«ليسَ النهارُ/ سوى إبطال/ لنورنِا نحنُ» ماريان ناكيتش
يَحيكُ الظِلالَ وأرتديها
مونولوج
أعطني حفرةً
في قلبِكَ ....
....
لأطفو ..
ضرورةُ الرملِ
صيفٌ
قد لا ينحتُ الموسيقى ،
المُندَّاة من عندِ لُهاثي ..
لكنهُ لن يقنِصَ
مُكْتَنِزَاً ،
يومئُ
في رعبِ الأسلافِ ......
بَسْمَةُ اللهِ
لم يَحُلْ
دون أن تصنع له فطيرةً من سخونةِ دمائِها
أو أن تُزَيِّنَها بحلمتَيْها
أنها بلا سقفٍ ولا طائرٍ ..
....... ولا أن تهِبَ جسدها كلَ مطرٍ ،
.. لبسمةٍ عريضةٍ ..
.. لظِلٍّ
في حانةٍ ...
............
الفرصة
لا أريدُ شيئاً كثيراً ..
لا عدةَ أشباحٍ
ألحق بهم بَلعتيْ النورِ
ولا أن يمنحني المُتَجَهِّمُ
مَرايَاهُ لنصفِ عمرٍ ..
، الغيمةَ التي تستخفُّ بالمراكبِ ..
، وخيالي الذي لن أشوفَهُ
يجوسُ سماءَ الجيرانِ
ونيرانِهم
..........
ما أريدهُ شيءٌ أبسطَ من ذلكَ ..
ألا تزاحموني في الصورةِ ..
البليغةِ ،
كأنها قسوتُكِ ...
وهكذا . يَقتفونَ أثَرَنَا
بالرغم من أنني أُحِسُّهُ يبالغُ حقاً
قُدَّامَ حوائطِهِ والمدفأةِ
لم أحرمه متعتَهُ الصغيرةَ
: أن أحيكَ الظلالَ
كلما فات الخشبيونَ
وأن أَحوطَ جَناحَ
النافذةِ ،
للمثقوبينَ
بالمحبةِ ....
الأحمر
كانت في الشمس نقطةٌ سوداءُ
أتراهنُ مع الظِلِّ
على من يحرقها
بركلةٍ ،
أو بعمْرٍ ..
العظــيم
نشيرُ لَهُ
عَليْنَا
و ننامُ دونَ حقد ..
من أعلى
كانت رائعةً جداً وعاقلةً
عندما أخفت رسمَ السِكِّينِ تحتَ الوسادةِ .
لاحِظ
أنها أعطت للمَلاكَاتِ فرصةَ التسلُّلِ
والفضولِ ..
للأسماكِ أن تبيتَ في صدرها ..
و للظلِّ ثقوباً ،
يطلُعُ منها
الرقصُ ...
بقايا غِبْطَةٍ
تُحِسُّ بكلِ هذا الضوءِ
عندما تلمحُ الضحكةَ الخضراءَ
تحتَ سجادتِها ..
لكنَّ الطائرَ المتيبِّسَ
يشي الآن بالرعشةِ
و العيونُ غادرت نحو
جِلْدِكَ ،
على شَمَّاعةِ القنصِ ........
.. من كلِ عامٍ
اتركها تقتل ما تريد
لكن لا تبتئس بَرِيَّاتُكَ
أو يتناثرَ الشتاءُ
خارجَ ملابسكَ ..
ناور شَبَحكَ ،
.. من قلبِهِ
.. من صوفِ يقينِهِ ..
وامحني ،
قبلَ المرآةِ ...
الوصــيةُ
تتمناهُ بشدة
ذاكَ المنقوشُ عليهِ
بعددِ سنينِ العمرِ .
وعندما صارت شبيهتَهُ
صاحَبت طراوةَ الكابوسِ
وصارت تحزنُ أقل ..
: العجوزُ التي كَفَّنوها بالبَرْدِ
وابتسَمت ،
لطائرٍ
ماكرٍ ....
حكمةُ البورتريه
... ثم لن يمضيَ سَيْلٌ سَمينٌ
إلا وقد لَبِسَ اللونُ خيمتَهُ ...،
وحَفَّ
ذاكرتَهُ ...،
كأنهُ
نفسُ
الظِلِّ ..
