قام سعادة السفير مدحت كمال القاضي وحرمه السيدة هايدي فاروق عبد الحميد بإهداء مكتبة الخرائط بمكتبة الإسكندرية خريطة "صورة الأرض" للشريف الإدريسي؛ وهي نسخة نادرة مجمعة لخرائط رسمها العالِم العربي "الشريف الإدريسي"، أحد كبار الجغرافيين ومؤسسي علم الجغرافيا في التاريخ، بناء على طلب الملك الصقلي روجر الثاني عام 1154، وقام بنشرها المجمع العلمي العراقي 1951.
وتعد هذه الخريطة من أهم المقتنيات التي تضمها مكتبة الخرائط، وهي متاحة للباحثين والجمهور على السواء بمقر مكتبة الخرائط بالمستوى الرابع السفلي داخل قاعة الاطلاع الرئيسية بمكتبة الإسكندرية.
ويعد السفير مدحت القاضي والمستشار هايدي فاروق من أهم الباحثين المهتمين بالخرائط وبجمع التراث الجغرافي حول العالم، وهما من أشهر جامعي الخرائط والوثائق، وقد سبق لهما أن قاما بتقديم العديد من الإهداءات لكبريات المكتبات ودور الأرشيف في مختلف دول العالم، وخاصة مكتبة الكونجرس والجمعية الجغرافية في واشنطن وقصر توبكابي في اسطنبول.
وإلى جانب خريطة "صورة الأرض" للشريف الإدريسي، قام السفير مدحت القاضي والمستشار هايدي فاروق بإهداء مجموعة من الخرائط والكتب الجغرافية الفريدة إلى مكتبة الخرائط بمكتبة الإسكندرية.
ويشمل الإهداء العديد من الخرائط الهامة والأصلية التي يصل عددها إلى 131 خريطة، بالإضافة إلى عدد من الأطالس والكتب الجغرافية الهامة التي تتناول مناطق جغرافية عديدة في مصر؛ مثل: قناة السويس وسيناء ومطروح وأسوان ومنطقة أهرامات الجيزة، وكذلك مناطق خارج مصر؛ مثل: قبرص والبلقان وشبه القارة الهندية والصحراء المغربية.
كما تضمن الإهداء خريطة سياحية نادرة لمدينة باريس بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة، وتكمن أهميتها في أنها تعد بمثابة توثيق دقيق ونادر لمدينة باريس بعد احتراق خرائطها وأرشيفها إبان الاجتياح النازي لها. ومن بين الكتب الهامة التي تضمنها الإهداء كتاب للأمير عمر طوسون بعنوان "صفحة من تاريخ مصر في عهد محمد علي: الجيش المصري البري والبحري".
واحتوت المجموعة المهداة أيضا على عدد من الأطالس الصادرة عن وزارة المعارف العمومية في النصف الأول من القرن العشرين، والتي تعكس المستوى العلمي الراقي للأطالس والكتب الجغرافية المدرسية التي كانت مقررة على طلبة المدارس المصرية آنذاك، ومدى التدقيق الذي كانت تحظى به هذه المقررات الدراسية؛ حيث إن بعضها أصدرته خصيصا مصلحة المساحة المصرية لصالح وزارة المعارف. وتركز هذه الأطالس بشكل أساسي على تعميق انتماء النشء في مصر لوطنهم وتعريفهم جغرافيا بأدق تفاصيل جميع أنحاء وربوع البلاد.