المؤلف الضمنى Implied Author أو الشخصية الثانية للمؤلف من المصطلحات التى استحدثها "واين بوث" ليدل بها على المؤلف الذى تصنعه القراءة، ويختلف عن المؤلف الحقيقى للرواية، ويتعجب "واين بوث" من عدم وجود اسم دقيق يعبر عن علاقتنا بالمؤلف الضمنى، ويري قصورًا في تعبيرات مثل (شخصية الراوية ) و(القناع ) والراوية التى تستعمل أحيانا لتعبر عن المؤلف الضمنى، فهى تشير إلى المتحدث الذى ليس إلا عنصراً واحداً من العناصر التي تصنعها شخصية المؤلف الثانية والتي يمكن أن تكون منفصلة عنه بحاجز كبير من السخرية، ويري أن " أنا " العمل القصصى و " الراوية " نادراً ما تكون مطابقة تماما لشخصية المؤلف الثانية(1) فهو يفرق بين المؤلف الضمنى المنشئ العام للرواية، والراوى الذى يكون أحد عناصر النص السردى، وينقل إلينا الحكاية، و "بابتكاره لمفهوم أو بمعنى أدق لمصطلح الكاتب الضمني لكي يميزه عن الكاتب الحقيقي – قد وضع حداً للغموض الأبدى بين السارد– المنتج الكتاب – المنظم للمحكى في كليته، والسارد الذى يبدوأنه يحكي (يدرك ) الأحداث داخل الرواية"(2).
فالمؤلف الضمنى شخصية وهمية تقع على حافة النص السردى، تنتمى إلي الرواية ولكن دون ان تكون مشخصة فيه مباشرة،لأن المؤلف الضمنى لا يعبر عن نفسه بشكل مباشر أو صريح(3). ويتميز عن الراوى، فى أن المؤلف الضمنى يمثل المهندس المعماري المشرف على تشكيل الهيكل العام للرواية، ويعطي صورة أيديولوجية للمؤلف الحقيقي، وهو لا يحكى مواقف ووقائع ولكنه مسئول عن اختيارها وتوزيعها، أما الراوى فهو أحد عناصر النص السردي التخييلي، ويعتبر مخلوقاً فنياً، كباقى عناصر السرد، شكله المؤلف الضمنى وحدد قسماته، وترك له حرية التعبير والحركة داخل النص الروائى، وهو المعني بتشكيل الرواية من الداخل(4).
وكذلك يختلف المؤلف الضمني عن المؤلف الحقيقي الموصف على غلاف كتاب ورقى، فالمؤلف الضمني يقع داخل النص، أما المؤلف الحقيقي فهو مجاوز النص أى خارجه، وتتشكل صورة المؤلف الضمني فى ذهننا عن طريق أسلوب السرد وطريقته وبمساعدة عناصر الحكاية المنقولة إلينا(5). المؤلف الضمني نسخة يصنعها المؤلف الحقيقي عندما يكتب، وتكون هذه النسخة مختلفة عن المؤلفين الآخرين الذين نقابلهم في أعمال مؤلفين آخرين. ويرى بوث أن الصورة التى يحصل عليها القارئ من حضور المؤلف الضمني من أهم المؤثرات التى يسوغها المؤلف، فمهما حاول أن يكون غير ذاتى،فإن قارئه لابد أن يشكل صورة من المؤلف الضمني(6)، وكما يصنع المؤلف (الكاتب ) مؤلفاً ضمنيًا يختلف عن المؤلفين الآخرين، فإنه يصنع نسخاً متعددة للمؤلف الضمني فى أعماله المختلفة(7).
ويؤكد واين بوث اختلاف المؤلف الحقيقي عن المؤلف الضمني حتى فى الرواية التى تمسرح راويتها(8) ويرى أن التمييز بين المؤلف الحقيقي والمؤلف الضمني يجعلنا نجد مكاناً وسطاً بين عدم جدوى التحدث عن موضوعية الكاتب، والخطأ المؤلم الذى نشعر به عندما نتظاهر بأن المؤلف يسمح بالتدخل المباشر لرغباته ومشكلاته الملحة فى الرواية(9). كما يجعلنا نتجنب الحديث عن الإخلاص والجدية عند المؤلف .