دَفعَةً واحدةً ... لا تدحرج العمرَ كثيراً
• هو قاتِلٌ ، لا جِدالَ في ذلكَ
لكنهُ سيندمُ ، كزورقِهِ وأوراقِهِ
لأنه لم يستمع إليَّ ،
و مَسَّدَها قربَ التشفي ..
وسابَ للجَدَّ ..،
دَوَّاماتَيْنِ ...
• أيها القرصانُ .. لا تصمت .. يا أبي
ولا تبني الغاباتِ
في خلفيةِ الذكرى ..
أنت الآن تَنْهََشُ القبعةَ ، بصَخَبٍ ..
القبعةُ التي من الوَخْزِ ،
والتي تسترني ..
• من أجلي
اليومَ فقط ـ
: رُدَّ عليَّ بَسْمَةِ الميتِ
قبل أن تفوتَ الريحُ ..
...............
الذي هناكَ
الذي خلفَ الظِلِّ المنكسرِ
والذي جاهدتُ سنواتٍ
لأصافحَ عينيهِ ..
لم يكن في حاجةٍ ماسةٍ
إلى كلِ هذا الظلامِ ..،
لأشُمَّ
عبادتَهُ
لغيري ..
البعيدُ هنا
الأكاذيبُ الأصغر
والأسرارُ الأصغر
الذين نهشونا مسافاتٍ وخَرائِطَ
في البحيرةِ ...........
نرتعش من ملوحتِكم ..
....................
نُطَيِّرُ عُشَّكم كلَ صحراءَ ..
.......................
نحبُّكم ..
لمعةُ شيخِ الجامعِ
الشيطانُ العظيمُ ....،
لماذا تقفُ بعيداً
ولا تجرِّبُ ارتعاشَ اليدينِ ..
الجميلَ
الجميلَ
من الجنةِ ، بإزاءِ الأرضِ
السماء خاليةٌ ،
كأنما الكبيرُ
سيهبطُ حالاً .
..................
كلُ عشرِ خطواتٍ ،
نخطِفُ نظرةً .
...................
في آخرِ الطريقِ
نسينا نظرةَ امتنانٍ ..
عَلَّ كلباً طيباً ،
يَتَعثَّرُ
فيها ..
II
أَجُوسُ في صدقي المُؤَجَّلِ ، بابتهاجٍ حَقيقيّْ
يؤدونَ الخدمةَ العسكريةَ
تقابلهم في السياراتِ ، رؤوسهم محلوقةٌ ، والتراب يسقطُ من نظراتِهم .
دقائق وينامونَ على أكتافِ بعضهم
لكنَّ العيونَ تَظَلُّ مثلَ بندولِ الساعةِ .
يرتعدونَ من الشرطةِ العسكريةِ ، ويحكونَ
كيف أوقفَ الضابطُ المسافةَ
وقال " يبدو عليكم عدمَ الطيبةِ
يـا ملاعينُ يا كَفـَرة "
ثم كَرِهَهُم في وجوهِهم .
مع أنهم ، والشهادة لله ، كانوا يلبسونَ " الباريه "
والخياطة من أثَرِ " تقييفِ " الملابسِ لا تُلِّوحُ للمارةِ في الأعيادِ و " البيادةُ " مُلمَّعةٌ ، يبانُ فيها الطريق .
تكتشف وهم نازلون ،
أنَّ الأخضرَ الثرثار ، جعلهم أخوةً وأصحاب .
يصمتون فجأةً ، بعد مَصِّ السحاباتِ القانيةِ ، الصديقةِ ..
الأول يتذكر حبيبته .
هي ليست غريبة ، هي ابنة العَظْمِ واللحمِ .
سيأخذها العابرُ
وتعود تلبسُ كحلاً نَفَّاذاً ،
و كل هذا البريق ..
( الفقرُ صديقٌ ، يختارُ أحباءَهُ بدقةٍ ، لأنهُ طيِّبٌ )
الثاني ، يعترفُ لنفسهِ أنهُ لم يعد يثور ..
شتَمَهُ المُقَدِّم كثيراً ، لكنهُ سَبَّ " المؤهلاتِ " أيضاً ..
( هي حياةٌ أم أكثر)
إذا كان في جَيْبِ أحدهم نقوداً
يسرعُ ويضعها في عَيْنِ الظروفِ
وصَدرِها ..
لكنهم ..
