سعياً لحماية التراث العالمي خلال النزاعات المسلحة، ألقى الدكتور منير بوشناقي مدير المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي محاضرة بدعوة من المعهد الدولي للسلام في مقر المعهد بمنطقة المرفأ المالي وذلك صباح اليوم الاثنين الموافق 26 مايو 2015م، بحضور مدير المعهد الدولي للسلام للشرق الأوسط وشمال أفريقي، السيد نجيب فريجي وتواجد دبلوماسي عربي ودولي مميّز بالإضافة لرجال دين وأعمال.
وأكد السيد نجيب فريجي في بداية اللقاء على ضرورة أن تلتقي جميع الأطراف من أجل مصلحة التراث الإنساني في المنطقة والذي يحفظ هوية الأجيال القادمة، مشيراً إلى أن الوضع الراهن للتراث في بعض دول الوطن العربي والإسلامي يفرض على المجتمع الدولي التحرك من أجل إنقاذ إرث يمثل حضارات ممتدة لآلاف السنين. وطالب المجتمع الدولي باتخاذ الاجراءات الضرورية ضمن الدبلوماسية الوقائية و عمليات حفظ السلام لمنع الاعتداءات التي تستهدف مراق التراث الانساني الذي يعتبر هوية وتاريخ الإنسانية جمعاء.
بدوره أشار الدكتور منير بوشناقي خلال محاضرته إلى أن النزاعات والحروب تدمر النسيج الثقافي والتراثي المادي وغير المادي، مستعرضاً أمثلة لمواقع ثقافية مسجلة على قائمة التراث العالمي تعرضت في السنوات السابقة للتدمير خلال أحداث مختلفة في لبنان، العراق، أفغانستان، تونس، ليبيا، سوريا، اليمن، كمبوديا والبوسنا، وقدم شرحاً كذلك حول دور المجتمع الدولي ممثّلاً باليونيسكو في عمليات ترميم هذه المواقع وحمايتها.
وقال الدكتور منير بوشناقي إن أوضاع التراث العالمي في الوطن العربي في الوقت الراهن تشير إلى تعرضه لاعتداءات مستمرة وبشكل متعمّد، موضحاً أن عمليات الاعتداء على التراث طالت معظم دول المنطقة كمتحف نينوى في الموصل، مهاجمة السياح في متحف باردو بتونس، تخريب رسومات تادرات أكاكوس التي تعود لآلاف السنين في ليبيا والدمار الهائل الذي شهدته مدينة حلب القديمة في سوريا.
وتمثّل اليونيسكو المجتمع الدولي في جهوده لحماية التراث العالمي وتتواجد فرقها في كافة أنحاء العالم، وكانت السيدة إيرينا بوكوفا المديرة العامة للمنظمة قد أطلقت نداء في الأيام الماضية من أجل الدفاع عن التراث العالمي في المناطق التي تشهد نزاعات، وخصوصاً المنطقة العربية، واصفة تلك الاعتداءات "بجرائم الحرب".
وأكد الدكتور بوشناقي في هذا الصدد أن المجتمع الدولي يتواصل في الوقت الراهن مع محكمة الجنايات الدولية من أجل رفع هذه القضايا إليها ومحاسبة مرتكبيها، مشيراً كذلك إلى أن السيدة إيرينا بوكوفا قد أطلقت مؤخراً من القاهرة حملة عالمية للوحدة في الدفاع عن التراث تحت مسمى (Unite With Heritage).
كما وأوضح مدير المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي الدور الذي يضطلع به المركز في حماية وصون التراث العالمي في البلدان العربية كورش العمل والاجتماعات المستمرة مع الخبراء من دول مختلفة، كالعراق حيث ورش عمل ترشيح موقع الأهوار على قائمة التراث العالمي، برامج تدريب الخبراء السوريين على صون المواقع التراثية، اتفاقية الحفاظ على مدينة زبيد اليمنية والعمل على ترتيب اجتماعات مستقبلية مع خبراء التراث في ليبيا.
يذكر أن المعهد الدولي للسلام تأسس عام 1970م، وهو منظمة دولية مستقلة غير ربحية تعمل على الترويج لمنع وقوع النزاعات وحلّها، وتمثّل عبر موظفيها أكثر من 20 جنسية حول العالم.