وسط زحام الأحداث في مصر، انطفأ واحد من مصابيح الفكر المضيئة في مصر، برحيل رائد علم الأنثروبولوجيا الاجتماعية ومؤسس القسم في كلية آداب الإسكندرية الأستاذ الدكتور أحمد أبوزيد، قبل أيام عن عمر يناهز 92 عاما. ولد الدكتور أبوزيد في أوائل العشرينات من القرن الماضي، وتلقى تعليمه بجامعتي الإسكندرية وأوكسفورد، وعمل أستاذا للأنثروبولوجيا وخبيرا بمكتب العمل الدولي بجنيف، وخبيرا في مكتب العمل الدولي بالأمم المتحدة، وأستاذا زائرا في عدد من الجامعات العربية والدولية، ومستشارا سابقا لمجلة «عالم الفكر» الكويتية، ومقررا للجنة الدراسات الاجتماعية في المجلس الأعلى للثقافة، وهو حائز على جائزة النيل للعلوم الاجتماعية. من مؤلفات الراحل كتاب «المفهومات»، «الأنساق»، «المعرفة وصناعة المستقبل»، «هوية الثقافة العربية»، «الواقع والأسطورة»، «الطريق إلى المعرفة» وغيرها من المؤلفات التي أثرت المكتبة العربية، وقد نعاه الكثيرون في القاهرة معتبرين رحيله بمثابة خسارة كبيرة للعلم والمتعلمين. أستاذ القانون الدكتور نور الدين فرحات، نعى الراحل قائلا: «عملت مع الدكتور أبوزيد في بداية حياتي العملية عندما أوفدنا المركز القومي للبحوث الاجتماعية في فريق بحثي إلى بلاد النوبة القديمة لدراسة الآثار الاجتماعية للتهجير، وكان معنا المهندس حسن فتحي والدكتور حسن الساعاتي والأساتذة السيد ياسين ومحمد خيري وآخرون من أبرز علماء الاجتماع الآن، ثم زاملت الدكتور أبوزيد في عضوية المجلس الأعلى للثقافة وفي اللجنة الاستشارية للعلوم الاجتماعية بمكتبة الإسكندرية وبفريق موسوعة إعلام المصريين، واستفدت من علمه وتواضعه وخلقه الكثير، وها قد رحل مع الراحلين العظام أحد البنائين العظام وتركنا نشكو فراغ الخواء.. رحمه الله».