي يراكم بالضرورة خارج المجتمع يضعف بالنتيجة الخزينة الوطنية. وعليه يعود احتكار التجار والمرابين والمرابحين غير العرب ومعظمهم من أعراب الشتات وربما الخزر على الاقتصاد العباسي بهذا الوصف باضعاف قدرة الدولة العباسية أو اي دولة على اعادة التوزيع وصولا الى افقار المجاميع المنتجة للفائض وايقاف الدولة في فراغ قواعد شعبية مهجرة من كل مكن الى كل اما بعيدا عن الدول Centrifugal migration او – الى حواف الدولة Centripetal Migration  مما يحرم الدولة من الولاء الشعبي فينزع عنها صفتها القومية الا ما خلا ولاء المرتزقة والمأجورين من النخب وجيوش الامن الرئاسى وامن الدولة والامن القومي. فكان هذه المسميات حرية بان تفرغ من المعنى الحقيقي لمفهومها وصولا إلى خلق شرط السخط الشعبي فخلق شرط الانتفاضات الشعبية وربما والاخطر خلق فراغ تنشأ معه الحركات المشبوهة استباقا للانتفاضات الشعبية والثورات الموضوعية التاريخية. ويؤدي حاصل جمع تلك التداعيات إلى عجز الدولة عن الدفاع عن نفسها. ذلك ان تلك التداعيات لا تصيب الدولة بالعجز عن الدفاع عن نفسها امام الحركات الغامضة والمشبوهة وحسب وانما والاخطر هو انتفاء شرط قيام جيش وطنى قوي بالقدر الكافي للدافع عن المجتمع وحراسة حدود الدولة من المتربصين بالمجتمع وكاننا بسبيل وصفة ناجزة لانهيار المجتمع. ولعل ذلك قمين بان يفسر كيف ان العباسيين لم يتعينوا على فلم يملكوا انشاء استحكامات امام غزواة الخزر من الشمال رغم ان العباسيين انتصروا على الاخيرين بعد مناوشات ومعارك استمرت 100 عام على حدود الخلافة العباسية الشمالية.

فزاريا:
-هل تعين المعتزلةعلى شغل الجيش العباسي عن حماية حدود الخلافة الشمالية بغاية اضعاف الجيش وزعزعة ثقته؟

مشتاق:
-هل يمكن عقد قياس بين عجز الخلافة العباسية-او عزوفها لسبب غير معروف عن حماية حدودها الشمالية بما تمنى به مصر الكنانة من عجز دائم ازاء احتمال اجتياح سيناء؟

الراوي:
- يؤكد جسين مروه على اقتدار المعتزلة - أعراب الشتات - الخزر - وتنويعاتهم من الاشاعرة الخ - وان لم يكن ذلك التأكيد مباشرا -بالقول بان اقتدار المعتزلة كان وراء الصراع الايديوليوجي المحتدم داخل الخلافة العثمانية. بمعنى انه " من هناك كان الصراع الايديولوجي لا يقل احتداما عن الصراع السياسي المباشر بالضرورة ولا اقول الاقتصادي بالنتيجة

غريب:
-انظر(ي) مروة شرجه كذلك وجيه كوثراني: 1988: السلطة والمجنمع والعمل السياسي من تاريخ الولاية العثمانية في بلاد الشام: بيروت. وانظر(ي) اضا شبكة المعلومات

الراوي:
-الا ان حسين مروة بعود فيقول "يظهر لنا اليوم كم كانت مواقف المعتزلة في المعركة الايديولوجية التي خاضوها حاجة تاريخية وعاملا من عوامل التطور في تلك المرحلة". ان تأمل ما هو المعنى بمرحلة التطور تلك محوري للغاية. ادرك وافهم جيدا ان يتعين حسين مروة الماركسي على تتبع كل ما من شأنه ان يؤكد فرضية مسبقة وفائقة على المادة التاريخية الخام التي كانت العقلانية والتعميش والترويع قد اودت بمكوناتها الموضوعية. وافهم كيف ان مروة كان مثلنا جميعا يبحث وقتها عن اثبات ان التطور ملحاح بالضرورة وان المجتمعات ناشئة صاعدة بالنتيجة. كذلك اكاد ان الاحرى احاول ان افهم كسف يمكن ان يرى مروة وقتها أن نشوء الطبقات الحاكمة والصفوات هو نشوء المجتمع بكامله. الا انه ليس ثمة سبيل إلى استدعاء مثل تلك الفرضية سوى بالاصدار عن التاريخ الرسمى - المكتوب - الذي تتعين تلك النخب عادة وغالبا على كتابته خصما على التاريخ الشعبي والموضوعي المسكوت عنه. الا ان المجتمع المعين لا ينشأ في فراغ المجتمع الانساني بكامله. فحين تبينت لمروة ملامح ظواهر وقد تبدت وكأنها مكونات تطور - مثلما بقي معظمنا يتصور لوقت طويل خارج سياق نشوء البشرية قاطبة-فقد راح مروة يحلل المجتمع العباسي على ضوء مادية جدلية لم تكن عناصرها قد توفرت بعد وما كان لها ان تتوفر في وقت كانت فيه الخلافة العباسية مستهدفة فيما كانت مجتمعات مجاورة ونائية آخذة بالنشوء خصما على الخلافة العباسية كما اثبت التاريخ المكتوب والمسكوت عنه والذى يكتب تباعا.

مشتاق:
- وقياسا لم يكن غريبا ان يعزو مروة تلك المرحلة من التطور إلى تطور علم الكلام المعتزلي-الذي تمأسس فوق المجاز قبل كل شئ - دون ان يعود بذلك التطور إلى جذوره المادية اى الاقتصادية مما يستحيل بدونه تصور تطور علم الكلام مثلما لم يعد ممكنا تصور تطور علم اللا كلام أو الكلام الذي لا يقول شيئا اى صناعة الكلام SPIN or HYPE وتدوير الكلام Recycling وتفريغ الكلام من معناه، وايقاف الكلمة فوق رأسها حتى باتت اللغة حقلا من الالغام-كل ذلك دون السياق المادي الاقتصادي او الاحرى اللا اقتصادي المالي بالضرورة الصهيوني العالمي بالنتيجة.

فزاريا:
-كيف يكون تطور علم الكلام المذكور مكون من مكونات مرحلة تطور اجتماعية؟ ام لعله كذلك لبعض الفئات الفائقة على المجتمع اي في فراغ أو/وخصما على التطور الاقتصادي للخلافة؟

الراوي:
-لم يزد ذلك ولا يزيد ذلك ولا ينقص عما اعرفه بالعقلانية القاحلة بالضرورة المخاتلة بالنتيجة فيقول مروة ان تأثير علم الكلام المعتزلى "على الجذور والمبادئ التي تقوم عليها ايديولوجية الخلافة اساسا كان تأثيره في زعزعة هذه الجذور اشد من حرب الخوارج رغم عنفها بل ربما بسبب من عنفها كما يمكن ان نقول". غريب:
-شرحه: ص: 852.

فزاريا:
- هل تخلق تلك التشكيلة مجتمعا موازيا للمجتمع العباسي؟.

مشتاق
-اجادل ان زعزعة جذور ومبادئ ايديويلوجية الخلافة –الدولة الاسلامية- كان حريا بان يوفر اسباب قوية لافتراض ان من اهم تداعيات الاخيرة ان ينشأء من بين جماعات التجار والمرابين والمصرفيين الغرباء بالوصف اعلاه وتباعا ما يشارف مجتمع مواز للخلافة العباسية أو/وتشكيلة اقتصادية اجتماعية سلطوية موازية لشرائح سلطة الخلافة،

الراوي:
-الاحري ان تكون تلك اتنشكيلة قائقة على وخارج شرايح السلطة العباسية. وقياسا ان تلك التشكيل حرية بان تخصم بالنتيجة على من عداها مما يلمح إليه مروة دون ان يركز على الطبيعة الاقتصادية لتلك الجماعة، فيقول مروة "وهذه الفئة الكبيرة بالرغم من انها لم تكن منفصلة عن الاحزاب كانت موازية لها". بل يقول مروة ان تلك الفئة الكبيرة من المعتزلة كانت الجزء الدينامي فيما كانت مع ذلك متميزة ضمن الاحزاب بكونها "ذات تأثير" خصما على الرأي العام. وقد اكسبها هذا المركز امكانية التجاوب والتفاعل مع الحركات الاجتماعية والسياسية على اختلاف نزعاتها داخل صفوف الرأي العام" الا انهابقيت خارج تلك الاحزاب فيما يبدو.

فزاريا
-لم يكن ذلك غائبا على معظم الناس.