لن يعطوا الشحاذينَ
المُلَوَّنينَ ،
ولو بعدَ حين ..................
الحنينُ لا يقع من السقفِ
مجردُ تَسَمُّعي صوتَ الرعدِ ، وهو يحاصرُ الكابوسَ ..... قد يثيرُ بلداً من الريبةِ
إذا تمَّ استدعاءُ الذي انتحرَ ، لمجرد رغبةٍ مُلِحَّةٍ في شمِ ورودِ النورِ .
قريبي ساذجٌ بجد
ويليقُ على طيورهِ وأنهارهِ ، وروحُهُ تشبهُ زحمَةَ قبرهِ كلَ مساءٍ ......
سَأضحكُ أيضاً على النافذةِ ،
خبَّأت تاريخها خلفَ الصدأِ و انتظرَت أن يَنبُتَ لظلِّها
شجرة ...........
في ليالٍ مثلَ هذهِ ، أنا أكشفُ الأمورَ ..
أرمي عليها من لُهاثي وعَظْمِي .. فيتقشَّرَ الزمنُ ،
و تعودُ مجلوةً ..
أنا العَرَّافُ الشريفُ ، لا أخفي شيئاً عن أحدٍ ،
لهذا أُسجِّلُ : أنَّ محاورةَ الرعدِ أحلى كثيراً
من تمشيط عَنَاءِ الساحراتِ والبومِ ..
وأن الصمتَ
ثرثارٌ كبيرٌ ..،
ولا
يُشْبِهُكِ .....
سَأُنيِمُ اليمامةَ في كُمِّي
بعد ليلةٍ أَيْرُوسِيَّةٍ ، أَلقيْتُ برأسي من نافذةِ الدورِ الأخيرِ .
المتواطئونَ في المرآةِ ، أشاروا عليَّ
وأبلغوا الجدرانَ
لتَكْبُر .
ثم أعادوني لبرودتي ، على وعدٍ بأن أتركهم
يرعونَ آخرينَ
يحتاجونهم أكثرَ مني ...
بعد سنةٍ ، أَلقَيْتُ بشهقتي في الحفرةِ
ثم بَكَيْتُ بحرقةٍ ، وقلت لستُ أنا
وإنما الأشباحُ الطيبونَ ، قرروا الأمرَ قديماً ...
النافذةُ أَصَمَّت قلبها
والريحُ فتحت كيسَها المختومَ
وصَادقَت حُلْمَيْنِ ،
خلفَ الجبلِ البعيدِ ..
.. لم أطلبَ شيئاً
سوى أن تصفقوا ،
ويختفي بريقكم
يومٌ مجيدٌ آخر
العَربَةُ الكبيرةُ ،
كلما تَمُرُّ ، نصطفي قربةً من الدماءِ و نقشِّرُ أجسادَنَا
برويَّةٍ ،
لتهدأ وتَبوحَ وقد تنسى .
ألعابُنَا الناريةُ هذا أَوانُها ، لتصحوَ من الفونغرافِ
و تملأَ سماءَنَا بالقماشِ الطَريِّ ، الملَّونِ بالريشِ القديمِ .
وهو يتأرجحُ مثل نغمةِ الآباءِ ، البيتُ يبتسمُ .. ذاكرتهُ المثقوبةُ ، لم تعد تنفلتُ ، بعدَ كلِ هذا الكَمِّ من المتلصصينَ
والمرتعبينَ ..
أصبحَ ناجحاً بحق ، في أن يأخُذَ
حَذَرهُ ،
فينا ....
هل تعلمونَ أن بيتَنَا هذا كانَ من كبارِ الأفنديَّةِ
لكنَّ عدم إتقانِهِ الآلاتِ الحديثةِ ، جعلَ جالبي الموت ، يرونَ في ترفُّعِهِ ، مجردَ نَسيمٍ على وجهِ عابرين ... ؟
أربعون يوماً وهو على هذهِ الحالةِ ..
شاشةُ التليفزيون ، جَمَّدت نظراتنا عليها وانتظرت ..
" المَشَّايةُ " الأماميةُ
وضعت مادةً من الحنينِ
على خطواتِنا المرتابةِ .. " الكَنَبةُ " .. الغرفةُ الغامضةُ ،
بنتُ الأرواحِ اللاهيةِ .. مخابئُ الرطوبةِ ...
