الرئيس النمساوي (هاينز فيشر)كتب: (اودو يورغن) تاريخاً للموسيقى وسيظل خالداً في ذاكرتنا
صدمة اصابت الوسط الفني والشعبي في النمسا والمانيا وسويسرا يوم 21\12 بالرحيل المفاجئ لآخر عمالقة الفن واسطورة الغناء (اودو يورغن) عن عمر ناهز 80 عاماً. في 30\9\2014 وبمناسبة عيد ميلاده اقام له التلفزيون الحكومي الالماني(ز.د.ف) برنامجاً تلفزيونيا تكريمياً حضره مشاهير العالم وهم يؤدون اغاني الفنان (اودو) بحضوره ولم يتمالك الفنان وقتها نفسه فاجهش بالبكاء اكثرمن وخاصة حين اخذ الفنانة (هيلينا فيشر) بالاحضان بعد ان ادت احدى اغانيه بامتياز وكذلك حين غنا معاً.!! من يكون هذا الفنان والاسطورة الذي لف حوله ملايين العشاق ليقول عنه الرئيس النمساوي (هاينز فيشر) غداة موته هذه الكلمة المؤثرة: لقد كان (اودو يورغن) نمساوياً كبيراً، كتب تاريخاً للموسيقى، وهكذا سيظل خالداً في ذاكرتنا، لقد حرك اجيالاً بموسيقاه وجلب باعماله الباهرة الاحاسيس والامنيات لملايين الناس. نحن حزينون له.
(اودو يورغن) من مواليد 30 ايلول 1934،مدينة كلاكين فورت عاصمة اقليم (كيرنتن)، وكان اشهر موسيقي ومطرب وملحن وعازف بيانو في المنطقة الناطقة بالالمانية ومن ناحية الغناء فحين كان يقيم الكونسيرتات،كان له الحضور الكبير والذي ابتدأ بجمهور قدره 60 ألف شخص ووصلت حفلاته الى حضور نصف مليون شخص وللعلم في احتفالية التكريم التي اقميت له بمناسبة عيد ميلاده في مدينة فرايبورك الالمانية حضرها 1800 شخص في قاعة كبيرة.
تخللت الاحتفالية افلاما وثائقية حول حياته وقال بانه كان طالباً ورياضياً فاشلا ولكن اتخذ طريقا اخر وهو الموسيقى وكتابة النصوص الغنائية والموسيقية. يعد الفنان الراحل(اودو يورغن) من اكبر النجوم اهمية لكل الناطقين بالالمانية ورافقت موسيقاه واغانيه اجيالا عديده وعاش معهم على ضوء اذواقهم ،ولكن قبل احتفالات اعياد الميلاد بثلاثة ايام خذله قلبه وودع الحياة وهو واقف ويتمشى في السويد ولم ينفعه الانعاش.
لقد كان الفنان الراحل مليئاً بالصمود والعزيمة ولايهتم بالعمر بقدر اهتمامه بالابداع والفن وفي هذا العام اطلق البومه (منتصف الحياة) بمناسبة بلوغه 80 عاماً وكان يقضي ساعات كثيرة على العزف والغناء والتلحين معا دون ان يغفو له جفن.
فازلاول مرة بالجائزة الاولى كملحن شاب حين كان عمره 16 عاماً واما اول ظهور له برفقة فرقة موسيقية عام 1960.انطلقت شهرته العالمية في الولايات المتحدة الامريكية مع موسيقى الجاز والتحدي الذي كان يرافقه اوصله الى المرتبة الاولى في مسابقة الاغنية وتدريجياً غدا الفنان(اودو) نجم اغاني (الشلاكر) نوع مزيج بين الاغنية السريعة والهادئة بالرغم من انه لم تكن لديه هذه الفكرة.
تبلورت عند الفنان الراحل فكرة الاحتكاك والاختلاط بالفنون العالمية ولهذا التقى بكبار الفنانين والملحنين لأغاني(الشانسون) في باريس وغنى اغاني (الشانسون). بعد موته المفاجئ وحسب الاعلام فان مطار مدينة كلاكين فورت النمساوية سيطلق اسم (اودو يورغن) رسمياً على المطار تكريماً لهذا الانسان الذي وهب حياته للفن الاصيل ومدينة ميلاده وبلاده والانسانية. لقد صرح الناطق بإسم الفنان الراحل بان(اودو) توفي خلال سيره على الاقدام في سويسرا وخذله قلبه وكانت وصيته بان تحرق جثته امام محبيه وعشاق فنه لمشاهدة حرق الجثة وليغدو العرض الاخير لمحبيه ولحظات الوداع.
لأكثر من نصف قرن كانت كبريات مسارح النمسا واوربا والعالم تحتفي بكونسيرتاته ولحن الآلاف من الاغاني وبيعت اكثر من 100 مليون قرص وتسجيل وكاسيت خلال مسيرته لاعماله ومواضيعه التي انطلقت الى عوالم التلاحم الانساني والمحبة والتسامح والحب بين البشروكان يردد عبارته باستمرار: اريد ان اكون حراً ولكني في نفس الوقت بحاجة الى الناس ايضا.
حين علمت القنوات التلفزيونية الناطقة بالالمانية خبر موته هرعت الى عرض برامج خاصة حول حياته والتي امتدت لساعات طويلة وكذلك عرضت البرامج المسجلة وكان يعد نفسه لاطلاق البومه الجديد لعام 2015.موته غدا صدمة لعشاق صوته ومعجبيه لانه كان فنانا كبيراً ومغنياً رائعاً لفن الكاباريت.حزن رحيله طغى على الشارع النمساوي وخلال الفترة الماضية عرض التلفزيون النمساوي فلماً سينمائيا روائياً حول سيرة حياته.
اتجه عدد كبير من معجبيه وعشاق فنه لوضع الورود والشموع امام داره حزناً ومحبةً لهذا الانسان الذي لن يتكرر ثانية في تاريخ النمسا وتاريخ المنطقة الناطقة بالالمانية. قال المذيع الماني الشهير(فرانك الستنر) على صفحته في التويتر(شكرا يا(اودو) لالحانك الجميلة والساعات المشتركة للصداقة).
رحل الفنان (اودو) بعد ان قدم للسينما ايضا اروع الموسيقى التصويرية لافلام كثيرة من الفترة 1966 ولغاية 2012.ومن ناحية الكونسيرتات فقد استمرت لغاية موته وقد كان العرض الاخير مميزاً وخالداً والغناء الثنائي مع (هيلينا فيشر).
خلال مسيرته الفنية المليئة بالاثارة والتشويق حصد العدد الكبير من الجوائز تجاوزت 50 جائزة على اعماله ومشواره ومنها جائزة مدينة زيوريخ ومدينة كلاكين فورت والجائزة الذهبية الاوربية واما في الادب فقد كتبت الاعمال والروايات حول حياته وبعضها غدت افلاما وثائقية والرواية صارت فلماً سينمائياً حول سيرة حياته.
حزن الشارع النمساوي على رحيله ولكن صوته باق واعماله خالدة في تاريخ وضمير الانسان النمساوي.
(اودو يورغن) اسطورة في زمننا وفي النمسا لاتتكرر ثانية هذا ما قاله النمساويون.!!