في القسم الأول من دراسة الباحثة السودانية عن العلاقة الجدلية بين المتثاقف العربي والغايات المضمرة لسلطة رأس المال المالي، تحاول تأمل تكوين الانتهازية الليبرالية الجديدة مابعد الحداثية الصهيونية القبلية والعالمية جميعا، ودور المتثاقف المستلب في تحقيق أجندة العدو بوعي أو بدون وعي.

حرية الصهيوني القبلي وحرية من عداه

العلاقة الجدلية بين المثاقف الارهابي والدياليكتيك المسفسط

خديجة صفوت

واذا رايتهم تعجبك أجسامهم، وإن يقولون تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة، يحسبون كل صيحة عليهم، هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله انى يأفكون. (سورة المنافقين الآية 4)

مقدمة: سفر تكوين الموساديين العرب وزبانية الثورة المضادة:
يصدر التعريف الاجرائي operational concept للموساديين عن تحالف عناصر بعينها من المتثاقفين والنخب مع جماعات مسلحة مثل جبهه النصرة والجيش الحر وغيرهما ممن تسلحهم اسرائيل(1) اي الصهيونية القبلية Tribal Zionism زيادة على الصهيونية العالمية Global Zionism لحساب الرأسمالية المالية-وفروعها وروافدها كالليبرالية الجديدة. ومن المفيد تذكر ان الليبرالية الجديدة كانت قد انجبت ظاهرة تشببها وتدل عليها مثل المتثاقف النغل والصفوة الكارهة للشعوب وللشرفاء. ولا يدرك ذلك المتثاقف والنخب تلك ان خطاب الرأسمالية المالية الليبرالية الجديدة الصهيونية العالمية والقبلية قيامي يتمأسس فوق اجندة فمخطط تحقيق مشروع الامم البائدة، عبورا بتحريم-بمعنى احراق فتسوية تلك المدن بالأرض وإبادة سكانها مثلما فعل الرومان بقرطاج عبورا بما فعل ابناء يعقوب بمدينة الامير حمور وملك اخيش ما بين الخليل والمجدل وصولا بالنتيجة الى اعادة بناء ملك داوود وسليمان المزوقين بالضرورة خصما على كل من عدى بعض ابناء يعقوب ويافيث الذي جعل يهوا ابناء كنعان عبيدا لهم.

هذا وكان شاؤول قد قضى بأمر صموئيل على مملكة جالوط العماليق، ويعقوب وأبناءه على عشيرة الملك حمور وحرّم مدينتهم، واجتاح بنو إسرائيل ملك جازر وملك زبير وقضى بنو إسرائيل على مدينة حبرون ـ الخليل ـ والعناقيين وعناب وجبل يهوذا وأورشليم "عبر الأردن غرباً وشرقاً" بعد نهبها وصولاً إلى خلق شرط انهيار الإمبراطورية الرومانية عبوراً بالخلافة العباسية الراشدية وغيرها بعد نهبها نهباً تكتيكياً منظماً كما ذكرت في بحث اخر. وتتخلّص الرسمالية المالية الصهيونية العالمية والقبلية من حكام المجتمعات المضيفة لاعراب الشتات وتنويعاتهم اللامتناهية واحدا تلو الاخرى بصوة منوالية وكلما انتهي دور احدهم أو/و أذن وقت احلال آخر مكانه بصورة دورية على مرِّ السنين، منذ الملك حمور وملك أخيش ما بين الخليل والمجدل عبوراً بسينجمان رهي Syngman Rhee or Yi Seungman 1878 ـ 1965م، رئيس كوريا الجنوبية في منتصف ستينيات القرن العشرين، وشاه إيران، وضياء الحق الرئيس الباكستاني، وأنور السادات وحسني مبارك رئيسي مصر على التوالي، وبن علي رئيس تونس وغيرهم مثلما تفعل مع ازلامها من المفكرين والمتثاقفين والنخب.

