نواصل في هذا الباب الاحتفاء بالشعرية التونسية وبمنجزها النصي، هنا قصيدة أبياتها كنبت بنسق شذري تتامل عالما أضحى غريبا ودائم التحول، لذلك ترصد حروف القصيدة حراكها الخاص، هي التي اختارت الانتصار الى قيم التغيير والثورة وتنهض من تربة أطلقت أولى شرارة التحول، وفي ذلك "بيت القصيد" لقصيدة اختار شاعرها البوح عن مكنوناته بعيدا عن الألم..

بيتُ القصيد

منــير كريســتو

 (أخْتَزِنُ القَصِيدَةَ بِدَاخِلِي وَأَبُوحُ بِبَيْتِ القَصِيدِ)

 

مَا خَفِيَ مِنَ الكَلاَمِ

أَلَمٌ .

ــــ

بِكُلِّ النُقْصَانِ الذِي بِي

أتُوقُ إِلَى الكَمَالِ.

ــــ

نِصْفُ الحَقِيقَةِ

وَهْمٌ.

ــــ

رَاقِبْ ذِكْرَيَاتِكَ

فَالزَمَنُ يَتَرَبَّصُ بِهَا

ــــ

ارْتَطَمَتْ أحْلاَمِي

بِصُخُورِ السَمَاءِ.

ــــ

مَوْسُوعَةُ الأَلْوَانِ

مِنْ تَأْلِيفِ الرَّبِيعِ.

ــــ

بَيْنَ الصَحْرَاءِ وَاللَّوْنِ

خُطُوَاتٌ مِنْ مَطَرٍ

ــــ

 الفَجْرُ صِرَاعٌ

مِنْ أَجْلِ النُورِ

ــــ

نَحْتَاجُ إلى كَثِيرٍ مِنَ المُرُوءَةِ

لِصُنْعِ الرِّجَالِ

ــــ

عِنْدَمَا تَلْتَقِي الأَضْدَادُ

تَكُونِينَ أَنْتِ

ــــ

نَحْتَاجُ دَوْمًا إلى جِسْرٍ

نَعْبُرُ بِهِ

إلى الضِّفَةِ الأُخْرَى

ــــ

اصْدَحْ بِالبُكَاءِ

قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ مُحَرَّمًا

ــــ

مُنْذُ زَمَنٍ طَوِيلٍ

وَنَحْنُ نَحْتَالُ عَلَى المَوْتِ

تَنْتَهِي الحِيَلُ

وَيْبقَى المَوْتُ

ــــ

الأَشْجَارُ كَائِنَاتٌ

تَتُوقُ إلى  السَّمَاءِ

ــــ

الجُنُونُ حُرِّيَةٌ

لاَ إِرَادِيَّةٌ

ــــ

هَذِهِ اللَّيْلَةُ

حَضَرَ القَمَرُ

وَغَابَ العُشّاق

ـــــ

 عَلَى سَطْحِ القَمَرِ

نَبَتَتْ زَهْرَةٌ

سُمِّيَتْ زَهْرَةُ العُشَّاقِ

ــــ

الأَرْضُ..

إِقَامَةٌ جَبْرِيَّةٌ

ــــ

حَرِّضْ نَفْسَكَ

عَلَى الحَيَاةِ

ـــــ  

اخْتَلَفَ الجَنَاحَانِ

فَكَانَ السُقُوطُ

ــــ   

كُلُّ وَلِيدٍ

هُوَ مَشْرُوعُ حُلْمٍ

ــــــ  

حِينَمَا يُعَانِقُكَ

الحُبُّ فَلاَ تُكَابِرْ

ــــــــ

أَنَا البِدَايَةُ..

أَنَا الحَدُّ.

ــــ  

الدِّيكُ..

هو المَثَلُ الأَعْلَى

لِلرَّجُلِ الشَرْقِيِّ

ـــــ

كُلُّ دَائِرَةٍ تَحِنُّ

إلى فَكِّ الارْتِبَاطِ

إنّهُ حَنِينٌ إلى الحُرِّيَةِ

ــــ    

أنَا الذِي ضَلَّ الطَرِيقَ 

فَعَادَ إِلَى السَّمَاءِ.

ــــ  

ضَعْ سُلّمًا وَاصْعَدْ إلى القَمَرِ

وَكُنْ وَاثِقًا أَنَّكَ سَتَصِلُ...

