وزعت جائزة كتارا جوائزها على المتوجين من كل الأصناف، وأعلنت هذه الجائزة العربية موقعها ضمن الجوائز العربية والدولية، جائزة كتارا للرواية العربية هي جائزة سنوية أطلقتها المؤسسة العامة للحي الثقافي – كتارا في بداية عام 2014، وتقوم المؤسسة بإدارتها وتوفير الدعم والمساندة والإشراف عليها بصورة كاملة من خلال لجنة لإدارة الجائزة تم تعيينها لهذا الغرض، هنا تقرير يحاول أن يقربنا من الجائزة وبنودها وهويتها وأهدافها.

توزيع جائزة كتارا للرواية العربية في دورتها الأولى

شهد مسرح الاوبرا في المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا” مساء الأربعاء 20 ماي حفل توزيع جائزة كتارا للرواية العربية في دورتها الأولى، بحضور عدد من أصحاب السعادة الوزراء والمسؤولين والسفراء والضيوف والمدعوين من داخل وخارج قطر، حيث تم إعلان أسماء الفائزين بالجائزة، التي تعتبر الأضخم من نوعها على مستوى الوطن العربي.

وقد فاز عن فئة الروايات المنشورة وعددها خمس جوائز كل من: الروائي أمير تاج السر من السودان عن رواية 366، الروائية منيرة سوار من البحرين عن رواية جارية، الروائية ناصرة السعدون من العراق عن رواية دوامة الرحيل، الروائي إبراهيم عبد المجيد من مصر عن رواية أداجيو، والروائي واسيني الأعرج من الجزائر عن رواية مملكة الفراشة.

أما عن فئة الروايات غير المنشورة وعددها خمس جوائز ففاز كل من: الروائي جلال برجس من الأردن عن رواية “أفاعي النار- حكاية العاشق علي بن محمود القصاد”، الروائي عبدالجليل التهامي من المغرب عن رواية إمرأة في الظل، الروائية ميسلون هادي من العراق عن رواية العرش والجدول، الروائي زكرياء أبو مارية من المغرب عن رواية مزامير الرحيل والعودة، والروائي سامح الجباس من مصر عن رواية حبل قديم وعقدة مشدودة.

وعن فئة الدراما فازت رواية مملكة الفراشة للروائي الجزائري واسيني الأعرج وهي جائزة أفضل رواية قابلة للتحويل إلى عمل درامي من بين الروايات المنشورة الفائزة وقيمتها 200 ألف دولار أمريكي مقابل شراء حقوق تحويل الرواية إلى عمل درامي.

وشهد الحفل مفاجأة تمثلت في منح جائزة أخرى عن فئة الدراما للرواية غير المنشورة قيمتها 100 الف دولار، وفازت بها رواية حبل قديم وعقدة مشدودة للروائي المصري سامح الجباس.

وقد حصل كل نص روائي فائز عن فئة الروايات المنشورة على جائزة مالية قدرها 60 ألف دولار أمريكي، ليصبح مجموع جوائز هذه الفئة 300 ألف دولار أمريكي. كما حصل كل نص فائز عن فئة الروايات غير المنشورة على 30 ألف دولار أمريكي، ليصبح مجموعها 150 ألف دولار أمريكي.

وتشمل جائزة كتارا للرواية العربية طباعة وتسويق الأعمال الفائزة التي لم تنشر وترجمة الروايات إلى خمس لغات هي الإنجليزية والإسبانية والفرنسية والصينية والهندية.

وفي كلمة خلال حفل الختامي قال الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا” إن “كتارا” أصبحت ملتقى للثقافات وحاضنة للابداع الأدبي والفني في فضاء انساني كبير، حيث غدت الثقافة مصدر التقاء بين الشعوب من مختلف انحاء العالم.

وأضاف: باعتبار كتارا أحد أكبر المشاريع في قطر ذات الأبعاد الثقافية المتعددة فقد دشنت هذه الجائزة، بعد أن كانت مجرد فكرة لتصبح صرحاً لنشر الرواية العربية المتميزة، واليوم تحول هذا الطموح إلى حقيقة، بل إن كتارا أضحت محطة بارزة في عالم الرواية العربية، من خلال هذا المشروع العربي الريادي، الذي يجمع بين الرواية والترجمة والدراما، ليتحقق بذلك التواصل بين ثقافات العالم وهو أحد الاهداف التي تسعى اليها كتارا.

وأوضح الدكتور السليطي أن النجاح المميز لجائزة كتارا للرواية العربية تحقق بفضل تضافر جهود عربية عديدة، قائلا: أود أن اعرب عن شكري الجزيل للثقة التي منحتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الالكسوللجنة المنظمة لجائزة كتارا للرواية العربية في كافة المجالات، كما أشكر رئيس اللجنة الدائمة للثقافة العربية واعضائها الكرام على حضورهم مهرجان كتارا للرواية العربية. كما أود أن اشكر اعضاء لجان التحكيم واتحادات الكتاب والناشرين العرب والادباء والمثقفين والاعلاميين وجميع من وقف وراء انجاح مشروع جائزة كتارا للرواية العربية.

وأضاف: ونحن نكرم الرواية العربية ممثلة بكوكبة الفائزين بالجائزة في دورتها الأولى، ابارك لهم هذا التتويج، متمنيا للمشاركين الآخرين التوفيق في الدورات المقبلة، لتبقى جائزة كتارا حافزاً دائماً لتعزيز الإبداع الروائي العربي.

بدوره القى الاستاذ خالد عبد الرحيم السيد المشرف العام على جائزة كتارا للرواية العربية كلمة قال فيها: أهلا بكم في رحاب الأدب والابداع.. في رحاب المؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا” ونحن نعيش لحظات انتظرناها على مدى اكثر من عام من العمل الدؤوب، وقد بلغ البنيان تمامه مع وصولنا إلى حفل توزيع جائزة كتارا للرواية العربية في دورتها الأولى، وهي تتوج بحصد ثمار الجهود التي بُذلت عبر لجان عدة اخذت على عاتقها قيادة سفينة الرواية حتى ترسو على شواطىء الريادة والتميز.

واضاف: لقد شكلت جائزة كتارا للرواية العربية منذ الاعلان عنها صفحة مشرقة بل منصة جديدة في عالم الرواية العربية لتأخذ بها نحو آفاق رحبة حيث باتت الثقافة صناعة، فكانت الاستجابة منقطعة النظير من الروائيين العرب على اختلاف مدارسهم الآدبية واساليبهم الابداعية.

وأعلن السيد عن جائزة جديدة للبحث والنقد والتحليل للرواية العربية، تهدف إلى تطوير الرواية العربية وتوسيع مداها، إلى جانب الفئتين الأولى والثانية للجائزة.

وقال: لقد التزمت جائزة كتارا للرواية العربية منذ اليوم الأول لانشائها بقيم الاستقلالية والشفافية والنزاهة، بالاضافة إلى الترجمة والنشر والتسويق للروايات غير المنشورة، وتحويل الرواية الصالحة فنيا إلى عمل درامي متميز، وموعدنا السنة المقبلة لنرى سويا هذه الانجازات واقعا ملموسا، ولتحكموا بأنفسكم على ما التزمت به الجائزة نحو تعزيز الابداع الروائي العربي، ومواكبة الحركة الأدبية والثقافية العالمية.