مشتاق:
-فقد انتشر السخط بين اغلبيات المنتجين الفائض والكفاف والحياة كما فى كل مرة. والتف الناس من ثم وراء ابطالهم الشعبيين فىمواجهة تلك الجماعات المهيمنة على السلط والثورة الحياة. الا يذكرك ذلك بتنوسعات الصهاينة والصهاينة الجدد بتنويعاتهم من كل ملة؟ الم يصدروا على مر السنين عن مشروع اقتصادي يتلفع بعباءة العقيدة؟

الراوي:
- قيض ذلك النفاق للمعتزلة ايقاع اشد انواع العقاب بمن يخالفهم كعهد امثالهم من المنافقين في كل زمان ومكان. وقد منى بن احنبل بمحن كان اشدها محنته الفكرية مع المعتزلة وبخاصة قاضي القضاة احمد بن ابي دوأد واصحابة من مستشاري الخلافات العباسية منذ الرشيد حتى بداية خلافة المتوكل. وكان بن حنبل امام البخاري وغيره. وقد عاش 77 عاما دارسا قيل فيه انه قضى عمره في العمل فمن المحبرة إلى المقبرة ولو انه كان يخفى ذلك عن الناس فقد كان متواضعا وحييا ككل عالم. فالعلم هو ادراك كم يجهل المرء والجهل هو ادعاء المعرفة واشره ذلك الذي يصور لصاحبه انه اعلم ممن عداه قاطبة. فالجهل كمثل العقباء يقود صاحبه إلى تصور انه اذكي الكل في شكل من السيكوباتية.

فزاريا:
- رفض الامام بن حنبل في مجلس التعذيب الاذعان بالقول بخلق القرآن فلم يكن بن حنبل من المرتزقة أوخونة الضمير ممن يقولون بما لا يعتقدون. وحيث بقى احمد بن حنبل وحده من دون الرجال واقفا امام المعتزلة فقد استفزهم وكان ابن حنبل قمينا جراء ذلك بان يوقع به اشد الوان العقاب وحبس بن حنبل 28 شهرا تعرض خلافها للتعذيب المستمر وكانت تعقد له جلسات منوالية يضربه خلالها جلادون كل بسوطين حتى يكاد الامام يقضى فيترك بعضا من الوقت ليعود إلى وعيه من خشية ان يموت فتثور الناس على الخلافة.

فزاريا:
- ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين

غريب:
- سورة ال عمران الآية 139

الراوي:
- كان الناس متزمرين ضائقين باحوال الخلافة معهم وقد ترادفت الفتن وانتقاضات جماعات محلية غامضة واخرى نازحة وثالثة على تخوم الخلافة. وكانت دولة المعتزلة قد شارفت نهايتها وقتها ومعها نهاية الخلافة العباسية جميعا. ولعل ذلك كان المطلوب. فقد كانت مهمة حركة المعتزلة الفكرية-الاقتصادية اللااقتصادية –المالية-بالضرورة العقلانية اختراق الخلافة العباسية. فلم تكن العقلانية بالتعريف اعلاه وسيلة تلك الجماعة للقضاء على ازهي مراحل تطور المجتمع الإسلامي وحسب. وانما والاهم كانت غايتها خلق شرط نكوص المجتمع والثقافة والحضارة الاسلامية الى ما بات تباعا راسبا استقر في مسام المجتمع العربي والاسلامي– بمغبة اختراق أعراب الشتات للحضارة الإسلامية.

مشتاق:
-فقد كانت العقلانية قد نشأت مرة واحدة والى الابد جراء تجربة اعراب الشتات مع العباسيين وربما باكرا مع الامويين. ذلك ان كل من الخوارج والمعتزلة تعينوا على خلق شرط عقلانية قاحلة تتعين على اختراق المجتمعات المضيفة بمغبة تكريس اجابيل الكلام الذي يا يقول شيئا مما يزوق فى المجاز والكناية وسقط القول الذى يعلو باجنحة من الترديد.

الراوي:
-يثابر البعض على الاعتقاد بان العقلانية وليدة ما يسمى "التنوير" الغربى. الا ان ثقافة أو فكر العقلانيين كان قد نشأ منذ القرن الحادى عشر وازعم ان حركات مثل العقلانية وحتى التنوير كانت قد سبقت النهضة والتنوير الغربى بقرون.. فقد تعاصرت بعض الحركات الفكرية الإسلامية العاصية وما يسمى بعصر النهضة. كما نشأت وانتشرت طوائف من تنويعات على من يشار إليهم اجمالا وليس حصرا بالمعتزلة خاصة والخوارج.. وازعم ان الملامح العنيفة للنهضة الاوربية فيما خلا البندقية - مما يسكت عنه التاريخ الرسمى الاوربى الغربى - قد يعود إلى حركة العصاة الإسلاميين اي عصاة الخلافة الاسلامية خفية.

مشتاق:
- كان احراق مؤلفات بن رشد العربية ربما تنويعا على ما يسمى ب"النهضة" في أوربا الشمال غربية وما تساوق معها ومحاكم التفتيش ما يزوق فى احراق الساحرات وتعقب العلماء واحراق اعمالهم مثلما حاق بكل من جوردانوا برونو وجاليلليو جاليلى وغيرهما ابان الازمات الدورية التي منيت بها كل من أوربا الشمال غربية والاندلس معا. ولا تزيد تلك الاحداث ولا تنقص عن تعقب علماء المسلمين وفقهائهم والمفكرين واحراق مؤلفاتهم وسجنهم وتعذيبهم حتى الموت على عهد بعض خلفاء العباسيين مثلا.

الراوي:
-و من المفيد تذكر ان الخوارج والمعنزلة خاصة كانوا تعينوا باكرا عل الاخذ من المفكرينو الفسفة ااثنيين مما كانت الكاثويليكية الاوربية الغربية قد وصمته بالتجديف. ذلك انه ان اخذ بعض مفكرى وفلاسفة الإسلام افكارهم من الفلسفة الاثينية والمقدونية فمن سقارط واورسطو من افلاطون تلميذ سقراط ومن التراث الصوفي الكلاسيكي ومن الرواقيين والابيقوريين. فان تقل العرب والمسلمين ذلك لابث الى العربية وعلقوا عليها بما يشارف الابداع بحد ذاته مثلما فعل ابن رشد فقد وصلت تلك ابداعات اوربا مع ما وصلها من لاثورة العباسية الفكرية والمادية والمالية خاصة. وكان أعراب الشتات وااسيريان من اهم من ترجم الاعمال الى العربية ونقل تلك الفلسفات إلى العربية قبل وصولها إلى اوربا الغربية بزمان طويل اى قبل اعتناق المفكرين والفلاسفة الاوربيين الغربيين الفسلفة اليونانية علنا. وكانت الفلسفة اليونانية وفيما حرمت الكنيسة ما سمي بفكر العصر الكلاسكي الجديد فقد حرمت ايضا ما كان يأتى من الاندلس خاصة بفرمانات كنسية.

مشتاق:
-اجادل كما اكون قد فعلت في مكان اخر ان ادعاء اوربا فلسفة اليونان ليس سوى سيناريو يفبرك باثر رجعي فلم تكن اوربا الغربية تعرف اليونان قبل الصليببات حيث تعرفت اوربا الغربية على دمشق والقاهرة وبغداد والقدس.

الراوي:
- يظهر الشيخ هنا فلم يكن واردا ان يختفي تماما قبل النهاية فيتساءل الشيخ عن اثر المنقول في مسائل علم الكلام.

فزاريا:
- بدأ الشيخ يشعر بالليل يخيم على المكان فانتابته خشية اعرفها.

الراوي:
- يخشى عليها من ليل بغداد والخروج في تلك الساعة من ليل بغداد بعدما ازدخمت بغداد بكل الاحناس والعراق و....

فزاريا:
- اقتربت الساعة وانشق القمر.

غريب:
- سورة القمر ألاية 1.

الراوي:
- رغم ان الشيخ كان مشحونا بما يريد قوله وقد فاضت روحه المؤرخة للكون بكامله فملات عليه كل عاطفة الا انه اخذ على نفسه ان يشير إليها بان كفى. ولينتظرا اليوم التالي وما قد يأت به. وليتوكل على الله القدير ويسأله ان يحميها من كل شر.

مشتاق:
- والشر دان هاهنا يحيط بنا جميعا ايها الشيخ وانت لا تدري ام لعلك تفعل مؤكدا.

فزاريا:
- لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم * فان تولوا فقل حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم

غريب:
- سورة التوبة الآيتان: 128 - 129.

مشتاق:
- كان احد الضباط قد تحرش بها مرة وكان حارسين آخرين يقفان إلى جانبه صامتين متربصين بها بدورهما الا ان اى من الثلاث لم يفعل شيئا وبقي الحارسان ينتظران اليوم الذي يهجمون عليها أو يهينونها أو على الاقل يمنعونها من زيارة الشيخ.

الراوي:
-كان ذلك ف الزمن الغابر وقد انقضى وقت طويل وبات الحارسان حارسين يكادان يحميانها من كل مسئول يحط على السجن فى دوريات منوالية وبخاصة ضابط السحن الملكف من قبل القاضي احمد ابن ابي دؤاد. الا ان شيئا لم يحدث بعد.

