«التائهون» رواية حديثة للروائي، والمفكر اللبناني الفرنسي المبدع (أمين معلوف)، صدرت بترجمة (نهلة بيضون) عن دار الفارابي للنشر ببيروت سنة 2013؛ ويعيد معلوف من خلال نصه الروائي اكتشاف التعدد، والاختلاف في شكول الهوية الثقافية، وإمكانية تحولها من التعارض بين الأنا، والآخر في سياق النزاعات الطائفية، أو القبلية، والحروب الأهلية، إلى مستوى الانفتاح، والتسامح، وتفكيك مركزية التعارض بين الهويات المتباينة، ثم الانتقال إلى تشكل الضمير الكوني الذي يبحث في مصير الإنسان، وكوكب الأرض بشكل عام في اللحظة الحضارية الراهنة، وفي المستقبل.
ويرتكز النص على فكرة تولدت لدى البطل (آدم) بأن يجتمع مع أصدقائه القدامى عقب وفاة صديقه (مراد)، وكانت زوجة الأخير (تانيا) قد اتصلت لتخبره بأنه يريد أن يراه في لحظات احتضاره، فوصل حين فارق صديقه الحياة، ثم بدأ في الإعداد مع صديقته سميراميس لتلك الجلسة التي تجمع الأصدقاء الذين كانوا يأملون في عالم أفضل، ثم تفرقوا بعد الحرب الأهلية؛ فمراد تفرغ لنزاعات عائلية، وتجارية، و(آدم) سافر إلى فرنسا، وصار مؤرخا، والتحق به (ألبير) عقب نجاته من حادث الخطف، ورغبته في الانتحار، ثم انقلاب علاقته بالأسرة التي اختطفته إلى المودة، عند اكتشافه للجوانب الإنسانية فيها، وانتقاله بعدها للعمل بوظيفة حساسة بالولايات المتحدة، واتجاه (رمزي) إلى الرهبنة عقب توتر عائلي، و(رامز) رفيقه إلى إدارة الأعمال، والنجاح الرأسمالي، وانتقال (نعيم) العربي اليهودي إلى البرازيل، وازدواجيته الثقافية، وحضور طيف (بلال) الذي قتل أثناء فترة الحرب، وكان يحب (سميراميس) التي استقرت، وحولت منزل العائلة إلى فندق، وقد قصدها (آدم) لاستحضار روح الجلسات القديمة قبل نشوب الحرب، وسيادة خطاب الإعلاء من التعارض بين الأنا، والآخر؛ أما (طلال) أخو (بلال) فقد اتجه إلى الطريق الأصولي، ولم يمانع (آدم) من فكرة محاورته، وحضوره للجلسة.
ويقوم البناء الفني للنص على صوت الراوي الذي يسرد قصة وفاة (مراد)، ثم مراحل الإعداد للجلسة الإنسانية، والفكرية، والثقافية التي يعد لها آدم، ثم تأجيلها المفتوح عقب وقوع حادث سيارة لآدم، وهو ينتقل مع (رمزي)، والسائق من الدير إلى الفندق، وصوت (آدم) نفسه الذي يتجلى في مذكراته التي تشمل تاريخه، وتأملاته، وتأويلاته لتاريخ أصدقائه، ومساراتهم، وخطاباتهم، وقد كتب معلوف مذكرات (آدم) بخط مائل؛ ليميزها عن صوت الراوي، ولهذا البناء الفني للنص دلالات ثقافية ذات مغزى، سنشير إليها عقب استعراض المستويات الإبداعية للهوية الثقافية، والتي تومئ إليها أحداث النص، وعلاماته، وشخصياته.
وابتداء من عتبة العنوان؛ وهو (التائهون) نلمح فكرة استمرارية البحث المؤجل عن اكتمال الهوية الثقافية، أو مدى تعايشها مع الهويات الأخرى في السياقات المحلية، والعالمية، حتى نصل إلى السياق الكوكبي؛ والتيه يحتمل أصالة التأجيل في مشهد الهويات المختلفة، ويطرح أسئلة فلسفية حول الكينونة، والموت، والحياة، والخلود؛ ومن ثم نعاين التناقض الإبداعي بين فكرة الاندثار، أو التلاشي من جهة، والاستمرار الإيجابي في البحث عن سياق عالمي متناغم يتجاوز النزعات المركزية، والطائفية، والحروب غير العقلانية من جهة أخرى.
