يخصنا الشاعر المغربي بقصيدة جديدة من كتابه الشعري المفتوح، وهذه المرة يترصد عثرات ووقع الخيبة في ظل حياة لا تتوقف على جعل وجودنا أكثر مأساة ومدعاة للقلق. هي شذرات توظف تكثيفا بليغا يترصد بعين شاعر "صوفي" ما تبقى من سيرة حياة تمر.

كِتابُ الْعَثراتِ

فتح الله بوعزة

( 1 )

فِي الْحُبِّ كَمَا فِي الْحَرْبِ

تَحُطُّ الطُّيُورُ عَلَى جُثَّتِي !

 

( 2 )

لاَ أَرَى

لاَ أَسْمَعُ

لاَ أَبْرَحُ مِعْطَفِي

لَكِنِّيْ

 أُحِيطُ

بِكُلِّ الْمَرَايَا التي انكسرتْ!

 

( 3 )

لاَ أَذْكُرُ مَاضِيَ

لاَ أَذْكُرُ حَاضِرِيْ

مَائِعٌ وَقْتِي

لاَ أُطِيقُ الْبُكَاءَ بِدَاخِلِهِ!

 

( 4 )

نَادِراً مَا أَحِنُّ إِلَى أَحَدٍ

نَادِراً مَا أَضْحَكُ

أَوْ أَبْكِي

أَلِهَذَا تَعْلُو الطُّيُورُ إِلَى آخِرِيْ؟

 

( 5 )

لاَ أَسْأَلُ

لاَ أُسْأَلُ

الرِّيحُ دَلِيلِيْ

 إِلَى الْعَالَمِ!

 

( 6 )

قَلَّمَا يُخْطِئُ  حَدْسِيْ

خِلاَّنِيَ لاَ يَكْنِسُونَ الْغُبَارَ الْمَيِّتَ

 في الشَّارِعِ الْخَلْفِيِّ

لِتُفَّاحَةِ آدَمَ!

 

( 7 )

لاَ أُقْبِلُ

لاَ أُدْبِرُ

دَائِماً تَأْتِي الْعَثَرَاتُ

 إِلَيَّ بِعَفْوِيَّةٍ تَامَّةٍ!

 

(8)

الطُّيُورُ الَّتِي لاَ تَشْرَبُ مِنْ لَثْغَتِي

فُضْلَةٌ

وَ الطُّيُورُ الَّتِي تَنْقُرُ جَمْرَةَ الْعَاشِقِ

فُضْلَةٌ

جَمْرَةُ الْعَاشِقِ أَيْضاً فُضْلَةٌ

وَ الْبَاقِي نَشِيدٌ حَرْبِيٌ

يَتَثَاءَبُ كُلَّ صَبَاحَ

عَلَى حَافَةِ الرَّعْشَةْ!

 

(9)

في الشَّتَاتِ كَمَا فِي الْحُبِّ

يَضِيقُ كِلانَا بِصَاحِبِهِ

وَ كِلانَا يَشُدُّ الرِّحَالَ إِلَيَّ

 كِلانَا مِنْ شِدَّةِ السَّهْوِ

يَطْوِي الْحَكَايَا

 إِلَى قَبْضَةِ سَهْوٍ فِي يَدِي!

 

 (10)

قبلَ أنْ أُولَدَ

 نَافِياً طَرَفَيَّ إِلَى الأَعْلى

تَدَحْرَجَتِ الأَوْقاتُ قُبَالَةَ بَابِيْ

وَ اكْتَمَلَتْ دَهْشَتِي!

 

( 11 )

قَبْلَ ذلكَ

  قَبْلَ تَمَامِ الْحَمامِ عَلى شَفَتَيَّ

 وقبلَ انْتِظَامِ الْخُيولِ البَرِّيَّةِ

فِي مُتُونِ اللِّسَانِ

تَمَلَّيْتُ رِيِحِيْ

طَوِيلاً

وَ زَوَّجُتُهَا غَيْرِيْ! 

  قَبْلَ ذلكَ

 سِرْتُ عَلى عُشْبٍ أَبْيَضَ

 مَائِعٍ

 عَالٍ بَعْضَ الشَّيْءِ

 تَقْطُرُهُ مُوسيقَى خَافِتَةٌ

وَ صَبايَا يَنْثُرْنَ أَعْشَابَهُنَّ

عَلى عُشْبٍ آخَرَ يَجْفَلُ فِي دَمِي

كُلَّما اخْتَمَرَتْ رَغْوَةٌ فِي الأَعَالِي

بَيْنَ اللُّهاثِ وَ مَا يُشْبِهُ الرَّقْصَةَ الأُولَى

بِجَنَاحَيْنِ مِنْ طِينٍ !

 

( 12 )

قَبْلَ ذلكَ

 رَتّبْتُ أَخْطَائِيْ

وَ فَرَشْتُ مَسَاءً لِلْفَوْضَى!

 

شاعر من المغرب