غريب:
- لم يكن الحراس يدرون ما هو الذي يدفع ذلك الضابط ورفيقيه إلى موقفهم الغريب منها فلم يكن الموقف غريبا من ناحية انه يعبر عن انزعاج لحقيقة ان وجودها عصيان لقوانين السجن وتهديد لهم وحسب. الا انهم لم يكونوا بفهمون كيف يصبر ذلك الضابط عليها ولا يفعل بعد شيئا وبقوا هم متلهفين على اللحظة التي سيحدث فيها ذلك وبهم خشية من وقوعها معا. وبقى الامر مثيرا يبعث على الانفعال ويستعث تخيل ما قد يحدث.

فزاريا:
- يا نفسُ بوحي

بالّذي صار، مَزِّقي الحُجُبَ السُودَ،

أطِلّي علي الجديد وثوري

يفتح الشاطيءُ الخلاصُ ذِراعَيه

وتعلو علي مداه السفينُ.

أيها البحرُ. أيها الأملُ البحرُ

تَرَفّق بنا، تَرَفّق، تَرَفّق!» [14]

غريب:
- يوسف الخال، 1979م: 228 أشهر الأساطير في الأدب العربي المعاصر أسطورة «تمّوز» بين الأساطير المشهورة كانون الثاني نيكتا صميمي 2010

الراوي:
- كان الحراس يحاولون تخيل ما يحدث ويتحدثون به ويجمح بهم الخيال حتى يصل بهم إلى ما يشتهون هم وهو ان يفسق الضابط بالفتاة أو يختطفها إلى نفسه ثم يلق بها في خرابة معزولة أو ركن طريق مهجور. الا انهم ما كانوا ليجدوا في قلوبهم الوصول بالخيال إلى ذلك المدى فيتوقفون عن تصور ابعد من الاعتقاد بان الضابط سوف يتحرش بها فترفضه بالطبع فيمنعها من زيارة الشيخ. وربما قام بجرها إلى زنزانة الشيخ أو انتظر حتى تدخل الزنزانة ليهينها امامه. ولكن شيئا من ذلك لم يحدث لوقت طال وبقى الحراس ينتظرون ويحأولون فهم ما يدور وقد اختبست انفاسهم كلما تصادف وجود ذلك الضابط اثناء زيارة الفتاة لشيخها والحراس في عجب مقيم من سبب حنقه عليها.

مشتاق:
- يحنق عليها لانه يدرك انه لن يكونها ابدا وان وجودها يذكره بهوانه وهوان امثاله ممن باع نفسه للنظام وللمال وما كان اكثرهم في ذلك الزمان ومنهم حتى ذلك القاضى الذي امر بسجن الشيخ والذى بقى يتشفى بتغذيبه وضربه بالسياط حتى ليكاد يقتله. الا ان ذلك القاضي لا يفعل بل يتلذذ باهانة خصمه الذي يبدو غير مكترث لما يفعل القاضى الذي يزداد هياجا في كل مرة ولم تهن السنوات الطوال من غلوائه حتى قضى القاضي نحبه الفالج.

الاساس المادي لعلم اللا كلام
تعالق الكلام الذي لا يقول شيئا SPIN /HYPE وهيمنة الماليين والمرابين والمضاربين

مقتطف من ميتا سردية  Meta-Narrative

الجزء الثاني
الراوي
:
- اقدح ذهني فما ينفك يتفتق عما يذهلني فاتذكر قياسات على ما أرى بام عيني وكانها تنويعات لا متناهية لما هو بداهي ولا احد ينظر. وان نظر لا يرى. ماذا يفعل أعراب الشتات بالناس حتى يورودهم مورد الغفلة وأحيانا البله وفقدان الذاكرة الجماعية؟

غريب:
- كانت لمشتاق وحده - وهو منشغل بها ومنكر لانشغاله بها وعاشق للشيخ ولعلاقته بها وكانه يتماهي مع الشيخ في عشقه في الله مثل عشق الشيخ للشاقعى - ربما كانت لمشتاق:تلك القدرة على استبصار ما فات واستشراف ما هو ات مما بقي غير معروف زمانه ولا مكانه ولكنه هكذا جراء انفجار روحه وشدة حساسية قلبه وقد بات مشتاق كالوتر المشدود.

الراوي:
-هل يتحدث غريب عن نفسه يا ترى ومتشاق لا ينطق باسمها ابدا يتحدث عنها بصيغة الغائب؟

مشتاق:
- فى اليوم التالي وقد سلم الله وستر. تجلس هي إلى الطأولة التي ركبها زياد من اخشاب اتى بها من حلته وجعلها بحيث تحتمل ان تتكئ هى عليها أحيانا. فقد كانت الطأولة حين ركبها لأول مرة تهتز وقد وقعت مرة ومعها المحبرة وان كان ربك قد سلم فلم تفسد القرطاس الا قليلا. جلست إلى الطأولة الصغيرة وراح الشيخ يملي عليها ما كان قد انقطع ليلة الامس وكأنهما لم يفترقا وكانه يكمل جملة انقطعت لهنيه.

الشيخ:
- أن تفاعل تلك الجماعة بهذا الوصف كان يصدر عن المجاز وعن تزويق الكلام مما من شأنه ان يتمأسس فوق ما اسميه العقلانية القاحلة Sterile Rationalism. ذلك ان يستحيل تصور جواز خطاب المعتزلة على غيرهم وتمرير اجندة المعتزلة خصما على ما عداها بدون عقلنتها بهذا الوصف.

مشتاق:
- واضيف ان العقلنة التي نعرفها لم تكن لتجوز لولا اقتدار أعراب الشتات - المحافظين الجدد - الصهيونية العالمية الاقتصادي واحتكار الفكر والتنظيم وتعقيم فضاءات من عداهم باحتكار ين القاوانين والفنو المسرح ووسائل الاعلام والهيمنة على إعادة تشكيل الذاكرة الجميعة والفردية والاحرى محو تلك الذاكرة واحلال ذاكرة المعتزلة ونظائرهم من الجماعات الضيفة والغازية.

غريب:
- مشتاق: متلهف ايضا على الاستطراد بحماس فيما كان الشيخ يقول.

مشتاق:
- مثلما حأولت امريكا والكيان الصهيوني - الصهيونية العالمية مع مصر والاحتلال الامريكى للعراق الخ بسمسرة النخب المشبوهة ووسائل الاعلام والصحافة المرقدة الخ. ذلك حين يجد بعض المؤرخين العرب المرقدين Embedded historians بدورهم في قلبهم سوى ان يجاروا بلا تحفظ أو انتقاء بان المعتزلة تفرعوا للعلم والعبادة ولا يرى هؤلاء المؤريخين إلى ختل ذلك القول ولا إلى كيف انه مصادرة على مطلوب A contradiction in terms الحقيقة ولتاريخ الموضوعي بامتياز.

فزاريا:
من اين جاءت ثرواتهم المعتزلة اذن وتلك الاموال التى رحلت مع اسلافهم شمالا؟

الشيخ:
- ان ذلك الادعاء قيض لبعض المعتزلة تصورات غير قابلة للاثبات ماديا في شأن العقيدة وتحكيم العقل مما كان حريا بان ينسبهم إلى العقلانية تخاتلا.

الراوي:
- وقياسا كان المعتزلة اباء العقلنة التي لم تنفك ان باتت حركة كبرى تمثلت في الاصلاح الدينى الشمال غرب اوربى على الخصوص. وقد الهمت الاخيرة فلاسفة العقلانية المسيسة وقد جاء أهمهم إلى اوربا الغربية من الاندلس أو/وبفكر الاندلس من امثال سيبونوزا.

مشتاق:
-هل تكفى ملامح فئة المعتزلة كما وصفها وحللها حسين مروة لان تلحق المعتزلة بلوحة الأوليجاركيات الارستقراطية الصفووية كما عرفتها اعلاه؟

الراوي:
 الاهم هو هل خصم حلول تلك الارستقراطية الأوليجاركية على شرط حلول ارستقراطية عربية عباسية أو أوليجاركية عربية عباسية؟ وهل بات الاشاعرة من بعدهم ارستقراطية أوليجاركية - اي حزب رأس مال مالي بالضرورة اجنبي - ضيف - بالنتيجة على عهد المنصور والرشيد مثلا؟.