وتقتل الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية وبخاصة القبلية العلماء العرب والمسلمين والمثقفين والمفكرين المناضلين الشرفاء. فقد كان ثالث شرط لاستسلام صدام حسين هو تسليم العلماء العراقيين، ومن شروط الاتفاق النووي مع ايران تقديم قائمة بأسماء العلماء وعناوينهم الخ. وتتعين الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية والقبلية خاصة بمعاونة زبانيتها على تعقب الفكر الرصين والمفكرين الرصناء بغاية القضاء عليه او-و سرقته وانتحاله بعد تشويهه وتفريغه من محتواه مثلما تفعل داعش بالآثار وبالشواهد الحجية فتسرقها او-و تدمرها زيادة على ان الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية والقبلية خاصة لا تألوا جهدا في تشويه سمعة المثقفين والمفكرين المناضلين والثوار او-و دفعهم الى الياس بغاية دفعهم الى القعود عن الفكر النضالي بمغبة ما يلاقونه من التهديد بالقتل والمصادرة اليومية ومن التعقب اليومي. ذلك ان الرسمالية المالية الصهيونية العالمية وخاصة القبلية يضيرها النطق بالحقيقة، وتتطير من كل ما يقترب من فضح الكذبة الكبرى التي تحاول على مر السنين ان تسربل بها تاريخ العالم الحقيقي وتعمش عليه.

وقياسا فان المتثاقف النغل والنخب المائعة تلك يغيب عليها جراء سطحيتها وجهلها ووصوليتها الشرهة انها ليست سوى اعوان مؤقتين، لا مكان لهم بعد تحقق تلك الاجندة في محصلة تلك الاجندة بحال من الاحوال. والا جدف المؤمنون بيهوا القبلي وكفروا به لان الاخيرة عنصرية وانتقائية ومتكاذبة بامتياز(2). هذا فان تعينت الليبرالية الجديدة على ابادة الشعوب والنيل من او-و القضاء على كل من يناهضها من المناضلين والثوار والشرفاء وتعين الصهاينة العالميون والقبليون على اجندة معروفة جيدا ومتفق عليها ومتساررة معا، فان المتثاقفين الأنغال والصفوة الكارهة للشعوب، تقوم مع ذلك وبرغم ذلك-حتى ان ادركته- واجزم انهم يعجزون لقصور كامن فيهم بطبيعتهم التي تستهوي الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية والقبلية فيهم عن ادراك الحقيقة المرعبة المتسترة وراء تلك الاجندة بصورة كافية- كما اكون قد ذكرت مرارا- يقوم المتثاقفون والنخب تلك بتحقيق اجندة الليبرالية الجديدة –الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية والقبلية بحذافيرها، سواء عن غفلة تشارف الخديعة، او بانتهازية واعية.

هذا ومن المفيد تذكر ان الليبرالية الجديدة هي تشويه لليبرالية البرلمانية ونكوص عليها كما اكرر بمغبة الاملال. فقد كانت الليبرالية البرلمانية وظيفة الرأسمالية الوطنية بأنواعها الصناعية الثقيلة والخفيفة. وقد ناصبت الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية والقبلية الرأسمالية الصناعية التي لم تكن قد عبرت عن نفسها في القرن السابع والثامن عشر بابعد من البرجوازية الصغيرة البازغة ناصبتها العداء فوصمتها بـ"الاقطاع النغل Bastard feudalism". ولم تنفك الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية والقبلية ان اسقطت ذلك العداء على البرجوازية الصناعية والرأسمالية بأنواعها الوطنية اي على راس المال الوطني فعلى كل ما هو وطني من الدولة الوطنية والحدود الوطنية والسيادة الوطنية والجيوش الوطنية والوحدة الوطنية وعلى التعددات الثقافية والتنوعات الوطنية الا بقدر ما توظف الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية والقبلية التعددات الثقافية والتنوعات الوطنية في القضاء على الوحدة الوطنية لحساب مشروع الفصل العنصري Aparthaid للدولة العبرية بامتياز .

واجادل ان اي من تلك المفهومات او ظواهر الفكر والتنظيم الوطني القومي خطط له باكرا منذ نشوء اوليجاركيات جمهورية البندقية الحرة، ان لم يكن منذ المعتزلة العباسيين حيث لا يقيض لها أن تعبر عن نفسها في سوى جمل اعتراضية وجيزة محاصرة وغير قابلة للتحقق جراء سردية اعراب الشتات. ولكم ان تتنبهوا على حقيقية ان البرجوازية الصناعية لم يقيض لها المثول او التعبير عن نفسها سوى في الزمن الضائع بين الاقطاع الغربي الذي لم ينته حتى اليوم، مما ذكرته تفصيلا في دراسة بعنوان خصخصة الربح وتأميم الخسارة المنشورة بالكلمة(3) .ذلك ان نشوء تلك المفهومات والظواهر التى لا يخفى على اي متأمل كم استهدفت وتستهدف كيما لا تزيد على رياضات اكاديمية واطر فكرية فطيرة مستبقة اي براديجات موسمية Seasonal Paradigms  تتمثل في وقفات عرضية وجيزة وترانزيت الى ما عداها بحيث لا تتوفر علي سوى تيسير نشوء الدولة العبرية عابرة الحدود الوطنية لما عداها هي والدول الوطنية فوق رأس الجيوش الوطنية. فالدولة العبرية تضيق بهذا الوصف بالدولة الوطنية وبالسيادة الوطنية وبحدودها الوطنية وبجيوشها الوطنية وبتعدداتها القومية وتنوعاتها الثقافية الا بقدر ما تسرق الاخيرات وتنتحلها وتدعيها وصولا الى تشويهها.