موقف المؤلف الضمني من النص السردي :
ويرى لوبوك أن الكاتب الموضوعي هو الذى يظل عند الأساس، ويرغب أن نظل نجهل وجوده، إنه يضع القصة أمامنا ويكتم أى تعليق ولكن لابد أن يظهر ما يعتقد به في أية لمسة يضعها على موضوعه(10) ويرى واين بوث أنه خطأ كبير صرف النظر عن التحدث عن حياد المؤلف بسبب الالتباس المبدئى بين الحياد تجاه بعض القيم والحياد تجاه جميع القيم(11). ويؤكد بوث أن الحياد تجاه جميع القيم مستحيل، ويرى صعوبة وجود علاقة ضرورية بين الحياد وغياب عنصر التعليق،لأن المؤلف يمكن أن يستخدم التعليق لكي يحذر القارئ من اصدار الأحكام . ويرى بوث أن أكثر التعليقات حيادية ستكشف عن نوع معين من الالتزام إلى حد ما(12)
ويؤكد واين بوث حضور المؤلف في الرواية ويرى صعوبة في معرفة إذا كان هذا الحضور ضارًا أم مفيدًا بإحالته إلى قوانين مجردة، فالمؤلف يستطيع أن يختار أقنعته، ولا يستطيع أن يضمن اختفاءه من على مسرح الرواية(13) ويرى بوث صعوبة تطهير العمل الأدبى من حضور المؤلف، لأن " كل مسحة شخصية واضحة نابضة بالحياة،وكل تلميح أدبى مميز، وكل استعارة نابضة بالحياة، وكل نموذج للأسطورة أو الرمز أشياء قد وصفها المؤلف(14). وقد يأتي التعليق بصورة تفسيرات يقدمها حول الأحداث، وأحكام يصدرها على سلوك الشخصيات أو أراء يبديها في الموضوعات المثارة(15) .
المؤلف الضمني في روايات عادل كامل :
1-المؤلف الضمني في رواية " ملك من شعاع " :
المؤلف الضمني في رواية "ملك من شعاع " يكون عمله من نوع خاص فيجب أن تكون الرواية أمينة للتاريخ بالرغم من حبكاتها المتخيلة(16)، ومع ذلك يصوغ الرواية وفق رؤيته الخاصة به، فيعبر بحرية عن مواقفه إزاء الأحداث الروائية وشخصياتها والمؤلف الضمني فى "ملك من شعاع" مؤلف فيلسوف، يحلو له التأمل في الطبيعة والتعلم منها، فيصف حركة الحياة وسنة الكون فى الدوران وعدم التوقف قائلا : "تمضي الأيام تلو الأيام، وتقترب الأرض من الشمس فتصطلي بنارها، ثم تشيح عنها فترجفها برودة الحرمان، ويتوسط هذان ربيع زاهر وخريف قاتم – الأفلاك لا تنقطع عن الدوران . تولد الأطفال فترضع الوالدات، تتألق العذارى فتخفق القلوب، يهيم العشاق ثم يسعدون، يتزوج الفتيان ثم ينجبون، ويأخذ الناس ويعطون، ويروحون ويغدون، ثم تعتل الأبدان فتهمى العيون، ويموت الشيوخ فيدفنون، فاسقون أو متعبدون، وهناك فى المغرب يبعثون – قلب الحياة لا يفتر له نبض"(17) يتأمل المؤلف الضمني فى الكون وحركته المستمرة، وانعكاسها على الناس وحياتهم من مولد، إلى شباب، إلى شيخوخة، ثم موت، وبعث، وحساب، فهو مؤمن بالسعى المستمر والحركة الدءوبة للإنسان وراء هدف . ويظهر تفلسف المؤلف الضمني على امتداد الرواية بأكملها، فهو مولع بوصف الطبيعة والتغنى بها.
ومن مظاهر حضور المؤلف الضمني تعليقاته الواضحة وأسئلته عن قيمة حياة أمنحتب الثالث، وما استحدثه من مراتع صاخبة "ولم هذا الصخب الحاد عبث . عبث كل ما يفعله الإنسان في حياته عبث وهباء .إنه كالبحر عملاق أبله، تتدافع أمواجه في عنف وجلبة، فيكون هو أول من يتأثر بما يحدثه من ضوضاء، حتى ليحسب أنه يغير وجه الأرض، ويأتي بما لم يسبقه إليه سلف أو يلحقه فيه خلف، ولكنها أمواج معتوهة جوفاء كقبض الريح.(18) هذا المقطع يكشف الموقف الأيديولوجي للمؤلف، فهو يرفض الصخب والضوضاء والحياة عديمة الجدوى والمنفعة، فالإنسان الذي يقضي حياته في صخب ولهو تنقضي حياته بلا جدوى .
وروح الفيلسوف تلازم المؤلف، فيكشف عن موقفه الفكري من الحضارة الفرعونية "ما الدهر ؟ إنه حلقات فكر الإنسان، إنه جدول الشعور البشري يسمو صعداً نحو الآلهة، ترفده سيول المعرفة والحق والجمال، فتزيد قوته الدافعة وتسرع به إلي الغاية العظمى .فماذا فعل هو ؟ أى حقيقة أضافها إلى ثروة الدهر؟ لقد أسهم فى سلسلة الفكر البشري بحلقة من صخورهم. فهل غنى الدهر بعمائره ؟ إن الآلهة لم تقم حجراً ولا شيدت حائطاً، وهي تعتبر مع ذلك ثروة الدهر وطعام فكر البشر، لأنها بنت صروحها في القلوب . آه لو علم ذلك وهو فتى!"(19) المؤلف الضمني يرى أن الإنسان مجرد حلقة فى سلسة البشرية، وعليه أن يكون حلقة ذات جدوى ومنفعة، وأن تقدم فكراً يسمو بالإنسانية، لا مجرد أحجار صماء لا تفيد شيئا في غذاء القلوب والعقول، فما جدوى ما شيده أمنحتب الثالث من بناء وصخور ورمال".