فزاريا:
- هل تعالق زهد المأمون ونشوء ارستقراطية أوليجاركية معتزلية؟ هل كان زهد المأمون في السلطة وانعزاله - لسبب ما - عن مزأولة شئون السلطة وراء نشوء أوليجاركية ارستقراطية معتزلية؟ ام العكس؟ ما هو السبب الذي يمكن ان يعزى إليه اعتكاف المأمون؟ ومن الذي كان يقوم على شئون الخلافة ان كان الخليفة معتزل في قصره؟ ولمصلحة من كان ذلك الاعتزال؟ هل كان ثمة من يقومون مقام الخليفة في الحكم وهو معتكف معتزل؟ وماهي صلاحيات واقصي حدود تصرف من كانوا يقومون على حكم الخلافة في بغداد والامصار والولايات؟

مشتاق:
- هل احكتر المعتزلة سلطة الخلافة وصولا إلى خلق شرط نشوئهم كطبقة في حد ذاتها A class - in - itself أو ربما طبقة من اجل ذاتها A class - for - itself؟ هل خصمت الاخيرة على نشوء مجتمع العباسيين المضيف نحو مجتمع طبقى بهذا الوصف؟ ولماذا لم تنشأ بكل ازدهار الخلافة وسعة فضاءاتها وثرواتها طبقة عربية وسيطة؟ من هم أولئك الذين كونوا طبقة وسيطة خفية؟ هل قيض نشوء تلك الطبقة شرط تحورها Mutation إلى ارستقراطية أوليجاركية كعهد أعراب الشتات على مر التاريخ غير المكتوب في المجتمعات المضيفة Host Societies مما يؤلف غالبا مصادرة على مطلوب نشوء ارستقراطية عربية؟ وهل كانت مصالح تلك الفئة وراء حركة خلق القرآن وغيرها من ممفصلات الكلام؟ وما هى مصلحة المعتزلة في تكريس فلسفتهم تلك؟ هل كانوا سفر تكوين كمال اتاتورك وعلمنة المسلمين خصما على روح الإسلام وقوته؟ الم تفشل حتى تجربة كمال اتاتورك تلك رغم كل ما بذل فيها من فكر وجهد ومال وتآمر؟

الراوي:
-الشيخ وكانه يردد قول المؤرخ الكبير حسين مروه

الشيخ:
- كان "الجالس على عرش السلطة الرسمية حينذاك قد احتضن مذهب المعتزلة إلى حد انه اصبح المذهب الرسمي لدولة الخلافة" (التركيز موجود في الاصل) ثلاثة عقود من الخلفاء العباسيين" كان ذلك من خلافة المأمون إلى بدئ خلافة المتوكل 232 هجرية أى 847 م. وبينهما خلافة كل من المعتصم والواثق.

غريب:
- انظر(ي) حسين مروه: 1979: النزعات الماديية في الفلسفة العربية الإسلامية: الجزء الأول: دار الفرابى بيروت ص: 853.

الراوي:
- كانت علاقة المأمون بالمعتزلة مما حير بعض المؤرخين والمفكرين. الا ان من توقف عندها كانوا قلائل منهم أستاذنا الجليل حسين مروه الذي قال بان "لا ينبغى اعتبار كل معارضة معارضة تقدمية بوجه الاطلاق ولا كل سلطة قائمة سلطة قمعية بوجه الاطلاق". ولعل مروه يفترض ان صراع المعتزلة ضد المأمون يعنى ان سلطة الاخير رجعية والعكس صحيح، قلعل الواقع يقول قد يشير الى ان سلطة المأمون كانت تقدمية وان معارضتها بالتإلى رجعيه. وقياسا راح مروه يتأمل العلاقة "التاريخية المتميزة التي اتفق حدوثها بين المعتزلة والسلطة العباسية في خلافة المأمون وقد استمرت خلال خلافتي المعتصم والواثق. ويحاول مروة تفسير ما قد يبدو معضلة فى تحليل تلك العلاقة بان تلك العلاقة كانت "مسألة بقيت حتى الان تدرس على اساس نظرة مثالية ذاتية دون ان يتوجه احد الباحثين لكشف ما يكمن وراءها من عوامل اقتصادية - اجتماعية في العصر العباسي الأول". وفى محأولته الكشف عما وراء تلك العلاقة يقر مروه بان الدراسات المعاصرة مثلا تقول""أن المأمون لانه مثقف ثقافة واسعة وعميقة وانه شغف بالبحث العلمي والادبي وعقله عقل فلسفي وحر التفكير كان الاعتزال اقرب المذاهب إلى نفسه من حيث انه اكثر المذاهب حرية واعتمادا على العقل" وقد قرب-اي المأمون - "المعتزلة منه واصبحوا ذوي نفوذ في القصر".

غريب:
- يعدد مروه اسماء المفكرين والكتاب الذين رددوا مثل ذلك القول كجرجي زيدان واحمد امين ومحمد على ابو ريان. انظر(ي) حسين مروه: 1979: النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية: الفارابى: بيروت ص: 853.

الراوي:
- يستطرد مروه وهو يبدو غير مقتنع بهذا التفسير قائلا: "اذا كان هذا هو تفسير هذه المسالة في عهد المأمون فما تفسير امتدادها بعده نحو ستة عشر عاما في خلافتى المعتصم والواثق وليس لواحد منهما شئ من مزايا المأمون وثقافته وحرية تفكيره؟" ويؤكد استاذنا الجليل حسين مروه ونحن معه ان "هذه المسألة تستحق دراسة وافية في ضوء المنهج المادى التاريخي وليس باستطاعتنا في هذا البحث اكثر من محاولة وضع اساس تمهيدي لهذه الدراسة مسترشدين ببعض المؤشرات الاقتصادية –الاجتماعية في عصر المأمون وبالقوانين العامة لدياليكتيك الحركة الاجتماعية". ومع اقرار مروة باهمية السياق الاقتصادي الاجتماعي الا انه لا يستدعي ذلك سياقا لتفسير علاقة المأمون المزعنة بالمعتزلة وبحركة خلق القران.

غريب:
- شرحه: ص: 854.

الراوي:
-الا ان حسين مروة يستدرك فيشير إلى تناقض وصفه للمأمون بانه صاحب مزايا عددها مروه وبين قول مروه ان المأمون كان ضعيف الشخصية. ولعل خاطر في هذا السياق قد يستحق الذكر وهو هل يمكن قياس المأمون بهذا الوصف وبعض المفكرين والمثقفين العرب والمسلمين من حيث رعاية المعتزلة لمشروع المأمون الفكري وهو سيد القوم ورعاية الشركات متعددة الجنسيات لمعظم المفكرين والمثقفين المعاصرين؟

غريب:
- في مجادلة مفهومي الارستقراطية العربية وأوليجاركية أعراب الشتات ربما كان واردا ألتساؤل طويلا عما حاق بجماعات السلطة العربية الإسلامية على عهدي الامويين والعباسيين من منظور تعالق الاخيرين ومثول سيطرة أعراب الشتات. هل تبقى تتويعات على العباسيين وتشكيلات السلطة غير المعلنة على الخصوص هى التي تتعين على انتاج سردية عربية اسلامية؟ ولماذ لا ينشغل معظم المفكرين العرب والمسلمين - الا ما خلا حسين مروة وقلائل اخر -بهذه السردية البديلة في سياق الاقتصاد السياسي لتلك الفترة؟

الشيخ:
- هل كان المتوكل والاشاعرة تنويع على نفس اللحن؟

مشتاق:
- كان وزراء ومستشارون ونصحاء مشبوهين - امثال يوسف بن نغزالة اليهودى وزير باديس وامثال الميمونى مستشار صلاح الدين من قبل وامثال ايتاح الخزرى والمملوك صالح بن وصيف مستشارى المتوكل قد تعينوا بدورهم باكرا على الوسوسة بالحاح على الخلفاء فلم ينفك الاخيرون ان اسلموا امرهم للأول.

الراوي:
- كان وزراء العباسيين ورجالات البلاط الارستقراطيين من اصحاب الاعمال والتجار العالميين امثال يحيى بن أكثم، وبشر المريسي وثمامة بن أشرس ومصعب الزبيرى واسحاق بن ابى اسرائيل وغيرهم قد تعينوا بدعوة من الخليفة المتوكل على المساهمة في "الادلجة المذهبية الجديدة" وقد راحت تحل مكان فكر المعتزلة. ان ظاهرة احاطة نمازج وعناصر مشبوهة باعضاء الدائرة الداخلية للسلطة بقيت ظاهرة متستر عليها أو/ولم يعنى كثيرون برصدها ومقارنتها فمقابلتها بما تستحق من الاهتمام من حيث انها عامل مؤثر بصورة كبيرة في مجريات امور وسياسة اعضاء الدائرة الداخلية للسلطة وبخاصة شخص الخليفة ورئيس الدولة - الخليفة السلطان الامبراطور رئيس الجمهورية الخ.

الشيخ:
- كان رجالات البلاط الارستقراطيين من اصحاب الاعمال والتجار العالميين امثال الفضل بن مروان وراشد المغربى وعبد الله بن يحى بن خاقان وغيرهم قد راحوا مثلا يخططون فيكرسون خطاب كان من شأنه تكريس دعامات استقرار امتيازاتهم وتسويغ مصالحهم خصما على كل من الخليفة والمحكومين.