وقياسا فان حاصل جمع تداعيات تلك الظواهر لم يعبر عن نفسه سوى في زمن ضائع تاريخيا ما بين الاقطاع والرأسمالية المالية الصهيونية العالمية ويطلق على الاخيرة العولمة اي عولمة المراكمة المالية-التي لا يجرؤ احد على النطق باسمها اي تسميتها باسمها التاريخي الموضوعي المتسارر وهو الرأسمالية المالية-خصما على كل من الرأسمالية السلعية والوطنية، كذلك كانت تداعيات تلك الظواهر قد عبرت عن نفسها لحساب الصهيونية القبلية Tribal Zionism ويطلق على الاخيرة اسرائيل وصولا الى الدولة العبرية خصما على الدول العربية والمسلمة كافة تباعا. ذلك ان نشوء تلك المفهومات والظواهر التي لا يخفى على اي متأمل كم استهدفت وتستهدف كيما لا تزيد على رياضات اكاديمية واطر فكرية فطيرة مستبقة اي براديجات موسمية Seasonal Paradigms تتمثل في وقفات عرضية وجيزة، وترانزيت الى ما عداها بحيث لا تتوفر علي سوى تيسير نشوء الدولة العبرية عابرة الحدود الوطنية لما عداها هي والدول الوطنية فوق رأس الجيوش الوطنية. فالدولة العبرية تضيق بهذا الوصف بالدولة الوطنية وبالسيادة الوطنية وبحدودها الوطنية وبجيوشها الوطنية وبتعدداتها القومية وتنوعاتها الثقافية، الا بقدر ما تسرق الأخيرات وتنتحلها وتدعيها وصولا الى تشويهها.

وقياسا فان حاصل جمع تداعيات تلك الظواهر لم يعبر عن نفسه سوى في زمن ضائع تاريخيا ما بين الاقطاع والرأسمالية المالية الصهيونية العالمية، ويطلق على الاخيرة العولمة، اي عولمة المراكمة المالية، التي لا يجرؤ احد على النطق باسمها، أي تسميتها باسمها التاريخي الموضوعي المتسارر وهو الرأسمالية المالية - خصما على كل من الرأسمالية السلعية والوطنية، كذلك كانت تداعيات تلك الظواهر قد عبرت عن نفسها لحساب الصهيونية القبلية. ويطلق على الاخيرة اسرائيل وصولا الى الدولة العبرية خصما على الدول العربية والمسلمة كافة تباعا.

أبناء يافيث والليبرالية الجديدة:
وقياسا فقد ولدت الليبرالية الجديدة باكرا في الزمن الضائع للرأسمالية الوطنية اي السلعية او البرجوازية او الوطنية حسب مرحلة تطور المجتمعات. اي ان الليبرالية الجديدة ولدت في احضان الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية والقبلية. واجادل ان الليبراليين الجدد احفاد بعض ابناء يعقوب بقوا يجزمون سرا بأن البرجوازية الصناعية لم تكن سوى مغالطة مفهوماتية Conceptual Controversy، ذلك أن الاسم يجمع أضداداً بالإتيان بكلمتين إحداهما في تقابل مع الاخرى فلا تألف واحدتهما الأخرى (Oxymoron) ولا تسمح بها اذن فلا ترتاح عليها سوى فيما يشارف مصادرة على المطلوب.

