عبد القادر مكيات
بدعم من وزارة الثقافة وبتعاون مع المسرح الوطني محمد الخامس والمركز الثقافي محمد حجي قدم مسرح الحال الأسبوع الماضي بالمركب الثقافي محمد حجي بمدينة سلا الجديدة عمله المسرحي الجديد مسرحية "الهياتة" أمام لجنة الدعم المسرحي وبحضور جماهيري كبير، وهي من تأليف حسن مجاهد وإخراج عبد الكبير الركاكنة وتشخيص نخبة من الممثلين المغاربة .
رهان مسرحي و ثقافي لمسرح الحال
مسرحية الهياتة هي الرهان المسرحي الجديد للفنان والمخرج عبد الكبير الركاكنة للموسم المسرحي الحالي ، وهو عمل مسرحي يدخل في إطار المشروع الثقافي والفني لمسرح الحال الذي تبناه منذ السنوات الاخيرة خصوصا مع مسرحية "الجدبة"، وهو يزاوج بين الخطاب والفرجة بمعنى الحالات الكوميدية التي ترتكز على خطاب فكري يعتمد المباغتة والفجائية ، وتعتبر تجربة مسرحية الجدبة التي قدمها مسرح الحال للموسمين الماضيين في إنتاج مشترك مع المسرح الوطني محمد الخامس ، وجابت كل المدن المغربية ، واحدة من الأعمال التي تبنت هذا الاتجاه المسرحي واستطاعت أن تحقق نسب متابعة قياسية ، وساهمت في إعادة الجمهور إلى المسرح .
الركاكنة يستدرج الجمهور
وفي هذا السياق الفني يأتي العمل المسرحي "الهياتة " لمسرح الحال ليؤكد الاستمرارية والنَّفس الجمالي للفنان عبد الكبير الركاكنة واختياراته الفنية وقدرته على صياغة فرجة مسرحية تمتح من حالات اجتماعية مغربية ، إن الركاكنة يمارس شغبه المسرحي ليستدرج المتلقي الى اكتشاف حالات وإيقاع حيوات تشبهه ، تدنو منه فتدهشه ، وتبتعد عنه لتشغفه .
تساءل مسرحية الهياتة ببناء فكري عميق و بأسلوب مسرحي جريء يزاوج بين الفرجة والخطاب العلائق الإنسانية والمجتمعية التي تلتقي أو تتقاطع مع قيم المجتمع المغربي وهي قضايا آنية ، مثل قضية الأطفال المتخلى عنهم والإجهاض وتعدد الزوجات والصراع الطبقي ، إنها عمل مسرحي يحاول أن يشكل وعيا جمعيا بهذه القضايا الجوهرية التي يتفاعل معها المغاربة في نبضهم اليومي بين الرفض والقبول ، ومن هذا المنطلق الفني والمقترح الجمالي الذي تطرحه المسرحية من خلال أحداثها التي تتداخل وتتقاطع من شخصية إلى أخرى ، يتأسس الفعل المسرحي وتواتر المشاهد باعتماد حوافز مشهدية ونصية ، بمعنى تفعيل الوظائف المشهدية والنصية إلى فرجة مسرحية فاعلة ومتفاعل معها من طرف الجمهور الواسع الذي يستوعب في تشكله كل الطبقات والأعمار والخلفيات الثقافية .
فرجة مسرحية تَرُجُّ الثابت والنمطي
الهياتة مسرحية تستقرئ ظاهر المجتمع وجوهره ، إنها تواجه المتلقي بحقيقته دون مساحيق وبدون تغييب الفرجة التي ترج الثابت والنمطي وتحقق المتعة النفسية والحسية باعتماد رؤيا إخراجية تتأسس على السلاسة البصرية في المشهد و الملفوظ والحركة والإضاءة والموسيقى وتأثيث الفضاء، وبذلك يكون الفنان والمايسترو عبد الكبير الركاكنة قد تميز في اختياراته الفنية والجمالية والبشرية التي تأسس عليها تصوره العام لهذا العمل المسرحي المتميز، فالإخراج بالنسبة إليه ليس ترجمة حرفية للنص ولا تجسيدا ساذجا لأحداثه ، إنها قراءة ثانية للأحداث والمواقف التي تؤطرها ، كما أنه اعتمد إطلاق العنان لخيال الممثلين على مستويات متعددة من تقنيات اللعب مما أتاح مساحات للابتكار من أجل صناعة الفعل الفرجوي الدرامي بأنفاس كوميدية ، إن هذه العوامل كلها ستجعل من هذه المسرحية مسرحية الموسم بلا شك .
تميز الممثلون بشكل لافت في تفعيل المشاهد النصية والركحية وتألقوا في الابتكار اللفظي والحركي والانسجام الجماعي، مما أفرز فرجة مسرحية قوية تجاوب معها الجمهور الغفير الذي تابع العرض .
الملخص
عادل فنان تشكيلي يعيش في ثراء وبحبوحة مع والدته الثرية الحاجة هنية ، متزوج من الشابة حنان، بعد الزواج ستتفاقم بينهما المشاكل بسبب الفوارق الاجتماعية والنظرة الدونية لعادل في حق حنان باعتبار أنها من الأطفال المتخلى عنهم وكانت نزيلة مؤسسة خيرية ، عادل سيخلف وعده بالتخلي عن جزء من مداخيل معرضه الفني لفائدة جمعية نسائية حقوقية تشرف عليه أخته، وفي خضم إجراءات الطلاق سيفاجئ بحقيقة مرة تقلب حياته رأسا عن عقب .
البطاقة التقنية
النص المسرحي : حسن مجاهد
إخراج : عبد الكبير الركاكنة
السينوغرافيا : عبد الصمد الكوكبي
تشخيص: كنزة فريدو، نزهة عبروق ، فاطمة بوجو، هند ضافر، أحمد بورقاب وعبد الكبير الرككنة
مساعد مخرج : سعيد غزالة
الادارة التقنية :حسن مختاري
إدارة الخشبة : خالد الركاكنة
المحافظة : خالد المغاري
التصوير : نرجس بنجلون
العلاقات العامة والتواصل : عبد القادر مكيات