كلهن سرقن
رَفَّاتِنَا
المتواليةِ
ووهبنها للفلكيينَ .
قال بيتُنَا
أنا العصاميُّ الحَقُّ
أرتدي حزني بِحَذَقٍ
لكنَّ الثورةَ ـ تعلمونَ ـ
لابدَّ منها
كل صورةٍ ..
لذا أَتحصَّنُ
منذُ اليوم ...
اقتربوا مني
يا أحبَّائي ـ
بنظراتكم
اللامعةِ
عندما
تَهْوِي ....
خياناتٌ أخرى
مُعَلقٌ بحبلٍ يسقطُ من شجرة ، الهواءُ الخائنُ يلعبُ عَبْري
وأنا الثقيلُ الأصيل ...
المسرحُ من حولي ثلوجٌ .. وقمةُ جبلٍ وآثارُ الدببةِ
وأفكارُ كلابِ الصيدِ وخشبُ التدفئةِ الثرثار ...
البطلُ ، يُصَوِّبُ على الظِلِّ ويبتهل لقلبِكِ ..
يخيبُ لأن عمري نسيتُهُ في الجيْبِ الداخليِ ، الأبعدَ منكِ ..
تمنى أن يصبح طائراً ثلجياً ، ويَشُمَّ نعيمي
لكنَّ العُلْوِّيَ ، تطيشُ تساؤلاتُهُ
ومدَدُهُ تأخرَّ على السفينةِ ....
الباب مُوصَدٌ
والنافذةُ غريبةٌ من جهةِ القلبِ ...
عندما كنا نظنُ ،
كانت الأشباحُ
تخافُ ....
لكنها اليومَ
هنا ...
وهنا ..
وفي حريقِ
صورتِكِ ...
........
الراوي العليم
صدرُهَا مزيفٌ .. مليءٌ بالقطنِ والشاشِ والأحزانِ ..
وهو يقف على الكرسيِّ . المسافةُ بين النافذتينِ
ترسمُ للباعةِ الجائلينَ والترابِ ، أن يتعانقوا مع رغبةٍ تطلُعُ رويداً رويداً ......
تتمنى ألا يكون موظفاً . حياةُ أبيها ليست مثيرةً بالمرة .
ضمَنَت طيورها أن يحبها وتحبُهُ ، ويقبلها خلسةً لحظةَ أن يفوتَ النورُ كَسَهمٍ في الممرِّ .
يوم الأربعاء يأتي مع قلبِهِ ..
الخميس تتجمع أخواتها البنات بأولادهن لِيَقْنِصْنَّ الدعاءَ ويتركن الشكاوى المريرةَ ، تسممُّ باقي الأيام .
إنه الآن يعريها .. يخمشُ بأظافرِهِ الذكرياتِ واللؤلؤة الرابضَةَ في كيسِهَا .............
البنتُ قلبُهَا بليغٌ ..
والولدُ يَهِلُّ في عينيهِ ، طائرٌ مَسَائِيٌ ..
البنتُ تحبُّ البَحَّةَ في الأصواتِ ،
والولدُ عنده أجزاء " الصامتون في المعاركِ " .. كاملة .
كلُ هذا لا يمنعُ أنهما أغبياءَ كباراً . أعطوا أمانهم للهواءِ .. أَمَا لاحظوا أنهُ يمرحُ دائماً بينَ البيوتِ والجداولِ ..
ِيَغِشَّ الروائحَ والأنفاسَ
ثم في البكور يزرعهم قربَ المدافنِ ؟!
ثم إن لي دوراً رئيسياً في تحريكِ الأحداثِ
بامتدادِ التاريخ ، يغفلونَهُ عامدينَ .
أنا الذي زَوَّجتُ كلَ رجال الحيِ ، وأنا الذي أعطيتهم سَمتَهُم ، وألبستهم ملابسَ لاتقتفي الخوفَ والانتقامَ ..
ثم أَمَتُّهُم في نهايةِ الشَوْطِ ... وارتعشتُ ..
فلأُنزل لهاثي
وأبتهلُ
لئلا يكونا مثلهم ..،
هذان اللذانِ يَلُوحَانِ ..،
في
الغيمةِ
الضاحكةِ ....
أعطيتُهُ وأعطاني
بارعٌ حقاً .... وكان يُشَخِّصُ بكلِ أعصابِهِِ ..