الراوي:
ليس غريبا ان يكون لتلك الاقليات امتيازات فارقة حيث كانت تلك الامتيازات قد اوقفت عليهم على مر الزمان. فقد كانت للخيبريين مثلا امتيازات كالإعفاءات الضريبية أو/و الضرائب المنخفضة حيثما كانوا في الاقطار العربية الاسلامية. فان كانوا يترحلون بين ارجاء الخلافات الاسلامية فقد كان التاجر والدارس والرحال منهم الخ يعيش فى القرن الحادي عشر مثلا متنقلا ما بين مصر او بيزنطة او القدس فكان يحصل على تلك الامتيازات اينما حل. وكانت تلك الامتيازات بموجب "رسالة ضمان أو حماية من النبى (صلعم). ورغم ان تلك حالات لم تكن نادرة بل كانت شائعة الا انها بقيت غير مسجلة او غير متنبه عليها.

غريب:
. أنظر(ي ) Goitein، SD:1900:A Mediterranean Society، An Abridgment in one Volume::184P:

الراوي:
-من المفيد تذكر ان هؤلاء الافراد والجماعات كانوا يجمعون بين طلب العلم والتحارة وزعامة اتباع منهم واحتكار القانون التوراتي. ذلك ان معظم ان لم يكن كافة اعيانهم واحبارهم واسباطهم وقضاتهم وامراءهم كانوا تجار بامتياز. وقياسا فان لم يكونوا ليدفعوا ضرائبا بهذا الوصف فلعل أعمالهم التجارية الفائقة على حدود الدولة المضيفة الفت باكرا ما يمكن ان يولف باكرا سفر تكوين مفهوم فطير لما يسمى الشركات عابرة الحدود القومية.

مشتاق:
-و لعل ارباحهم المترحلة من مكان الى مكان عن تلك التجارة كانت حرية بدورها بان تؤلف ما يسمى اليوم مودعات ما هو خارج شواطئء الدولة المضيفة. ولعل ذلك يفسر ما يفعلون اليوم من الاحتماء بما يسمى الملاذات الضريبة عند شواطي Off shore tax havens الاوطان المضيفة للرساميل المالية في كل مكان. فهم اولا واخيرا اصحاب فكرة الملاذات الضريبية. وازعم ان تلك الظاهرة ما برحت ماثلة مما يلاحظه الناس في كل مكان. بل ان تلك الظاهرة باتت اليوم ماثلة بصورة اكثر وضوحا اكثر من اي وقت مضي.

الراوي:
 -وقياسا فقد كان قياصرة واباطرة الرومان من يوليوس قيصر على الاقل وكاليجولا لوقت ما واباطرة وقياصرة وملوك وملكات ورؤساء جمهوريات اوربا الشرقية والغربية بدورهم العوبة في يد أعراب الشتات منذ الامبراطور قسطنطين الأول على الافل. فقد كان يوسف بن ماتلياهو المعروف بيوسوفوس Josephos، Luke 37)- 100، (وقد اطلق على نفسه اسم تيوتوس فلافيوس Titus Flavius بعد ان غدى مواطنا رومانيا ومستشار الامبراطور قسطنطين الأول وثمة موسى الميمونى الاندلسي المصري - وقد رحل واسرته من الاندلس في القرن الثانى عشر إلى القاهرة - ليعمل في خدمة صلاح الدين وصار طبيه الخاص ومستشاره عشية الصليبية الثانية وقد حضه على اجتياح القدس بوصفها عاصمة اليهود. ولم ينفك ان اثر موسى الميمونى بعد صلاح الدين على الايوبيين فاغواهم بوضع نجمة داود السداسية على عملتهم في 568 هجرية على عهد الناصر صلاح الدين.

غريب:
- Josephos، Luke - Acts and Apologetic Historiography: Historiography and Self - Definition by Gregory E. Sterling Author(s) of Review: Rebecca Gray in The Jewish Quarterly Review، New Ser.، Vol. 86، No. 3/4 (Jan. - Apr.، 1996)، pp. 452 - 455 doi: 10.2307/1454923

مشتاق:
- ثمة اكبر صوفيي زمانه ومستشار البلاط الفرنسى ووميخائيل نوستراداميس 1563 - 1566 مستشار ملكة فرنسا الام كاثرين دى ماديتشى Catherine de' Medici 1519 1589 وابنها تشارلز التاسع - 1550 - 1547 - وغيرهم من اسباط بعض طوائف اليهود المتنصرة. ومنهم يوسف بن نغزالة اليهودى وزير باديس وقياسا ثمة لاوي شبتاى نبى طوائف الدونمة وزعيم ثورتها العالمية الذي اسلم تخاتلا فغدى عضوا في حكومة الخلافة العثمانية. وثمة إلى الآخرين فيرناندو - أو فيرنديناد - لوبيز مستشار الملكة اليزابيث الأولى وجريجورى بوتمكين مستشار امبراطورة روسيا القيصرية كاترينا الكبرى وديزرائيلى الذي تنصر وبات رئيس وزراء بريطانيا ومستشار الملكة فيكتوريا المفضل في القرن التاسع عشر وهو الذي حرضها على حرب القرم وشراء اسهم شركة قناة السويس.

غريب:
- ففى 25 نوفمبر 1875 تم بيع اسهم مصر في قناة السويس لبريطانيا لسداد الديون، وكانوا 176 الف سهم، وبيعت بـ 4 ملايين جنيه استرلينى اقترضهم رئيس وزراء بريطانيا دزرائيلى من صديقه روثتشايلد. (انظر(ي) محمد سيف الدولة: 8 سبتمبر 2012: قروض فديون فاحتلال الامة العربية.

الشيخ:
- كان قادة المعتزلة العظام امثال الكيندى وكان فيلسوف المعتزلة ينادون باقامة فضاء واضح بين الدين والسياسة وباسلام يصدر عن اعمال العقل ويتعين على اقامة مبادئ اسلامية انسانوية.

الراوي:
- وكان الفارابي وابن سينا يرون ان الإسلام لا يجد بطبعه حيفا في فصل الدين عن صناعة السلطة Statecraft بل العكس فقد كان غير ذلك اذ برأي معظمهم استثناء على قاعدة تشكلت بواقع امر اغلبية المجتمعات الإسلامية منذ عمر.

الشيخ:
- كانت جماعة موازية قد ظهرت على عهد المتوكل راحت تتعين على تسييس الإسلام أو/وتنادى بادلجة مذهبية جديدة تحت عباءة الخليفة المتوكل، وكيما يتيسر لجماعة ادلجة المذهبية فقد كان عليهم التعين على ادلجة مذهبية جديدة أو/وتسيسس الإسلام. وكان على تلك الجماعة ان تزين للخليفة وتسوغ للرعية ايضا تنويعة من استبداد السلطة المشخصنة في الخليقة بوصفه امير المؤمنين.

مشتاق:
- فكأن تلك الجماعات الغامضة تنويع باكر على الطوائف العاصية للبابوية والخارجة على سلطة العروش معا. ذلك ان تلك الجماعات الغامضة تحل ما يزوق كسلطة "علمانية" مكان سابقتها الدينية أو/والملكية المطلقة الا ان تلك السلطة المزوقة ما تنفك ان تعبر عن نفسها في سلطة شمولية مثلما مع سلطة كرومويل أول واخر الجمهوريين والملك تشارلز الثانى على التوالي. وكانت تلك الجماعات الغامضة قد اطلقت على نفسها صفة التنوير ازاء اصلاح Reformation الفاتيكان الدينى و/أو النهضة البابوية.

الراوي:
- كانت تنويعات تلك الجماعة المعتزلية تطلق على امير المؤمنين صفة أو اخرى تستدعى مهابة معنوية تتصل بقيادة تسترشد برعاية الله لحاملها من المتوكل إلى المأمون والمستنصر والمعتصم وغيرها وصولا إلى القاب ملوك الاندلس وقد اخترعت لكل منهم بليل صفة خارقة كالمتنصر ا-لمستعين المعتز المهتدى المعتضد المكتفى المقتدر الراضي الطائع القادم المستنصر بالله المستنجد بالله المستغنى بالله الناصر لدين الله المستنصر بالله الظاهر بامر الله المستنصر بالله المستعصم بالله كالمنتصر والمعصم والمستنصر والخ وهكذا كأننا بسبيل تنويع لا ملتبس على العناية الالهية. ولم تنفك شخصنة السلطة واحاطة الخليفة \ الملك \ السلطان بجلالة أو مهابة اخلاقية فارقة ان استقرت في مسام شرائح السلطة العباسية مثلما كانت قد عبرت عن نفسها باكرا في السلطة الاموية من حيث ترشيد اعادة التوزيع الفارق على الاكثر أو على الاقل ان لم يكن من حيث تقاسم السلطة والثروة وخلق شرط السلطة الوراثية. وقد تكرست تنويعة السلطة المشخصنة في نظائر لاحقة تباعا.

غريب:
- ثمة نظائر غربية على المستاسارين ن الخبراء والخلص امثال اأوليفر جولد سميث وبخاصة ميخائيل ملكين مستشار ريجان الذي تسبب في ازمة الاسهم القمامية في منتصف ثمانينات القرن العشرين ومادلين أولبرايت وزيرة خارجية بيل كلينتون التي جأرت ان موت نصف مليون طفل عراقى ثمن يستحق دفعه من اجل تحرير العراق وان "تدمير العقول العراقية اهم من ضرب القنابل الذرية" إلى اليسيتير كامبيل Alistair Campbel مستشار تونى بلير وبيتر مانديلسون بطلى كل من ملف اسلحة الدمار الشامل خصما على اجندة جون سميث.

