رغم ما قيل بأن الرواية، هي رواية لا غير. وهي تأليف للدكتور يوسف زيدان، وليست ترجمة للرقوق التي وجدت شمال حلب، فأنا خلال هذه القراءة سأثبت بالأدلة والبراهين، بأن هذه المذكرات أن صح التعبير، هي مذكرات حقيقة للراهب هيبا، والرقوق التي كتبت عليها بالسريانية ما تزال موجودة إلى الآن، والشكر الجزيل للكاتب يوسف زيدان على الترجمة الدقيقة والأمينة لهذة الرقوق ........
بداية القراءة :
"عزازيل في المذكرات" أو " الشيطان "، يظهر للأشخاص القلة، ذو الثقافة العالية، التي قرأت وعرفت، ونهلت من مناهل المعرفة من كل حدب وصوب وقارنت الأحداث وما جرى وما يجري، وتكون لديها المنطق أو التحكيم العقلي لكل الأمور والأحداث. عزازيل ليس إلا المحاكمة العقلية بعيداً عن الخوف المتوارث ....
المذكرات تتكلم بصدق، وبنظرة حيادية عما يجول في خاطر "الراهب هيبا"، من منازعات وتيه وحيرة وشك. وأيضا تكلّمت عن ما حدث في الزمن الغابر، وخصوصاً في فترة التي تسلل فيها الدين للسياسة أو العكس، تسلل فيها السياسيون للدين، وأصبح الدين وسيلة للتحكم بالشعوب من جهة، ومن جهة أخرى، تسيّس الدين وفق المصالح الشخصية او الأهواء....
كاتب هذة المذكرات الراهب هيبا، كما عرف نفسه وسماها، لم تمنعة مسيحيته من قول حقيقة ما اعتلا في نفسه وما خالجها من تساؤولات وخوف وشك ....
سنتكلم عن ابعاد الرواية واقترابها من الواقع المعاش....
أولا ...." التناقضات الواقعة بين ديانتنا القائمة على الفداء والمحبة، وتلك الأفعال التي تجري باسم المسيح في الإسكندرية" (ص 93... إلكترونية وكل صفحة الكترونية تحتوي صفحتين ورقيتن). سنذكر بعض الأحداث والمواقف التي تتحدث عن هذه التناقضات، ومع أن هذه التناقضات ظهرت بفترة قريبة زمنياً، بين ظهور المسيح، وبين أفعال القتل، وأدت إلى شروخ عامودية في الدين وقتال عنيف بين الكنائس ....
1. الكلام على لسان الراهب هيبا:
"هيباتا" (فيلسوفة كل زمان والتي لم تكن تعترف بدين محدد) أكاد إذ أكتب اسمها الآن حتى أراها أمامي. وقد وقفت على منصة الصالة الفسيحة، وكأنها كائن سماوي هبط إلى الأرض من الخيال الإلهي، ليبشر الناس بخبر رباني رحيم. كانت لهيباتيا تلك الهيئة التي تخيلتها دوما ليسوع المسيح، جامعة بين الرقة والجلال.. في عينها زرقة خفيفة ورمادية وفيها شفافية. وفي جبهتها اتساع ونور سماوي، وفي ثوبها الهفهاف ووقفتها وقار يماثل ما يحف بالآله من بهاء. من أي عنصر نوارني خلقت هذه المرأة ؟.. كانت تختلف عن بقية الناس .فإن كان الإله خنوم هو الذي ينحت اجسام الناس فمن أي صلصال طاهر نحتها و بأي عطر سماوي سبكها ... يا إلهي أنني أجدف .. (ص 69)
الكلام أيضاً على لسان الراهب هيبا، ولكن في موضع آخر ...
لما رأيت الأسقف أول مرة، استغربت واحترت، لأنه أطل علينا من مقصورة مذهبة الجدار بالكامل. وهي الشرفة الواحدة فوقها صليب ضخم من الخشب معلق عليها تمثال يسوع المصنوع من الجص الملوّن. من جبهة المسيح المصلوب ويديه وقدمية تتساقط الدماء الملونة بالأحمر القاني..
