ككل عدد جديد من الكلمة، نقدم صوت شعري شاب، هذه المرة اخترناه من المغرب، تبدو قصيدته مكتملة النضج الإبداعي، بل تتلمس أفقها الخاص بحدة، وهو ما يجعل من هذه القصيدة مقدمة وعتبة أساسية لشاعر يحفر أفقه من تجربة قصيدة النثر ورهاناتها كي ينسج لنفسه صوته الخاص ولعلها مناسبة أن ننتظر هذا المنجز القادم والمفتوح على نص شعري خصب.

ما لا يتكرر

بن اموينة عبد اللطيف

 

"وحده الزمن يصبح الممر الوحيد"

برنار نويل
كنا أقرب إلى بياض الحياة
أسفل هضبة اليقين العارية
أزهرت حديقة المرارات
برد الشكوك هتاف.

وغرقى .

مثقلا بشهوة الضفاف
بطفولة الهباء
أذاب يأسه في سكرات النهر
ضاقت به جبة الكلمات
ثمة ما لا يتكرر
ثمة ما لا تدركه الحواس.

على حاقة البياض
تفيض أجوبة
وتنتحر شرفات
مستضيئا بضحكات
وغيوم
تركتها هناك
تحرس غباء الليل
وأشلاء من عبروا بين أصابع النسيان

ثمة إنا في الغرفة
لا شيء يدل علي
بالأحرى
ثمة هالكون قبلي
كتموا نشوة الفراسة

ثمة أنا
لم يعد لي ما يكفي
من أسرار المنفى
والعالم على سرير الهباء..

شاعر من المغرب