عيناهُ لا تَطْرُفَانِ ، ويداهُ لا تطيرانِ عندَ الصقرِ ..
يضئُ بينَ كلِ عبارةٍ وأخرى ، ويُهلِّلُ للأقزامِ السَحَرةِ
في حروبِ الشُّبَاكِ المجاورِ .
يقول إن بارعاً حقاً ، وكان يُشَخِّصُ بكلِ أعصابهِ ....
.. لفرط براءتها ، صَارَحَتْهُ بكل ما جرى في الأحلامِ الطويلةِ وعلى الجدرانِ وفي الأدراجِ ..
إنه يشكُّ
بل يوقنُ
أنها ستُشْرِقُ بعيداً ..
وتَشْمَتُ فيه الأمهاتُ ، اللاتي كن يحذِّرنَ الأطيافَ ،
والأقدارُ والحُفَرُ ..
عندما أَكَدُّتُ لهُ
أنها مغلوبةٌ من عندِ وَحشِ الجزيرةِ ..،
غافَلْتُنِي
وغَمَزْتُ ...
.. خاطَ أربعةَ بنطلوناتٍ .. للذي طَيَّرَ نَعْشَ الملكِ
ماتَ والدُ زوجةِ المنيرِ .
الجالسونَ في الهواءِ الضخمِ
تحدثوا كثيراً ، عن دفءِ عظامِهِ و أمطارهِِ الكريمةِ
ثم أكملوا تحتَ ابتسامتهِ المعلقةِ في الرائحةِ .
مجردَ خَيَّاطٍ ضحكَ عليهِ نبضُ قلبهِ وهو نائمٌ .
اعتادَ أن يشتري كلَ سبعِ سنواتٍ أو ثمانٍ بذلةً جاهزةً غير مُفَصَّلَةٍ ويقارنُ في المساءِ وينتصرُ .. كما أنه مسرفٌ في الجواربِ ، لا يستغني عنهم خاصةً جنبَ ديسمبر ..
عندما فتحَ عليهِ الأشباحُ بعد أيامٍ غابَ فيها صوتُ ظِلُّهُ وهو يحجِلُ ليسنِدَ الأركانَ ...
وجدوهُ على سريرهِ الذي وقعَ بهِ معها
وأحبَّ نسيانَ إصلاحِهِ ...
كان متعفناً وقلبُهُ يحكي للمشيِّعينَ ويبتسم .
جاورتُهُ مرةً على المقهى ، بعد أن انفضَّ التَنفُّسُ . كان يريهم صوراً أغلبها كالح ، مع قبلاتِ زوجتهِ ونشوتِها ، وغمزةِ تحية كاريوكا .. في مظروفٍ أصفرَ مطوياً أربعاً .
عيونه ترمي طيوراً
رغم أن الجميعَ يُغمضونَ
بدونِ شهيةٍ .
صورةٌ مُوقَّعٌ عليها من عبد الوهاب ،
صورةٌ مع صوتِ الشيخ مصطفي إسماعيل ، صورتُهُ و القَدَرُ يحبُّهُ أمام " نادي المختلط " ، وأربع صورٍ لهم ، لمَّا كانوا يطيرونَ .. في " اأستوديو كمال صاروفيم "
بالمَنْيَل .
بعد أن تهدأ الأصابعُ وتدفنُ الجميعَ في ظِلِّهِ ، ينظرُ في نفسهِ ويدندنُ لهم حتى ينعِس .
حَطَّني في الزحامِ وقال إنَّ عبد الناصر كان ابن بلدٍ ، وأنهُ لم يسترح لقسوةِ أسفلتِ هذهِ الأيامِ ..
حاولوا معي كثيراً
وكنت أُوَلِّي منهم .
لن يحتملُني أيُ طَيْفٍ
سوى النائمينَ في الدولابِ ..
ثم إني أحبُّ أن أصطادَ
قوسَ قُزَحٍ من الأطباقِ ،
وأخافُ أن يخافوا ..
لم ينطقوها ..
إنهم طيبون ومقام الحسين ،
لكنني أعلمُ .
أنا هكذا سعيد .........
أمضغ نِكاتَ الجيرانِ
بِتُؤَدَةٍ
وأقرأُ همهماتِ العابرينَ
وأشيلها في ألبومي الخاص ..