وأضاف: نتقدم بوافر الشكر والعرفان لكل من ساهم في انجاح الدورة الأولى لهذه الجائزة بداية من سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام للحي الثقافي، على ما قدمه لنا من دعم ومساندة وتشجيع، وإلى كافة الاداريين والموظفين في كتارا، والشكر ايضا إلى فريق العمل في لجنة الجائزة والروائيين المشاركين ولجان التحكيم الذين ساهموا في انجاح هذه الجائزة والمضي بها قدما نحو التميز.. ونتطلع معكم جميعا إلى دورات مقبلة لجائزة كتارا للرواية العربية لابراز الدور الحضاري البناء الذي يقوم به الروائيون في اثراء الثقافة الانسانية.

وقد جرى خلال الحفل الختامي تكريم لجان التحكيم وعرض فيلم قصير عن دور كتارا” في خدمة الثقافة والأدب والابداع. وقدم الحفل الاعلامي اللبناني نيشان حيث اعلن عن انطلاق الدورة الثانية لجائزة كتارا للرواية العربية.

مؤسسة الحي الثقافي – كتارا:

يعد الحي الثقافي – كتارا مشروعاً ثقافياً رائداً يزخر بالآمال الثقافية الكبيرة لتعميق الوعي بالثقافة العربية العريقة وتحقيق التواصل الإنساني على الصعيد العالمي عامة والعربي خاصة من خلال نشر الوعي الثقافي.
وكتارا بموقعها المتميز مكان يزخر بين جنباته بعناصر الثقافة القطرية والثقافات العالمية عبر المسارح الرائعة، وقاعات العروض الفنية المتنوعة التي تعتبر مصدراً للإبداعات الثقافية والفنية والمعمارية التي ساهمت في إثراء التراث الثقافي وإحيائه، والمحافظة عليه، والسعي لتكوين جيل عربي معتز بحضارته المتجذرة في تاريخ الإنسانية.

وفي سياق الأهداف التي تم التخطيط لها بما يوافق الرؤية الوطنية لقطر 2030، فإن مؤسسة الحي الثقافي – كتارا تقوم على تحقيق هدف رئيسي وهو الحفاظ على التراث والهوية الثقافية، وتسعى في الوقت ذاته لاستثارة الوعي بالثقافات الأخرى واحترامها، إيماناً منها بأن التنوع الثقافي إثراء للإنسانية جمعاء.
لقد نشأت فكرة الحي الثقافي – كتارا لكي تكون قطر منارة ثقافية تتجاوز حدود المحلية إلى آفاق العالم الرحبة، وبحيث يكون الحي الثقافي نافذة عريضة يستطيع الجميع من خلالها أن يطلوا على ثقافات العالم ويكون للمشهد الثقافي العربي القدرة على الحضور في الوسط الثقافي والإعلامي العالمي وإيصال صوتنا الحضاري إلى العالم المعاصر وحضارته الراهنة، عبر إعادة إنتاج المخزون الثقافي والفكري العربي وآليات تواصله مع ثقافة الآخر، خاصة وأن الوسط الثقافي والفكري العالمي أصبح الآن أكثر تفهماً للمضامين الإنسانية والحضارية للشخصية الثقافية العربية.

 

توزيع جوائز كتارا للرواية العربية

وشهد مسرح الاوبرا في المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا” حفل توزيع جوائز كتارا للرواية العربية في دورتها الأولى، وسط حضور حشد من المدعوين من داخل وخارج قطر، وترقب لاعلان أسماء الفائزين بالجائزة، والتي تعتبر الاضخم من نوعها على مستوى الوطن العربي.

ويشمل الحفل توزيع جوائز فئة الروايات المنشورة وعددها خمس جوائز يحصل فيها كل نص روائي فائز على جائزة مالية قدرها 60 ألف دولار أمريكي، ليصبح مجموعها 300 ألف دولار أمريكي. كما يشمل فئة الروايات غير المنشورة وعددها خمس جوائز للروايات التي لم تنشر، قيمة كل منها 30 ألف دولار أمريكي، ليصبح مجموعها 150 ألف دولار أمريكي.

ويتم كذلك توزيع جائزة أفضل رواية قابلة للتحويل إلى عمل درامي من بين الروايات الفائزة وقيمتها 200 ألف دولار أمريكي مقابل شراء حقوق تحويل الرواية إلى عمل درامي. إضافة إلى طباعة وتسويق الأعمال الفائزة التي لم تنشر وترجمة الروايات إلى خمس لغات هي الإنجليزية والإسبانية والفرنسية والصينية والهندية.

 

معرض تاريخ الرواية العربية

وقد تواصلت يوم الثلاثاء فعاليات مهرجان كتارا للرواية العربية الذي يقام خلال الفترة من 18 إلى 21 مايو الجاري، حيث افتتح الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا” معرض تاريخ الرواية العربية، في مبنى 19، ويستعرض ابرز المحطات التي مرت بها الرواية العربية منذ العصر العباسي مرورا بالتغيرات والتحولات التي شهدتها الرواية العربية على مدى العصور الاخيرة.
وعقب جولة في المعرض، أشاد الدكتور السليطي بمعرض تاريخ الرواية العربية وبالمستوى المرموق لما شاهده من لوحات وقال: هذا المعرض من أكبر المعارض التي تحكي المراحل التي مرت بها الرواية العربية، وهو عبارة عن تحفة فنية فريدة من نوعها، حيث يضم نبذة عن المرحلة التأسيسية للرواية العربية من أواسط القرن التاسع عشر حتى أوائل القرن العشرين، كما يضم نبذة عن المرحلة الانتقالية وقد استعرضت الروايات التي صدرت في مطلع القرن العشرين وما بعده بقليل، واتسمت بالتمهيد للانتقال من المرحلة التأسيسية الأولى إلى التمهيد للكتابة السردية وفق البنية الروائية.
كما يتناول المعرض الرواية العربية بعد الثورة المصرية في العام 1919 وما شهدته من تحولات مهمة. ويستعرض كذلك مرحلة الواقعية الجديدة بعد نكسة حزيران عام 1967، وتحول الروائيين العرب إلى الكتابة برؤية مختلفة عن رؤية الجيل السابق.

ويصل المعرض إلى ما أطلق عليه مرحلة المواجهة، حيث تركت مجموعة من الأحداث الخطيرة والانتكاسات التي مر بها الوطن العربي أثرها في الرواية العربية، كحرب أكتوبر، واتفاقية كامب ديفيد، والحرب الأهلية اللبنانية، ومذابح صبرا وشاتيلا، والحرب العراقية الإيرانية، واندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى، فكان لها أبعد الأثر في الرواية العربية، وموضوعاتها، وأساليب تناولها، وتنوع تقنياتها السردية.
كما يستعرض المعرض مرحلة الآفاق الجديدة وتختص بما أطلق عليه “الربيع العربي”، وصولا إلى جائزة كتارا للرواية العربية، ويضم المعرض خريطة عملاقة للوطن العربي تزينها أولى الروايات من كافة الدول العربية.
وخلال حضوره الافتتاح اثنى الاستاذ محمد سلماوي رئيس اتحاد الأدباء والكتاب العرب على معرض تاريخ الرواية العربية، لما يضمه من لوحات تحكي تاريخ الرواية العربية وما مرت به من مراحل. وأشار إلى أن مثل هذه المعارض تشكل دعما للرواية وتوثيقها وتعريف الاجيال الناشئة بها.
بدوره قال الناقد المغربي الدكتور سعيد يقطين إن معرض تاريخ الرواية العربية يشكل اضافة للانتاج التوثيقي والمعرفي للرواية العربية في عصورها المختلفة، معتبرا المعرض احتفاء بالرواية العربية وتكريما للروائيين العرب على ما قدموه من اسهامات ادبية مرموقة.