وعليه فان هذا الطرح الصهيوني العالمي القبلي لمفهوم البرجوازية الصناعية من وجهة نظر يهوا القبلي مهم للغاية وخطير بصورة ينبغي معها التوقف عند ذلك الطرح بغاية ادراك تداعياته على كافة المفردات التي توالت من يومها على قاموس الفكر والادب الاوربي الامريكي السياسي. ذلك انه حيث أن ذلك الجمع بين مفردتين متناقضتين جمع لا يستقيم كونه ناب Odd كما يراه المحافظون الجدد وأنغالهم الليبراليون الجدد، أي الصيهونية العالمية وبخاصة القبلية، فان الأخيرون لا/ ولم يتركوا للرأسمالية الصناعية فضاءً بهذا الوصف الا بقدر ما لم تعد البرجوازية الصناعية معه اكثر من جملة اعتراضية في سياق نشوء المراكمة الرأسمالية المالية الاوربية الغربية.

وقياسا فان الرأسمالية الصناعية لم تكن بهذا الوصف إلا بقدر ما عبًرت عمّا لم يزد على شبهة تقول بنهايات الاقطاع الغربي الذى وصفته الرأسمالية المالية بالإقطاع النغل. أي أن الرأسمالية المالية تقصد بهذا الوصف البرجوازية الصغيرة، مجازاً أو تزويقاً مرة أخرى. لان الصهاينة وقد هاجروا من أوروبا الشرقية الى الغربية، واسسوا لهم اعمالا وتجارة اسراتية مثل تجارة الماس والنفط، وكان الاخير قد توفر لهم جراء تحور القيصرية الروسية الى اقطاعية معقودة عليه على عهد كاترينا العظيمة- مما لم كان معه ان يرضوا بان يتخذوا موقعا ثانويا بالنسبة للبرجوازية الصغيرة الوطنية في انجلترا وفرنسا.

والى ذلك فان تاريخ وواقع تلك المنافسة التي لم يقيض لها ان تسجل بصورة وافية لم تنفك ان حسمت لحساب اسر أوربية شرقية مثل روتشايلد ونوبل وشيل وغيرها. وبالمقابل كان الاقطاع الغربي حريا جراء ذلك الا ينتهي ابدا وبقي كامنا في انجلترا وويلز وبخاصة في اسكتلندا حتى اليوم تحت سيطرة اقطاعيين متغيبين. وعليه فان تلك الظاهرة كانت حرية بان تخلق شرط استحالة تقبل الرأسمالية بمعناها الموضوعي التاريخي منظومة مفهوماتية منهجية صناعية أو حتى تجارية. وقياس فان ذلك من شانه ان يجعل التسميات الدارجة في تعريف مراحل الرأسمالية من البدائية الى الصناعية قمينة بالا تزيد على مسمّيات مزوقة Euphemised.(4)

ويعنى ذلك قياسا ان الحداثة ليست بدورها الا جملة اعتراضية لم تنفك ان نكصت او تحورت الى ما بعد الحداثة، مثلها مثل الليبرالية التي تحورب الى الليبرالية الجديدة Neo liberalism وكما تحورت mutated الديمقراطية البرلمانية التي نعرفها بمعنى تشوهت الى الديمقراطية ما بعد الليبرالية Post liberal democracy وغيرها من المسميات التي ادعت الرأسمالية المالية نسبتها الى البرجوازية الصناعية تخاتلا. وقياسا اجادل ان الحداثة تعريفا هي اذن وظيفة الثورة الصناعية والاخيرة وظيفة الاكتشافات الجغرافية الكبرى، واكثر فهي محصلة النهب والسلب تحت راية حق الفتح والتدافع من اجل اجتياح أفريقيا واستلاب تاريخها، بتبييض الحضارة الوادي نيلية الشمالية، والتهميش للحضارة الوادي نيلية الجنوبية.

ومن المفيد تذكر ان الثورة الصناعية لم تزد بدورها على ادعاء اجزاء ثقافية وفكرية من الخلافات المرقية عن طريق جمهورية البندقية الحرة، ومن الخلافات الاسلامية المغربية خاصة الاندلس، ومن العثمانيين بالجوار ومن الشرق الاقصى بالسرقة عن طريق ما سمى الرحالة الاوربيين الغربيين النصابين امثال ماركو بولو، والبحارة البرتغاليين وغيرهم، ثم تجميعها واعادة انتاجها بوصفها منتجات أوربية غربية بامتياز. وعليه فمن المفيد تذكر ان فهم وتعريف المفهومات الرأسمالية هو وظيفة تاريخ الفكر الغربي وتعبير عنه. واجادل انه حتى يقيض للصهيونية العالمية والقبلية ان تيسر تفويت تلك الاحابيل على المثقفين والمفكرين، ناهيك على العامة فانهما كانتا حريتان بان تجندا جماعات ضعيفة الذكاء والقدرة على التأمل والتفكير العميق في المفهومات المتداولة غربيا، ومنها ما منع تعريف بعضه علينا احيانا. وكنت قد جادلت في دراسة اخرى ان كل من المسيحية الغربية –البروتسانتية خاصة والصهيونية تعشق العاطلين عن الموهبة، والمعوقين عقليا، بوصف انهم كائنات مؤهلة لان تمرر قاموس الاستحواذ الصهيوني الرأسمالي المالي دون تمحيص، بل باحتفالية طافحة شان معظم العقول المصابة بالعته وبعضهم مصاب بالكليفتومانيا - جنون السرقة - والذهان الوراثي، واعرف بعض اصحابها شخصيا.