أُعَدِّي القسوةَ
وأضحكُ على الحُفَرِ
بالعدسَةِ المُكَبِّرَةِ ...
بعد أسبوعٍ
واعدتُ خطواتي القتيلةِ
كلها ،
لأنساها
تحتَ إبطِكِ ............
تلقائيةٌ لا تَليقُ بالفَزَعِ
1 - القِطُ في طريقِكِ
مائدةٌ لنبيٍّ جَوَّالٍ
................................
2 - الذَيْلُ الطويلُ ، ينفعُ بحراً لا مثيلَ لنقوشِهِ
وسَميكٌ ، يجيد ربط التواريخِ والرعشاتِ
.....................
3 – اللصُ ، جارَنَا
اعتادَ أن يرمي الدُمْيةَ المُدَمَّاةَ عند أقدامى
كي يبدأ بقِطٍ يسرقُ عَشاءَ نبيٍ ،
ورياحٍ تَحُطُّ على اللوحةِ
وأقدامٍ خَوَّافةٍ
و صافيةٍ
..........
لا سبيل لعبوركَ ،
إلا أن تجرح المرآةَ
.... في
خائفيها .....
III
صباحُ القسوةِ يا رجلَ المطرِ
نقطتــان
1
يا حبيبي
يا صائد الدهشةِ
و راشـقَـها أمامي .
لا تحطم الصندوقَ الرائي ، لا تفزع
ولا تحاصر صوتَ شبحِكَ
الذي يندهُ منذُ البارحةِ .
هي روحي
التي أخفيتُها فيهِ
لمَّا نِمْتَ
على
ساعةِ
البهجةِ ...
2
لا تصدقوا
غناءَ الراقصةِ
" أَعُضُّ
قلوبكم
لأني أعبدُ جسدي
وأُصلِّي
للأزَلِ " .
إنها فقط تَشِفُّ ..
وتختبئ من الصقيعِ ،
في
الروحِ
الأقدمِ ....
لا يتصادفُ دائماً
1
نُخرج ما بداخلنا من حنينٍ
لنفاجَأَ أنهُ كثيرٌ فعلاً .
على جانبِ الردهةِ
نُكوِّمُهُ دونَ تستيفٍ
لنتمشى جوارَهُ
ونغيبُ .................
كلَ قتلٍ ،
وكذا
بجوارِ شهقتِكِ ...
2
تصعدُ فوق البيانو الكبير
يقولُ عزمُهَا
أنجحُ في خنقِ النغمةِ .
كلُ الأشياءِ المرعوبةِ
تهلُّ بإزاءِها : الطنينُ بداخلِ الرعشةِ
ثم تقليبهم النظراتِ
بيني وبين الذكرى
بقَدْرِ الشماتةِ
المعهودِ ..
الجاحدةُ ..
تنسى كلَ موتٍ ،
أن قلبَها يَنقشُ
حليبَهُ
من خلفِ ظَهْرِ
الراعي .....
3
ثدياها متهدلانِ
وجِلْدُها يصطادُ الحروبَ ،
لينسى ..
لذا
لن تطلبَ فيهِ
إلا أن تخرجَ
برويَّةٍ ..،
من نظرتِهِ ...
من
كابوسِهِ
الأخير
...........
يَدِّعي المهادَنَةَ
1
في كل مرةٍ
لا نسرقُ إلا المروجَ
والحيطانَ الخَوَّافَةَ
من عصا
الراعي ..
أو من
لُهَاثِهِ للربَّ ، في كلِ مرةٍ ...
2
الأصواتُ تسيلُ من أذني
أُشمر ذراعيَّ
وأَلُمُّهُم في صناديقَ
أستعيرها
من النائمينَ تحتَ الإبِطِ .
بعد الحَفْرِ
أشدُّ تَبَخُّرَها
قليلاً قليلاً ..
بلا
زحامٍ ،
ولا حتى مطر ...
3
أجمعُ العِظامَ
وأرسِمُ حفلاً .
شمعةُ ظِلِّي تَحوطُ الخوفَ
وتغفو عندَكِ ..
.. إنها الأخيرةُ ..
في
الطائرِ
الأخرسِ ....
ليسَ مرعباً
سِبْني أفتحُ عَيْني ..
وأنا أضمنُ
أَلاَّ تنسكبَ
اليومَ ...
من
صخرتي
وخلاصي ...