نظرت إلى الثوب الممزق في تمثال يسوع ثم إلى الرداء الموشى للأسقف! "ملابس يسوع أسمال بالية ممزقة عن صدره ومعظم اعضائة، وملابس الأسقف محلاة بخيوط ذهبية تغطية كله وبالكاد تظهر وجهه. يد يسوع فارغة من حطام الدنيا، وفي يد الأسقف صولجان أظنة من شدة بريقه مصنوعا من الذهب الخالص. فوق رأس يسوع آشواك تاج الآلام، وعلى رأس الأسقف تاج الأسقفية الذهبي البراق..
بدا لي يسوع مستسلما وهو يقبل التضحية بنفسه على صليب الفداء، وبدا لي كيرلس مقبلا على الأمساك بأطراف السماوات والأرض .... (ص74)....
2. تكلم أيضا عن ابناء الدين كانوا يهدمون المعابد الوثنية على رؤوس من فيها...
3. وتكلم، عن اعتراض جماعة من شعب الكنيسة المؤمنين طريق حاكم الأسكندرية أورستوس ورجمه بالحجارة، مع أنه في الأصل رجل مسيحي. ومع ان يسوع المسيح في بدء بشارته ثنى اليهود عن رجم العاهرة في الواقعة المشهورة التي قال فيها "من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر."
4. قتل الناس باسم الدين لا يجعله دينا. إنها الدنيا التي ورثها ثيوفيلوس وأورثها من بعده ابن اخته كيرلس. فلا تخلط الأمور ببعضها يا ولدي ، فهؤلاء أهل سلطان، لا أصحاب إيمان .. أهل قسوة دنيوية، لا محبة دينية ..( ص93)
5. قتلهم المروع لهيباتا، حيث جردوها من ملابسها وجروها على شوارع الإسكندرية المبلطة ببلاط غير متلاحم، بل حاد الأطراف فتقشر جسدها، ثم قشروا باقي جسدها بالأصداف ورموا قطع اللحم الأحمر فوق كومة كبيرة من قطع الخشب وأشعلو النار بها ... (ص 80)
هذه الأفعال من قتل وإرهاب للنفوس، كانت تحدث في كل دين وفي كل مجتمع يصل فيه الدين إلى السلطة، فيحاول أصاحب السلطة المتدينون أو معتنقو الدين الجديد، إرهاب المجتمع بهذا الدين لزيادة سلطتهم، وليكون هذا الإرهاب النفسي "بأقل تقدير" بحكم إلهي وليس بتدبيرهم، فيخضع المجتمع للحكم الإلهي، ولكن هم الحكام الأصليين وليس الدين، وهذا واضح وسيظهر بشكل جلي في المذكرات وباقي القراءة ...
ثانياً .... بداية ظهور الانشقاقات والشروخ في الدين، والاختلاف في شرح المعتقدات الأساسية، وليس الثانوية، مما أدى إلى تحول الدين الواحد الى طوائف ومذاهب وهذا جلي في ايامنا هذه. ثم إن المذكرات تُظهر مدى تحكم السياسة بالدين، وتحوير الدين وفقاً للسياسة أو القوى العظمى أو حسب رغبات الحاكم، وتظهر بأن الدين هو الطريق الأمثل لزيادة قدرة التحكم بالشعوب...
1. الفريسي: ديانتنا تديننا، تدين من دان بها بأكثر مما تدين غير المؤمنين، وتدين أيضا المؤمنين، الكل مدان، الكل ضال، الآب السماويُّ أقنوم مفارق محتجب خلف هذه المعتقدات كلها، هو بعيدٌ عنا، ونحن بعيدون عن بعضنا، لأننا جميعا مرهونون بأوهامنا. الأقنوم ذاته وهم غامضٌ، اخترعناه وصدقناه واختلفنا فيه، ولسوف نحارب بعضنا دوماً من أجله، وقد يأتي يوم يكون فيه لكل إنسان إعتقاده الخاص المختلف عن إعتقاد غيره، فتنمحي الديانة من أساسها وتزول الشريعة ....ص166
2. هل القويم هو إيمان كيرلس، أم هو إيمان نسطور المسكين الذي سيلحق عما قريب بمن سبقوه من المحرومين .. كل المهرطيقن هنا، كانوا مبجلين هناك...