مشتاق:
- وقياسا كان الفضل بن مروان وراشد المغربى وعبد الله بن يحى بن خاقان قادوا في القرن التاسع ثورة مضادة على المعتزلة وعلى فلسفة وفكر الاخيرين. الا اننا لا نسمع كثيرا أو قليلا عن الفضل بن مروان مثلما نسمع عن ائمة المعتزلة.

فزاريا:
-فمن الذي كتب سردية العباسيين؟ ومن الذي وصف المأمون وسجل سيرته؟ هل كانت مجاميع متغايرة؟ ولمصلحة من أو ماذا؟

مشتاق:
- كان هناك في ذلك المناخ عصاة وعصاة وقد انتشرت الحركات الشعبية الغامضة في الخلافات الإسلامية والكنيسة الغربية. كان من بعض غايات مشروع بعض أعراب الشتات يهودة الإسلام أو اختراق الإسلام بالاسرائيليات مما كان يثابر على شرحه الكاتب المصرى الكبير احمد بهاد الدين في مجلة روزا اليوسف في السبعينات. ومع ذلك تبقى ماهية مثل ذلك المشروع متساررة ومن ثم غير قابلة لنطق باسمها. بل وتحرم ماهية ذلك المشروع اى بديل لمفرداتها ناهيك عن تعريف تلك البدائل. وقد اتصل المتكلمون والخوارج والمعتزلة وتنويعاتهم ونظائرهم من اهل الكلام الذين اعتمدوا على ما يسمى بالعقليات في تقرير العقيدة كالكلابية والاشاعرة والاباضية الأوائل والماتريدية والجهمية بكل من تزويق الكلام ورفض المجادلة.

فزاريا:
-و مع ذلك يتد البعض انهم سادة الديمقراطية.

الراوي:
- هل حاول الجهميون والاشاعرة والمتكلمون اختراق الإسلام؟ كان بعض أعراب الشتات يتولون امر بعض زعماء وحكام المسلمين بالالحاح عليهم واستمالتهم وبالتقرب إلى شرائح السلطة حتى استمالوا من الاخيرين من استمالوا. وكان مشروع أعراب الشتات عازم على اختراق الإسلام بغاية تهويده مثلما كانوا قد تعينوا على يهودة المسيحية عشية صلب المسيح وصولا الى رسالة بولص الرسول واحباط تنصير الامبراطورية الرومانية.

مشتاق:
- لعل بعض ما جاء من خلق القرآن كما فى اختراق الكاثوليك الغربية بصورة معلنة في القرن السادس عشر بخروج الطوائف المسيحية عن البابوية وعصيان معظمها للكنيسة الكاثوليكية الغربية لعل فى ذلك تنويع على الخوارج والمعتزلة. ذلك ان نظائرهم لم ينفكوا ان راحوا يتربصون الدوائر بالكاثوليكية الغربية والانجيلية غير الافانجلية ممثلة في تنويعتها الانجلو امريكية المغالية. فقد فعل اعراب الشتات المثل مع شرائح سلطة أهم المدن الدول الايطالية وجمهورياتها مثل البندقية ونابولى - بعد سقوط الامبراطورية الرومانية. وقد قيض ذلك لهم اختراق الكاثوليكية الغربية مجددا بصورة معلنة في القرن السادس عشر بخروج الطوائف المسيحية الغربية عن وعصيان معظمها للكنيسة الكاثوليكية الغربية. وما تبرح التنويعة الانجيلية وقد تحورت إلى طائفة افانجلية انجلو امريكية تناصب الكاثوليكية الغربية والانجيلية غير الافانجلية العداء وتثابر عقلانيا على محاولة تفيتتها وتقسيمها مجددا بين طوائف متنافرة كما يلاحظ الناس في مشروع تنصيب المثليين من رجال ونساء الدين في قيادة الكنيسة وغير ذلك.

 الراوي:
.كانت مناصبة أعراب الشتات للكاثوليكية الغربية العداء جراء تعين على الاهتمام بهموم المفقرين والفقر وان بقي ذلك فارقا- لان الكاثوليكية الغربية لم تكن تتقبل التعامل بالربا. ورغم ان الامبراطورية الرومانية كانت على اواخر ايامها قد أوشكت على الإفلاس رغم ثراء البابوات والكرادلة ورجال الدين وصولاً إلى انهيارها المدوي الا ان الكاثوليكية الغربية كانت تعنى بالفقراء وتقيم مؤسسات البر والإحسان. وكانت تجأر-حتى لو تكاذبا فى بعض الاحيان-بأن أسهل على الجمل الولوج من سم الخياط من دخول الغني الجنة. فمحض ان تتحدث الكاثوليكية عن الفقر والفقراء ان هو تجديف بحق البروتستانتية –الرأسمالية –الصهيونية. وحيث لا تقف الكاثوليكية الغربية بهذا الوصف معادية للشعوب فانها بذلك تغدو معادية للرأسمالية بتنويعاتها-بالصهيونية العالمية خاصة. ويؤادف هذا العداء في عين الصهاينة مكافئا للخيانة العظمى. خيانة المشروع الصهيوني بوصفه مشروع اقتصادي يتلفع بعباءة العقيدة اى عقيدة. ذلك ان ثمة تنويعات صهيونية تنتظم كل من يستدعي المضشروع الصهيوني تحت او وراء عباءة العقيدة من اليهودية والمسيحية والاسلام والبوذية والكونفيوشية وحتى الاحيائية. وقياسا تتماهي الرأسمالية المالية مع الصهيونية بل وتغدو الاثنان مرادفتان لبعضهما البعض.

مشتاق:
-يتضح ذلك بمقارنة البروتستانتية التي بادر بها أعراب الشتات في أوربا الشمال غريبة خاصة والإرهاصات الاولي لما بات اليوم بعر عن نفسه فى الصهيونية العالمية .

الراوي:
- تتناقض مصالح واوليات كل تنويعة من الرسمايل الرأسمالية وانماط الانتاج واعادة الانتاج "الرأسمالى" بتنويعاته الفجة او-من الرأسمالية ما قبل وما بعد الصناعية "القومية" الشرقوية الميثولوجية. فمن اولويات الرأسمالية المالية خاصة حرية التجارة وحركة المال وحركة السلع ومنع وحرية حركة البشر كيفما يتفق ومصالح سوق العمل الى رفع الحواجز الجمركية أو-و إلغاءها انتقائيا الخ. وقد تتفاوت تلك الاولويات من المجتمع لاخر الا ان ذلك لا ينبغى ان يمس الثوابت. ولا تشجع الرأسمالية تكاثر السكان وتعمل على "ضبطه" بالكوارث والحروب والاوبئة حسب الطلب او بتحديد النسل أو بما يسمى مرة تنظيم الأسرة ومرة الصحة الإنتاجية للمرأة وحق الإجهاض الى احلال المرأة مكان الرجل وخصما على الطفل. ويتناقض ويتعارض كل بعد من ابعاد التوليفة اعلاه داخل مضامين ومعلنات ما يسمى العولمة-الكوننة فيما بينها. سوى ان العولمة الكوننة ما تنفك تجأر بريادة " تقدم" العالم والبشرية فى الوقت الذى تتصادم فيه تلك الاولويات بحيث لا تجد العولمة الكوننة سبيلا لتحقيق مصالح الاقوى بوصف انه "تقدما" بسوى القوة العارية، واذ تحسم تناقضات العولمة -الكوننة لحساب الاقوى تختلط حدود التقدم والبربرية. بل انه من طبع التقدم بالمفهوم الرأسمالى المالي-الصهيوني العالمي ان نشارف حدود التقدم والبربرية مما تتعالق معه مصالح جبهة النصرة والمراكمة الرأسمالية المالية-الصهيونية العالمية.

مشتاق:
-لا تعدو امريكا وحتى الكيان الصهيوني ان تكون محض اداة من ادواة مراكمة رأس المال المالي-مشروع الصهيونية العالمية الموضوعي. فان كانت الصهيونية مشروع اقتصادي يتلفع بعباءة العقيدة تبقى العقيدة محض اداة بدورها مثلما يبقى الاسلام لبعض الحركات الاسلاموية. وقياسا فان رأس المال المالي الذي يراكم بيع المال كسلعة اكثر من اي شئ اخر الا ما خلا بعد سلعي عليه ان يعيد انتاج المجتمع في مرحلة اكثر تدن فى كل مرة وصولا الى انهيار المجتمع او سقوطه ان كان يشارف مفهوم الامبراطورية.