الطقوس
1
تخنقينَ الدهشةَ باستمتاعٍ ،
يدي يا يدي ...
أَمُرُّ بروحٍ نَفَّاذَةٍ ـ بين ساقَيْها
فأحرمُ نفسي من جزيرةٍ وعواصفَ
تملأُ مخداتي
لأعوامٍ قادمةٍ .
أنحرف عامداً ..
على الأقلِ ، لأبتعدَ عن الوَهَجِ
فأجدها تلهثُ
الطعنةَ المسكينةَ ـ في نفسِ النَفَق .
العام الماضي أيضاً كانت هنا
وبنفسِ الطقوسِ .
هما خيارانِ
أن أفوتَ في العَيْنِ
فأهوِي في دفءِ القسوةِ
أو أن أعودَ أدراجي مبكراً
قبل التَوَّرُطِ .
على الأقل
أنا الآن أُحَرِّكُ أقدامى بِهِمَّةٍ
لأسبِقَها ..،
الذكرى :
حِمْلانِ من الغبارِ
تبرعنا بهما للخريفِ
الفقيرِ ..
أربعُ أحضانٍ
تعفنوا ..
ومَلئوا الطريقَ
على شكلِ
سحابةٍ ......
لا أسمعُنِي وأنتِ بردانةٌ
.................................
......................
النملُ
فيكِ
وفِيَّ
.....................................
.......................
2
التي تخافُ منذُ زمنٍ بعيدٍ
ضلَّلَتهُم عن قصدٍ .
إنها تكرههم جميعاً :
• مرآتُها التي تنهشها باستمتاعٍ
• روحُها التي تَفِرُّ من قُدَّامِ الرعشةِ
• الغامضُ الذي يُحَوِّمُ فوقَ البحيرةِ
……………
ابتهَلَت للقَدَرِ
" افعل طيباً يا أخي الطيب
واجعلني من عواصفِ
العامِ الفائتِ ...
شِلْني في عُلْبَتُكَ الدافئةَ ... "
البريقُ ..،
لما زادَ البريقُ ..
أعطَيْنَا ظهورنا
وشِلنا في عُلْبَةٍ ..،
ضباباً
كأنهُ
عَظْمُنَا
.......
3
النَوْمُ : منحوتٌ عليهِ
" سوف تشوفُ فيكَ الصحاري .. "
النَوْمُ : قريبُ ديسمبرَ ..
الضيق
الضيق
IV
كــأنني
ـ فصل ـ
الضبابُ الذي صَدَمني في الصباحِ الأولِ
هارباً في علبةٍ
تحاذي الأسلافَ وتتشهى ..
لم أمقتْهُ
ولا حفرتُ
في مسامِهِ المتناثرةِ ..
فقـط حاولت أن أتفادى مَعاوِلَ
الحَفَّارينَ
الذين اخترقوا ذاكرةَ الطريقِ
و تمنيت أن تكوني على بُعْدِ ركلةٍ ، ليسَ أكثر
فأصافحَ الأشباحَ
الطيبينَ ،
بعيني
الدافئةِ ...
ـ فصل ـ
بانتظامٍ
وعلى مدى السنواتِ كِلِّها ..
يَبُصُ يميناً ويساراً
ويبولُ على قاعدةِ التمثالِ
شَبِيهُ
ظِلَّكِ ...
تماماً حيثُ ماتَ بطلقةٍ
مُحْكَمةٍ ،
ثم يُحْكِمُ شَالَهُ
ويفتحُ
قلبَهُ ....
ـ فصل ـ
ستغامرُ وتغوصُ
: الطينُ على غيرِ العادةِ
ليسَ راقصاً ..
ومن دونِ أيِ خالقٍ
يتشكلُ وِدْيَاناً
و روائحَ
والماءُ يدوسُ على ذاكرتِهِ
فيصنعَ الجزيرةَ التي تتمناها ..،
كمَلاحٍ
يحُطُّ
حيث طارَ الطائرُ ..
.........
وذُبْتِ ..
ـ فصل ـ
وكان الأمر ينتهي غالباً بابتسامةٍ .
السماءُ خارجَ النَسيمِ السميكِ
لم تعد تلهو ..
والسورُ
يدخلُ بين الحينِ والحينِ
ليعطيكَ حِصَّتَكَ
بالكاملِ ...
