حصل الكاتب والمترجم وأستاذ اللغة والآداب الروسي بكلية الآداب التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط عبد الرحيم العطاوي، يوم السبت المنصرم بالعاصمة الروسية، على المرتبة الثانية في المسابقة العالمية لترجمة الشعر الروسي التي نظمها معهد الترجمة بموسكو تحت شعار "لنطالع روسيا".
وشارك في مسابقة ترجمة الشعر الروسي الدولية، التي تنظم مرة كل سنتين، ثلاثون مترجما يمثلون مختلف دول العالم، حيث تم إقصاء سبعة وعشرين مشاركا، ليدخل المسابقة النهائية ثلاثة أدباء من بينهم الدكتور العطاوي الذي ساهم بمؤلف يحمل عنوان "من روائع الشعر الروسي".
وتشكل مساهمة الجامعي المغربي، الذي اختار مجموعة من القصائد لأبرز الشعراء الروس في القرنين ال19 وال20 ترجمها من اللغة الروسية الى العربية، إنجازا مهما في إغناء الخزانة العربية والتعريف بالأدب الروسي في المغرب والعالم العربي.
وأوضح الأستاذ العطاوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي بموسكو، أن الوصول الى المراحل النهائية لهذه الجائزة لم يكن بالأمر السهل بل جاء نتيجة العمل الأدبي الدؤوب والمتواصل الذي قام به، حيث بقي في نهائيات جائزة الشعر الروسي ثلاثة أدباء مترجمين الفائز بالجائزة الأولى ممثل الصين وممثلة ألمانيا.
وفيما يخص المؤلف الذي شارك به في هذه المسابقة "من روائع الشعر الروسي"، قال الدكتور العطاوي إن روسيا أنجبت خلال القرنين ال19 وال20 العديد من الشعراء الذي نالوا شهرة واسعة داخل وطنهم، غير أنهم ظلوا شبه مجهولين خارجه، مضيفا أن ذلك راجع بالأساس إلى صعوبة ترجمة الشعر عموما وأن المترجم يقف حائرا أمام مشكل نقل المعنى، وكذا جمال الشكل والتوفيق بينهما في اللغة التي ينقل إليها.
وأوضح في هذا السياق أنه لو لم تكن هذه الصعوبة لكانت لهؤلاء الشعراء شهرة كبيرة خارج روسيا شأنهم في ذلك شأن مواطنيهم من الروائيين مثل تولستوي وداوستويوفسكي و تشيخوف.
يشار الى أن للدكتور عبد الرحيم العطاوي مجموعة من المؤلفات من بينها "المشموم الزاهي المختار" الذي صدر سنة 1998 و"المغرب وروسيا عبر التاريخ الكتابات الروسية حول المغرب" 2011 و"الاستشراق الروسي مدخل إلى تاريخ الدراسات العربية والإسلامية في روسيا".
كما سبق للباحث والمترجم المغربي أن فاز قبل 25 سنة (فترة الاتحاد السوفياتي) بأكبر جائزة تقدمها الحكومة الروسية للأدباء الذين يكتبون باللغة الروسية تحمل اسم جائزة أمير شعراء روسيا اليكساندر بوشكين.