الستارة العالقة
بعد انتظار رفعت الستارة على قصور وقلاع ودق طبول.
تشابكت الدمى، رفعت الأيدي والرؤوس إلى أعلى، تتسابق على الإمساك بكرسي تدلى من فوق وأخذ يتراقص في كل الاتجاهات، يحاول الإفلات من أية قبضة غادرة، إلى أن أعياه التراقص فصاح:
أكل هذا من أجلي ؟ من أجل كرسي ؟! ولله لن أستوي لأحد بعد الآن ، لن تمسكوا بي إلا أشلاء، وعندها سيكون المنتصر من يظفر بأحسن أشلائي.
تبعثر الكرسي قطعا تطايرت في فضاء الخشبة الصغيرة ، تطايرت معها الألباب ، تاهت الأيدي بين الرؤوس والأعناق تحت وقع الطبول شرع محرك الدمى في إسدال الستارة، لكنها علقت على مشهد بقلاع وقصور وأشلاء٠
تململ المتفرجون وأخذوا يتحسسون مقاعدهم بأيديهم وأرجلهم وأعينهم مشدودة إلى الأشلاء السابحة في سماء الخشبة.
درس في الجغرافيا
تأمل التلميذ خريطة العرب ثم سأل المدرس متلعثما
أين دولة إسرائيل يا أستاذ ؟ أتراها فرت من دوي القنابل واختناق الفضاء ؟ أم نحن الذين أرغمناها على الرحيل، بعد أن جربنا الكيماوي على أبناء وطننا ، وحتما قال اليهود: إذا كان هذا ما يفعله العرب بالعرب ، فما سيفعلونه بنا أدهى وأمر ، هيا نفلت بجلدنا ؟!
تنهد المدرس ، قال وعيناه في الأرض
اقلب الورقة يا ولدي ، فتلك صفحة غابرة... ها هي إسرائيل على الصفحة الأخرى، قريرة العين بيننا ، تشع كأنها واسطة عقد عربي أردنا لأحجاره أن تكون غير كريمة.
حلم شهريار
جلس شهريار عند قدمي شهرزاد، أمسك بطرف ثوبها الأخضر، يعبق بعطر لطالما سحره، سحر حكاياها . طبع قبلة على يدها الباردة . نظر إليها طويلا ثم قال مستمتعا بدهشتها
أراك تعانين وأنت تمططين الحكاية خوفا من النهاية. أشفق عليك ، فأنا منذ البداية أعرف مسار الحكاية. جعلت البطولة ذكرا لم يبلغ الحلم بعد ، يلهو بالسيف والدم ،
يلعب كل الأدوار القاتل والمقتول ، يعشق التملك ولا يدري أنه المالك والمملوك
آن الأوان يا شهرزاد . أعدك بحكاية بطلتها أنت ، دهاؤك الجميل في سبيل الحرية والبقاء، حكمتك في أسري لأسحر فأشقى بحكاية ما برحت تفوح منها روائح الموت . أخجل منك وأنت تنزفين قنصا و اغتصابا ، تحضنين صغارك بين ذراعيك وفي أحشائك ، ترفعين كفيك إلى السماء عجوزا تستعجل عدالة ربها وجبروته بعدما خذلتها عدالة الأرض و جبروت الضعفاء.
يا شهرزاد ، أسلمك البطولة ، كل البطولة ، لا نصفها ولا ربعها ولا ... فنحن قوم لا نجيد القسمة ، نعشق الجمع والضرب وحتى الطرح. يا شهرزاد ، البطولة أنثى تفخر باعوجاجها عن خط الدم والوأد، . البطولة امرأة.
تثاءب شهريار . أرخى اليدين والجفنين و عند قدمي شهرزاد غط في
النوم عله يكمل مسار الحكاية - الحلم ....