3. وصلت الأخبار الآن. المجمع المقدس، برئاسة الإمبراطور، أعاد كيرلس إلى رتبته الأسقفية وأمر بعزل نسطور ونفيه ... لم يشأ الإمبراطور وبابا روما أن يغضبا الإسكندرية لأسباب معروفة...( هنا نجد أن الآراء الدينية والفقهية والأسس العقائدية وأصول الدين الأصلية، يحددها الأقوى وليس الأفقه دينياً. القوى العظمة بطبيعة الحال تميل إلى الأقوى لتزيد من قوتها).
ثالثا... نجد في الرواية قدرة هيبا على الكتابة بشخصية وفكر الفترة الزمنية التي مرّ بها، بمهارة وفصاحة أيامه الأخيرة. ونجد أيضاً الثقافة العالية التي كان يتمتع به مما قرأه من كتب. وهو أيضا بليغ رشيق اللفظ أو (أوعز هذه البلاغة إلى المترجم) .
1. مثلا ما قاله في المحبة " ص 153" : للمحبة في النفس أحوال شداد، وأهوال لا قبل لي بها، ولا صبر لي عليها ولا احتمال! وكيف لإنسان أن يحتمل تقلب القلب ما بين أودية الجحيم اللاهبة، وروض الجنات العطرة .. أي قلب ذاك الذي لن يذوب إذا توالت عليه نسمات الوله الفوُّاحة، ثم رياح الشوق اللافحة.
2. في أصل عزازيل، أراء وأقاويل بعضها مذكور في الكتب القديمة وبعضها منقول عن ديانات الشرق ... ويقال إن مولده في وهم الناس، كان في زمن سومر القديمة، أو كان في أيام الفرس الذين يعبدون النور والظلام معاً، ومنهم عرفه البابليون، ثم كان ذكره الأشهر في التوارة التي كتبها الأحبار بعد عودة اليهود من سبي بابل، أما في الديانة المسيحة، فالمذاهب كلها تؤكد، ولا تقبل الشك فيه، وهو دائما في مقام عدو الله وعدو المسيح، ولا يُعرف مقامه من الروح القدس! روى عنه القدماء أنه خلق الطاووس، فقد ورد في نقش قديم، أنهم عيرَّوا عزازيل بأنه لا يفعل إلا القبائح، فأراد أن يثبت لهم قدرته على فعل الجمال، فخلق هذا الطائر ... اسماءه كثيرة (إبليس، الشيطان، إهريمان، عزازيل، بعلزبوب ، يعلزبول ) . قلت له: بعلزبول تعني في العبرية: سيد الزبالة ... وبلعزبوب تعني سيد الذباب .... (ص 175) (في هذا الرق نجد الثقافة والمعرفة العميقة التي تمتع بها هيبا، وهذه الثقافة وما قرأت قبل من كتب نجدها بالشكل الأمثل عند النوم أو الحلم لأن الذهن أو العقل يكون في حالة صفاء لا تعكرة المشاكل اليومية والأنية ..."
3. خطر لي أن أظل بالمغارة بقية عمري، أفرغ تماماً للعبادة، وأهجر الطب، وروادتني أماني لا تليق بالرهبان: سوف يعرف الناس مع الأيام أنني أقيم هنا، وسيأتون للتبرك بي، سأضرب للتقشف المثال الأروع، لن أكل في اليوم والليلة، إلا بلحة واحدة. ص 65" (هنا تجد رغبات وأمنيات الراهب الصغير والتي استطاع أن يتذكرها هيبا بعد مرور عشرات السنين وهو يكتب مذكراته ... )
رابعاً..... التيه والحيرة...