كشَفْتَ أموراً كانت ماكرةً ..
مثل المقاصدِ الخفيةِ للرفاقِ
و اتجاهِ فخذِ فتاتِكَ في الأماسي ..
الخ الخ
فاترك
صوتي ....
والأمرُ غالباً ،
سينتهي
بكِ ...
ـ فصل ـ
دافئاً
مثلَ سحابةٍ
ـ كانَ يُطِلُّ
من فوقي ـ
وحيناً
بارداً
كَكفِّكِ ..
ـ فصل ـ
..... وقد ينطفئُ
النورُ الساخنُ
فأتمادى
في استحلابِكِ
مع الشَبَحِ ..
وعندما تهِلُّ المحبةُ ،
كجرذٍ صديقٍ ..،
أقبضُ على رقبتِهِ
وألهو ،
في
فزعِكِ ...
ـ فصل ـ
في الحفرةِ بَرقٌ
يُغافِلٌ الذبائحَ
والجبلَ
وجِلْدَ الراعي ..
ويقتنصُ
هِزَّتَكِ
.................
ـ فصل ـ
لم يَحُطَّ في أذني رائحتَهُ
ولم أحاول أنا ...
وفي صمتٍ ورويةٍ وهدوء
يميلُ فجأةً ،
......... ويَسِيبُنَا نشبهنا ..
ـ فصل ـ
الشجرةُ
جمعت الشرايينَ
وخاطت الحريقَ في ذيلِهِ
كي لا يحزنَ ثانيةً أو يغوصَ ..
و كلما تقابلا
لاحظت كلامَ الساحراتِ
وأخذتهُ في شهقتِها ..
ليقولوا
: " ترَكَت ظِلَّها
ورحلت .. "
.....
وكلما يَنُطُّ الشتاءُ
يغمِض ردائَهُ تحتَهُ ..
ليقولوا
" كانَ خفيفاً زمنئذٍ
فسَابَ نظرةً
وحفرتَيْنِ ... "
....
المؤلف :
• مواليد : 15/11/1975
• عضو اتحاد كُتَّاب مصر .
• صَـدرَ لـهُ :
1- بورتريه أخير، لكونشرتو العتمة .
شعر ، دار سوبرمان 1998.
2- هواءٌ جاف يجرحُ الملامح .
شعر ، الهيئة العامة لقصور الثقافة 2000.
3- غايةُ النشوةِ .
شعر، طبعة أولى : هيئة قصور الثقافة 2002 .
طبعة ثانية : مكتبة الأسرة 2003 .
4- بهجةُ الاحتضارِ .
شعر ، هيئة الكتاب 2003.
5- السِريُّون القدماء .
شعر، هيئة الكتاب 2003.
6- ممرُّ عميانِ الحروبِ .
شعر، هيئة قصور الثقافة 2005 .
7- تفكيكُ السعادةِ .
شعر ، دار هفن 2009.
8- تأطيرُ الهذيانِ .
شعر ، دار التلاقي للكتاب 2009.
9- بقعُ الخلاصِ .
مونودراما ، هيئة قصور الثقافة ،
بيت ثقافة الفشن 2010.
10- إضاءةٌ خافتةٌ وموسيقى .
مجموعة مسرحية ، الهيئة المصرية العامة للكتاب .2009
11- يُطِلُّ على الحواسِ .
شعر. كتاب اليوم . دار أخبار اليوم ، 2010.
12- الهاتف .
مسرحية للأطفال ، الهيئة المصرية العامة للكتاب 2010.
13- أورادُ النوستالجيا .
مقالات نقدية ، إقليم القاهرة الكبرى الثقافي . 2011
14- عَالِقٌ في الغَمْرِ ، كالغابةِ كالأسلاف .
شعر ، هيئة قصور الثقافة 2013 .
15- رَفةُ شبحٍ في الظهيرة ، شعر ، الهيئة المصرية العامة للكتاب 2013 .
• قَيْد الصدور :
1– حَيِّزٌ للإثمِ ، شعر .
2– بلا خبز ولا نبيذ ، شعر .
3– رمل ، نصوص .
4– .. ومرايا الظِل ، نصوص .
5– الصياد والسمك الناطق ، قصص مترجمة للأطفال
6– اقترح أنت حلاً آخر ، الأعمال المسرحية .
momensamir76@yahoo.com