ثمة بحث ذاتي، وداخلي أيضا عن الهوية؛ يتمثل في تلك الاستجابات المتنوعة التي يرصدها الراوي إزاء الحرب الأهلية؛ فكل من الأصدقاء الذين جمعهم الفكر، والبحث عن عالم أفضل، يستجيب للأزمة في مسار، يحدد بدايات تشكل هويته، دون أن ينفصل عن كونه نتاجا للصراعات، والأزمات المشكلة للسياق الاجتماعي في النص. أما الجانب الخلفي من غلاف الرواية، فقد ذيل بكلمة لمعلوف يذكر فيها أن الشخصيات ليست من صنع الخيال تماما، وإنما استلهمها من الخيال، والذكريات. ولهذا الجمع بين الذكريات، والخيال الأدبي دلالتان:
الأولى: اشتباك النص بشكل مباشر مع تحولات اللحظة الحضارية الراهنة، وأزماتها الممتدة من الماضي، وفاعليتها في تشكيل وعي بعض الشخصيات، ومساراتهم المتباينة إزاء العلاقة بين المركز، والهامش، أو الأنا، والآخر.
الثانية: اختلاط علامات النص بالواقع؛ فالإنتاجية النصية عند معلوف ترصد تعارضات، وتناقضات الأصوات، وتعيد تأويلها وفق حالات جديدة من الانفتاح الثقافي، والإحساس الكوني بمصير العالم، وكأن السياق الاجتماعي يشكل الصوت، ويتحول في صيرورة أخرى تجمع بين الواقع، وإيماءات النص، وعلاماته.
إن صيرورة علامات النص تعيد إنتاج الهويات الثقافية انطلاقا من إمكانات انفتاحها على الآخر، وعلى مصير الإنسان بوجه عام بصورة تتجاوز مركزيات التفكير في الحضارة الغربية، وفي الشرق على السواء.
وقد تحدث معلوف في حوار له مع جريدة (الشرق الأوسط) حول طبيعة المجتمعات ذات الحساسيات المختلفة؛ مثل لبنان، وغيره؛ إذ ينبغي أن تراعى فيها مسألة الفروقات، وأن يفضل معيار الكفاءة، وعدم الإعلان عن طوائف الوزراء، وتجنب فكرة توزيع الحصص على الطوائف؛ لأنها مفتتح للجحيم، وللمزايدات. (راجع/ أمين معلوف/ حوار مع وليد شميط بعنوان: أمين معلوف لـ"الشرق الأوسط": الحضارة الغربية في انغلاق كبير، وعليها أن تتغير – بعد صدور كتابه الجديد "خلل العالم"/ جريدة الشرق الأوسط 7 مايو 2009).
يجسد فكر (معلوف) أفضلية الإنسان/ الفرد على المركزيات الجماعية بشكولها المختلفة التي تتبنى خطاب التعارض بين الأنا والآخر؛ ففكرة مراعاة الفروقات تستبدل لغة المركز بانتشار لا مركزي للقوى المتباينة، ولو وجد المركز؛ إذ يتخلى الأخير عن سلطته المغلقة، ويتجه إلى انفتاح مجالات التعددية، والتداخل، أو التجاور الحضاري بين الأنا، والآخر. إن انعدام التجانس وفق سياق التسامح الحضاري – يثري الهوية الثقافية، ويتجاوز بنيتها المحلية باتجاه أصالة جديدة للمحلي نفسه حين يعزز من جذوره الإنسانية المشتركة مع الآخر.