الفوضى المفهوماتية التى تزوق القمع:
وبالعودة الى/ ومهما كان من امر الرأسمالية الوطنية/ فانها-رغم انها أنجبت بناة الامبراطوريات من انغال الارستقراطية الكلاسيكية، واثرياء الاكتشافات الجغرافية الكبرى، ومغامري شركة الهند الشرقية، الا انها كانت ايضا بمثابة حاضنة، بل انها انجبت المثقف والبطل الوطني مثلما انجبت البروليتارية الصناعية في المجتمعات الشمال اوربية الغربية الغنية والطبقات العاملة في المجتمعات الملحقة بالأخيرة. وقياسا فقد نشأت الدولة الوطنية وازدهرت في مناخ الرأسمالية الوطنية، وكذا الثقافة الوطنية، حتى اصابت الاخيرة ما بعد الحداثة.

وقياسا فان الفوضى المفهوماتية والمنهجية the conceptual and methodological chaos تلك التي انتشرت على عهد المراكمة المالية كانت حرية بان تنتج ما يطلق عليه المحافظون الجدد الفوضى الخلاقة. وقياسا فان الاخيرة كانت بحق خلاقة لهم بحيث وفرت مناخ التخاتل والخديعة الفكرية والتنظيمية مرة، والسياسية والعسكرية المالية جميعا. ففي الوقت الذى كان حلف الأطلنطي يدمر ليبيا ويساوى مدنها بالأرض، ويقتل المدنيين ويقضى على الدولة، وينهب اموال الليبيين الطائلة، كان أوباما يقول لليبيين انهم مقبلون على مجتمع العدل والديمقراطية والازدهار، مثلما كان بوش يعد العراقيين باجتياح العراق لتحريرهم من صدام بغاية نشر الدمقراطية والحرية.

وقياسا فمن المفيد تذكر أن مناخ الفوضى الفكرية والتنظيمية جدير بان يخلق شرط الحرية او-و الديمقراطية المسفسطة. اي المزوقة المجازية الذاهبة في كل اتجاه، فيما خلا الاستقامة الفكرية والتنظيمية. ذلك انه كيما يقيض لتلك الجماعة الصهيونية العالمية فالقبيلة المتمأسسة فوق/ او تلك التي تصدر عن المراكمة المالية، وتنتفع بها خصما على من عداها ان يقيض لها بهذا الوصف التغرير بالأميين الغويم المشركين بيهوا القبلي، فقد آلت تلك الجماعات على نفسها الاضرار ليس الجنتايل (Gentile) والغويم (Goyim) الأمميين أو الأميين المشركين بـالإله القبلي "يهوا" Yahweh the tribal deity وحسب وإنما ببقية طوائف اليهود. ذلك ان تلك الجماعة الصهيونية العالمية والقبلية تعينت وزبانيتها على اختراق الأديان بالعقلانية القاحلة أو العجفاء إن شئت(ي) وعلى تحوير(Mutating) اللغة بالعلاقات العامة (Public Relations) وتدوير الكلام (Recycling words) وبصناعة الكلام كما يقول الفارابي أو نسج الكلام (SPIN) أو بالمجاز والكناية والتقية والاستعارات المجازية والأسوة. ذلك ان يهوا القبلي كان قد قال لشعبه ان اكذبوا بكل اللغات على المشركين بي. وقياسا فالصهيونية وأزلامها حرية أن تسلك بالضرورة التعرج والتسارر والتباكي عقلانياً والتحور بالوقاحة والشراسة علانية كما في كل مرة عبر التاريخ غير المكتوب بالنتيجة.