والمؤلف الضمني فى هذه الرواية ليس حيادياً، إنما ينحاز إلى المثل العليا والأخلاق الحسنة والتوحيد، لذلك ينحاز إلى إخناتون، فيصور روحه الجميلة السامية التى تهرب من الواقع المليء بالمعبودات الزائفة إلى عالمه الخيالي والتأمل فى الطبيعة قبل هبوط الوحي عليه، وتلقيبه ب"أمير الأحلام العذبة "، وتصوير تعبده ومناداته بالتوحيد، وعمله الدءوب بعد هبوط الوحى عليه، ويعطى المؤلف فى تصويره لشخصية إخناتون ملاحظات وتوجيهات قصيرة للحكم على إخناتون، ومقدار المحبة الذى ينبغي أن نضيفه عليه، وهذه أدلة واضحة على تدخل المؤلف الضمني.(20)
وينفر المؤلف الضمني من تعدد الآلهة والعالم المادي النفعي المصاحب لها، فيصور شخصية "بتاح موس " رئيس كهنة أمون، بطريقة يُنفر بها القراء من هذه الشخصية، فهو ثعبان متلون، وذئب مخادع، لا يعرف سوى الخيانة والغدر والمكائد ويرى واين بوث أن " التعليق علي الصفات الأخلاقية والعقلية للشخصيات، يؤثر دائما على وجهة نظرنا من الأحداث التى تقوم بها الشخوص، إذ إنها تحول عدم الإدراك إلى دلالات مباشرة عن المعنى وأهمية الحوادث ذاتها" (21) وبتصوير المؤلف الضمني لشخصية أخناتون الجميلة ووصفه بصفات حميدة يجعل القراء يعجبون به ويتمثلون خطاه، وبتصويره لشخصية بتاح موس الشريرة، ووصفه بصفات ينفر منها الناس، وينكرها المجتمع، تجعل القراء ينبذون هذه الصفات ويتخلون عنها .ونستشف من كل هذا موقفه الأخلاقي الذى ينبذ الكذب والخداع والمكر .
وصورة المؤلف الضمني الفيلسوف المؤمن بقيمة العمل والفكر والأخلاق الحسنة تتشكل من النص بأكلمه، وليس من هذه المقاطع التى تعكس موقفه من قضايا معينة فقط .
2 - المؤلف الضمنى فى رواية "مليم الأكبر" :
المؤلف الضمنى فى رواية "مليم الأكبر" مؤلف واقعى يصور مساوئ المجتمع المصرى أثناء الحرب العالمية الثانية، وتتجلي مواقفه الأيديولوجية والفكرية والثقافية من خلال تصويره بعض القضايا الهامة مثل قضية صراع الأجيال، متمثلة في صراع خالد مع أبيه، الذى ينتهى بعودة خالد إلى والده و إطاعة أوامره، وهذا يكشف عن موقف المؤلف الضمني من وجوب طاعة الآباء.
والمؤلف الضمنى يأخذ موقفاً ثقافياً وفكرياً مناقضاً لثقافة شخصياته، فهو يرفض الفلسفة المادية التى اعتنقها خالد، قائلا: "إن البضاعة الفكرية التي عاد بها خالد لا تهتم بما هو أبعد من أنفها . لقد هدمت بناءً شامخاً، ولكنها لم تبن سوى كوخ ضعيف العماد .حقا إنه كوخ جميل ولكنه لم يلحظ فيه البقاء والخلود، وإنما هو منفعة جيل أو جيلين من الناس، وليكن بعدها من أمر البشرية ما يكون " (22) الذى يتحدث إلينا في هذا المقطع هو الراوى الذى يعكس آراء المؤلف مواربة، فـ "المؤلف الضمنى لا يمكنه أن يتدخل، بشكل صريح ومباشر في عمله الأدبى كذات متلفظة، بل يمكنه فقط أن يستتر وراء الخطاب الأيديولوجى للسارد الخيالى، وفى هذه الحالة لا يكون المؤلف الضمنى هو من يتكلم، بل السارد ." (23). فالراوى ومن ورائه المؤلف الضمنى ينفران من الفلسفة المادية، ويحملان المروى له والقارئ الضمني الذى يقف فى نفس مستوى المؤلف الضمنى علي نبذ الفلسفة المادية، لأنها هدمت بناءً شامخاً، وبنت كوخاً ضعيفاً. ويظل اختلاف المؤلف مع ثقافة شخصياته، فينفر من المدرسة الفنية فوق الواقعية، وينفر من ثقافة رفاق القلعة، ويسخر منهم ومن آرائهم، فتدخله المتمثل في تعليقات الراوى على ثقافة شخصياته تكشف عن سوء الحالة الثقافية فى مصر آنذاك . وتظهر فلسفة المؤلف في نقد المجتمع في حديث خالد إلي هانيا ومليم وسعد الدين، فالمؤلف يستطيع أن يتحدث من خلال أحد شخصياته باستخدام لغته الخاصة والمستوى الذى حكم بموجبه على الأشياء(24).