ــــ

العَصَافِيرُ تَرْحَلُ دَائِمًا

إلى المَجْهُولِ

ــــ

نَحْنُ دَائِمًا بِحَاجَةٍ

إلى سَرَابٍ .

ــــ

تُعَلِّمُ الشَجَرَةُ ثِمَارَهَ

الإغْرَاءَ

ــــ

صَمْتُنَا مَوْرُوثٌ

مِنْ زَمَنِ الهَزَائِمِ

ــــ

إنَّهُ قَوسُ قُزَحٍ

بِلَوْنِهِ الرَّمَادِيِّ

ــــ

لَقَدْ تَمَرَّدَتْ الأَحْلاَمُ

عَلَى النَوْمِ  

ــــ

لاَ تَسْتَهِنْ بِعُودِ الثِقَابِ

إنّهُ يَصْنَعُ الثَّورَات . 

ــــ

أَحْلُمُ بِجَنَاحَيْنِ

وَسَمَاءٍ ...

ــــ

إِرْهَابِيٌّ يَدْعُونِي إِلَى دِينِهِ

وَقَدْ قَتَلَ الطَبِيبَ الذِي أَهْدَانِي الحَيَاة

والمُعَلِّمَ الذِي عَلََّمَنِي الصَّلاة

والعالِمَ الذِي  نَزَعَ عَن عَيْنِي الظَلاَم

والشَاعِرَ الذِي عَلَّمَنِي الحُبَّ والكَلاَم  

دَعْوَتُكَ مَرْفُوضَةٌ يَا هَذَا

 يَا عَدُوَّ الدِينِ و الحَيَاة. 

ــــ

انْتَفِضْ لِلحَيَاةِ

وَمَارِسْ طُقُوسَ الحُرِّيَةِ .

ــــ

فِي غَفْلَةٍ مِنَ الحُزْنِ

مَارَسْتُ شَهْوَةَ الحَيَاةِ .

ــــ

رِحْلَةُ الوًعْيِ

رِحْلَةٌ مُضْنِيَةٌ. 

ــــ

خُلِقَت الأَصَابِعُ

لِتَعْزِفَ لَحْنَ الحَيَاةِ 

ــــ

العَوَاطِفُ عَوَاصِف

فَاحْتَفِظْ بِأَلِفِ التَوَازُنِ .

ــــ

أَتُوقُ لِفَوْضَى

الفَرَاشَاتِ

ــــ

رَصَاصَاتُ الفِتْنَةِ

تَقْتُلُ مَنْ أَطْلَقَهَا.

ــــ

الإلَهُ وَاحِدٌ

ولَكِنَّنَا لاَ نُتْقِنُ الحِسَابَ .

ــــ

سَأَعْتَزِلُ الحَيَاةَ

فَلُغَتِي..

لاَ يَفْقَهُهَا إِلاَّ العُشَّاق .

ــــ

اللَوْحَةُ الجَمِيلَةُ ..

لاَ تُرْسَمُ بِلَوْنٍ وَاحِدٍ .

ــــ

أَصْدَرَ مُفْتِي الدِّيَارِ

فَتْوَةً تُحَرِّمُ زَقْزَقَةَ العَصَافِيرِ،

فَصَمَتَتْ واكْتَأَبَتْ وَمَاتَتْ،

فَعُقْبَى لَكُمْ يَا أَهْلَ الدِيَارِ.

ــــ

الجَائِعُ ..

لاَ يَسْأَلُ عَنْ نَوْعِ الطَعَامِ.

ــــ

تَنْتَهِي رِحْلَةُ الطَيْرِ

عِنْدَ شَجَرَةٍ

ــــ

عِنْدَ مُنْتَصَفِ الكَلاَمِ

صَمْتٌ

يُحَدِّدُ شَكْلَ النِهَايَاتِ.

ــــ

الشِعْرُ ..

فَوْضَى خَلاَّقَةٌ .

ــــ

اسْتِجَابَةً لِثَوْرَةِ الشُعُوبِ العَرَبِيَّةِ

أعْلَنَتْ حُرُوفُ المُعْجَمِ العَرَبِي

تَنْظِيمَ مَسِيرَة

تُطَالِبُ فِيهَا بِالحُرِّيَة .

ــــ

وَمِنَ النَّخْلِ ..

مَا يَسْأَمُ الاسْتِقَامَةَ .

 

شاعر من تونس