يخصنا الشاعر المغربي بقصيدتين جديدتين، يظل التكثيف واقتناص رؤية بصرية هاجسهما الجلي. من داخل هذا الملمح يشكل الشاعر بعضا من ألق هذه الصورة ومفارقاتها وأيضا يصيغ للحظة أقرب الى الومضة إحساسا بتيه ذات أنهكها انشطار العالم على جرحين..

رغوة الشاعر

فتح الله بوعزة

قَاتلٌ

قاتلٌ           

منْ بعثرَ خطوَ السبايا

على عتباتِ الرماةِ

ومنْ دسَّ الريحَ في كُمِّهِ

أخفاها عن شجرٍ

فرحٍ بضفائرهِ!

 

قاتلٌ

من دلَّ الماءَ على رغوةِ الشَّاعرِ

منْ شقَّ الأصابعَ

أفْرغَها مِنْ لُهاثِ الخيلِ

وأهْملُها في الشوارعِ و الحاناتِ

وبسْتانِ النِّسْوةِ المسرعات

بِمَرمرِهنَّ إلى ضوضاءِ الندى!

 

قاتلٌ هذا الحزنُ

ينْسلُّ من جوفي

في هدوءٍ

ويشْطرني نصفين:

شبيهي ينامُ إلى جانبي

بينما أسحبُ ظلَّهُ نحو الخارجِ

أشْنقُ ظلَّهُ

وأعودُ إلى جانِبي

كي يقتلني الآخرُ المتَمدِّدُ

في حذرٍ

مُطمئِنّا إلى عَدْلِهِ

وانْسيابِ الموسيقى:

موسيقى

الدمِ

في

الشارعِ!

 

 

انشطار

تُفَّاحَةُ آدَمَ أَحْلَى،

أَمْ تُفَّاحَةُ حَوّاءَ؟

أَيُّهُمَا وَصَلَتْ كَاحِلِي بِالْهَوَاءِ

وَبَعْثَرَتِ الرَّمْلَ وَالشُّرُفَاتِ

وَطَعْمَ الْغَابَةِ فِي الْحَلْقِ؟

أَيُّهُمَا شَطَرَتْ رُمْحِيَ نِصْفَيْنِ:

 

مَجَازٌ يَنَامُ الرَّكْبُ عَلَى حَدِّهِ

وَحِذٌاء رِيَاضِيٌّ لِلْمَوْتَى

صَيْفِيٌّ

يُشْبِهُ الجُرْحَ الْمَائِعَ بَعْضَ الشَّيْءِ؟

أَيُّهُمَا أَعْلَى

بَحَّةُ آدَمَ

أَمْ بَحَّةُ حَوّاءَ؟  

 

أَيُّهُمَا انْعَطَفَتْ جِهَةَ الِمِلْحِ

وانْتَبَذَتْ بِيَ سَهْواً بَعِيداً

عَلَى جَانِبَيْهِ دَمٌ

وَشظايا سُعَالٍ؟

أَيُّهُمَا خَدَشَتْ زُرْقَةَ الْبَحْرِ

وَالْبَحَّارَةَ

والنَّوْرَسَ المائِلَ جهةَ الحلمِ

أَيُّهُمَا أَعْلَى؟ 

                          

شاعر من المغرب