لا يمكن تجاوز فكرة المراكز الجماعية تماما – إذا – حين تناقش العلاقات البينية بين الهويات الثقافية؛ فثمة تفاوت، ولكنه يقبل التفكك، والتداخل، والتجاور، والتسامح الحضاري، أو التعارض، والاحتراب، والإعلاء من المركز على حساب الهامش. ويستعرض البروفيسور الهندي (هومي ك. بابا) في بحثه حول (حالة الاتصال بين الثقافات) الصور المختلفة للعلاقات بين الهويات الثقافية؛ فالمفكر (تشارلز تايلور) يوجه نقدا لتناقض موقف الأقلية بين شعورهم بالتهميش، والمساومة على المبادئ السياسية الأساسية في المجتمعات الجديدة؛ أما (باختين) فيرصد تعددية الأصوات، والخطابات، والأزمنة، وازدواجيتها، واصطدامها من خلال الألسنة بصور واعية، وغير واعية، تنتج رؤى داخلية وليدة ومتباينة حول العالم، ثم يعزز المؤلف من موقف (توني موريسون) في رواية (الحبيب) 1987 حين تستكشف الحقيقة من خلال مساحة من التفاعل بين الأنا، والآخر.
(Read / Homi K. Bhabha: Culture's In-Between, in, Questions of Cultural Identity, edited by Stuart Hall and Paul Du Gay (London, Sage Publications, 2003) pp. 57 - 58).
هكذا يكمن التعقيد، والتناقض بين الهويات الثقافية حين تؤول التعددية باتجاه الاصطدام، أو تعزيز التفاوت بين المركز، والهامش، أو حين يتصل الأنا بالآخر في سياق إنساني عالمي يتجاوز البنى الجماعية المتعارضة، أو الخطابات المغلقة. ونلاحظ أن موقف (معلوف) يوجه نقدا لذلك التعارض في بنية الهويات الثقافية رغم فاعليته الخفية في وعي، ولا وعي شخصيات الرواية؛ وكأنه يحفز التسامح بينما يعلن عن إمكانية استمراريته في سياق أشباح الحرب الأهلية، وصراعات الكوكب المستمرة.
ويتجلى مبدأ (باختين) الحواري في رواية (معلوف) في التعددية المميزة لخطابات الشخصيات التي تفرقت بعد أن جمعها حلم متشابه؛ فرمزي يتجه إلى الرهبنة، ويصير آدم مؤرخا حضاريا، بينما يتجه رامز إلى السوق. إن تلك الانتقائية تؤكد أصالة التعدد، وصراع الأفكار، والخطابات في النص خاصة بين كل من رامز، ورمزي من جهة، وآدم، وشبح مراد الذي اختار البقاء، والصراع في مستوياته العائلية، والمالية من جهة أخرى. ويمكننا ملاحظة ازدواجية الأفكار – بصورة غير واعية – داخل آدم نفسه الذي انهمك في نوبة بكاء تؤكد حنينه إلى البيت القديم، بينما كان يعد نفسه للعودة إلى فرنسا بعد لقاء الأصدقاء؛ وكأنه يمزج بين الأصالة، وانفتاح الهوية الثقافية في آن.
أما الاتصال الروحي بالآخر في نسيج الأنا، وصوته الخاص؛ فيبدو أن النص يستشرفه في المستقبل، ويفتقده في اللحظة الحضارية الراهنة في آن؛ إذ إن شبح الحرب ينتقل من فاعلية السلطة الخطابية، إلى فاعلية المهمش في الذاكرة؛ فهو يتهيأ للوجود بصور أخرى في تاريخ الشخصية، وذاكرتها المتصلة بلحظة الحضور المتناقضة.
