بحضور جمع من المثقفين والتربويين والمهتمين، استضاف مركز التنوير الثقافي (تنوير) في نابلس السبت 14-6-2014 الندوة الخاصة بمناقشة كتاب "قلب العقرب- سيرة شعر" للشاعر محمد حلمي الريشة، وتحدث في الندوة كل من الأستاذ الدكتور عادل الأسطة وأ. فراس حج محمد، وأ. رائد الحواري.
تحدث الدكتور الأسطة حول الخريطة الشعرية في مدينة نابلس منذ الشاعر إبراهيم طوقان وصولا إلى الشاعر محمد حلمي الريشة، مبينا اختلاف الشاعر الريشة في ذائقته الفنية والجمالية عن غيره من الشعراء، لاسيما إبراهيم وفدوى طوقان اللذين كتبا شعرا واضحا في الغالب ينسجم مع الذائقة الجمالية العربية التقليدية، مشيرا إلى أن النهج الذي ينتهجه الريشة يحتاج إلى مناخ ثقافي مختلف وقارئ من نوع خاص، قارئ لم يتشرب ولم يتربَ على الذائقة الشعرية التقليدية. كما وتحدث الأسطة عن الجماهرية والمقروئية للشعراء، مؤكدا أن الحكم على الريشة سيكون للأجيال القادمة.
وتناول أ. رائد الحواري في ورقته مجموعة من المسائل التي تناولها الريشة في "قلب العقرب"، ومنها علاقة الشاعر بفيروز وتأثره الوجداني بها، وعلاقة الشاعر بالمرأة وخاصة في ديوان "معجم بكِ"، وعلاقة الشاعر بالكتابة فيرى الحواري "أن هذا المولود ليس مجرد (بويضة يتم تلقيحها) ـ كلمات ولغة وصوراـ فهو بعد الخروج كائنا آخر مختلفا تماما عما تشكل منه، فهو قبل التشكيل والخروج، يختلف تماما عنه بعد التشكيل والخروج". وختم حديثه بقوله: "الكتاب في المجمل يعد استثنائياً، لما فيه من مواقف وآراء حول العديد من القضايا المختلف عليها، خاصة "قصيدة النثر" الذي يطلق عليها الشاعر مصطلح "القصيدة بالنثر".
وأما فراس حج محمد فتناول الكتاب في نقطتين؛ الأولى حول العتبات النصية والعنوان ودلالات العناوين المتكاثرة للكتاب ما بين قلب العقرب وسيرة شعر وشعريار، وحاول تفكيك البنية النصية لبعض الاقتباسات الاستهلالية التي سبقت النص، وتوقف في النقطة الثانية عند ما أطلق عليه "الدخول إلى السُّكّ" (السُّكّ: بيت العقرب) صورة شعريار في السيرة والقضايا الفنية والفكرية والسياسية التي تناولتها السيرة، وتلك الأوصاف التي جمعها الشاعر الريشة في حدائق الشعر لهذه الفاتنة المفتون بها. وقد طبعت الدراسة في كتيب خاص احتفاء من الأستاذ حج محمد بالشاعر الريشة، وتم توزيعها على الحضور خلال الندوة.
وقبل أن يدلي الحضور بآرائهم ومناقشاتهم للشاعر والمحاضرين، تحدث الريشة في كلمة قصيرة شاكرا الجميع حضورا ومتحدثين، مبينا وجهة نظره في قضية الغموض، وكيفية اختلاف الشعر عن الكلام العادي، وكيفية تخلّق الشعر، وخروجه عن منطق المعقول إلى المجهول، مفسر المقولة النقدية القديمة "أعذب الشعر أكذبه"، ومقدما بعض الأمثلة العملية لتلك اللحظات الشاعرية التي تجعل الكلام شعرا.