عن دار النسيم للطباعة والنشر بالقاهرة، صدَر للشاعر نِمْر سَعْدي مجموعة شعرية جديدة بعنوان (وقْتٌ لأنْسنة الذِّئْب). تنقسم المجموعة إلى أربعة فصول وتضمُّ أكثر من خمسٍ وثلاثين قصيدة تتنوّعُ فيها الموضوعاتُ والرّؤى والأحاسيسُ في طَيْفٍ واسع من الإبْداع الشعري الذي يجمعُ بين الجِدّةِ والأصالة.
من قصائد المجموعة: وَقْتٌ لأنْسَنةِ الذِّئب، تَمنَّيْتُ لوْ كُنتُ ظِلاًّ لشَمْسِك، سآوي إلى نَخْلها، أزْهارٌ من سدومْ، شُكْراً للأملْ، هلْ هنالِكَ مَنْ يَحْتفي بالألَمْ؟!، قصيدة إلى عَبّاد الشَّمْس، شاعرٌ يُشْبه الشَّنْفَرَى، عِطْرُ القرُنْفلْ، لَنْ أصَدّقَ إلاّ دمي، يا اشْتهاءَ النّدَمْ (قصيدة إلى ديك الجِنّ الحمصي)، شَهْرزاد التي نسيتُ اسْمها، عبد الوهّاب البيّاتي، يا اشْتهاء دمي سراباً، فراشة قلبي وأفْعى الرّئة، سُدّي طريقَ الحريرْ، هوى الفيسْبوك، القصيدة بيضاءْ، أنوثة، تكْوينْ، إلى فرجينيا وولْف...وغيرها من القصائد التي سننشرُ تباعاً مُقتطفاتٍ منها لنتعرف على هذا العالم الشّعْريِّ المسْكون بثَمَلِ الدّهشةِ وبكارة الرؤيا وسِحْر الخيالْ.
نمر أحمد سعدي شاعر وكاتب فلسطيني من مواليد أكتوبر عام 1977. يقيم في قريته بسمة طبعون الواقعة شرق مدينة حيفا، وهي قرية جليلية معروفة بجمال موقعها، ومناظرها الطبيعية الخلابة، وتأثيرها الساحر على نفس الشاعر القلقة، لكنها مرهفة الإحساس والرؤية، والنازعة أبدًا إلى الحرية والجمال الكوني، مما يبقي نوافذه مفتوحة على العالم القريب والبعيد في آن. ليطل، من خلالها وباستمرار على مجالات الحياة، وفضاءات الكون كافة، لاسيما على كل ما هو إبداعي وعصري وحداثي.
ويُعدُّ الشاعر نمر سعدي واحدًا من أصحاب الأصوات الجديدة في الساحة الشعرية المحلية، لما يمتاز به شعره من: طاقة إبداعية، وغزارة في النتاج، ومخزون ثرّ من الموضوعات المتعددة. وهو يكتب القصيدة في الشعر التفعيلي الحر، ومن حين لآخر، أيضًا القصيدة العمودية. كما أنه ناشط في الحراك الأدبي، ومتابع لنشاطات الحركة الأدبية المحلية.
يتميز شعر سعدي بقدرة على التعبير اللغوي، والتصوير الفني على حد سواء، متكئًا، في هذا وذاك، على خيال جامح منفتح على الاتجاهات كافة. يمتح من تناصات ذات حمولات متعددة: موروثات ثقافية، وإشارات إيحائية، وأخرى رمزية وأسطورية، منها الخاصة: عربية وشرقية، ومنها العامة: أجنبية وغربية، تحيل إلى دلالات متعددة، قد تنأى عن كل ما هو نمطي أو متعارف عليه، أي وفق المنظور الحداثي. ولا يعدم القارئ في ثنايا شعره: فكرًا وذوقًا وإحساسًا ومعرفة ورؤيا.
من أهم المحاور في أشعاره: مكاشفة الوجود واكتناه أسراره، وإثارة التساؤلات بغية فهم المتناقضات المحيطة، وصولا إلى سبر أغوار الذات الشاعرة والذات الإنسانية، بوصفها وعيًا وموضوعًا معًا، إلى درجة تبلغ حد التماهي أحيانًا.
يقول عنه الكاتب والناقد الفلسطيني الدكتور محمد خليل في دراسة له بعنوان ( تجلِّيات الحداثة عند الشاعر الفلسطيني نمر سعدي):
هنالك من يعتقد بأن الشاعر نمر سعدي لم ينل، كما يجب، ما يستحقه كشاعر عصامي مبدع، أثبت نفسه بنفسه في مشهد أدبنا المحلي والثقافي، ولم يحظ بالقدر الكافي من الاهتمام، ولا من الدراسة أو الكتابة والبحث، كسائر أقرانه من الشعراء، لذلك بقي يواجه أو يعاني من التعتيم والتهميش الإعلامي. وبعيدًا عن الأضواء والشهرة، على الرغم من أن نتاجه الأدبي والشعري، في منظور ما، يثبت بأنه يمكن لا بل قد يستحق أن يتبوأ مكانه في درجة متقدمة بين صفوف الشعراء المحليين. تُرى، هل تجنَّى بعض شعرائنا المشهورين، باستحواذهم على كامل أضواء الشهرة والنجومية، طبعًا من دون أي قصد أو مسؤولية من جانبهم؟ وكذلك بعض نقادنا، ربما عن قصد أو بدون قصد، في ما يحدث من تجاهل وتهميش لبعض شعرائنا؟ هل نتوقف عند شعرائنا المشهورين فقط ولا نبرحهم؟ إلى متى سيبقى ذلك الغبن، ونظل نتذكر ونردد صرخة عنترة بن شداد في معلقته: هل غادر الشعراء من متردم؟!.
للشاعر نمر سعدي عدة إصدارات شعرية منها:
• موسيقى مرئية ـ منشورات مجلة مواقف/ الناصرة ـ 2008
• كأني سواي ـ ( ديوان في ثلاثة أبواب ) منشورات دائرة الثقافة العربية / دار نشر الوادي / حيفا ـ 2009
• يوتوبيا أنثى ـ منشورات مركز أوغاريت للترجمة والنشر / رام الله ـ 2010
• ماء معذَّب ـ منشورات مجلة مواقف / الناصرة ـ 2011
نُشرتْ له مئات القصائد وعشرات المقالات في الكثير من المجلات والصحف المحلية والعربية مثل القدس العربي وصحيفة عكاظ السعودية وصحيفة الخليج الاماراتية وصحيفة العرب اللندنية.وتُرجمت له عدة قصائد الى اللغات الانجليزية والرومانية والصينية والعبرية وصدرت في أنطولوجيات شعرية.