غريب:
-ذلك ان البعد المالى الشرس لنمط الانتاج او الاحري اللا انتاج البدوى- الصهيونى-قياس لى نمط الانتاج السفعي-لا يعيد أنتاج نفسه مجددا بعمليات:انتاج- توزيع-تبادل-استهلاك–اعادة انتاج: أى الانتاج عائدا الى نفسه مجددا the infinite concept of production being= production-distribution-exchange- consumption- production going back to itself anew..

الراوي
-ان كان راس المال الصناعى السلعي يراكم بكل من فائض العمل الحى-و بالربح على السلع والخدمات-التى ينتجها العمل الحى فيعود العمل الحي يستهلكها جزئيا في افضل الشروط فان نمط الانتاج-اللا انتاج البدوى الصهيوني حرى بان يتجاوز عمليات الانتاج واعادة الانتاج. ذلك ان الماركمة فى نمط الانتاج –اللا انتاج المذكور من طبعها ان تكون مالية وليست سليعة وقياسا تغدو فائقة على ومتجاوزة للعمل الحى والمجتمع وصولا الى ما يلاحظه الناس فى كل مكان ابان الازمة المالية الراهنة منذ صيف 2007 تسترا و2008 علنا حتى 2013 وتباعا، فرأس المال المالى يقف خارج المجتمع وقياسا. فكل من التوزيع والتبادل والاستهلاك -حيث لا يوظف الاخير عمالة صناعية من شأتها ان تبادل رأس المال المذكور عملا حيا باجور تقيض لراس المال فائض عمل مرة وللعمال استهلاك السلع التى ينتجونها وصولا الى ربح على السلع المصنعة بالعمل الحى –كل من التوزي والتبادل والاستهلاك لا يدخل اي منها فى حسابات الربح والمراكمة الرأسمالية المالية.

مشتاق:
-ازعم ان كافة الامبراطوريات كانت قد قامت وسقطت جراء حركة رأس المال المالي بهذا الوصف. ان كنا قد لقنا –حسب النظريات الليبرالية- اسطورة ان الامبراطوريات تقوم وتسقط بمغبة نفاذ السلع الاستراتيجية التى تمأسست عليها. فرأس المال ذاك كان حريا بان يخلف روما خالية الوفاض رغم انها كانت قد اسحوذلت على ونهب كنوز وثروات وحضارة قرطاج. وقياسا قامت الامبراطورية الرومانية وسقطت جراء توفر سلعة استراتيجية أو اخرى كالخشب ونفاذه وان العصر البرونزي قام قبلها وسقط علي توفر ونفاذ البرونز ولم يقل لنا احد لماذا سقط العصر الحجري؟

الراوي:
-يقول الماركسيولوجيون ان المجتمعات تقوم وتسقط جراء نشوء نمط انتاج قد يكون اعلا اي اكثر تقدما على سابقه او من النمط الذي سبقه. فقد سقطت الامبراطورية الرومانية جراء نهاية النمط العبودي وحلول النمط الاقطاعي. وكأن النمط الاقطاعي كان اكثر تطورا بما لا يقاس من النمط العبودي. ذلك انه ان كان العبد قد ربط بسيده فقد ربط القن بارض صاحب الارض. وبامعان النظر تدرك ان حركة رأس المال الذى كان نشطا في روما لم يلبث ان رحل مع الفيزيقوط الى البندقية ثم الى شبه جزيرة ايبيريا وجيزا الا انه لم يجد البيئة المواتية نظرا لشراسة الفيزيقوط الايبرييين. لم ينفك رأس المال المالي ان رحل خفيفيا كعادته الى اوربا الشمال غربية وجيزا ثم الى الخلافات الاسلامية المشرقية الاموية والعباسية. الا انه لم يلبث ان رحل الى البتدقية مرة اخرى والى بعض المدن الدول الايطالية الاخري.

الشيخ:
- لعل تأمل كيمياء ذلك التطرف وصولا إلى نقاط التماس بين تلك الجماعات الغامضة ييسر تبيان مدى تشارك تلك الجماعات الغامضة ونظائرهم الاموية والعباسية نقاطا بعينها. فثمة نقاط مشتركة بين الامويين والعباسيين بدرجات المقياس حيث كان الامويون قدريون من حيث ان الله تعالى اختارهم لامارة المؤمنين فقالوا بالجبر وبان اعمالهم مقدرة من عند الله تعالى وانهم يحكمون بارادة الهية اختارتهم.

مشتاق
-تكرر بعض جماعات الاسلام السياسي خطابا مشابها يحفل بالمجاز احيانا وبالوعيد غالبا.

فزاربا:
 هل كان يوحنا الدمشقى سفر تكوين المجاز الخوارجي فالمعتزلي؟

الراوي:
- لعل المجاز يعود إلى يوحنا الدمشقي المتوفي ما بين 130 إلى 133 هـ تقريبا - 754 م وكان يوحنا الدمشقي كاهن عاصر وعاش بين ظهراني حاشية البلاط الاموي بدمشق واتقن العربية والسريانية واليونانية مما اتصل بالمصادر المسيحية. ويعتبره البعض قديسا ومن اباء علم الابائيات الباترولوجي أو الابوية المسيحية.

غريب:
-من مؤلفاته ينبوع المعرفة ويضم 3 اجزاء بمقدمة فلسفية وتحديات وتعريفات اللاهوت في الاقنوم والطبيعة ورحلات لاهوتية الخ وكان الكتاب باليونانية رغم ان الدمشقي كان يجيد العربية وذلك لانه كان يطعن في الإسلام وهو ربيب خلافة اسلامية. ولعل مقدمة المؤلف المذكور التاريخية وتسمي الدرس الكريستلوجي اى المسيحي وتعنى بالهرطقات المائة من اهم ما يثير الجدل حول دور يوحنا الدمشقي فيما اتصل من الشقاق حول القرآن من بعد. وكان يوحنا الدمشقي"قد عمد إلى نص قديم لإبيفانيوس (بعد 403 م) عنوانه باناريون وهو نص تاريخي مفقود مشهور في علم التاريخ الكنسي المسيحي، ومعنى باناريون علبة الأدوية، رد فيه على ثمانين هرطقة وبدعة، وحين نقله يوحنا الدمشقي في مقدمة الهرطقات زاد عليه عشرين هرطقة"

غريب:
- يقول عمرو بسيوني ان" المائة هرطقة يشتمل نقدا توهميا للإسلام في صورة مناظرة بين مسيحي ومسلم، ثم اتبعه بنقد أربع سور من القرآن، ثم أتبعه بتسعة نقاشات صغيرة بين مسلم ومسيحي مفترضين حول موضوعات مختلفة منها حرية الاختيار والعدل الإلهي وخلق الخير والشر ومشكلة القدر التي كانت زائعة في هذا العصر ومنها ما كان إلى ذلك حول طبيعة المسيح والكلمة والروح.

الراوي:
- تقف المقدمة التاريخية وتسمى في الدرس الكريستولوجي بمقدمة حول ما اسماه الدمشقى مقدمة الهرطقات المائة كاهم ما يمكن ان يهم الباحث في شأن ظاهرة المجاز. وكانت الهرطقات المائة تشير إلى وتتنأول الإسلام لا اكثر ولا اقل. وقد تعين الدمشقى على تزويق Euphemised الاشارة إلى المسلمين بالإسماعيليين أو المهاجريين أو الساريين نسبة لسارة وهاجر، خوفا من الملاحقة ربما. وقد ألف كتاب الهرطقات المائة باليونانية ـ رغم اجادته العربية وحياته بدمشق لانه كان على يقين من انه كان حريا بان يحارب ان طعن في الإسلام"..و ليس وعروفا الى اي مدى كان طعن يوحنا الدمشقى فى الاسلام جراء المجاز الكثيف الا ان كان واضحا انه لم يكن مرتاحا له ولعله كان يتمناه عقيدة نصرانية.

الشيخ:
- كان بعضهم قد تعين على محاولة تهويد الإسلام من حيث تفسير علاقة الميثاق الذي أخذه الله تَبَارَكَ وَتعالى عَلَى بني آدم بالفطرة، فالله سُبْحَانَهُ وَتعالى أخذ الميثاق عَلَى بني آدم حينما استخرج ذرية آدم عَلَيْهِ السَّلام من صلبه وأشهدهم عَلَى أنفسهم واستنطقهم. فقد قال المفسرون في تفسير الآية وفي قول النبي صلَّعم َ: وان عيسى عبد الله ورسوله وكلمته القاها إلى مريم وروح منه. وقالوا ان عيسى روح من الارواح التي خلقها الله واستنطقها. كما صرح بذلك كعب الاحبار وغيره. وقال المعتزلة "بخلق القرآن وأنه حادث ومخلوق وليس قديم والذين لا يقولون بخلق القرآن يضاهون قول النصارى بأن عيسى إله.