 

ندوة الرواية

وقد اقيمت مساء يوم الإثنين أولى ندوات الرواية العربية المصاحبة لمهرجان كتارا للرواية العربية بعنوان: “الرواية ووعي الكتابة التجريبية” شارك فيها الناقد المغربي الدكتور سعيد يقطين، الكاتب والناقد السعودي معجب العدواني، فيما أدار الندوة الكاتب والروائي القطري الدكتور أحمد عبدالملك.

وتمنى الدكتور أحمد عبدالملك أثناء تقديمه للندوة، المزيد من الحضور للروائيين الشباب في هذا المهرجان، خصوصا وأن هناك الكثير من الانحرافات والشوائب لحقت بالرواية العربية على مدى الخمسة أعوام الماضية.

وأوضح الدكتور عبدالملك أن التجريب هو محاولة بناء واقع جديد في المخيل، وهو تضمين النص تقنيات جديدة مع اتساع رقعة الخيال واكتشاف مناطق جديدة في اللغة لم تكن معروفة في القوالب التقليدية.
وكان أول المتحدثين الناقد الدكتور سعيد يقطين، الذي تقدم بشكره للقيمين على مهرجان كتارا للرواية العربية، مشيرا إلى أن السرد الروائي وفضاء التكنولوجيا يستدعي الكثير من التفكير والعمل والنقاش في إطار تجربتنا الروائية العربية، من أجل الارتقاء بها لمستوى أعلى.

ورأى يقطين أنه لا يمكننا الحديث عن التكنولوجيا دون ربطها بالعلم، إذ ينقصنا في تجربتنا العربية الأخذ بأسباب العلم سواء في التفكير أو في التكنولوجيا في إطار الممارسة، ملفتا أن الدراسة الأدبية العربية لم تفكر في الأدب من منظور علمي، وكذلك الأمر بالنسبة للمبدع، مشددا في الآن ذاته على أن أي إبداع هو صناعة بما يقتضيه من التمكن من مستلزمات هذه الصناعة.

وقارب الدكتور سعيد يقطين علاقة الأدب بالتكنولوجيا من منظورين مختلفين اولها عوامل التكنولوجيا باعتبارها موضوعا للسرد، إذ تصبح المنتجات التكنولوجيا جزءا من المادة السردية التي يشتغل بها الروائي، مشيرا إلى أن هذه المسألة قديمة قدم الإنسان، على اعتبار أن التكنولوجيا ماهي إلا تطوير لأدوات الإنسان وحواسه ومدركاته من أجل التفاعل مع العالم الخارجي.

إلى ذلك، ذكر ضيف مهرجان كتارا للرواية العربية، أنه في العصر الحديث، مع التطور التكنولوجي منذ الثورة الصناعية إلى الآن، نجد أن استخدام التقنيات الحديثة في السرد تطغى في الإنتاجات الروائية الأوروبية، خصوصا روايات الخيال العلمي.

أما المنظور الثاني فهو اعتماد العوالم السردية مستثمرة التكنولوجيا لتقديم العوالم السردية التكنولوجيا باعتبارها وسيطا من الوسائط التي تضمن التفاعل بين المبدع والمتلقي حول موضوع معين. وفي هذا النطاق، عرج المتحدث على مراحل تاريخ البشرية بدءا من “الشفاهة” ومرورا بالكتابة ثم الطباعة والرقانة.
إذ في مرحلة الشفاهة كان استعمال الصوت الطبيعي جزءا أساسيا من ممارسات الراوي، فضلا على أن ازدهار الوراقة في الثقافة العربية كانت عاملا أساسيا في تقديم الأعمال الأدبية، وبالأخص في الأعمال السردية مثل المقامات و”كليلة ودمنة”، ثم استثمار الخط.

وفي مرحلة الطباعة، ذكر يقطين أن ذلك ساهم في توطيد العلاقة بين الأثر السردي والقارئ، مما أدرى إلى ظهور أنواع سردية جديدة وتطوير أنواع قديمة.

وفي المرحلة الأخيرة “الرقانة” انتقل الإنتاج السردي إلى مراحل لم تكون متوفرة من قبل، حيث أن الإنتاج السردي أصبح يتوفر على كل ما سبق، ليخلص إلى أنه في الحالتين معا، أن السرد كان يقوم بدور كبير في تمثيل رؤية الإنسان للعالم بحس جمالي، فضلا عن التعبير على القلق الإنساني باعتباره يشكل بعدا من الأبعاد المعرفية للإنسان.

ونوه يقطين إلى أن هذا التجريب دائم ومتواصل، معتبرا أن السرد هو تجريب لأدوات وتقنيات الكتابة لتتواءم مع العصر المعرفي الذي توجد فيه من أجل تطوير أساليب المتلقي وتجاوز إكراهات الوسائط والتأثير في المتلقي والارتقاء به لمستوى أعلى، حيث تم الاستعانة بالصور وكتابة النص من خلال شطرين أو استخدام الأشكال والتعابير المختلفة (رسومات) وتقسيم فصول الروايات، حيث ظل الكاتب يحس أنه أمام إكراهات متواصلة، وتجاوز هذه الإكراهات لن يكون إلا باستخدام التكنولوجيا.
بدوره تقدم الناقد والأديب معجب العدواني، بالشكر لمهرجان كتارا للرواية العربية على استضافته من قبل الجائزة. وجاءت مداخلة العدواني بعنوان الرواية وآفاق التجريب السردي”، منوها أنه يميل أن يكون عريضا، محاولا معالجته من ثلاثة أبعاد الجانب الكوني للرواية باعتبارها جزءا من المنظومة الكونية، هذا الجنس الروائي والبيئة التي يمكن أن يقدم فيها الروائي ما يريد يتصل بالسؤال: ملامح التجريب السردي في الجنس الروائي العربي.

وذكر العدواني أن هناك سؤالان عجز عن الإجابة عنهما، معتبرا إياهما مشروعان: هل استجابت الرواية العربية لمبادئ التجريب فعلا؟ أما السؤال الثاني فاعتبره المتحدث أكثر جرأة ومفاده: “هل ترفض ثقافتنا مبدأ التجريب في الرواية، ليحاول بعد ذلك، تلمس خيوط بعض الإجابات.

وقال الناقد معجب العدواني، إن لكل رواية شكلها وتيمتها الخاصة بها التي تميزها عن غيرها من الروايات، حيث أن الرواية تعد جنسا أدبيا مفتوحا على حوار دائم ولا سيما مع الأجناس الأدبية الأخرى. وأن هناك روايات وليس رواية، حيث أن الرواية بعيدة عن باقي الأجناس الأدبية وأن باختين وصفها بـ”الجنس الأدبي الذي لم يكتمل بعد”، وهي بذلك في منطقة الحقل الفارغ.

وأشار المتحدث، أن أهمية التجريب تتعلق بمسألة أن الرواية تسهم ليس في إنتاج ذاتها فحسب، بل في خلق النظريات النقدية المعاصرة، وهو ما حدث في الرواية الغربية، التي كان لها إسهام في خلق التنظير للتيارات النقدية المعاصرة، وما يزال لها هذا الدور إلى وقتنا الحاضر.

