يخصنا الشاعر المغربي بقصيدة جديدة آسرة بموضوعة الحنين، وهو ما يجعل من هذه "الحديقة" الاستعارة كناية للحياة وتتويج لانكساراتها وآلامها، ويلتقط الشاعر برؤى بصرية لافتة وعبر تكثيف للغة ألم الحنين الذي ترك مواربا بين حبيبات التراب المدفون حيث يد الأب وضوء الأم الترياق.

حديقةُ البيتِ

فتح الله بوعزة

الكرمةُ الخضراءُ العاليةُ

في حديقةِ البيتِ

أغصانُ أبي

دوماً

تورقُ في مثلِ هذا الوقتِ منَ الليل!

 

في النّصفِ الآخرِ من الحديقةِ

طائرٌ ضجرٌ

يبعثر ريشَه في حنقٍ

من قدّمَ لهُ جمْجمتي

فارغةً منَ الشّرابِ؟

 

الأسلاكُ الشّائكةُ حول الحديقةِ

لم تمنعِ الّلصوصَ

و الضّوءَ

منَ العبورِ إلى غرفتي!

 

غبارٌ داكنٌ على كتفِ الورْدةِ

من كسَر الجرّةَ التي خبّأتُ فيها

سلالمَ الحروبِ القديمةِ؟

 

الوردةُ الحمراءُ هناك

ضفيرةُ امرأةٍ

دلّتِ اليقين

على بابي

و اخْتبأتْ

خلفَ ظنونِ الْعاشقِ!

 

الشّجرةُ الوحيدةُ التي

تراني دوما

قصيدةً حافية القدمين

بجناحينِ من ضوءٍ

وتحرسني من ديدانِ الحديقةِ

أُمّي!

 

شاعر من المغرب