تخصنا الشاعرة الفلسطينية بهذا المقطع الطويل من ديوانها الشعري الذي يصدر قريبا، قصيدة طويلة كاشفة لهواجس امرأة أنهك صوتها الشجن والغياب كما أيقظت الرغبة حواسا ومعابر تفتح كوة على اشتعال وجداني يسبح أبعد مما تراه العين كي يخط رغبات جامحة وجسدا يكتب تفاصيله وانجراحاته ورغبته اللامحدودة أملا في التقاط بعضا من حياة.

يَابِسَةٌ.. سَمَاوَاتِي

آمال عوّاد رضوان

هَا سَمَاوَاتِي يَابِسَةٌ

أَمَامَ اشْتِعَالِ اشْتِيَاقِي

أَأَظَلُّ.. أَتَضَوَّرُ شَهْوَةً؟

أتَظَلُّ أَحْلَامِي مُعَلَّقَةً..

بَــ ~~ يــْـ ~~نَ ..

وُعُودِكِ الْمُؤَجَّلَةِ

وَأَقْدَامي تَتَعَثَّرُ.. 

بَــ ~~ يــْـ ~~نَ ..

جُدْرَانِكِ الــ تَتَهَاوَى!

***

عَلَى خَدِّ شُعَاعٍ مُضَمَّخٍ بِالدَّهْشَةِ

ثَ رْ ثِ رِ ي نِ ي ..

صَدًى

لِأَرْسُمَ..

بَعْثَــكِ الْمُشْتَهَى

***

قَلْبِي..  يَــــكْـــــــبُــــــــــــــــرُ  بِكِ

وحينَ

يَـ~جْـ~ـمَـ~ـحُ

شَجْوا

تَــــتَـــيَـــقَّـــظُ ..

ثُغُورُ رَبِيعِي الــ غَفَا

***

مَبْسُوطَةً .. تَمْتَدُّ رَاحَةُ فَجْرِكِ

مُخَضَّبَةً.. بِحَنَانِ أَنَامِلِكِ الظَّمْأَى

وحِينَ أَلْثُمُهَا.. يَتَّقِدُ عَبَثِي

***

عَلَى شَفَتَيْكِ ..

أَعْزِفُ ابْتِسَامَتِي

وأغذو وَارِفَ الْمَدَى

أَلا يَـــــتَّـــــــــسِـــــــــــعُ..

لِأَوْتَارِكِ الْبَحْرِيَّة؟

***

كأنَّ حُبِّي وَهْمٌ

 كَإلهٍ

إنْ لَمْ يَتَجَسَّدْ؟!

***

دَعِي ظِلالَنَا النّائِحَةَ.. تُلَامِسُ الْأَرْضَ

 فَلَا نَبْقَى مُعَلَّقَيْنِ

بِحِبَالِ الضَّياع!

***

جَــمَــالُـــكِ..

لَا تُثْمِلُهُ أَمْوَاجِي

وَحْدَهَا أَعْمَاقِي ..

 تُسْكِرُ نَزْفَ أَنفاسِهِ!

***

وَجَــــلَالُـــــكِ

مِنْ هُوَاةِ الزَّرْعِ وَالسَّوَاقِي..

أَنَا

 وَأَطْيَبُ أَحْلَامِي..

مَا كَانَ فِي بَطْنِ سَاقِيَةٍ ضَيِّقَةٍ

تَوَقَّفَ فِيهَا الْمَاءُ هُنَيْهَةً!

***

أنا..

مَا كُنْتُ مِن رُعَاةِ الْغَيْمِ وَالسَّمَاوَاتِ

فَــ.. أَتِيحِي لِيَ التَّحْلِيقَ..

بِأَجْنِحَتِكِ الْعَاجِيَّةِ

فِي  أَثِيرِكِ الْحَرِيرِيِّ

***

سَمَاوَاتِي الْمُضِيئَةُ..

انْطَفَأَتْ

مُنْذُ .. أَلْفَ عامٍ..

وَغَيْمَة

وَمَا انْفَكَّتْ سُحُبِي ..

تَتَحَجَّبُ

خِشْيَةَ الصَّوَاعِقِ وَالنّكَسِاتِ

***

دَعيني..

