أعَارتْني صَفيحَ خدِّهَا كيْ أبْحرَ فيهْ!
وهَل غرِق نَبيذِي إلا في بحْر نَداكْ؟
هذا القلمُ الأرْجُوانيّ يَمْنحُنِي السّلطةَ
والتّيجانَ و العُروشَ و المَمَالِكْ ...
سَأقتادُ لُغةَ الهَوَى في عيْنيكِ
أناجِي في السّماءِ غيْماتِ الهَوَى
تِلكَ التي تَحمِلُ الحُبّ والمَطر
غثيانُ الليْلِ والجِراح لا يُسْعفنا
يَصُوغ الشّهْد في قلْعتِه قَصيدةً
تكْتبها يَدي و ترْويِها يَداكْ ...
ثلاثةٌ أدْمَاهُم السّهَر!!
(أنَا) فِي اسْتِراقِ سمْعِ رَعِيتي
و(أنْتِ) في الغوْصِ بِمُقلتي
و(قلَمِي) الذي يَشيخُ في حِكَمِ الورّاقينَ
يلْبَسُ التارِيخُ سُتْرَته والقَمَرُ
تنَاهَت مَسَامِعي إلى كَلامِكِ
بَاتَ في خلّيتِه يُسرِّحُ المَهَالِكْ . . .
يقْتادُ الفُتاتَ مِنْ مُلامسَةٍ لا يحْتسبُها القدَرُ
فغنّتِ السّماءُ طرباً لعلَّ القانونَ يَنتحِرُ
فَلا يبْقى فِي الحُبّ وُعودٌ أو خَطرُ
باتَ الطريقُ إلى وجْنتيكِ طريقةً
يعرِّفُها الشّيخُ للمُريدِ في أوْضحِ المَسَالِكْ ...
فدُلّينِي عَلى مَعْبدِ العَاشِقينَ فِي دوْلتِي
فإنّي أسْكنُ رِياضَ الأطفَالِ
ارْتقبِي مَاءَ الحَياةِ بِعوْدتِي
فقلمِي جيْشٌ يرْتاد قُلُوبَ النّسَاءِ
مِدَادُه عَاطِفةُ المُحيطِ
صَلْب كالصّخرِ وكَأزْمِنةِ الرّجالِ
يهَبنِي عَشْرُ حَوَاسٍ في اللّيْلِ
و يقْطعُ المَسَافاتِ في القُبَلِ
ينادِي الطّريدة التي تعْترِي السّهامَ
و يعلّمُ الحُزنَ للحَزينِ مَالِكْ ...
منْبع أنتَ مِن الغَاباتِ يا قلمِي
لا تعْتلِيهَا الطّيورُ عنْد السّحَرِ
طافَ أوْراقَ الشّجر أجْمَعَها
زارَ أقْلامَ الحَيِّ أكْتَعهَا
فلَمْ يرَ فُحُولةً تحوِّلُ الكَلمَاتِ إلى عِبَرْ
اعْذُرِيهِ ، فهُو الآنَ يَقِفُ بِبابِكِ
و مِنْ مَأمنِهِ يُؤتَى الحَذِرْ ...
أديب من الأردن