مستويات الهوية الثقافية، وتحولاتها في النص:
أولا: نقد العلاقة بين المركز، والهامش:
تحتل سلطة التعارض بين الأنا، والآخر موقع المتن، أو المركز في حكاية (ألبير) في النص؛ فخاطفه الذي يساوم على حياته – بصورة عبثية – في مقابل عودة ابنه المخطوف، يكتشف أن (ألبير) كان ينوي الانتحار، فينخرط في الضحك، ويحدثه عن قيمة الحياة، ورغم وفاة ابنه، يعفو عن (ألبير)، ثم تشكل إنتاجية العلامات في النص من خلال صيرورة الحكي، ومذكرات (آدم)، وخطابات (ألبير) نموذجا آخر من العلاقات تنفك فيه سلطة المركز؛ فيصير (ألبير) ابنا مجازيا لأسرة خاطفه، ويرسل إليها مبلغا ماليا حين يعمل بمنصب حساس بالولايات المتحدة.
لقد تم استبدال نموذج الحرب (المسيطر) على الهويات الثقافية، بنموذج آخر يحتل فيه الهامش/ التواصل الإنساني الطبيعي المفتوح موقع الأصل؛ ليثري مدلول الهوية، ويقع في حالة من التناقض مع خطاب الكراهية، وكأن الأخير كان استثناء في حالة (ألبير).
ثانيا: التعاطف، وانفتاح الهوية بين الأنا، والآخر:
نلاحظ – على طول النص – انشغال آدم بعالمه في باريس، وارتباطه الروحي بـ(دولوريس) الفرنسية، بينما يبحث عن تعاطف آخر، وحب يوحي بالأصالة في علاقته بصديقته اللبنانية (سميراميس)؛ وكأن الإنتاجية النصية للعلامات، والوظائف السردية، تؤكد ازدواجية الهوية لدى آدم، وبحثها المستمر عن كل من الأصالة المشبعة بروائح المكان في علاقته بسمي، وامتداد الاتصال الروحي بالآخر العالمي في الوعي، واللاوعي في سياق اتصاله المستمر بدولوريس.
يشكل الحب – إذا – في تداعيات النص، واستعاراته نموذجا يصل أصالة المكان، وثقافته، بالآخر العالمي في نطاق إنساني فريد يجمع بين الذاكرة، وتناقضات اللحظة الحضارية الراهنة التي تحمل دلالتي التسامح، وأطياف الحرب.
أما شخصية (نعيم) العربي اليهودي؛ فيمنحه النص حضورا برازيليا آخر عقب هجرته؛ فيصفه الراوي بالبرازيلي، ويسرد قصة زواجه من امرأة تدعى (راشيل)؛ وهي مسيحية كاثوليكية تماما، وينطق نعيم اسمها بالطريقة البرازيلية: (راكيل)؛ وكأنه تجاوز الحدود المغلقة لهويته الأولى، وتشكل حضوره، وصوته الآني في النص في مسافة بين تاريخه، والهوية البرازيلية المضافة.
هكذا يعزز نص معلوف من حالات انفتاح الهوية، مع الاحتفاظ بأصالة الذاكرة التي يخصص لها مساحات كبيرة من السرد الروائي في حواراته، وخطاباته، ومذكراته.
ثالثا: حنين، وأصالة:
الحنين للمكان، وذاكرته، وثقافته، ولحظات الطفولة التي عايشها (آدم) فيه، يشكل جزءا رئيسيا من مكونات الهوية الثقافية في النص؛ فرغم اقتناعه بفكرة السفر، نجده يبكي بصورة غير واعية حين يمر على أماكن الطفولة، ثم يسهب في حكاية المرأة التي تلصص عليها، واحتجزته، ثم كانت نافذة لعالم الثقافة، والفكر، والتاريخ الحضاري، ونجد النص يعزز من تكرار حضور المرأة؛ ليوحي باستمرارية الأصالة في نسيج المكان، وبصدق مشاعر الحنين، وصورها الممتدة من اللاوعي، وعوالم الطفولة الحلمية.
وأرى أن هذا الجزء من الرواية يعد مفتتحا لقراءات تأويلية عديدة للهوية الثقافية في سياقها الجمالي الإبداعي الذي يستعصي على الدمج في أنساق خطابية متصارعة؛ فهو يولد، ويمتد بصورة تلقائية طبيعية مملوءة بالجماليات المجردة للذات، والمكان في آن.
