يسجل مهرجان المسرح العربي الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح، و قد وصل دورته السادسة هذا العام، مظهراً مهماً في أسلوبية إدارته و اختيار المشاركات فيه؛ فالمهرجان أصبح الأهم بين المهرجانات المسرحية العربية، و من أبرز ملامح تطور هذا المهرجان:
· الانتقال في كل دورة من دوراته إلى مدينة عربية مختلفة، فقد كانت دورته الأولى عام 2009 في القاهرة ؛ و الثانية في تونس عام 2010، والثالثة في بيروت عام 2011، و الرابعة في عمّان عام 2012، و الخامسة في قطر عام 2013، لتحل السادسة في الشارقة ، مسقط رأس الهيئة العربية للمسرح و مقر أمانتها العامة . و سجل المهرجان بانتقاله استفادة عظمى من تنوع مناخات هذه المدن المختلفة، و تنوع الكوادر العاملة في لجانه، و تنوع فضاءات العرض. و هو في نفس الوقت يساهم مساهمة كبيرة في خروج معظم هذه المدن من فترة السبات الشتوي التي عادة ما تكون في يناير بداية كل عام، و يرفد مسارحها بعشرات المسرحيين العرب يقدمون إبداعهم على خشباتها، و ينقلون الخبرات المسرحية المتحصلة في هذه التجارب، و هذا ما لا يتحقق في أي مهرجان قار في مكان واحد مهما عظم و عظمت أهميته.
· التطوير في آليات الاختيار و المشاركة، فبعد الدورة الأولى التي اعتمدت على مخاطبة الجهات الرسمية أو النقابية لترشح أعمالاً للمشاركة في المهرجان، كانت الوقفة أمام تغيير طريقة الترشيح، و إعطاء الفرصة للجميع سواءً جهات رسمية أو شعبية لترشح أعمالها، و للهيئة الحق في القبول أو الرفض تبعاً للمستوى، و تم تطبيق الأمر في الدورتين الثانية و الثالثة، لينتقل المهرجان إلى وضع معايير جودة أكثر صرامة من خلال لجنة مشاهدة عربية تعمل على الاختيار.
· جاءت مبادرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الرئيس الأعلى للهيئة بإطلاق جائزة لأفضل العروض العربية، و تكليف الهيئة العربية بالإشراف عليها عام 2011، بمثابة الدافع لتطبيق شروط تنافس أكثر صرامة، من خلال وضع لائحة واضحة للتنافس على الجائزة تعمل بالتوازي مع شروط المشاركة بالمهرجان.
· و إذا كان المتنافسون قد بلغوا في الدورة الرابعة حوالي 64 عرضاً مسرحياً عربياً، فإن النسخة الخامسة قد شهدت تنافس حوالي مئة عرض ، فيما تشهد السادسة تنافس حوالي 160 عرضاً، بما يؤشر إلى أن المهرجان بات يشكل البوابة التي يتوخى المسرحيون دخولها و التواصل من خلالها و تثبيت مشاريعهم الجمالية و المعرفية، و ذلك دفعاً لطاقة الاستمرار و الحيوية إلى الإمام
· و يأمل القائمون على المهرجان أن يتمكنوا من زيادة أعداد الفرق المشاركة في المهرجان، و ذلك بتوفر بنى تحتية تستطيع استيعاب المزيد من العروض في نفس الفترة المحددة و هي سبعة أيام، المدة الثابتة للمهرجان، و ذلك لإتاحة الفرصة أمام التنوع في الأشكال و الأعمال المسرحية، و التنوع في فئات الجمهور من الحضور، و تشهد الدورة الحالية خطوة بهذا الاتجاه إذ يشهد برنامج العروض في بعض الأيام أربع مسرحيات مختلفة في الليلة الواحدة ، كما يأملون أيضاً أن ترتقي المشاركات في التنافس على الجائزة نحو تحقيق شعار الهيئة " نحو مسرح عربي جديد و متجدد" كما و نوعاً، حيث أن هذا الشعار يشكل مفهوماً ثابتاً لنتاج متحرك.
· المهرجان الذي ينطلق برعاية و حضور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي في الشارقة يوم العاشر من يناير الجاري يشهد مسرحيات: الجميلات من الجزائر، ريتشارد الثالث و الدرس من تونس، و حلم بلاستيك من مصر، و ع الخشب من الأردن، و ثمانين درجة من لبنان، و ليلي داخلي من سوريان و عربانة من العراق، و نهارات علول و الدومينو من الإمارات و عندما صمت عبد الله الحكواتي من البحرين، إضافة إلى مؤتمر فكري بعنوان المسرح و الهويات الثقافية، و ندوة نقد التجربة همزة وصل في المسرح الإماراتي.