وفي القسم الثاني، خصصه لدواعي التجريب في الرواية، وهل كانت هذه الدواعي في خلق الموانع أيضا. وقال إن الرواية الغربية هي المهيمنة بمشاهيرها، وكان لها عامل ضاغط على الرواية العربية، فضلا على أن الميراث الكلاسيكي والموروثات السردية في ثقافتنا العربية، كان عاملا في تشكيل الرواية العربية، والعامل الثالث، ويرتبط بالتقلبات السياسية والاقتصادية، وآخر يرتبط بوجود تيارات مناهضة للرواية، ووجود بيئات تشجيعية للرواية، ومن ذلك، وجود عدد من الجوائز المخصصة للرواية.
وقال: سنلمح أن وجودنا هو البحث عن الرواية التي حققت الجانب التجريبي الأهم وهي التي ستفوز بالتأكيد. إلى ذلك، أشار المتحدث إلى العديد من الروائيين اتكؤوا على التاريخ من قبيل المقامات وهو ما اعتبره بتعلق النص الروائي العربي بالتراث كنوع من الخوف من أن يُنظر إلى الرواية أنها ميراث غربي، ملفتا أن معظم الجوائز في الوطن العربي غالبا ما تمنح للأعمال الروائية التاريخية مما يجعل الروائي والقارئ لديهم شعور أن التاريخ أكثر أمنا من الواقع.

أما ملمح استخدام الجانب الرقمي في كتابة الرواية، كان في بدايته منطلقا مما يصطلح عليه بـ”الفولوتون” (نشر روايات منجمة)، مع وجود تجديد في تيمات يطرحها مبدعون عرب. ليبقى السؤال الأهم: “هل الرواية العربية خلقت أجندتها الخاصة بالتجريب أم لا؟

 

ملحمة الغدر

وضمن مهرجان كتارا للرواية العربية شهد مسرح الأوبرا مساء يوم الاثنين مسرحية “ملحمة الغدر”، عن قصة الكاتب القطري الدكتور هاشم السيد والمعالجة الدرامية والتمثيل الفنان فيصل جواد وإخراج إيمان ذياب. وتصنف ملحمة الغدر ضمن مسرحيات المونودراما وهي مسرحية البطل الواحد الذي يستعرض إحدى التجارب الشخصية في حياته، مع وجود بعض الأصوات المتداخلة والتي يتخيل البطل أنها تشاركه الحوار. وبذلك فالبطل هو المسؤول عن إيصال رسالة المسرحية ودلالاتها جنباً إلى جنب مع عناصر المسرحية الأخرى.

وتعبر ملحمة الغدر عن خواطر وقيم حياتية تلازم النفس البشرية، في دروب الحياة. وما يمكن أن يكتسبه الإنسان من حكم ومواقف من خلالها، كما أن النص ذاته مفعم باستخلاص التجربة من رحلة العمر.

يؤكد على بعض القيم النبيلة التي ينبغي التحلي بها مثل الإخلاص والعطاء وحب الأهل والوطن، وهي ذات الصفات التي رسمها الكاتب للبطل الذي يعاني الغدر من أقرب الناس إليه.
ويجد المشاهد نفسه على موعد مع إنسان قلبه مليء بالدموع والجراح، فيه حسرة المغدور والمسلوب وتبحث روحه عن مجهول ضاع منها من سنوات طويلة، فرغم كل مظاهر الحياة التي تخدع الآخرين أنه ينعم بها إلا أنه يحيا إحباطات متتالية ويشعر بخواء عاطفي يفتقده مع الصديق والأخ والزوجة والابن. هؤلاء الذين أحبهم وأخلص لهم وهم يؤذون مشاعره ويقسون على قلبه : فيصرخ : أين أنا من كل من حولي؟! ومن كل من أعطيته عمري وراحتي؟!.

ووسط كل هذه المواجع وطعنات الغدر يلملم البطل جسده المنهار. ويستشعر الأمل ويتمسك به لأن قلبه ما زال ينبض وأن عليه الانتظار، فربما تكون وحدته دواء للغدر الذي أصابه.

وتعد ملحمة الغدر العمل الثاني لإيكوميديا في مجال المونودراما بعد مسرحية ملحمة الضاد التي تم عرضها ضمن احتفالية كتارا باليوم العالمي للغة العربية. حيث حاز العرض إعجاب الحضور من الجمهور والمهتمين بالحركة الثقافية الذين تفاعلوا مع موضوع المسرحية وروعة الأداء، وفور إنتهاء العرض شهدت الصالة تصفيقاً حاداً والتفت أعداد كبيرة حول طاقم العمل وطالبوا بتكرار مثل هذه النوعية من الأعمال الهادفة الأمر الذي شجع إيكوميديا على المضي قدما في العمل الجديد.

أفلام الروائيين

ويشهد مهرجان كتارا للرواية العربية عروض افلام لنخبة من الروائيين العرب، حيث تقام في المبنى 18 القاعة رقم 1 من الساعة 2 ظهرا الى 8 مساء خلال ايام المهرجان، ومن بين هذه الافلام الأرض عن رواية عبدالرحمن الشرقاوي، وبين القصرين عن رواية نجيب محفوظ، ودعاء الكروان عن رواية طه حسين، وقصر الشوق عن رواية لنجيب محفوظ، والحفيد عن رواية عبد الحميد السحار، والمذنبون عن رواية نجيب محفوظ، وأم العروسة عن رواية عبدالحميد السحار، والقاهرة 30 عن رواية نجيب محفوظ، وشيء من الخوف عن رواية ثروت اباظة.

جائزة كتارا للرواية العربية

استطاعت الرواية العربية أن تظفر بقارئ أخذته إلى عوالمها، ونقلته من واقع يعيش فيه إلى واقع الفضاء الروائي الذي قوامه السحر والدهشة، المكان فيه أكثر اتساعاً، والزمان متحرر من المكان. آراء كثيرة ظهرت حول نشأة الرواية، وبرغم تضارب الآراء، فقد استطاعت الرواية العربية أن تثبت شرعيتها الفنية، وتفاعلت مع متغيرات العالم الجديد في بداية القرن العشرين، وكتبت ذلك الزمن بكل أحزانه وأفراحه، واستأثرت بالمكانة الأولى في أدبنا الحديث.

لقد كان ومازال الروائي العربي مصدراً للإبداعات الثقافية والفنية، وساهم في إثراء الموروث الثقافي العربي والعالمي من خلال ترجمة كثير من الأعمال إلى لغات عدة. فالنصوص الروائية هي مبانٍ من القيم والمبادئ الإنسانية يتم تشييدها بواسطة اللغة. فهي منتج حضاري يثري الثقافة الإنسانية بتنوع مخزونه وتعزيز تراثه الثقافي من أجل تطوير المجتمع العربي وتقدمه.

عن الجائزة

جائزة كتارا للرواية العربية هي جائزة سنوية أطلقتها المؤسسة العامة للحي الثقافي – كتارا في بداية العام 2014، وتقوم المؤسسة بإدارتها وتوفير الدعم والمساندة والإشراف عليها بصورة كاملة من خلال لجنة لإدارة الجائزة تم تعيينها لهذا الغرض.

وتهدف الجائزة إلى ترسيخ حضور الروايات العربية المتميزة عربياً وعالمياً، وإلى تشجيع وتقدير الروائيين العرب المبدعين لتحفيزهم للمضي قدماً نحو آفاق أرحب للإبداع والتميز، مما سيؤدي إلى رفع مستوى الاهتمام والإقبال على قراءة الرواية العربية وزيادة الوعي الثقافي المعرفي.

وتلتزم جائزة كتارا بالتمسك بقيم الاستقلالية، الشفافية والنزاهة خلال عملية اختيار المرشحين، كما تقوم بترجمة أعمال الفائزين إلى اللغة الإنجليزية والإسبانية والفرنسية، وتحويل الرواية الصالحة فنياً إلى عمل درامي مميز، ونشر وتسويق الروايات غير المنشورة، وتفتح الجائزة باب المنافسة أمام دور النشر والروائيين على حد سواء بما فيهم الروائيون الجدد الذين لم يتم نشر رواياتهم.