رابعا: تشكل الضمير الكوني:
يشكل النص فكرة الضمير الكوني في نهاياته، حين تؤجل جلسة الأصدقاء، وحين تتصاعد نغمة التوتر في خطاب الهويات الثقافية العالمية؛ فقد تولدت الفكرة داخل (آدم) حين وجد نفسه مهموما في النهاية بمصير الجنس البشري كله، وقلقا من الفناء بمستواه الكوني؛ إذ كتب في تأملاته بشأن اسمه (آدم):
"أحمل في اسمي بدء الخليقة، غير أني أنتمي إلى خليقة في طور الاندثار". ص 553.
إن مفتتح دلالات الاسم يوحي بنقاء البدايات، وصفائها الروحي قبل تشكل الطوائف، والقبائل، والمشاعر الجماعية المتعارضة، كما يوحي بنزعة الخلود في اللاوعي، والذاكرة الجمعية، ويقع في حالة من التعارض مع حالة الاندثار التي يرصدها البطل في عالم اليوم؛ ومن ثم يتشكل الضمير الكوني في النص؛ كي يكون شاهدا على الاندثار، ومقاوما له بصورة غير واعية تعزز من الأمل، ومن الكتابة في المساحة البيضاء التي تركها الراوي؛ لتومئ بالتأجيل، وانفتاح الاحتمالات والنهايات.
السرد الروائي، وإحلال الهامش في موقع الأصل:
جاء السرد الروائي للنص متناغما مع فكرة الانحياز للهامش، والتعددية الثقافية، ونبذ خطاب العنف؛ فقد أعادت جماليات النص تشكيل العلاقة بين المتن، والهامش، وانحازت للتعددية، والاختلاف في الأبنية الفنية، مثلما عززت منهما في تشكيل الهوية الثقافية، ومدى انفتاحها على الآخر.
و قد تمثل الانحياز للهامش في ثلاث نقاط؛ هي:
الأولى: الإعلاء من قيمة المذكرات، والخطابات التي تحوي تأملات الشخصية، وتاريخها، وتأويلاتها للتاريخ، واستشراف المستقبل، على الحدث الذي يفترض أن يكون رئيسيا؛ وهو الإعداد لجلسة فكرية تجمع الأصدقاء عقب حفل تأبين (مراد)، فقد جاء مقطعا وسط مساحة المذكرات، والانطباعات، والخطابات التي ميزها الروائي بخط مائل، وشكلت المسار السردي الذي احتل موقع الأصل؛ فالقارئ عرف الشخصيات من خلالها، لا من خلال الوظائف المتعلقة بالإعداد للحفل.
الثانية: تأكيد فكرة الحوار، والتسامح من خلال شخصيات بعينها؛ مثل البطل / (آدم)، و(ألبير)، و(سميراميس)، وقد جاءت المساحات المخصصة لها أوسع من (مراد)، أو (نضال)؛ لارتباطهما بفكرة التعارض بين الأنا، والآخر.
الثالثة: تأجيل النسق المهيمن، والانتشار الجمالي لصور الذاكرة، وتأملات الوعي: تقوم بدايات النص على حدث الإعداد لجلسة الأصدقاء القدامى، بينما تؤجلها صيرورة السرد التي تمنح التأملات، واستدعاءات الذاكرة، وجمالياتها موقع الأصل، دون أن تكتسب حضوره المركزي؛ وكأن تداعيات الهامش، ولا مركزيته تستبدل الخطابات المهيمنة، والمؤجلة في آن.
لقد شكل الحادث الطارئ لآدم مع سائقه، و(رمزي) / الراهب قراءة جديدة للموت، وللحياة في سياق التأملات الكونية، وأعاد التساؤل حول مدى التحقق الكامل للحدث، ولفكرة الهوية الثقافية، وخطاباتها العديدة، بينما تظل مساحات الانفتاح الكامنة في تأملات (آدم)، وشخصيات النص قائمة، وغير مكتملة أيضا؛ لأن تأجيل الحدث يعزز بصورة - غير مباشرة – من حضور الضمير الكوني.