( 1 )
فِي الْحُبِّ كَمَا فِي الْحَرْبِ
تَحُطُّ الطُّيُورُ عَلَى جُثَّتِي !
( 2 )
لاَ أَرَى
لاَ أَسْمَعُ
لاَ أَبْرَحُ مِعْطَفِي
لَكِنِّيْ
أُحِيطُ
بِكُلِّ الْمَرَايَا التي انكسرتْ!
( 3 )
لاَ أَذْكُرُ مَاضِيَ
لاَ أَذْكُرُ حَاضِرِيْ
مَائِعٌ وَقْتِي
لاَ أُطِيقُ الْبُكَاءَ بِدَاخِلِهِ!
( 4 )
نَادِراً مَا أَحِنُّ إِلَى أَحَدٍ
نَادِراً مَا أَضْحَكُ
أَوْ أَبْكِي
أَلِهَذَا تَعْلُو الطُّيُورُ إِلَى آخِرِيْ؟
( 5 )
لاَ أَسْأَلُ
لاَ أُسْأَلُ
الرِّيحُ دَلِيلِيْ
إِلَى الْعَالَمِ!
( 6 )
قَلَّمَا يُخْطِئُ حَدْسِيْ
خِلاَّنِيَ لاَ يَكْنِسُونَ الْغُبَارَ الْمَيِّتَ
في الشَّارِعِ الْخَلْفِيِّ
لِتُفَّاحَةِ آدَمَ!
( 7 )
لاَ أُقْبِلُ
لاَ أُدْبِرُ
دَائِماً تَأْتِي الْعَثَرَاتُ
إِلَيَّ بِعَفْوِيَّةٍ تَامَّةٍ!
(8)
الطُّيُورُ الَّتِي لاَ تَشْرَبُ مِنْ لَثْغَتِي
فُضْلَةٌ
وَ الطُّيُورُ الَّتِي تَنْقُرُ جَمْرَةَ الْعَاشِقِ
فُضْلَةٌ
جَمْرَةُ الْعَاشِقِ أَيْضاً فُضْلَةٌ
وَ الْبَاقِي نَشِيدٌ حَرْبِيٌ
يَتَثَاءَبُ كُلَّ صَبَاحَ
عَلَى حَافَةِ الرَّعْشَةْ!
(9)
في الشَّتَاتِ كَمَا فِي الْحُبِّ
يَضِيقُ كِلانَا بِصَاحِبِهِ
وَ كِلانَا يَشُدُّ الرِّحَالَ إِلَيَّ
كِلانَا مِنْ شِدَّةِ السَّهْوِ
يَطْوِي الْحَكَايَا
إِلَى قَبْضَةِ سَهْوٍ فِي يَدِي!
(10)
قبلَ أنْ أُولَدَ
نَافِياً طَرَفَيَّ إِلَى الأَعْلى
تَدَحْرَجَتِ الأَوْقاتُ قُبَالَةَ بَابِيْ
وَ اكْتَمَلَتْ دَهْشَتِي!
( 11 )
قَبْلَ ذلكَ
قَبْلَ تَمَامِ الْحَمامِ عَلى شَفَتَيَّ
وقبلَ انْتِظَامِ الْخُيولِ البَرِّيَّةِ
فِي مُتُونِ اللِّسَانِ
تَمَلَّيْتُ رِيِحِيْ
طَوِيلاً
وَ زَوَّجُتُهَا غَيْرِيْ!
قَبْلَ ذلكَ
سِرْتُ عَلى عُشْبٍ أَبْيَضَ
مَائِعٍ
عَالٍ بَعْضَ الشَّيْءِ
تَقْطُرُهُ مُوسيقَى خَافِتَةٌ
وَ صَبايَا يَنْثُرْنَ أَعْشَابَهُنَّ
عَلى عُشْبٍ آخَرَ يَجْفَلُ فِي دَمِي
كُلَّما اخْتَمَرَتْ رَغْوَةٌ فِي الأَعَالِي
بَيْنَ اللُّهاثِ وَ مَا يُشْبِهُ الرَّقْصَةَ الأُولَى
بِجَنَاحَيْنِ مِنْ طِينٍ !
( 12 )
قَبْلَ ذلكَ
رَتّبْتُ أَخْطَائِيْ
وَ فَرَشْتُ مَسَاءً لِلْفَوْضَى!
شاعر من المغرب