الرؤية:

نسعى لجعل جائزة كتارا للرواية العربية صرحاً لنشر الرواية العربية المتميزة، وأن تصبح كتارا منصة إبداعية جديدة في تاريخ الرواية العربية تنطلق بها نحو العالمية، وحافزاً دائماً لتعزيز الإبداع الروائي العربي ومواكبة الحركة الأدبية والثقافية العالمية، والإسهام عبر هذه الجائزة في التواصل الثقافي مع الآخر من خلال الترجمة والأعمال الدرامية.

رسالتنا:

تعزيز رسالة المؤسسة العامة للحي الثقافي – كتارا التي ترتكز على دعم المشهد الثقافي العربي وإطلاق حوار حقيقي يساهم في تقوية التعايش الثقافي على مستوى العالم، وتعبيراً عن الرغبة الجماعية في السعي إلى تحقيق تنوع ثقافي فكري في الوطن العربي وتكوين جيل يعتز بهويته العربية، وفتح الباب أمام كبار وصغار المبدعين لإنتاج متميز.

الأهداف:

تعزيز ودعم أدب الرواية العربية للإرتقاء الإنساني بقيم الحق والخير والجمال وتأكيد الهوية الحضارية العربية من خلال ملتقى إبداعي لإثراء الوعي الثقافي.

التعريف بالروائيين من مختلف أنحاء الوطن العربي، وإبراز الدور الحضاري البناء الذي يقوم به الروائيون في إثراء الثقافة الإنسانية عامة والأدب العربي خاصة، وتعزيز الحوار بين الحضارات، وبناء روح التقارب بين الأمم من خلال ترجمة الروايات.

المساهمة في نشر الثقافة العربية من خلال الرواية والإبداع الكتابي.

تقدير وتكريم الروائيين الذين أسهموا في إثراء الثقافة العربية من خلال أعمالهم المتميزة، وتشجيع إبداعات الشباب وتحفيزهم، وخلق روح التنافس الإيجابي في هذا المجال.

تشجيع دور النشر العربية على التميز بغية الوصول إلى مشروع حضاري وثقافي عربي رائد.

استخدام وسائل الاتصال الجماهيري مثل وسائط الدراما التلفزيونية أو السينما لنشر ثقافة الرواية العربية.

الجوائز

تهدف الجائزة إلى مكافأة الروائيين العرب وتقدير إبداعاتهم وإنجازاتهم البارزة في الحياة الثقافية التي أسهمت في الارتقاء بالوعي الثقافي، وإبراز الشخصية العربية في المجال الأدبي، وتكريم المبدعين العرب وتقديرهم، فهم الذين يساهمون في نهضة الأمم ويعززون بإبداعاتهم المثل والقيم والمبادئ الإنسانية.

مجالات الجائزة:

فئة الروايات المنشورة: تقدم خمس جوائز للفائزين المشاركين من خلال ترشيحات دور النشر، ويحصل فيها كل نص روائي فائز على جائزة مالية قدرها 60 ألف دولار أمريكي، ليصبح مجموعها 300 ألف دولار أمريكي.

فئة الروايات غير المنشورة: تقدم خمس جوائز للروايات التي لم تنشر، قيمة كل منها 30 ألف دولار أمريكي، ليصبح مجموعها 150 ألف دولار أمريكي.

ستقوم لجنة إدارة الجائزة بتقديم مزايا للروايات الفائزة:

أفضل رواية قابلة للتحويل الى عمل درامي من بين الروايات الفائزةوقيمتها 200 ألف دولار أمريكي مقابل شراء  حقوق تحويل الرواية الى عمل درامي،

طباعة وتسويق الأعمال الفائزة التي لم تنشر،

ترجمة الروايات الفائزة إلى الإنجليزية والفرنسية والإسبانية وطباعتها وتسويقها،

انطلاق مهرجان كتارا للرواية العربية

وانطلق صباح يوم الاثنين 18 مايو الحالي مهرجان كتارا للرواية العربية الذي تنظمه المؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا” واستمر إلى 21 من هذا الشهر، وسط حضور حشد من المدعوين والضيوف من داخل وخارج دولة قطر، حيث يتابعون فعاليات المهرجان المتنوعة، والتي تبلغ ذروتها مساء يوم الاربعاء 20 مايو، مع حفل توزيع جائزة كتارا للرواية العربية في دورتها الاولى وهي الجائزة الاكبر من نوعها في الوطن العربي.

وفي اليوم الأول للمهرجان (الاثنين 18 مايو) تبدأ الفعاليات بعقد اجتماع اللجنة الدائمة للثقافة العربية، ثم يتم افتتاح المهرجان والاعلان عن تصميم الجائزة، يعقب ذلك جولة في الحي الثقافي، يليها افتتاح مركز كتارا للرواية العربية، وتدشين طابع جائزة كتارا للرواية العربية، وعرض افلام الروائيين، وافتتاح المركز الاعلامي، واقامة أولى ندوات الرواية العربية بعنوان: “الرواية ووعي الكتابة التجريبية”، بينما تختتم فعاليات اليوم الأول بعرض مسرحية ملحمة الغدر.

أما في اليوم الثاني لمهرجان كتارا للرواية العربية (الثلاثاء 19 مايو) فيتواصل اجتماع اللجنة الدائمة للثقافة العربية، ويتم افتتاح معرض تاريخ الرواية العربية، وعرض افلام الروائيين، واقامة ثاني ندوات الرواية العربية بعنوان: “الرواية أفاق السردية وتنوع الشكل”.

وفي اليوم الثالث للمهرجان (الأربعاء 20 مايو) تقام ثالث ندوات الرواية العربية بعنوان: “بلاغة الرواية وتخييل الخطاب”، ثم يجري تدشين الدليل الالكتروني للروائيين العرب. كما يتم افتتاح معرض الدراما والروائيين، ومعرض الروائيين القطريين، وعرض أفلام الروائيين، ليختتم هذا اليوم بحفل توزيع جوائز كتارا للرواية العربية.

أما في اليوم الرابع والختامي (الخميس 21 مايو) فيتم توقيع العقود والاتفاقيات بين المؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا” والفائزين بالجوائز.كما يتم عقد مؤتمر صحفي ختامي بمشاركة الفائزين العشرة.

وبهذه المناسبة قال سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا”: أردنا من خلال هذا المهرجان الضخم والمتنوع الاحتفاء بالرواية العربية، لاسيما ونحن على موعد مع حفل توزيع جائزة كتارا للرواية العربية والتي نريد لها أن تكون بحق محطة جديدة في عالم الرواية العربية.
وأشار الدكتور السليطي إلى أن الروائيين والأدباء والمثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي والجمهور بشكل عام مدعو لمتابعة المهرجان الذي سيكون شاملا لجوانب الرواية العربية مثلما هي الجائزة شاملة ومتنوعة من حيث الربط بين الرواية والدراما والترجمة.

وأثنى المدير العام على التفاعل الكبير مع جائزة كتارا للرواية العربية منذ انطلاقتها في العام 2014، حيث استقبلتها الأوساط الأدبية والثقافية في مختلف أرجاء الوطن العربي، بالترحيب وتفاعل معها الروائيون، فبلغت الأعمال المشاركة 711 رواية منشورة وغير منشورة.