يقول خالد ومن خلفه المؤلف الضمنى:"إننى رجل مسكين، ولكننى صرت عاقلا. وهذا التعقل أرشدنى إلى أن طاعة الآباء هى الدعامة الأولى لسعادة الأبناء ... وهذا ما فعلت، لأنه لم يكن فى مقدورى أن أرتفع بوجدان المجتمع بأسره إلى المستوى الذى وصل إليه الذكاء العالمى. لم يبق أمامى إلا أن اتحصن داخل هذا القناع الذى أرى فى عينيك أنه قد أفزعتك رؤيته . ولكنك تظلمنى بذلك، ألم يأتك حديث القائل: " أنتم تشخصون إلى العلا إن أردتم السعادة، أما أنا فأنظر إلى أسفله للبحث عنه " ؟، هذا هو حال كل مثقف فى هذا العصر المنكود."(25). هذا المقطع الحوارى يكشف موقف المؤلف الأيديولوجى من الحياة الاجتماعية والثقافية التى سادت المجتمع المصري في ذلك الوقت، فقد تغلغل الفساد فى كل أنظمة الدولة حتى أصبح يستحيل على أى فرد فيه التعامل بغير أساليب الاحتيال والمكر والخداع ما دام لا يستطيع أن يغير المجتمع، والمؤلف الضمنى فى كل هذا يتحسر عما آلت إليه مصر من تخلف وفساد فى كل نواحى الحياة، ويأتى تحسره صريحا على لسان خالد، قائلا: "بل أيه يا مصر الغارسة رأسها فى الرمال."(26) .
ومع كل هذا الفساد المنتشر فى المجتمع يؤمن المؤلف الضمنى بقيمة العمل "ولكن الحياه كفاح وعراك، وليس له أن ييأس أو يبتئس بعد أن وطد عزمه على تطليق حياة الكسل والشرود، عليه أن يؤمن بقدرته على شق طريق العمل الشريف"(27) فالمؤلف مؤمن بأهمية العمل الشريف الذى يكون نجاة للفرد من التشرد، ونجاحاً للمجتمع رغم صعوبته، وسعى المؤلف الضمنى الذى "يتوارى خلف الشخصيات، ويحرك خيوط الأحداث"(28). أن يؤكد ضرورة العمل الشريف رغم فساد المجتمع من خلال تصويره لشخصية مليم، فرغم أنه سُجن فى تهمة هو برئٌ منها، فقد كان راضياً سعيداً بالحياة وبالعمل خادماً فى القلعة حتى أصبح أحد أثرياء المجتمع المرموقين، وأصبح يدعى محمد بك سلام بعد أن عمل بالتجارة .
ونجد إشارات إلى موقف المؤلف الضمنى من السياسة من خلال إشارته إلى الحرب العالمية "وعلى حين غرة دوى فى الفضاء صوت صفارة الإنذار، وصارت تنعب نعيبها المشئوم، كأنه مسلط على القلوب ومنبعث منها فى آن . وكان قد مضى على نشوب الحرب ما يقرب من ثلاث سنوات، غير أن الغارات لم يحم وطيسها إلا فى تلك الأيام الأخيرة، فلم يكن يمضى يوم دون أن تنطلق فيه الصفارات فى مثل هذا الوقت من المساء، وقد تنطلق مثنى وثلاث ورباع فى الليلة الواحدة"(29) هذا المقطع يشير إلى خوف الناس وذعرهم بمجرد سماع صوت الصفارة، كما يشير إلى أن الغارات الجوية ظلت مسلطة على القاهرة بعد الحرب العالمية الثانية أكثر من ثلاث سنوات . ونجد موقفه السياسى أيضا من خلال إشاراته إلى الحركات الثورية فى ذلك الوقت، ومنها الحركة التى كان عطا لله عضواً فيها، بالإضافة إلى الحركة السرية التى ينتسب إليها نصيف، وإشارته عما تلاقيه هذه الحركات من أسر وسجن وتعذيب إذا وقعوا فى أيدى رجال الشرطة.
