ككل مرة تنفتح المجلة على نصوص جديدة لشعراء جدد، هنا قصيدة لشاعرة مصرية مقيمة في كندا، تلتقط من خلال نصها الشعري صورة حية تشكلها لغة شعرية دافقة ومسكونة بمن امتلك قدر التي ترسم الآن بورتريها له في اللااكتمال لأفقه.

زاد الوحدة

مـروة أبو ضـيـف

يسير وحيدا
منكسر بكيرياء مجروح
يقسم دائماً بأصابعه العشرة
وهبت روحي كاملة للطريق
كتف زاد للأطفال
و كتف زاد للفقراء
أقدامي أكلها الإسفلت

             والعربات المسرعة
ظهري قسمته العاهرات

              والهموم
لي أبناء بعدد الشوارع

والأبواب المشرعة علي الرحابة
"والعشرة دول"
احفظ المساجد والأئمة

ويحفظني الله
لي كرامات ولت
وعصافير شربت من فمي
وملائكة عدة زارتني في منزلي المتواضع
كانت لي وسامة تقسم بها الفتيات
و تتسابق بنات القرية

ليلمحوا خطوتي
فضة سالت من شفاههن

لما نطقن اسمي
عرفت الأكابر

وصاحبت الأميرات
رقصت

وغنيت

وعشقت
وطويت

العالم بأصابعي
يسير وحيدا

     ومكسورا
لا يحاول أن يخفي البثور

والشقوق بوجهه
لا يزين دمامته بابتسامة
لا يؤنس وحدته

ولو بمصاحبة كلب أجرب
يدندن لحنا غامضا وحزينا
و يقسم بأصابعه العشرة
حزت لي الدنيا مرة..

 

١٧/١٢/٢٠١٣

ساسكتون

شاعرة مصرية مقيمة بكندا