الفتاة التي أحب أن أتزوجها
أقسم بمحبة أمي أني أتمنى أن تكون هكذا زوجتي
الفتاة التي أحب من كل قلبي أن أجدها وأعيش معها كل حياتي وعمري، هي فتاة مجنونة وعبثية. تحب التمرد، تلبس ثياب هادئة وطفولية، تتابع أفلام كارتون، تأكل شعرية، تحب كما أحب التمن الذي يحترق في قعر القدر، تفضل السير تحت المطر، تكتب شعر وتمزقه، كل أسبوع تكتب لي رسائل ورقية حتى لو كنا معاً، تفضل أن تأكل الأس كريم في الشوارع، تتعلم قيادة دراجة هوائية وسيارة بشكل فيه شيء من الجنون، تستطيع أن تضع قدم فوق قدم حينما تجلس بالمقهى وتتكلم مع الرجال بحقد وكراهية ولعنة، فتاة أتزوجها وأعطيها مسؤولية تحرير المرأة الأخرى بواسطة الكتابة والتنظير الفعلي، وتضع قبلة عشق صادقة على خدي كل صباح وتبصق بوجوه كل الرجال ولا تحس بأن هناك رجل غيري. فتاة أجعلها تحبني وترجم بحذائها كل القوانين الاجتماعية والعرفية والعشائرية. فتاة أجعلها متنورة يشع نورها بوجة التدين المتزمت، أضع يدي في يدها ونلتقط صوراً في الشوارع، نجلس في الليل نرقص ونغني رغماً على كل الديانات والمقدسات، لا نؤمن إلا بوجودنا الحي، الفتاة التي أحبها وأتزوجها يجب أن تقص شعرها وتشتري أو تسرق كتباً وتلعب مع أطفال الشوارع وتلبس أحذية ناعمة وناصية وتدخن سجائر ويكون شعرها في فوضى دائماً، وكلما رأيت شعرها منثورا أكون سعيد وأبصق بوجه كل الدنيا عن بكرة أبيها. نضع يد بيد في الحياة حينما تحزن أحزن وحينما تفرح أفرح وحينما تبكي أكون دموعها وحينما تنام تكون يدي وسادة تحت رأسها. نمرض معاً. ونغني معاً ونتسكع معاً وحتى في الموت نشترط على الله أن نموت معاً، وندفن بقبرٍ واحدٍ ، حينها سنلتقي الله بابتسامة هادئة وهو يلتقينا بسجل أعمالنا، أن أودعنا في الجنة سنكرر ضعف ما فعلناه على الأرض، وأن أودعنا في النار عندها سنطلب منه أن نكون قريبان من بعضنا أثناء الدخول للنار، وأكيد سيلبي طلبنا كما نفذه لإبليس ، حينها سنورث سجائرنا من النار وننفث الدخان بوجه المسلمين، وسنقرأ بيانات حب وتمرد، وسنزرع وروداً في النار ونضحك بشكل هستيري ومجنون حتى تنزعج الملائكة والأنبياء من وجودنا ويشتكون منا لله وبعدها يحدث انقلاب سماوي.

العراق