هذه أحدث قصائد الشاعر العراقي ألفريد سمعان، بعث لنا بها من بغداد يستقطر فيها مأساة بغداد الأسيرة الجريحه شعرا، بعد أن توارى فجرها، وتعهرت، واحتضرت فيها الكرامة، ودنسها الاحتلال.

الفجر المعنى

الفريد سمعان

 


(1)

أنا أدري

بأن فجراً توارى

تحت سقف الغيوم

مرت عليه

عربات العواصف المجنونة

رحل الوجد واللهاث

وحامت

قهقهات الغربان

بين الحنايا

دفن الحب نفسه

في الزوايا

وتهاوت رؤى المواعيد

صار الزهر شوكاً

ودمعة ...  وانهيارا.

(2)

صدقيني بأن ما جاء منك

في قطار الآثام

شلال رعب

وثياب

لا ترتديها الغواني

وطقوس تبرجت

بالقذارة

كيف مرت على اللهيب

خطاك

وتقلبت فوق عشب الدناءة

وتخلى عن البراءة ثغر

كان مرسى  لقبلة

وابتسامة

يا لحزني

على احتضار الكرامة.

(3)

يتشظى ما بين عينيك

جرح

وحروف ذليلة وندامة

أنت في الأسر تشتكين

ولكن

أي وغد ترافقين

وتحبو شفتاه

على المروج الطرية

يتمادى

ويحتويك

بسوط القهر

يملى

عليك ما يشتهيه

ويشد العفاف

حبل المهانة

هل تخليت عن ربيع هواك

وتماديت في شراك

الخطايا.

(4)

كنت ألقاك في الصباح

نسيماً

        وهديلاً

                ورعشة

وضراعة

وحروفاً مغسولة بعبير

الورد

تزهو وتستعيد رؤاها

كأن سراباً

من الطيور يغني

لأمانيك

يحتفي بنجوم

تتهادى بغبطة في سماها

أي نهر... يسير فيه شراع

         السهد

ماذا وراء هذه المتاهات

ماذا

يلوح خلف تلال

الشك

ماذا تريد منا سهام الغدر

صارت غلائل الصمت

عصفا

ومضجعا للرزايا.

(5)

أنا ما ضعت

في مواجع أمسي

أو تغربت في كهوف الضلالة

أو تناءت

عن الضفاف عهودي

سوف أبقى

كما عهدت

أسير العشق

أبقى

معمداً بضباب الآهات

يبقى حنيني

مستباحاً

على فراش ظنوني

أتغنى

كي استعيد هوايا.