التيه والحيرة والتساؤلات التي لا تهدأ ولا تخبو كانت واضحة بشكل جلي في كتيبات ومذكرات الراهب هيبا، ويدل على ذلك سرده للأحداث بشكل حيادي " طبعاً زاد من جمال الرواية والمذكرات، ومن الحقيقة التاريخية". وعدم انحيازه لدينه، و ذكره مثلاً في مذكرته: بأنه تائه وحائر كما هو السيد الصقيلي الذي كان صاحب المنزل فاحش الثراء التي تعيش فيه اوكتافيا، وقد عرف عنه الثقافة وأنه كان يقرأ كثيراً، وكانت تعليقات السيد الصقيلي على هوامش ما كان يقرأ من أناجيل تبدأ كالآتي " كيف لأنسان أن يؤمن بكذا وكذا .. وهذه التساؤلات والشكوك الكثيرة التي تدور في رأسه، غيرت آراءه الشخصية التي أصبحت مغايرة تماما لما كان يشاع في ذاك الوقت.
1. يُقال بأن الدود لا يأكل رفات القدّيسين والشهداء! فهل هي معجزة لهم، أم هي معجزة للدود الذي يفرَّق بين الأجسام. المقدسة منها وغير المقدسة؟ .. على أن الدود فيما أظنُّ لا يفرًّق، ولا يعرف أجساد القدًّيسين من غيرهم، إلا فهو لا يتطرًّق لأجسام المومياوات المحفوظة ببلادنا في التوابيت العتيقة .. لماذا حفظ المصريون القدماء، اجسام أموتاهم بسحرٍ أو بالعلمٍ، ليمنعوا عنها الدود. أم تُرى أن اجسادهم كانت هي الأخرى مقدسة! "ص 96 "
2. ثم أنه قال في مذكراته عن السيد الصقيلي أيضاً: كان الرجل حائر، ومثلك أنا مشفق على حالي لفرط حيرتي.
3. وقد كان طيباَ بالفعل مع أنه ثري .. لماذا قال يسوع المسيح إن دخول الأغنياء ملكوت السماء أصعب من المرور في ثقب الإبرة؟
4. ما عدتُ أعرف لي وصفا محددا: هل أنا طبيب، أم راهب، أم مكرَّس، أم ضائع، أم مسيحي، أم وثني ( ص 168)
5. ويتابع في (الصفحة 170) أنا أطوف بظاهر الأشياء ولا أغوص فيها. بل أراني أخشى الغوص في باطني، لكي أعرف حقيقة ذاتي الملتبسة .. كل ما في ملتبس ... عمادي، رهبنتي، إيماني، أشعاري. معارفي الطبية، محبتي لمرتا.. أنا التباس في التباس . والإلتباس نقيض الإيمان، مثلما إبليس نقيض الله.
6. ماذا عساك يا أبليس، يا أيها اللعين، أن توصلني إليه؟ هل تريد أن تضلّني عن إيماني بالمسيح؟. أولم تدرك أنني ما عدت مؤمنا مثلما كنت... وما هو أصل الإيمان القويم الذي تكون الهرطقات بخلافه؟.. ما الأرثوذكسية؟ هي ما يقرِّرونه في الإسكندرية، أم ما يعتقدونه في انطاكية ... "ص 172"
7. فقدت من قبل ما كان لك : النبوغ في الطب، الأمل في إدراك سر الديانة، الغرام بأوكتافيا، الولع بهيباتا، الاطمئنان بالغفلة، والإيمان بالخرافات ( ص 173)
8. ثم سألني "يقصد عزازيل":
- هل خلق الله الإنسان أم العكس؟
- ماذا تقصد
- يا هيبا، الإنسان في كل عصر يخلق إلهاً له على هواه، فإلهه دوما رؤاه وأحلامه المستحيلة ومناه." ص175" (هنا نجد أن الأسئلة المحيرة بدأت تعود له، وهذا النقاش الذي حصل بين عقله وعاطفته. بين التيه والإيمان القويم. بين الشك وهو مفتاح الغيبيات، وبين القبول بالغيبيات كما أمليت عليه، حتى بدون التفكير بها. هنا كان الصراع بين العقل المجرد، والعاطفة المجردة...)
9. النقاش الأخير بين عزازيل وهيبا...
- أهو حيّ!؟ كيف وقد قتله الرومان "الكلام ل عزازيل"
- مات أياماً، ثم قام قيامتة المجيدة من الموت.