3-المؤلف الضمني في رواية "الحل والربط":
المؤلف الضمنى فى رواية "الحل والربط" مؤلف واقعى ساخر من الشعوذة والدجل المنتشر فى الريف المصرى . وهو عندما يصور الريف المصرى وما تغلغل فيه من شعوذة ودجل يستخدم لغة قريبة من سكانه، بل يستخدم عباراتهم السحرية، فيقول: "وتستنزف الأموال من الدكتور على نطاق واسع قربى للأسياد، ثم يحل اليوم الموعود لصرف الجان بعد حساب الأبراج الشمسية والقمرية . ولأن هؤلاء الجان قد تركوا لشأنهم حقبة طويلة فقد شغلوا وقتهم بالتناكح والتناسل حتى ملأوا كل خرم وشق فى البيت، حتى لم يعد التخلص منهم بالأمر السهل . لابد لمطاردتهم من تجريد حملة جماعية بأكبر قوة ممكنة تضم أفراد الأسرة والخدم والفلاحين، يمسك كل منهم بمبخرة يضعون فيها زنجارا وميعة وحلتيت ثم يجوسون فى غرف المنزل جميعها فيرددون ما يلقيه عليهم الشيخ فليفل من أدعية وعبارات سحرية ... ولذلك فسوف يستعمل أدعية مختلفة يبدؤها بالتعويذة الفرعونية هاى كاو، فيردد الجميع : هاى كاو تم يتلوها بدعاء عبرى . أدوناوى أحباءوت آل شداى . ثم يسترسل فى الرطانات الأخرى والجوقة ترددها وراءه . هلضم بلطم، هبردج جمردح، بشطيش قطوش"(30). المؤلف الضمنى خبير بأفانين السحرة وطرقهم فى استنزف الأموال من أصحابها بدعوى التقرب للأسياد، ويعلم أساليبهم فى طرد الجان وما يستخدمون فيها من مباخر وزنجارا وغيرها، فيصور حملة التطهير مقتبساً عباراتهم السحرية الغريبة، وهو على مسافة بعيده منها، إذ يستخدم أسلوب الخطاب المباشر على لسان فليفل فى نقلها . " الناثر لا يخلص الكلمات من المقاصد والأصوات الغريبة عنه، ولا من بذور التنوع الكلامى الاجتماعى فيها، ولا يزيح الوجوه اللغوية والطرق الكلامية (أى شخوص الرواة المحتملين) التى تتراءى وراء كلمات اللغة وأشكالها، بل يصف هذه الكلمات والأشكال على مسافات مختلفة من النواة المعنوية النهائية لعمله ومن مركز قصده الخاص"(31).
فالرواية تدور حول فكرة الشعوذة والدجل المنتشرة فى الريف حتى بين طبقة الأغنياء والمثقفين، كما نرى الدكتور معتز ووالدته . والمؤلف الضمنى يسخر من هذه الشعوذة، لذلك يسخر من الدكتور معتز الذى وقع فريسة سهلة للشيخ فليفل، فيصوره فى جلسات حل الربط تصويراً ساخراً يجعلنا نضحك منه ونشفق عليه فى آن واحد. ويتضح من كل هذا موقف المؤلف الضمنى من الشعوذة والدجل، فهو يرفض الشعوذة والمشعوذين، ويراها احتيالا واستنزافاً لأموال الناس، لذلك كان يسخر منهم دائما. وكما صور الراوى ومن خلفه المؤلف الضمنى أفانين المشعوذين فى الاحتيال، صور احتيال الأطباء وبراعتهم فى استنزاف الأموال من خلال تصويره لطبيب القرية، قائلا :"فيخفى عجزه عن التشخيص وتهيبه من إنكار الداء بأن يدفع لهم بتذكرة مشحونة بكل ما يعى من أدوية أهل الحضر"(32). المؤلف الضمنى يشير ضمنياً إلى أن الفلاحين يصابون بأمراض غير أمراض أهل الحضر، فأمراض الفلاحين صارخة نتيجة تعرضهم الدائم للشمس والعمل فى الحقل، أما أهل الحضر فأمراضهم نفسية أكثر منها جسدية، وطبيب القرية غير متمرس فى علاج المعقدين لخلو الريف منه .
ولكن هذا الطبيب الذى لا يعرف الداء ولا الدواء يجد فى الدكتور فرصة رابحة لاستنزاف الأموال "وكأى نطاسى بارع لا يلبث طبيب القرية الأريب أن يهتدى إلى طريقه الذى وطأه له مريض ملتاث وأم منكبة، فيعمل فيها طرائق الحيلة المربحة عوضاً عن وسائل العلم الجاحد"(33). فالذى ساعد الطبيب على استنزاف الأموال الدكتور معتز بأوهامه وأمه التى توهمه أكثر .والراوي والمؤلف الضمنى على مسافة بعيدة أخلاقياً من هذا الطبيب الذي لا يصرح بعجزه عن العلاج، بل يدعي أنه على علم بأحدث الأدوية .