فالمجاز والكناية يزوِّقان القمع بادعاء أنه السبيل إلى الاستقرار والسلام، سلام أعراب الشتات، الموساديون وازلام الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية والقبلية خصماً على سلام المنطقة العربية والإسلامية بخلق شرط حروب فئوية وطائفية إثنية وعرقية في المنطقة العربية، مما لم يترك فراغاً لتاريخ سوى تاريخ أعراب الشتات. فالتاريخ المكتوب والمسكوت عنه هو تاريخ الموساد والاستخبارات الأمريكية وغيرهما، فيما يعتقد اثرياء العرب وأمراء وأميرات ومشايخ النفط والغاز انهم هم أصحاب الصولات والجولات، وقد بات أي تاريخ عداهم، أي تاريخ المجتمعات التاريخية صاحبة الحضارات المائية والشواهد الحجرية والمراكز الثقافية المركزية، جملاً اعتراضية في أفضل الشروط أو شرحاً على متون السردية الرسمية لهم وللرأسمالية المالية النفطية الغازية (من الغاز).

عندما يغدو السلام والاستقرار خطرا يهدد محادثات السلام:
وقياسا يغدو اتفاق فتصالح الفلسطينيين (توحيد السلطة الفلسطينية وحماس) خطراً يهدد محادثات السلام والاستقرار. ولا يزيد الأخيران عن سلام واستقرار الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية وخاصة القبلية، خصما على من عداهم. وعليه لا يفرز ذلك السلام والاستقرار أكثر ولا اقل من شرط الحروب الاهلية، وموت المدنيين خسائر نزوية وتفاقم العطالة وإفقار المنتجين والمنتجات للفائض والثروة في افضل الشروط، لحساب أرباح أعراب الشتات والمصرفيين العالميين، اي الرأسمالية المالية. ذلك أن السلام والاستقرار يعنى بهما ألا ينقصا سوى عن أن يخصما على إعادة إنتاج الخلافة العبرية والداعشية والعثمانية الجديدة بالتمني اكثر من اي شيء اخر(لا قدر الله، وارادة الشعوب في مقاومة كافة اعداء الشعوب والشرفاء دولا وجماعات ومتثاقفين ونخب خائبة بإذن الله) . ذلك ان تلك الأحبولة الشيطانية يقدر لها أن تخصم على الفكر الإسلامي، فتخلق شرط اختراق الإسلام السني، عبورا باختراق المسيحية الغربية نفسها، لحساب تطرف فأصولية السردية البكاءة اللوامة. فلنتأمل ذلك جيدا حتى نبصر الأحبولة الديمقراطية الليبرالية الجديدة الماثلة وتداعياتها والعاملين على نشر خطابها والمتحمسين لتحقيق أجندته من المتثاقفين المأجورين والنخب الخائبة بإذن الله.

هذا وازعم على سبيل المثال ان المعركة الدائرة تباعا حول انتخاب رئيس جديد لحزب العمال بعد هزيمة الحزب المروعة في انتخابات مايو ايار 2015 وفي قلبها اندلاع شعبية اليساري القديم جيرمي كوربين Jeremy Corbyn تلميذ توني بين Tony Ben اليسارى العتيد غير المسبوقة ان انتخاب جيرمي كوربين سوف يمزق أقنعة الديمقراطية الليبرالية البريطانية الجديدة تمزيقا مأساويا يفضح الاكاذيب وانصاف الحقائق والمجاز والتزويق والتقية، مما يثير في صفوف اليمين الجديد وما يشابه اضطراب عظيم كمثل ما يصيب البط الداجن عندما يمر فوق سمائه البط البري على حد قول سانت اوكسبري في قصته الشهيرة (الامير الصغير).

