هذه دعوة للباحثين العرب قصد المشاركة في ندوة علمية مهمة تحتضنها تونس، وبالقدر ما يشكل محورها استدعاء لاجتهادات باحث رصين، بالقدر الذي تشكل أرضية مناسبة لتأمل أحد الموضوعات الأساسية في سياق النقد السينمائي والخطاب النقدي العربي، خصوصا أن المحور ورغم تقاطعاته يؤسس لنقاش معرفي من سياقات مختلفة تتقاطع فيها نظريات ومدارس من مختلف المرجعيات وهو ما يعطي خصوصية لهذه الندوة العلمية.

الأدب والسينما بتونس

ندوة مهداة لعبد الوهاب المؤدب

يبقى النص المرجع الذي نشره عبد الوهاب المؤدب نصا مؤسسا، الأيقونة والكلمة نشر بالعددين 287 و288 (يوليوز_ غشت 1977) من مجلة كراسات السينما الشهيرة.

ويظل عبد الوهاب المؤدب أسبق من طرح علاقة الصورة بالنص، اي السرد المرئي بالسرد النصي، ونستأنس بهذا النص الذي سينشر في إحدى دور النشر أيام انعقاد الندوة، في طرح الإشكالية حول موضوع الندوة، اشكالية شرع في طرحها المثقف والروائي والشاعر العربي الذي التحف بلغة فولتير،
وتنطلق الندوة من ثنائيات : الأدب/السينما، الخطاب النصي/الخطاب المرئي، السرد الروائي/روائية الفيلمي 
في هذه الندوة نتخطى السائد والمطروحة دوما حول هذه العلاقة التي ظلت حبيسة دراسة الاقتباس.

سوف نموقع إشكاليات الندوة وتمحورها في نقطة التقاطع بين مجرات قوتنبرغ(اي الطباعة و نشرها للروائي النصي) ومجريات الإخوة لوميار(الباعثة للروائي المبصر، المرئي) وصنوهما الثالث والحديث مجرة بيل غايت (حيث فتحت لعلاقة المكتوب بالمرئي ما يسمى بباحة الشاشات الأربعة : الكبيرة، والصغيرة، وشاشة الحاسوب، وشاشة السمار تفون)
للمشاركة:
ارسال ملخص مداخلة في 300 كلمة باللغات العربية أو الفرنسية أو الإنكليزية مع سيرة وقائمة منشورات قبل20 سبتمبر 2015 على بريد منسق الندوة

الباحث والناقد التونسي عبد الكريم قابوس :

الإيمايل: gabousk@yahoo.fr

الهاتف : 0021698270381 

تقع إجابة المترشحين يوم غرة أكتوبر 2015 وترسل المداخلات يوم 10 نوفمبر 2015 .
اشكالية الندوة: الأدب والسينما بين التناص و تقاطع الرؤى
من يتذكر الفيلم التونسي مختار إخراج الصادق بن عائشة ؟

قصته تلخص موضوع ندوتنا

مختار، شاب تمكن من نشر روايته الأولى، وهو تلميذ ، من طرف الاتحاد النسائي التونسي، رواية
يطرح من خلالها أوضاع الشباب التونسي المنتمي لجيل ما بعد الاستقلال من خلال مشكلة تحرير المرأة.
تنال الرواية نجاحا باهرا مما يدفع الكاتب على الإدلاء بأحاديث عديدة يجيب فيها على غضبه من تأويل
النقاد لروايته ومما يدفعه لتأليف رواية ثانية موضوعها فتاة تقطع مع مسلمات الماضي. تنال الرواية
نجاحا كبيرا. ويقترح عنه منتج سينامئي اقتباس روايته لكنه يرى ان الفيلم شوه روايته،ويختفي مختار:
انتحار، اغتيال، أوحادث ...؟

من يتذكر هيتشكوك عندما حاول فرض شريطه ربيكا ، اول أفلامه في أمريكا، معتمدا على شهرة الرواية
التي اقتبسها لما أطلق هذا الشعار :" أعجبتكم الرواية ستعيشون الفلم " ولما سؤل عن هذا الشعار
أجاب:" هل تعرفون حكاية العنزتين التي كانت تأكل شريط فلم مقتبس من رواية لما قالت العنزة الأولى
للثانية : انا افضل اكل الكتاب".