"وحين ينحسر جرز افانين الطبيب ويوشك ستره أن ينهتك، تمده حيلته بأفكية جذابة تنطلق عليها مراكبه إلى حين، ففي ذات صباح يعلن أنه استطاع أخيراً أن يمسك بتلابيب المرض المخاتل العربيد، إن الدكتور معتز مصاب بمرض لم يتواصل الطب لاكتشافه إلا أول أمس: إنه مرض يسمى "العصب الخامس" لا أكثر ولا أقل"(34). يشير المؤلف الضمنى على لسان الراوى إلى أن هذا الطبيب سوف يطير صيده من يده وتتوقف مراكب كذبه واستنزافه الأموال بعد حين، وهذا ما سيحدث، فبعد أن شخص المرض، وقال إنه العصب الخامس لجأ إلى الوصفات البلدية لعلاج هذا المرض وهنا يطير صيده من يده، إذ تلجأ خديجة هانم إلى الشيخ فليفل الخبير بالوصفات البلدية .
المؤلف الضمنى لم ينس أن يشير ضمناً إلى الفترة التي كتبت فيها الرواية، من خلال إشارته إلى الاصلاح الزراعي الذى جاء في أعقاب ثورة يوليو 1952، فقد زال عهد الإقطاع وتساوى الناس بعد أن أُلغيت الألقاب ووزعت الارض على الفلاحين، ويصور الراوي حال الفلاح ويعكس موقف المؤلف الضمنى من الاصلاح الزراعي قائلا: "ويهب الفلاحين هبة رجل واحد فى وجه هذه الحجج المنظومة على جهل عميق فى ثوب علم خادع . ويشرع كل منهم في التدليل من واقع حاله على أن الفلاح لم يحظ على مر العصور بمثل هذا الرخاء وتللك الحرية هناك مثلا الجمعيات التعاونية التي كان خيرها وقفاً على السادة المتخمين، فأصبح نفعها قاصراً على الفلاح والأجير. وأى شاهد على تحررهم واستردادهم لكرامتهم أوضح مماهم فيه الآن؟ أليسوا يواجهون الدكتور ويناقشونه الند للند؟"(35) .
الدكتور معتز يرى أن الاصلاح الزراعي نظام فاسد سيؤدى بالبلد إلى الخراب، لأنه ممن تأذوا بهذا النظام، إذ فقد عزبة البوهى البالغ مساحتها خمسمائة فدان، كما فقد لقب الباشوية الذى لم يحصل عليها بعد. فالمؤلف الضمني يشير إلى المعادين للثورة، ورفضهم الاصلاح الزراعي من خلال رأى الدكتور معتز الذى لا يختلف كثيراً عن رأى من أُخذت أرضه ووزعت على الفلاحين . والراوى ومن ورائه المؤلف الضمنى ضد موقف الدكتور معتز ومن مثله، بدليل تصويره حجج الدكتور معتز ضد الإصلاح الزراعى بأنها "حجج منظومة على جهل عميق في ثوب علم خادع" فالمؤلف الضمنى مع الاصلاح الزراعي الذى حقق الرخاء والحرية للفلاحين، ويصور مظاهر هذا الرخاء بالجميعات الزراعية التعاونية التى أصبحت قاصرة على نفع الفلاح والأجير .ويدلل على حرية الفلاح بمناقشة الفلاحين للدكتور معتز مناقشة الند للند، لا الأجير للباشا كما كانوا سابقا . وهنا يظهر صوت المؤلف الضمنى واضحاً من تعجبه واستنكاره لأى شاهد علي تحرر الفلاح أكثر مما فيه الفلاحين الآن من مناقشة الدكتور معتز مناقشة الند للند . ونستلخص من هذا كله الموقف الأيديولوجى للمؤلف الضمنى من الاصلاح الزراعى والثورة . فهو مع الاصلاح الزراعى معجب بانجازاته وتحقيقه الرخاء والحرية للفلاح، وضد أعداء الثورة الرافضين للإصلاح مبدداً مزاعهم.
وكما أشار المؤلف الضمني إلى الموافقين على الثورة والإصلاح الزراعي، والرافضين لهما، يشير إلى الصاعدين على أكتاف الثورة المنقلبين من نظام إلى نظام آخر مجاراة للتيار"ورغم أن حماه كان من كبار شيوخ المنصر إلا أنه استطاع بوسيلة أو بأخرى البقاء فى وظيفته فترة من الوقت،صار خلالها بوقاً جهيراً وداعية ألمعياً للنظام الجديد . ولشد ما حز هذا في نفس معتز .. كيف صار وحده كبش الفداء بينما استطاع معظم الآخرين إبدال اهابهم في طرفة عين .. إن نقص مرونته جعله مرمى لكل هداف في الوزارة ثم اضحى فإذا زملاؤه القدامى يشنعونه بجهدهم ويعيبون فى شخصه آثار العهد البغيض"(36). فالمؤلف الضمنى أبعد ما يكون فكرياً وأخلاقياً عن هؤلاء المنقلبين من نظام إلى نظام، لذلك وصفهم بــ"شيوخ المنصر".