وأكد الدكتور السليطي في تصريحات صحفية أن مهرجان كتارا للرواية العربية يعد نقلة نوعية مميزة لدعم ورعاية الروائيين القطريين، من خلال اقامة معرض خاص بهم، عرفانا بدورهم الأدبي والثقافي والفكري الرائد، حيث لدينا اقلام روائية فذة قدمت للمكتبة العربية حصيلة مقدرة ومهمة من الانتاج الروائي الراقي.

وفي هذا الاطار شدد الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي على أن جائزة كتارا للرواية العربية هي جائزة عربية بامتياز، مشيرا الى ان الجائزة تتم تحت مظلة عربية تتمثل في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) التابعة لجامعة الدول العربية.

وبين أن مهرجان كتارا للرواية العربية سيكون تجمعا عربيا كبيرا يتم من خلاله احتضان المبدعين من كافة ارجاء الوطن العربي، حيث يجري تكريم الروائيين العرب ودعمهم.

وأضاف في هذا السياق: الجائزة تعزز رسالة المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا” التي ترتكز على دعم المشهد الثقافي العربي، وإطلاق حوار حقيقي يسهم في تقوية التعايش الثقافي على مستوى العالم، وتعبيرا عن الرغبة الجماعية في السعي إلى تحقيق تنوع ثقافي فكري في الوطن العربي، وتكوين جيل يعتز بهويته العربية، وفتح الباب أمام كبار وصغار المبدعين لإنتاج متميز.

وأوضح الدكتور السليطي أن المظلة العربية لجائزة كتارا للرواية العربية تمثلت في التنسيق مع عدة اتحادات عربية معنية بالثقافة والأدب والرواية، منها اتحاد الكتاب والادباء العرب، واتحاد الناشرين العرب، بهدف تبادل الآراء والخبرات وبحث آليات التعاون فيما بينها، وإعطاء الجائزة الدعم العربي اللازم.

وأكد أن جائزة كتارا تلتزم بالتمسك بقيم الاستقلالية والشفافية والنزاهة خلال عملية اختيار المرشحين، كما تقوم بترجمة أعمال الفائزين إلى اللغات الإنجليزية والإسبانية والفرنسية والصينية والهندية، وتحويل الرواية الصالحة فنيا إلى عمل درامي مميز، ونشر وتسويق الروايات غير المنشورة.

وقال المدير العام إن الجائزة تعزز رسالة المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا” التي ترتكز على دعم المشهد الثقافي العربي، وإطلاق حوار حقيقي يسهم في تقوية التعايش الثقافي على مستوى العالم، وتعبيرا عن الرغبة الجماعية في السعي إلى تحقيق تنوع ثقافي فكري في الوطن العربي، وتكوين جيل يعتز بهويته العربية، وفتح الباب أمام كبار وصغار المبدعين لإنتاج متميز.

ويشمل حفل توزيع جوائز كتارا للرواية العربية مجالات الجائزة المختلفة وهي، أولا: فئة الروايات المنشورة: خمس جوائز للفائزين المشاركين، ويحصل فيها كل نص روائي فائز على جائزة مالية قدرها 60 ألف دولار أمريكي، ليصبح مجموعها 300 ألف دولار أمريكي. ثانيا: فئة الروايات غير المنشورة: خمس جوائز للروايات التي لم تنشر، قيمة كل منها 30 ألف دولار أمريكي، ليصبح مجموعها 150 ألف دولار أمريكي. ثالثا: أفضل رواية قابلة للتحويل إلى عمل درامي من بين الروايات الفائزة: وقيمتها 200 ألف دولار أمريكي مقابل شراء حقوق تحويل الرواية إلى عمل درامي. إضافة إلى طباعة وتسويق الأعمال الفائزة التي لم تنشر.

مهرجان كتار للرواية العربية: انطلاق الفعاليات

وأعلنت المؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا” عن انطلاق مهرجان كتارا للرواية العربية خلال الفترة من 18 إلى 21 مايو المقبل، والذي يتضمن العديد من الفعاليات والندوات والفقرات الادبية والفنية، بينما ستكون ذروة المهرجان يوم 20 مايو حيث يقام حفل ضخم لتوزيع جوائز كتارا للرواية العربية في دورتها الاولى، وسط حضور حشد من المدعوين من داخل وخارج قطر.

وخلال مؤتمر صحفي في الحي الثقافي استعرض الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا” تفاصيل المهرجان وفعالياته المتعددة، مؤكدا أن الروائيين والادباء والمثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي والجمهور بشكل عام سيكون على موعد مع مهرجان مميز يحتفي بالرواية العربية وينقلها إلى افاق رحبة من خلال جائزة كتارا للرواية العربية، التي ليست مجرد جائزة عابرة بل مشروع ريادي فريد من نوعه، ومستدام ومتواصل وليس حدثا سنويا طارئا. وأضاف: “نحن ازاء جائزة تعد الاولى من نوعها من حيث الربط بين الرواية والدراما والترجمة.. ويمكن القول اليوم أن كتارا تشكل محطة جديدة في عالم الرواية العربية”.

وبين الدكتور السليطي أن المؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا” اعدت من خلال اللجنة المنظمة لجائزة كتارا للرواية العربية برنامجا شاملا ومنوعا يرتقي إلى أهمية الجائزة والمستوى الذي وصلت اليه رغم انها لا تزال في دورتها الأولى، حيث لاحظنا تفاعلا كبيرا مع جائزة كتارا من قبل الاوساط الادبية والثقافية في مختلف أرجاء الوطن العربي، ولعل ما يبين هذا التفاعل هو حجم المشاركة في الجائزة، فقد وصل عدد الاعمال المتقدمة إلى أكثر من 700 رواية منشورة وغير منشورة.

وقال المدير العام إن باكورة مهرجان كتارا للرواية العربية ستكون الاجتماع الأول للجنة الدائمة للثقافة العربية بعد الدورة التاسعة عشر لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي، بالتنسيق مع المنطمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الأكسو)، إلى جانب افتتاح مركز كتارا للرواية العربية ومعرض تاريخ الرواية العربية، ومعرض الروائيين القطريين، وندوات الرواية العربية التي تقام على مدار أيام المهرجان، اضافة الى عروض افلام لكبار الروائيين ومعرض الدراما والروائيين.

وأضاف: سيتم كذلك تدشين طوابع جائزة كتارا للرواية العربية، وعرض مسرحية ملحمة الغدر، اضافة الى تدشين الدليل الالكتروني للروائيين العرب وكتاب واقع الفن ورهانات المستقبل في الرواية العربية وكتاب الروايات الخالدة. وأشار الى أنه سيتم توزيع الجوائز على الفائزين في حفل ضخم يقام في مسرح الاوبرا.

وبين أنه سيتم عقد مؤتمر صحفي في اليوم الختامي للمهرجان للفائزين بالجوائز، وسيجري خلاله توقيع العقود بين كتارا والفائزين.

وأكد الدكتور السليطي أن جائزة كتارا تلتزم بالتمسك بقيم الاستقلالية والشفافية والنزاهة خلال عملية اختيار المرشحين، كما تقوم بترجمة أعمال الفائزين إلى اللغات الإنجليزية والإسبانية والفرنسية والصينية والهندية، وتحويل الرواية الصالحة فنيا إلى عمل درامي مميز، ونشر وتسويق الروايات غير المنشورة، كما تفتح الجائزة باب المنافسة أمام دور النشر والروائيين على حد سواء بمن فيهم الروائيون الجدد الذين لم يتم نشر رواياتهم.