حرية الصهيوني القبلي وحرية من عداه:
أجادل ان الصهيونية القبلية فالعالمية تصدر كما قلت من قبل عن ديالكتيك هيجلي مسفسط (Sophisticated Hegelian Dialectic)، بمعنى أنها تخلق شرط الفوضى التي تزدهر فيها الصهيونية القلبية والعالمية والرأسمالية المالية خاصة والليبرالية الجديدة، وكل ما هو جديد او ما بعدوي. واجادل أنه إن يقول الدياليكتيك الهيجلي المسفسط خاصة إننا إن اتفقنا او لم نتفق على أمر، كأن ينادي بعضنا بالحرية وينادي آخرون بها فإن كل منا قد يختلف على ما تعنيه الحرية. في هذه الحالة فإن علينا أن نقبل أن نكون عبيداً متصورين أننا أحرارا. ويقول اليهودي موريس صامويل مؤلف كتاب "انتم ايها الجنتايل" (You Gentiles) «اي كل من هو مشرك بيهوا القبلي» "الواقع نحن (يقصد اليهود ولعله يقصد الصهاينة منهم) لا نطلب الحرية، بل نحن مستعبدون لا نملك أن نختار أو نرفص، نلعب أو نبني، لأنه مقدر لنا سلفا أن نبقى شعبا مستعبدا ومجعولا لعلاقات جامدة محافظة لا متغيرة (Unchangeable)،إن الحرية بالنسبة لنا لا تعنى شيئا: الحرية لنفعل ماذا؟"

We are not free to choose and to reject، to play، to construct، and to refine

وأقول انه عندما يجأر صهيوني بأنه عبد، عندها يكون قد قرر أن ينوح بموال المظلومية Victimhood فان الصهيوني يجأر بذلك حتى يسوغ الشروع في/ وتكريس ابتزاز العبد الذى امامه والحر الذي لا يراه معا. أن ذلك الصهيوني قد يسوّغ لنفسه رد فعل يتناسب ومسبب تلك المظلومية التي تصدر عما اسماه "نورمان فينكيشتاين" Norman G. Finkelstein صناعة المحرقة.(5) فقد سوّغت المظلومية للصهيوني القبلي والعالمي ابتزاز الغويم الجنتيال المشركين الامميين الكفرة بالإله القبلي يهوا، فالنيل منهم أو/و من الشعب و/أو المجتمع المضيف كما في كل مرة. لعل ذلك مصدر كراهية الصهاينة منذ موسى بعد ان عاد من الطور للشعوب، وكذا كراهية الأحبار والأسباط والأقماط والقضاة والتجار- وكلهم سواء. ولعل الأخيرون كانوا وراء الجيتو الالماني.

المهم يعود ميل الصهيوني الى تخريب الغويم الجنتايل المشركين بيهوا القبلي واليهود غير الصهاينة غير المؤمنين بقيام الدولة العبرية، في ان اليهود معنيون بتخريب مجتمعات الجنتايل الغويم. "نحن اليهود المخربون سنبقي مخربين للأبد، وإن شيئا تفعلونه (انتم الجنتيال الغويم الامميون المشركيين بيهوا) لن يقابل احتياجاتنا أو مطالبنا، فسوف نبقى الى الأبد مخرّبين لأننا نحتاج عالم يخصنا نحن، وإن ذلك العالم ليس من طبيعتكم انتم ان تبنوه". ولا يصر موريس صامويل بعد بان العالم الذي يريدونه سيكون خلوا من كل من عداهم بعد ان يكونوا قد اشعلوا الهرماجادون، ولم يبقوا احدا غيرهم في الارض لا تسعنا كما تعلمون ويدركون هم منذ القرن السادس عشر. وقياسا فلعل هذا القول الخطير الذى يعبر عنه لأول مرة تباعا وراء حقيقة كيف يخرِّب الموساديون من أعراب الشتات الصهاينة القبليين والعولميين وازلامهم المجتمعات المضيفة، فيما يحرص الموساديون الاصليون على مجتمعاتهم القبلية المستقيمة الملتزمة بتعاليم يهوا.

“We are a dedicated and enslaved people، predestined to an unchangeable relationship. Freedom at large was not and is not a Jewish ideal. Service, love consecration, these are ideals with us. Freedom means nothing to us: freedom to do what?

-This hither unrevealed approach to the Jewish world view offers a penetrating analysis of the Jewish psyche and makes the important point that Jews were altogether so superior and spiritually advanced compared to gentiles that there was no possibility of the two groups getting on together. Owing to the baser nature of the gentiles, and the fact that they did not take God seriously like the Jews، it was inevitable that Jews and gentiles should be at loggerheads forever. We Jews، we، the destroyers، will remain the destroyers forever. Nothing that you will do will meet our needs and our demands. We will forever destroy because we need a world of our own، a God-world, which it is not in your nature to build.”(6)