4 - المؤلف الضمنى فى رواية"مناوشة على الحدود":
المؤلف الضمنى فى رواية "مناوشة على الحدود" مؤلف تجريبى يسعى إلى معرفة حقيقة الإنسان عن طريق مناقشة النظريات العلمية والفلسفية،ويشك فى صحة النتائج التى توصلت إليها هذه النظريات. ونستشف موقف المؤلف الضمنى مما وصلت إليه نظريات العلم والفلسفة حول ماهية الإنسان من خلال عرض الراوي وجهة نظر الشخصية الرئيسية (البطل )، يقول الراوي :"إنه يشعر يقيناً أن الذى يخرج عن نطاق الصور التى رسمها العلماء والفلاسفة أعظم بكثير مما تحويه. الإنسان عبقرى يحوى نواة الحياة، وهذه كلها أنابيب جوفاء لايلتمع فيها الضوء ولا تبض بالحياة إلا إذا سلطت عليها تيارات الكهرباء التى تندلع من مركز خارجى بعيد(37). فالمؤلف الضمنى يتشكك فى صحة النظريات العلمية والفلسفية ويرى أن الحقيقة أعظم بكثير مما وصل إليه العلماء والفلاسفة. كما يبحث المؤلف الضمنى عن حقيقة الحلم، فيستعين بعلم النفس وخاصة العالم النفس "فرويد"،"ولكنه لن يصدق فرويد فالذى بداخله كائن أعقل منه وأكثر حكمة وليس مهووساً مختل الشعور والتقدير، ولكنه سيصدق الشعراء والأنبياء، الشعراء يحلمون بالحقيقة ولكنهم يعيشون فيها بمفردهم، والأنبياء يحلمون بالحقيقة فيطبقونها على حياة البشر".(38). فالمؤلف الضمنى يصدق الشعراء والأنبياء لأنهم أعقل وأحكم من فرويد. وهو يرى أنه إذ "لم يجر العلم مجرى الشعر فيصالح ما بين حياة الحلم وحياة اليقظة ليمكن المرء من دوام العيش في "منطقة الحدود " حتي يختلط الحلم بالحقيقة، ويتعانق العلم بالنبوة، فهو علم لا خير فيه، والأجدى لنا أن نعرف بعض حقيقة الحلم من أن ندرك كافة قوانين اليقظة"(39). فالمؤلف الضمنى يرى عدم جدوى العلم إذا لم يعرف شيئاً عن منطقة الحدود بين العقل الباطن الذى تأتى منه العبقرية والإلهام، فالعقل الباطن هو الكنز الدفين فى الإنسان(40).
ونرى موقف المؤلف الضمنى من الدفاع عن الوطن من خلال القصة التى استوحها البطل من أحد أحلامه "كان يشعر وهو يناضل العدو على الحدود أن هناك خيوطاً من الاحساس تربطه بكل مصرى فى أرض الوطن، يحارب من أجلهم، وهم يحبونه من أجل هذا، وهو إن مات من أجلهم فسوف يحييون من أجله، وإذا خرج من المعركة سليماً، فهو يحيا وإياهم"(41). فالمؤلف يصور موقفه من الدفاع عن الوطن من خلال مشاعر القائد المحب لوطنه ولشعبه، فهو يحارب من أجلهم. كما يصور المؤلف الضمنى كيف تجرى الانتخابات البرلمانية في مصر، يقول الراوي: "ادخلوا زوجها في البرلمان نائباً عن سكان بعض بقاع مصر الذين لم ينيبوه عنهم، ولكن كان عليهم أن يدفعوا ثمن الطعام الذى حشروا به بطونهم في صورة ما . وما إن جاءه النبأ بنجاحه في المعركة الانتخابية التى اسفرت عن قتيلين وسبعة من الجرحى...حتى أبدل عمامته بطربوش وقفطانه بسترة وسروال فقال المعارضون إنه خان المبادئ التى انتخب على أساسها"(42) المؤلف يسخر من طريقة الانتخابات البرلمانية ويتشكك فى نزاهتها، ويبين المشكلات التى تحدث من قتلى وجرحي جراء المعركة الانتخابية، كما يبين كيف يتحول أعضاء البرلمان من صورة إلي صورة مضيعين آمال من انتخبوه.
هكذا رأينا أن المؤلف الضمنى في رواية" ملك من شعاع " يستوحى التاريخ، ويمتد بخياله لتصوير أعظم داعية أنجبه التاريخ (إختاتون)، وفى "مليم الأكبر" واقعى ينقد المجتمع المصري خلال الحرب العالمية الثانية، ويبين مفاسده، وفى "الحل والربط" مؤلف واقعى ساخر من الشعوذة والدجل المنتشر في الريف المصري، وفى رواية "مناوشة على الحدود" مؤلف تجريبي يتشكك فيما وصلت إليه النظريات العلمية والفلسفية عن حقيقة الإنسان.