وبشأن رسالة الجائزة قال المدير العام: إن الجائزة تعزز رسالة المؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا” التي ترتكز على دعم المشهد الثقافي العربي، وإطلاق حوار حقيقي يسهم في تقوية التعايش الثقافي على مستوى العالم، وتعبيراً عن الرغبة الجماعية في السعي إلى تحقيق تنوع ثقافي فكري في الوطن العربي، وتكوين جيل يعتز بهويته العربية، وفتح الباب أمام كبار وصغار المبدعين لإنتاج متميز.

بدوره قال الاستاذ خالد عبد الرحيم السيد المشرف العام على جائزة كتارا للرواية العربية إن الاعلان عن لجنة التحكيم للجائزة سيتم في الحفل الختامي الذي سيحضره الفائزون العشرة اضافة الى نخبة من الادباء والكتاب والمثقفين والاكاديميين والاعلاميين العرب، ضمن ترتيبات ترتقي الى مستوى وأهمية الجائزة، لافتا الى ان الحفل الختامي سيكون مميزا وسيشهد العديد من المفاجآت.
ووصف حجم المشاركة في الدورة الأولى للجائزة بالكبير وغير المسبوق، معتبرا ذلك دلالة على أهمية جائزة كتارا وتميزها، ومدى الحاجة لها في إثراء ساحة الرواية العربية والمشهد الأدبي بشكل عام.
وبين أن جائزة كتارا هي جائزة لكل العرب، حيث وصلت الاعمال المشاركة إلى 711 رواية من مختلف الاقطار العربية.

وفي التفاصيل فقد تلقت اللجنة المشرفة على الجائزة 475 رواية غير منشورة، و236 رواية منشورة، حيث بلغت بذلك نسبة الروايات غير المنشورة 67%، بينما بلغت نسبة الروايات المنشورة نحو 33%. ولفت السيد إلى أن هذه النسب تدل على مدى حيوية الجائزة وتعطش الأدباء العرب لا سيما الشباب وأصحاب الأقلام الواعدة إلى هذا النوع من الجوائز الذي يعد إضافة نوعية للرواية العربية.
ويشمل حفل توزيع جوائز كتارا للرواية العربية مجالات الجائزة المختلفة وهي، أولا: فئة الروايات المنشورة: خمس جوائز للفائزين المشاركين، ويحصل فيها كل نص روائي فائز على جائزة مالية قدرها 60 ألف دولار أمريكي، ليصبح مجموعها 300 ألف دولار أمريكي. ثانيا: فئة الروايات غير المنشورة: خمس جوائز للروايات التي لم تنشر، قيمة كل منها 30 ألف دولار أمريكي، ليصبح مجموعها 150 ألف دولار أمريكي. ثالثا: أفضل رواية قابلة للتحويل الى عمل درامي من بين الروايات الفائزة: وقيمتها 200 ألف دولار أمريكي مقابل شراء حقوق تحويل الرواية الى عمل درامي. اضافة إلى طباعة وتسويق الأعمال الفائزة التي لم تنشر.

وبينت اللجنة المشرفة على الجائزة أن الجائزة شهدت تفاعلا واسعا من قبل الروائيين العرب من مختلف الدول وكذلك الفئات العمرية، فلدينا مشاركات من روائيين كبار الى جانب مشاركة من الشباب وكذلك العنصر النسائي كان حاضرا. وأضافت: يمكن القول ان الجائزة كانت اسما على مسمى، من حيث انها جمعت مختلف منابع الرواية العربية ومن كافة الاقاليم والمناطق، فهي ممتدة جغرافيا من المحيط الى الخليج، اذ وردت للجنة المنظمة روايات من جميع الدول العربية.

ولفتت الى أن ما يدعو للارتياح كون المشاركات تنوعت على كافة الدول ما بين روايات منشورة وغير منشورة، ومن خلال احصائيات اللجنة المنظمة للجائزة نلاحظ ان مصر كانت في صدارة المشاركات من حيث العدد، فقد وصل للجنة اكثر من 240 رواية مصرية غالبيتها غير منشورة. كما لدينا مشاركات مميزة من دول المغرب العربي وفي مقدمتها المملكة المغربية تليها الجزائر، فضلا عن ذلك وصلتنا روايات من دول غير عربية كايران وتشاد واريتريا.

وبينت أن المشاركة الخليجية كانت واسعة ومميزة وتعكس تفاعلا كبيرا من مختلف دول مجلس التعاون الخليجي، وقد شملت كافة هذه الدول دون استثناء. في مقدمة الدول الخليجية المشاركة بقوة جاءت السعودية حيث لدينا اكثر من 35 رواية مشاركة ما بين منشورة وغير منشورة، الى جانب مشاركة كل من الكويت والبحرين وقطر والامارات وسلطنة عمان. وأوضحت أن لجان التحكيم واصلت عملها منذ فترة بصورة فعالة، وبسبب كثرة عدد الروايات المشاركة التي وصلت الى 711 رواية، فقد طلبت اللجان مزيدا من الوقت، حتى يتسنى لها القراءة المتأنية للروايات وتقييمها بشكل عادل ومنصف، ضمن معايير تم وضعها لهذا الغرض من قبل خبراء ومختصين في مجال الادب والرواية العربية.
وحول المشاركة النسائية في جائزة كتارا للرواية العربية بينت اللجنة المشرفة على الجائزة بالقول: نحن نتحدث عن 157 رواية لاقلام نسائية تقدمت لجائزة كتارا، وهذا الرقم يشكل نحو 22% من حجم الروايات المشاركة في الجائزة وهو ما يؤكد حضور المرأة بقوة، فنحن أمام تفاعل مميز فهذه نسبة لا يستهان بها، وتدلل على تقدم الرواية النسائية تمهيدا لمزيد من النجاح والتميز. وقد شكلت هذه المشاركة دليلا على الحضور القوي للرواية النسائية والمكانة التي وصلت لها، ولا شك ان جائزة كتارا تعد دعما قويا للاقلام النسائية بالنظر الى هذا التفاعل.

وبشأن لجان التحكيم أوضحت اللجنة المشرفة: لدينا ثلاث لجان اضافة الى لجنة الدراما، وتضم لجنان التحكيم أساتذة متعددي الاختصاصات من مثقفين ونقاد وفنانين، وتعمل هذه اللجان على قراءة ودراسة الروايات الواردة في سرية، وتطبق قواعد الترشيح المحددة من قبل لجنة إدارة الجائزة لاختيار عشرة فائزين، ولا يحق لأي عضو في لجان التحكيم الترشُّح للجائزة إلا بعد مرور دورة واحدة. تتكون اللجنة الأولى من تسعة أعضاء مهمتها قراءة وفرز ثلاثين رواية من فئة الروايات المنشورة، وثلاثين أخرى من فئة الروايات غير المنشورة. اما اللجنة الثانية فتتكون من خمسة أعضاء ومهمتها ترشيح عشر روايات من كل فئة. واللجنة الثالثة عدد أعضائها ثلاثة تعمل على اختيار القائمة النهائية للفائزين واختيار خمسة فائزين من كل فئة. اللجنة الرابعة هي لجنة تحكيم العمل الدرامي وعدد أعضائها ثلاثة، ومهمة هذه اللجنة اختيار رواية من الروايات العشر الفائزة الصالحة فنياً للتحول الى عمل درامي مميز.

يشار إلى أن جائزة كتارا للرواية العربية تسعى إلى نشر الرواية العربية المتميزة، وأن تصبح كتارا منصة إبداعية جديدة في تاريخ الرواية العربية تنطلق بها نحو العالمية. وحافزاً دائما لتعزيز الإبداع الروائي العربي ومواكبة الحركة الأدبية والثقافية العالمية، والإسهام عبر هذه الجائزة في التواصل الثقافي مع الآخر من خلال الترجمة والأعمال الدرامية.

