هذه "اللعنة" تقربنا من صوت شعري نسائي جديد من المغرب، من خلال شذرات شعرية قصيرة تلتقط بوعي بصري آخاد، نكتشف اللعنة الأولى وهي تعيد تشكيل تراجيديا إنسانية اليوم في عالم يمور بالمفارقات والتيهان، لذلك اختارت الشاعرة الغياب كي تجعل من استعادة اللعنة استعارة لما نعيشه اليوم في ظل هذا التضاد والالتباس..

لعنة التيه

فاطمة حاسي

1ـ

أغرته التفاحة

هم بقطفها

وقع,

وعلى رأسه

سقطت لعنة التيه..!

 

2ـ

مغمى عليه،

في أحلامه السرية

غطى غراب سوءة نيته

وطار مبتعدا..!

 

3ـ

اليقظة،

صرخة مذعورة

تذوي في الداخل

فيتشقق حصن الروح

هو دمار من نوع خاص..!

 

4ـ

متأبطا رعشته،

مستندا الى جذع سراب

يمضي فارغا فاه  ..

             في الحقيقة  ..!          

 

5ـ

الحقيقة

ظلال تحمله

أتعبها ذات خطيئة

فأوقعته..!

 

6ـ

ماضيا مع انكساره

نائها في دخان قلقه

يترجى وصولا الى هدنة..!

 

7ـ

على ذاكرة متعبة

تطفح دماميل

ملأى بهواجس المنام

تنفجر بالقرب

من رصيف الندم..!

 

8ـ

يتفرس طويلا في كفه

عروق السكينة تيبست

محاولا

يرويها بطيف أمل

تمتنع..

وتموت عطشى

على أرض الجسد..!

 

9ـ

يرش دهشته بصفعة

وبطعنة من يد الماضي

يتهاوى محموما في قاع حسرة..!

 

10ـ

يخدش بأظافره جذع الشجرة

تتوجع..

تلطمه بتفاحة

فيشهق شهقته الأخيرة..!

 

شاعرة من المغرب