ولنتذكر جنريك فيلم البريئ إخراج فيسكونتي والمقتبس عن رواية دانوزيو ، لما أراد المخرج إبراز
علاقته وتعلقه بالرواية حشر في الجنريك صورة يده المتجعدة وهي تقلب نسخته القديمة من الرواية
وعليها بقايا حروق سجائره.

وتلك اللقطة الرائعة في فيلم العصفور التي يح ي ي فيها كاتب السيناريو لطفي الخولي الكتاب لما يدخل
الشيخ احمد ساحة جامع الأزهر حاملا رزمة من الكتب وهو يقول:

" انا الكتب ، اكتبها، أبيعها ،

أقراها..."
وهل ننسى حرق الكتب في فلم فهرنايت 154 لفرانسوا تروفو وفلم المصير ليوسف شاهين

النص والصورة

الأيقونة والحرف

الأدب والسينما
الرواية والفلم
ثنائيات تذكرنا بقصيدة غادة السمان
"
لقد اخترقتني كصاعقة
وشطرتني نصفين
نصف يحبك ونصف يتعذب
لأجل النصف الذي يحبك"
كتب جوزيف كونراد "هدف الروائي ان يمكننا من الأبصار" وهل لم ينادي فرانسوا تروفو بان” يجب
خلق مؤلفي أفلام" .

لنتذكر بيان ألكسندر استروك في مقاله الشهير" مولد طليعة جديدة: الكاميرا- الفيلم الذي يحيل الفيلم في
تطوره على اللغة عندما يؤكد ان " اللغة السينمائية هي رديف بصري للغة الأدبية" من هنا يدعوان خلال
الارتكاز والتباعد ، الى التفكير في السينما مع وضد وعكس الأدب لما أكد:" الإخراج ليس تقديم او تصور
المشهد، لكن هي عملية كتابة حقيقية: المخرج يكتب بالكاميرا كما يكتب الروائي بالقلم" .

النص والصورة

الأيقونة والحرف

الأدب والسينما
2
الرواية والفلم

رغم التفاعل المتصل بين النص والصورة، بين الرواية والفلم في تشارك وتقاطع تفرضه الضرورة او
الصدفة، استفاد الواحد من الآخر، وربما تفترس احداهما الآخر عندما يستعمل الأول تعبيرية الثاني
مستعيدا أدواته.

خلال أكثر من قرن من ال ت عايش ش ق النص طريقه بالتوازي مع الصورة. كان تعايشا متوترا وتقاطعا
مشحونا بسوء التفاهم متمثلا في : الحوار ، الصراع، وربما ادماج النص في صلب الصورة.
وربما وجب التذكير بان الكتاب استعاروا مفردات ولغة السينما في ممارسة عملية الإبداع. وبالمقابل
كرعت السينما من الأدب ، لا باقتباس المواضيع فحسب، بل باستعارة طرق السرد".
فقد كان التبادل بين الأدب والسينما ،بين الرواية والفلم متو ت را ومكثفا. ولما كتب الكتاب قصصا
وسيناريوهات للسينما، يبقى عملهم فعلا تحريريا:كتابة فحسب.كما نشر العديد من السينمائيين روايات ،
وربما محاولات من الأصناف الأدبية الأخرى.
تهتم ندوتها أيضا بالهجرة والهجرة المعاكسة: الروائيين الذين تسللوا وراء الكاميرا، والسينمائيين الذين
استبدلوا، ولو لحين، العدسة بالقلم او الآلة الكاتبة. وخاصة الذين يعيشون نوعا من تعايش الكاتب
والسينمائي في تعبيريتهما اي الذين مارسو السرد الروائي بالنص والصورة او ما نسميه "المخرج-
المؤلف" .

يبدو موضوع ندوتنا نبع لا ينضب، اردناه فضاء لتحليل ظاهرة لقاء عالمين تعبيرين ، الأدب والسينما ،
حتى نطرح نوعا من الناتج و نحدد سبل تبادل رحيق الإبداع بين أسلوبي التعبير الروائي والسينمائي
وذلك عبر تجارب البلدان في كل اللغات والمدارس الأدبية والأساليب السينمائية. كل هذا ليس للبحث على التناص فحسب، لكن لتحديد مدى التقاطع بين فنين يبدوان وكأنهما يدير أحدهم ظهره للآخر في حين انهما في الحقيقة ينظران لبعضهما ملئ عينوهما.