فان ينتشر خطاب واجندة هذا الانموذج الجرثومي في جسد المجتمع فانه يطلق السعي الفردي نحو تكريس الذات ليغدو كمثل الجينة الانانية the selfish gene خصما على كل ما حوله وتمييزا ضد كل ما حوله لمصلحة تلك الذات المريضة بالركض وراء إعلاء الأنا سواء جماعية كمثل الصهيونية او القبلية او-و الانانية الذاتية تحت مسمى مظلومية أوقفت فوق راسها فهي مرة بكاءة لوامة ومرة تدعى الامتياز على ما عداها بما ليس لديها اصلا واطلاقا. فتلك الجينة الانانية تتعاطى مع ما يسميه م. م. علاقات ن.ح. التى يعرفها الاخير بـ"المصالح". وحيث تغدو مصالح الاجندة الموسادية تدمير مجتمعات المستقرين الذين هم بالضرورة أممين غويم ومشركين بيهوا فان مصالح الموساديين الذاتية، التي لا تزيد على تنويع على مصالح الاجندة الموسادية ذاتها، تغدو بالنتيجة، في سعيها لتأجيج الصراع من اجل تحقيق يوم القيامة، أكثر حماسا واستماتة في محاولة تدمير حضارات وثقافات وأوطان الشعوب والشعوب قاطبة وحلفائهم المناضلين الشرفاء.

ويجأر اولئك الأنغال بالمقابل بانهم يعارضون طغاة انظمة مجتمعاتهم هم، مما يجعل منهم بذلك ثوارا. وكأن النضال لديهم مجزأ بمغبة الوصولية والانتهاز أو انتقائية قائمة طعام في فندق فاخر. فيتذرعون بانهم ضد استبداد الأسد، ويتناسون ان القضية هي سوريا الحضارة والثقافة والتاريخ والتعددية والتنوع؛ فيما لا يستحون بالجأر بالتضامن مع استبداد المال النفطي. وانا اعرفهم جيدا بالأسماء والتواريخ والاماكن، ويعرفون أننى اعرفهم، ويخشون ما أقول لأنه يصفهم. وهم على يقين من ذلك فلا يملكون إزاءه الا ان يحاولوا مصادرته او-و رفعه من فوق الشبكة. بحيث انك لا تجد ايا مما كتبت في النخب والمتثاقف، وهو عديد، على الشبكة. فلهم علاقات العصابات واتساع صلاتها وقوة مصالحها. ذلك ان الذعر ينتابهم لما يكتب امثالنا فهم لا يناصبون العداء الا للذين يستعصون على الغوايات، التي يتساقطون امامها، ولا يتصدون لسوى كبار من أمثال ادونيس والنشائي ومصطفى اللداوي .. الخ ممن لا يلتفت اليهم، فلا اهمية لهم. سوى انني افعل لانهم يسرقون أعمالي وينشرونها مترجمة او متسترة تحت أسمائهم. وكنت قد عفوت عمن تاب منهم واناب. أما الذين يثابرون على الوصولية والتموّل والخديعة فنحن ورائهم والزمن طويل ولهم يوم على ايدي الشعوب، والله غالب كما يقول اخواننا واخواتنا الجزائريون.

هوامش:

(1) انظر(ي) قناة الميادين نشرة اخرار السادسة الجمعة 20 اغسطس 2015

(2) انظر(ي) It is time to admit it: Israel policy is what it is : Apartheid By Bradly Burston:ICH:20.8.2015

(3) ) انظر(ي): خصخصة الربح وتأميم الخسارة دراسة للكاتبة نشرت بمجلة الكلمة الالكترونية الشهرية العدد 39 بتاريخ يونيو2010م وموقعها بالحوار المتمدن وتنشر قريباً في مؤلف بعنوان الصهيونية والرأسمالية المالية:الجشع جميل(Greed is Beautiful)بخصخصة الربح وتأميم الخسارة

(4) انظر(ي): خصخصة الربح وتأميم الخسارة دراسة للكاتبة نشرت بمجلة الكلمة الالكترونية الشهرية العدد 39 بتاريخ يونيو2010م وموقعها بالحوار المتمدن وتنشر قريباً في مؤلف بعنوان الصهيونية والرأسمالية المالية:الجشع جميل(Greed is Beautiful)بخصخصة الربح وتأميم الخسارة.

(5) - أنظر(ي):Norman G. Finkelstein: 2000: The Holocaust Industry: Reflections on the Exploitation of Jewish Suffering

(6) انظر (ي): Maurice Samuels، Jewish author، quote from You Gentiles. Maurice Samuel (1895 – 1972) was a Romanian-born Zionist Jew whose most influential book، You Gentiles، was published in 1924.