هوامش
(1) انظر: واين بوث، بلاغة الفن القصصي، ترجمة أحمد خليل عرادات، وعلى بن أحمد الغامدي، ط 1 (جامعة الملك سعود، 1994) ص 86.
(2) فرانسواز ف .روسوم غيرون : وجهة النظر أو المنظور السردى ضمن نظرية السرد من وجهة النظر إلى التبئير، ترجمة : ناجي مصطفى ؛ ط 1 ؛ منشورات الحوار الأكاديمي والجامعي – المغرب ؛ 1989 ص 16.
(3)انظر : جاب لينفلت : مقتضيات النص السردى الأدبى، ترجمة رشيد بدحور، ضمن : طرائق تحليل السرد الأدبى؛ ط1 ؛ منشورات اتحاد كتاب المغرب – الرباط ؛ 1992 . ص 88.
(4) انظر : جيرالد برنس : المصطلح السردى ترجمة : عابد خزندار ؛ ط 1 ؛ المجلس الأعلى للثقافة – القاهرة ؛ 2003، ص 111، و: عبد المنعم زكريا القاضى :البنية السردية فى الرواية ط عين الدراسات والبحوث الإنسانية، الكويت 2009، ص 237-151 .
(5) انظر ولاس مارتن : نظريات السرد الحديثة، ترجمة : حياة جاسم، ط المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة، المشروع القومى للترجمة، 1982م، ص 178.
(6)انظر : لطيف زيتونى : معجم مصطلحات نقد الرواية، ط 1 ؛ مكتبة لبنان ناشرون / دار النهار للنشر ؛ 2002، ص 136.
(7)انظر : فرانسواز ف روسوم : وجهة النظر أو المنظور السردي، م0س، ص 41-42.
(8)انظر : واين بوث بلاغة الفن القصصي، م0س، ص 83.
(9)انظر : السابق، ص 84.
(10)انظر : بيرسى لوبوك : صنعة الرواية، ترجمة : عبد الستار جواد ؛ دار الرشيد ؛ سلسلة الكتب المترجمة ؛ 1981 .، ص 70.
(11)انظر : واين بوث بلاغة الفن القصصى، م0س، ص 82.
(12) ا انظر : السابق، ص 90.
(13)انظر : السابق، ص 23.
(14) السابق، ص 197.
(5[1])انظر : لطيف زيتونى : معجم مصطلحات نقد الرواية، م0س، ص 48.
(6[1])انظر : جورج لوكاتش : الرواية التاريخية، ترجمة صالح صالح جواد الكاظم، ط2، دار الشؤون الثقافية العامة – العراق، 1986م، ص 215.
(7[1]) عادل كامل : ملك من شعاع، ط مكتبة الأسرة ؛ 1998، ص 92.
(8[1]) السابق، ص 54.
(9[1]) السابق، ص 55.
(20)انظر : أ.أ. مندلاو : الزمن والرواية، ترجمة : بكر عباس ؛ ط 1 ؛ دار صادر - بيروت ؛ 1997، ص 130-131.
([1]2) واين بوث : بلاغة الفن القصصي، م0س، ص 228.
(22) عادل كامل : مليم الأكبر، ط مكتبة الأسرة ؛ 1994ص 140.
(23) جاب لنتفلت : مقتضيات النص السردى، م0س، ص 94.
(24) بيرسى لوبوك : صنعة الرواية، م0س، ص 70.
(25) عادل كامل : مليم الأكبر، م0س، ص 285-287.
(26) السابق، ص 287.
(27)السابق، ص 131.
(28) برنارفاليط : النص الروائى (تقنيات ومناهج)، ترجمة : رشيد بنحدو، ط المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة، د0ت، ص 47.
(29) عادل كامل : مليم الأكبر، م0س، ص 273.
(30) عادل كامل : الحل والربط، ط1 ؛ روايات الهلال – القاهرة ؛ يونيه 1993، ص 27-28.
(31) ميخائيل باختين : الكلمة فى الرواية، ؛ ترجمة : يوسف علام ؛ منشورات وزارة الثقافة – دمشق ؛ 1988، ص 59.
(32) عادل كامل : الحل والربط، م0س، ص 20.
(33) السابق، ص 20.
(34)السابق ص 21.
(35) السابق، ص 73
(36) السابق، ص 16.
(37) عادل كامل : مناوشة على الحدود، ط1 ؛ روايات الهلال – القاهرة ؛ يونيه 1993، ضمن : الحل والربط، ص 172.
(38) السابق، ص 179.
(39) السابق، ص 180.
(40) السابق، ص 184.
(41) السابق، ص 130.
(42) السابق، ص 131.