وجائزة كتارا للرواية العربية هي جائزة سنوية أطلقتها المؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا” في بداية العام 2014، وتقوم المؤسسة بإدارتها وتوفير الدعم والمساندة والإشراف عليها بصورة كاملة من خلال لجنة لإدارة الجائزة تم تعيينها لهذا الغرض.

وقد نشأت فكرة إطلاق الجائزة في إطار تعزيز المكانة المهمة التي توليها كتارا للنشاطات الثقافية المتعددة ضمن الاستراتيجية الخمسية للمؤسسة، والتي تهدف إلى إثراء المشهد الثقافي، والتركيز على دعم الثقافة والفنون الإنسانية عبر مشروع يجمع الأصوات العربية من مختلف أرجاء الوطن العربي، ونشر وتسويق الروايات غير المنشورة من خلال مكافأة الروائيين العرب وتقدير إبداعاتهم الكتابية وإنجازاتهم البارزة في الحياة الثقافية.

من الجدير بالذكر أن شروط وآليات جائزة كتارا للرواية العربية تتمثل في أن الجائزة خاصة بالرواية العربية فقط، وبالتالي لا تقبل القصص القصيرة، ولا المجموعات الشعرية وغيرها، ولا يسمح بمشاركة الروايات العربية المترجمة من لغة أخرى، لا تمنح الجائزة لعمل سبق له الفوز بجائزة عربية أو أجنبية، ويقدم الروائي أو دار النشر إقراراً يفيد بأن العمل المرشح ليس مقدماً لجائزة أخرى، كما يجب أن يكون الروائي صاحب العمل المرشح على قيد الحياة، ولا يحق للروائي الترشح بأكثر من عمل واحد، إضافة الى ضرورة احترام حقوق الملكية الفكرية وقوانين ولوائح المطبوعات والنشر السارية المفعول في مكان نشر الرواية المرشحة، ويجوز لكل ناشر أن يرشح ثلاث روايات لثلاثة روائيين مختلفين، صدرت في الفترة من مارس 2013 حتى 31 أكتوبر 2014، ويجب إرسال 12 نسخة عن كل رواية مرشحة، مع استمارات الترشيح المعدة لهذا الغرض، إلى المشرف العام للجائزة، وترفع الروايات غير المنشورة مع الاستمارة على الموقع الإلكتروني، علما بان الموعد النهائي للترشح للدورة الاولى كان 31 أكتوبر 2014.

من بين 711 رواية منشورة وغير منشورة منيرة سوار تحصد جائزة كتارا للرّواية العربيّة في قطر من بعد مشوار (مُحتَرف: كيف تكتب رواية؟)

دون أن تخمّن ذلك، لم يكن حفل إعلان نتائج (مُحتَرَف: كيف تكتب رواية؟) بمعرض البحرين الدّوليّ السّادس عشر للكتاب سوى بدايتها لمشوارٍ آخر، حيث اختيرت الأديبة البحرينيّة منيرة عقيل سوار لتكون ضمن الفائزين بجوائز كتارا للرّواية العربيّة في نسختها الأولى، والتي أعلنت عنها المؤسّسة العامّة للحيّ الثّقافيّ (كتارا) بدولة قطر يوم أمس الأربعاء (20 مايو 2015م). حيث حصدت رواية الكاتبة منيرة سوار (جارية) عن فئة الرّوايات المنشورة، وهي واحدةٌ من ضمن 4 أعمالٍ أدبيّة، تضمّنت كلّ من: رواية (مملكة الفراشة) للأديب الجزائريّ واسيني الأعرج، رواية (366) للرّوائيّ السّودانيّ أمين تاج السّرّ، رواية الأديبة ناصرة السّعدون من العراق عن روايتها (دوّامة الرّحيل) وكذلك (أداجيو) للكاتب المصريّ إبراهيم عبدالمجيد.

وعن هذا المنجز، أعربت معالي الشّيخة ميّ بنت محمّد آل خليفة رئيس هيئة البحرين للثّقافة والآثار عن اعتزازها بالطّاقات البحرينيّة، وقدرة الأدب البحرينيّ على منافسة الأعمال الثّقافيّة على مستوى الوطن العربيّ والعالم، قائلةً: (ابنةُ البحرين منيرة سوار بعملها الأدبيّ ملمحٌ جميلٌ لرهاننا على شبابنا وأحلامهم. إنّها ببساطة صدّقت الأدب والرّواية، واليوم يزهرُ ما صدّقته عمّا يستحقه هذا الحلم، وعمّا أودعه لها نسجها الأدبيّ في المستقبل)، وأردفت: (إنّ عملها الأدبيّ جارية هو امتدادٌ لأولى ورشة كتابيّة أدبيّة عقدتها الثّقافة بالتّنسيق مع الرّوائيّة نجوى بركات، مثل هذه التّجربة الغضّة أثبتت أنّ ما بدأناه مع نجوى والرّوايات العربيّة السّبع التي صدرت عن الورشة ما زالت تستمرّ بأثرها. الرّواية (جارية) تحيكُ بأدبها سيرةً لروائيّة بحرينيّة شابّة نافست 711 عملاً مشاركًا ما بين الرّوايات المنشورة وغير المنشورة).

من جهتها أكّدت الرّوائيّة منيرة سوار أنّ منجزها هذا لا يُنسَب لقلمها فقط، بل لوطنها البحرين الأمّ، مشيرةً: (هذه الجائزة وهذا التّقدير الذي حصدته في جائزة كتارا أهديه لوطني البحرين، متمنّيةً أن أكون قد رفعت اسم موطني بهذا الإنجاز الأدبيّ)، وواصلت: (كذلك لستُ أنسى معالي الشّيخة ميّ بنت محمّد آل خليفة رئيس هيئة البحرين للثّقافة والآثار التي أتاحت لي ولستّة كُتّاب آخرين من مختلف الأقطار العربيّة فرصة المشاركة بورشة المُحتَرَف، إذ استضافت البحرين دورتها الثّانية، وحالفني الحظّ لأن أكون أحد الرّوائيّين الشّباب ممّن استفادوا من هذه الورشة تحت إشراف الرّوائيّة اللّبنانيّة نجوى بركات). وقد وجّهت سوار جزيل شكرها للرّوائيّة نجوى، قائلةً: (لا يفوتني أن أقدّم لها شكري وتقديري لكلّ الجهد الذي بذلته معي ومع الكُتّاب الآخرين ممّن شاركوا في الورشة، إذ كانت ملاحظاتها قيّمة وأسهمت في تشكيل الرّوايات التي عملنا عليها جميعًا). واختتمت كلمتها بتوجيه الشّكر للقائمين على جائزة كتارا للرّواية العربيّة والمنظّمين للمهرجان الثّقافيّ، وعلى وجه التّحديد للسّادة لجنة التّحكيم وكلّ من كان له دور في تنفيذ هذه الجائزة التي تجسّد إسهامًا أدبيًّا مشرّفًا لدولة قطر.

الجدير بالذّكر أنّ العمل الأدبيّ للرّوائيّة البحرينيّة منيرة سوار (جارية) قد حصد جائزة كتارا للرّواية العربيّة عن فئة الرّوايات المنشورة من ضمن 711 رواية عربيّة تشمل الفئتين المنشورة وغير المنشورة. وقد تناصفت 10 روايات الفئتين، بجوائز بلغ مجموعها 650 ألف دولارٍ أميركيّ، تضمّنت كذلك أفضل رواية قابلةٍ للتّحويل إلى عملٍ دراميّ من بين الرّوايات الفائزة.