أَكْمِشُ بَعْضَ بُرُوقِكِ

واُغْمُريني.. بحَفْنَةٍ مِنْ كَلِمَاتِكِ

لِأَبْقَى..

عَلَى قَيْدِ الْبَرْقِ

***

لِأَبْقَى.. مُضَاءً بِكِ حَدَّ الْهَرَبِ

صَوْبَ غَيْمِكِ.. جِهَةَ ضِفَافِ الْحَيْرَةِ

أَرِفُّ.. أَتَلَأْلَأُ.. وَيَفُوحُ عُشْبِي.. بَلَلًا!

إِلامَ أَبْقَى عَائِمًا..عَلَى وَجْهِ وَجَعِي

تُلَوِّحُنِي الرَّغْبَةُ..

بِيَدَيْنِ مَبْتُورَتَيْنِ؟

*** 

صُدَاحُكِ .. شَهِيًّا يَتَعَالَى

يَجْرِفُ سُيُولِي بِشَغَفٍ ..

إِلَى مُدُنِ خَيَالِي!

صَوْتُكِ.. يَأْتِينِي

مُتَلَبِّدًا.. بِجَفَافِ شَوْقِي اللّاهِبِ

مُبَلَّلًا.. بِشَظَايَا آهَاتِي

***

رُحْمَاكِ.. أَدْخِلِينِي غَيْمَةً شَهِيَّةً

وَبِلَمَسَاتِكِ الْمُضْرَمَةِ بِالرَّغْبَةِ

أَمْطِرِينِي

***

لِيَحْمِلِ النَّاسُ الْمِظَلَّاتِ

فَلَا نَظَلُّ مُبَلَّلَيْنِ

عَلَى نَاصِيَةِ رِيحٍ..

بِلَا مَصَابِيح

***

سَأَجْعَلُ الْغَيْمَةَ

حُـــــبْــــــــــلَــــــــــــــــى ..

بـــِشُــــمُــــوخِــــكِ

أَحْرُسُهَا.. أَنَا رَاعِيهَا

***

وسَاعَةَ الْوِلَادَةِ

أَهُشُّ عَلَى غيمك..

بِعُكَّازِي

وَبِلَا آلَامٍ .. يَأْتِيهَا الْمَخَاضُ يَسِيرًا

***

كَرِيحٍ .. تَنْثُرِينَ الشَّهْوَةَ هَسيسَ نَشْوَةٍ

في أَعْــمَــاقِــي

وقَدُّكِ.. مِنْ كُلِّ أُفُقٍ فَجٍّ..

يَجْلِبُ لِيَ الْمَطَرَ

***

دُونَ نُضُوبٍ .. تَسْفُكُنِي ذَاكِرَتِي

عَلَى مَسَامَاتِ احْتِرَاقِي

وَأَظَلُّ فضاءَكِ المُشَرَّعَ..

عَلَى قَيْدِ الاشْتِعَالِ

***

تُقَاسِمِينَنِي صُورَتَكِ الــ تُثِيرُ فِيَّ

كُلَّ حِرْمَانِي

وكَفَرَاشَةٍ ..

أَحْتَرِقُ بِرَحِيقِ هُيَامِكِ!

***

أَغُورُ .. فِي صَخَبِ لِسِانِكِ

أُسْرِفُ.. فِي اشْتِهَاءَاتِهِ الْمُعَتَّقَةِ

وأَغُوصُ..

فِي صَرْخَتِكِ النَّقِيَّةِ

***

فِي عَبِيرِ نَهْدَيْكِ..

أَسُووووووحُ

فيُمْطِرَانِنِي شَوْقًا.. يَتَّقِدُنِي

وَأَذْرِفُكِ عِطْرًا مُتَفَرِّدًا

***

بِمَفَاتِنِكِ ..  

تَسْجِنِينَنِي

مِنْ لَدُنِ رُوحِكِ ..

تَنْسِجِينَنِي

وَظــبـــيًـــا أَطْــفُــو

سَ~ا~ب~حً~ا

إلَى مَقَامِ الْهُيَامِ

وعَلَى أَجِيجِكِ الثّائِرِ

أُجِيدُ طُقُوسَ هُطُولِي..

 

(نصٌّ من كتابي الشعريّ الآتي قريبًا)