- وكيف مات أًصلا .. كيف لك أن تصدق يا هيبا، أن الحاكم الروماني بيلاطس وهو الإنسان، قادر على قتل المسيح الذي هو الإله ... وهل صعب على الله أن يعفو عن البشر بأمر منه. من غير معاناة موهومة، وصلب مهينٍ، وموتٍ غير مجيدٍ، وقيامة مجيدة. (هنا نجد أن الشك والتساؤلات وصلت بهيبا لقمة الدين، وتناقش مع عزازيل بصلب الدين من دون خوف.)
وأخيراً ...ها هو الرق الأخير، ما يزال معظمه خاليا من الكتابة ولسوف أترك هذه المساحة بيضاء، فربما يأتي بعدي من يملؤها ... ولسوف أدفنها مع خوفي الموروث وأوهامي القديمة كلها ... ثم أرحل مع شروق الشمس حُرِّا... "هكذا انتهت المذكرات، ماذا كان يقصد بِحر؟ أهو التحرر من كل رابط ودين ومن التساؤلات والشكوك التي تشغل باله؟
في الرقوق الأخيرة، أنا ككاتب وقارئ، كنت في أغلب الجمل والمقاطع أضع تحت خطاً لأهميتها، وكأن العبر تجمعت في الخواتم، وفي اللحظة التي ظهر فيها عزازيل، وهنا نجد ظهور الفقه والخبرة في الحياة، التي مر فيها الراهب خلال مسيرة حياته، وهنا نسمع الأخبار والحكم كما تريدها نفسه من دون خوف من العقاب والهرطقة و الكفر، كما في مجتمعاتنا الحالية. ونجد في الرقوق الأخيرة أيضاً، سرعة في السرد والكلام والأحداث بشكل مقتضب، وكأنه كان مستعجلاً أو يستعجل أيامه الأربعين على الانتهاء ليعتق نفسه. من الكتابة، ومن نفسه التي صاحبته.
" تنبيه صغير "...
"رح نحكي قصة ضيعة، لا القصة صحيحة، ولا الضيعة موجودة، بس في ليلة وهو ضجران خرتش إنسان على روقة، صارت القصة وعمرت الضيعة." (من مسرحية بياع الخواتم)
"لم تكن الرواية سوا رواية، فلا رقوق وجدت، ولا مذكرات كتبت ولا هم يحزنون، وقد استعمل هذه الحيلة الأدبية "كما قال "الدكتور يوسف زيدان" وقبلها استعملت في روايات عالمية عدة، وذلك لإيهام القارئ بأن هذه الأحداث أحداث حقيقة، وإحداث رهبة الحقائق التاريخية على القارئ ووضعه بشكل سريع في مجريات الرواية، "وكذلك أستعمل أنا نفس الحيلة في قراءتي للرواية."
وفي الرواية، استند الكاتب على حقائق تاريخية، وعلى بناء أشخاص من الخيال، ودمج الأشخاص الخيالية بالحقائق التاريخي، "مثل ما كتبه دان بروان "وذوب المحلول بشكل جيد، وسخنه على نار هادئة، فخرجت إلينا رواية ذات أصول تاريخية. أو تاريخ ذا أصول ادبية. " كما كان المعري فيلسوف الشعراء، وشاعر الفلاسفة "، فقد كانت الرواية، تملك المقومات الكاملة للرواية من تشويق وفعل وما شابه، وتملك في طياتها حقائق تاريخية عن فترة ما، وبرأيي المتواضع أن هذا الأدب يعد من أهم أنواع الادب، ولكن له مخاطر كثيرة، فمن السهل أن يشوه التاريخ بجرة قلم .
- " في النهاية ". كثيرة هي إسقاطات الرواية على زماننا هذا. وعلى كل زمان، فيها التحكم بالدين حسب الأهواء وتحكم بالشعوب، فيها التفرد بالآراء. فيها الشروخ التي كانت ومازلت في كل دين. وهذه الشروخ تزداد مع الزمن ويزداد معها القتل والعنف، فيها التناقضات الكثيرة والعديدة بين الخلف والسلف، وهذه التناقضات كلما زادت زاد الإرهاب معها. وفيها الحيرة والشك بكل ما قيل عمودياً، وفيها التحكيم العقلي أو عزازيل ...