ويبدو كل فن متشبث بخصوصيته استجابة لجملة أندري بازان الشهيرة:"الفن هو عملية رؤية".
تتمحور إذن ندوتنا حول رباعية العلاقة الحلوة والمرة بين النص والصورة، الأيقونة والحرف، الأدب
والسينما، الرواية والفلم.

موضوعنا يبرر تنظيم ندوتنا بالاشتراك بين مهرجان أيام قرطاج السينمائية،) التي تتخلى في هذه الندوة
على المواضيع التقنية والمهنية( وقلعة البحوث الادبية والفنية كلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة من
خلال أقسامها الثلاث ، العربية والفرنسية والإنكليزية.
لنقدم محاور الندوة

اولا- الاقتباس

لنتمعن في قولة أندري بازان مرة أخرى:” المخرج الذي يكتفي باستعمال الرواية كحكاية يبقى عمله
تعيسا مهما كانت الرواية". غير ان المتعصبين للنص الأدبي يعيبون دوما خروج الفلم عن النص،
وتقصيره في استعمال مادة الرواية وعدم انعكاس أسلوب المؤلف. لكن يجيبهم فريق آخر بان الاقتباس
ليس نقل الرواية من نص الى صور بل هي عملية قراءة جديدة بلغة أخرى للعمل الأدبي.
تعددت الندوات حول موضوع الاقتباس ، وكذلك المؤلفات والأعداد الخاصة من المجلات المختصة،
وقدمت نتائج متباينة، بيد ان الحوار يبقى مفتوحا. وهكذا لنا ان نعكس المعادلة هل أثرت السينما في السرد الرورائي.

ولذلك سنخوض تجربة فريدة تتمثل في إقامة ورشة على مدى شهرين صلب كلية الاداب والفنون
واللسانيات بمنوبة، تتمثل في تحليل ستة ثنائيات رواية/ فيلم ، يقوم بها طلبة الدكتوراه الذين يقدمون
بحوثهم في ختام الندوة. من هنا يصبح التفاعل بين المهرجان والجامعة فعليا وذلك لدعم تجربة جديدة
نفتتحها هذه السنة : أيام قرطاج في صلب الجامعة.

ثانيا- الكتاب الذين تحولوا للإخراج

العديد من المخرجين كانوا حملة قلم ، من روائيين ونقاد، تحولوا الى مخرجين وذلك في كل البلدان وعلى
مرور قرن من السينما. منهم من واصل الرواية ومنهم من انقطع ، كما لا ننسى مجموعة النقاد الذين
تحولوا من كتاب كراسات السينما بفرنسا لمخرجي الموجة الجديدة. ظاهرة تستوجب التحليل

ثالثا- افلام تحولت لروايات

حول العديد من المخرجين افلامهم لروايات او كتب ، او نصوص ترسل) كما فعل جان لوك غوادر(
ومنهم مخرجين أدت بهم رواياتهم المقتبسة من افلامهم للشهرة .

رابعا- الفضاء العربي الأفريقي

نخصص محورا خاصا لمخرجين متميزين في السينما العربية والافريقية مارسا الرواية والفلم الروائي في
عملية ما يسميه عصمان صمبان تعدد الزيجات الابداعي، وهما المخرجة الجزائرية آسيا جبار والمخرج
السنغالي الكبير عصمان صمبان اللذان قارعا الفنين.

خامسا- الكاتب والكتاب موضوع أفلام

العديد من الروايات مواضيعها الكاتب او الكتاب او المكتبة كما قام به كتاب الرواية الجديدة بفرنسا او
نجيب محفوظ

سادسا- حزمة أخرى من المواضيع

مواضيع هامة وثرية

نجيب محفوظ كاتب القصة السينمائية التي يرميها في السلة ولا ينشرها بعد تحويلها إلى سيناريوهات

ظاهرة السيناريو الأدبي في سوريا وجلها منشورة في مجلة الحياة السينمائية

مخرجون كتبوا روايات لكن حولوها لأفلام فاشتهروا كمخرجين ولا كروائيين مثل مهدي الشارف
الجزائري .
إعادة إخراج افلام عالمية في مصر "التمصير" وخاصة الأفلام المقتبسة عن روايات عالمية في ما نسميه اقتباس الاقتباس

السينما وحضورها في صلب الرواية ، نجيب محفوظ ، وفليب توسان وجورج بريك في فرنسا.