الراوي:
-لا يقول أهل السنة إجمالا أن كلام الله قديم وبعضهم يقول لا قديم ولا حديث ويسمون (الواقفة)". وقد اثارت حركة المتكلمين من المعتزلة فتنة بقى سعارها يشتد على مر السنين حول ما اذا كان القرآن مخلوق ام منزل فيما انتشرت الفوضى تحت شعار عزل الخليفة والامر بالمعروف والتكفير. وكان المتكلمون والمعتزلة يستدعون - افتراضا - فكرا مستنيرا يرفض حرفية النص والنقل المحافظ في تنويع على حركات المنشقين على الكاثوليكية الغربية من بعدهم. ومن الاخيرين من يسمى التنويريون. وكان التنوير قد تمأسس فوق خطاب واجندة تشارف تزويق الواقع أو/و المجاز.

فزاريا:
-ما هو مجاز المعتزلة المسكوت عنه وما تعالقه بالعقلانية القاحلة؟

الراوي:
-اتعين على محاولة تعريف العقلانية القاحلة كمسئولية رجل عانى على الزمان منها اكثر من غيره؟ وازعم ان مشروعا يتحايل على ذكر الحقيقة كونها غير قابلة للافصاح عنها يكرس مراوغة الحقيقية ويتعين على اعادة ترتيب الاحداث واعادة انتاج نفسه تكاذبا كما فى كل مرة حسب الطلب مثله مثل مشروع المتكلمين مثله ومشروع المحافظين الجدد والاصحاح القديم، واجادل ان كلهم كمثل الدستور المؤقت أو/وغير المكتوب يتعين على ترك فضاء للمراوغة فعلى اعادة ترتيب الاحداث واعادة انتاج نفسه كما فى كل مرة. وتغدو مفردات ذلك المشروع تعبير عن منهج بحثى متخاتل والاحرى لا منهج بامتياز. فمفردات مثل ذلك المشروع هى منهجه بالنتيجة. ذلك ان استخدام تعريفات بعينها دون غيرها لا يوفر سوى المفهومات التي تستدعى التكاذب في التعبير عن الواقع.

الراوي:
- الشيخ وقد الح عليه ذلك الخاطر ما يبرح.

الشيخ:
- يقول المتكلمون في المجاز ان "كل اسم هو اما شائع أو غريب أو مجاز او حيلة أو مختلق أو مطول أو موجز أو معدل" ويكررون ان "المجاز نقل اسم يدل على شئ إلى شئ اخر والنقل يتم اما من جنس إلى نوع أو من نوع إلى جنس Genre ومن نوع إلى نوع. أو بحسب التمثيل. .. وما مثاله هنا توقفت سفينتى لان الارساء ضرب من التوقف. ." وازعم ان تحورات المجاز بهذا الوصف بمعنى التحور في تحور المعنى الحقيقي للكلمة بات اوسع شيوعا اليوم.

مشتاق:
- ذلك ان المجاز في المجازو تزويق الكلام يعبر اليوم عن نفسه في مفهوم أو لا مفهوم العلاقات العامة وتدوير الكلام وفى صناعة الكلام كما يقول الفارابي أو نسج الكلام SPIN وغير ذلك مما يشارف عادة سقط القول الذي قد يعلو اما باجنحة من الترديد بالالحاح على الذهن والخاطر أو/و بالترويع والوعيد.

الراوي:
- في الإشارة إلى نفي الدلالات المادية الظاهرة عن بعض الآيات القرآنية، يشير حسين مروه في الجزء الأول من كتابه "النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية" بالقول: "حرّفوا الألفاظ ذات المدلول المادّيّ عن معانيها اللغوية المباشرة إلى معاني مجازية وإلى دلالات رمزية، فاليد هي القدرة، والاستواء على العرش هو السمو والمهابة، والأعين هي الرعاية والإرادة.."

مشتاق:
- يقول الفارابى في مروه في تعريف علم الكلام بانه "صناعة الكلام "و ان "صناعة الكلام" ملكة يعتد بها الانسان على نصرة الاقوال والافعال المحدودة التي صرح بها واضع الملة وتزييف كل ما خالفها بالاقاويل".

غريب:
- حسين مروه: شرحه: 842.

مشتاق:
- الا يذكرك تحريف الالفاظ ذات المدلول المادي عن معانيها اللغوية المباشرة بغزل الكلام Spin أو العلاقات العامة. وأذا لم يكن ذلك غزلا للكلام أو علاقات عامة ماذا يكون اذن؟ If that is not spin what is? ولعل المتكلمون اقدر من وظف تدوير الكلام والتزويق والمجاز Circumlocution والكناية. فقد اتصل الكلام بالمجاز والتزويق. ويستخدم المتكلمون ونظائرهم المجاز وما اسميه أحيانا تزويق الكلام حتى يقول الكلام ما لا يعنى أو لا يقول شيئا فلا يصل الكلام إلى معنى محدد أو مفهوم بل يرفض التعريف ناهيك عن المجادلة.

غريب:
- كان المتكلمون والخوارج الخزر منهم على الخصوص قد تعينوا على استقطاب مفهوم للدمقرطة أو الديمقراطية الافتراضية على خطابهم المسييس – بوصف انهم اخذوا عن التوراة - تكفير العوام الغويم الاممين –الكفرة فكل من لم يؤمن بهيوا أى كل من عداهم هم. ذلك انهم كانوا يدعون ضمنا أو علنا ما يشارف الليبرالية الجديدة ويدعون حرية الرأى فيما كانوا يمنعون على من سواهم المثل في تنويع على الديمقراطية ما بعد الليبرالية والاحرى الدمقرطة على ما يبدو من حركات السنة المحافظة معا.

الراوي
-لعل كافة الحركات الإسلامية والمسيحية الغربية المنشقة بالوصف اعلاه وتباعا أو معظمها يتعالق على الاقل عند أصل واحد. وقد يكون من المفيد ان يتفكر من لا يجرؤ على امعان النظر في هذه الفرضية القابلة للاثبات اذا ما قيض الزمن لمزيد من البحث. واجادل ان جماعات بعيتها تعينت على استباق حركات موضوعية تاريخية الهمها وعي حقيقي وكانت شروطها الموضوعية والذاتية قد نضجت. واجادل أن بعض تلك الحركات كان حريا بان يؤلف بداية كتابة الشعوب لتاريخها قياسا على دمقرطة العالم العربى والإسلامى تحسبا لانفجار الحركات الشعبية التاريخية الموضوعية. فكلما احتقنت الجماهير بالاحتجاج على ومعارضة الانظمة القائمة والسخط على حلفاء تلك الانظمة الخارجيين كلما انبرى الاخيرون لإحباط تلك الحركات أو/واختراقها.

الشيخ:
- كان حال المجتمع العربى ابان عصر المأمون الاسراتى مثلا حريا ولعله بقى مدعاة لدهشة كل من يتأمل جملة تاريخ تلك الفترة. ذلك ان مثول تناقض ازدهار ذلك العصر الادبى والفكرى ورفعه وعظمة وابداع خلفائه مثل المأمون وتردى الاوضاع الامنية والاقتصادية والاجتماعية في وقت واحد حرى بان يستدعى تنويعات باكرة ومحدثة. وليس غريبا فقد كانت الامبراطورية الرومانية في اوج سلطتها وازدهارها حين كان الرومان على عهد الجمهورية الاسراتية - من يوليوس قيصر إلى نيرو يمثلون ازهى عهود روما مرة. ومرة اخرى كان الاجانب من العبيد مثلا يجتربون اسوأ ما مر بهم ابان تلك الازمات الدورية.

 

هوامش:
(1) منها:
Does the Casino Capitalism perform God’s work in collusion with the The Neo - Mu’tazilites & Neo - liberals? the political Economy of the Genesis of the Greater Middle East:

محاولة في قراءة التاريخ الرسمي بصورة مختلفة وقاموس الاستحواذ.  يقرأ كقاموس للاستحواذ اللامتناه:

الخوارج السياسيون الجدد والليبراليون الجدد: غواريو الثورة المضادة وتنويعات االيسوعوقراط وحزب البندقية:

Neo Political Kharijites & Neo - liberals: Variations of Counter - Revolution

قراءة التاريخ الرسمي بصور مختلفة وقاموس الاستحواذ.

أو الخوارج والخوارج الجدد وإعادة إنتاج المخاتلة الفكرية والتنظيمية: الاقتصاد السياسي للعقلانية القاحلة وسفر تكوين مشروع الشرق الأوسط الكبير: قراءة التاريخ الرسمي بصور مختلفة وقاموس الاستحواذ.

Counter Revolutionary Neo - Mu’tazilites:Post Enlightenment Sterile Rationalism: the political Economy of the Genesis of the Greater Middle East: يقرأ كقاموس:

(2) Michael BaigentRichard Leidgh & Henry Lincoln:1996:The Holy Blood and the Holy Grail.

(3) ثم اقترحنا فيما بيننا الناشرون وانا العناوين التالية للمادة فى شكلها كسردية:

االمسكوت عنه طويلا

من الصمت ما قتل

سردية بديلة: :مختصرتاريخ كل شئ تقريبا

- محاورة الصفيح

 الراوي الحكيم في سكون الليل

سجال في صحراء قاحلة

(4) Dan Brown:2005:The Da Vinci Code:Gorgi Books