يستضيف متحف الشارقة للفنون الأسبوع القادم عشرات الأعمال الفنية التي أبدعها أعضاء في حركة "كوبرا" الثورية في الفنون والتي نشطت في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية وأطلقت الخيال للتجريب. وتأسست حركة "كوبرا" الفنية بباريس في نوفمبر/تشرين الثاني 1948 على يد فنانين وشعراء أسهموا في تغيير ملامح الفن باعتماد أشكال وأساليب جديدة تطلق الحس الإبداعي للتعبير التلقائي. وجاء اسم "كوبرا" من الحروف الأولى لثلاث عواصم عمل فيها المؤسسون وهي كوبنهاغن وبروكسل وأمستردام في هولندا.
ونادت الحركة الفنية بالحرية الكاملة في الالوان والتكوين واستلهمت أفكارها من رسوم الاطفال والرسم البدائي وأعمال الفنانين بول كلي وخوان ميرو. وكانت الحركة تطمح إلى تعميم نظرية مفادها ضرورة خوض غمار الحياة، والمساهمة الفعالة في صنعها ورسم ملامحها الجديدة، غير أن إعراض المؤسسات عن دعمها، وقيام عدد من تجار الفن الأميركيين، مدعومين بعدد من فناني باريس بمحاربتها، إضافة إلى المرحلة القلقة التي جاءت فيها، لم يسعفها كثيرا في تحقيق ما كانت تصبو إليه.
وقالت أمينة متحف الشارقة للفنون علياء الملا في بيان الثلاثاء إن معرض "الف يوم من الفن الحر" سيفتتح في التاسع من سبتمبر/أيلول ويضم أكثر من 60 عملا من المجموعة الخاصة بمتحف كوبرا للفن الحديث في هولندا وتشمل لوحات وصورا فوتوغرافية وقطعا خزفية ومنحوتات ومنسوجات وموسيقى وأفلاما وثائقية. وأضافت أن المعرض الذي يقدم "لأول مرة في الإمارات" سيتيح للزائر معرفة حركة كوبرا في ضوء التطورات التاريخية والاجتماعية في أوروبا بين عامي 1930 و1960 من صور وأفلام وثائقية.
وقالت إن المعرض الذي يستمر حتى 20 نوفمبر/تشرين الثاني سيركز "بشكل رئيسي" على أربعة فنانين من حركة كوبرا وهم الفنان والمصلح الاجتماعي كونستانت نيوفينهايس والشاعر لوسيبيرت والرسام الهولندي يوغين براندز (1913-2002) والرسام والنحات الهولندي كاريل أبيل (1921-2006).
وتابعت أن من بين أعمال المعرض اللوحة الزيتية التي أبدعها أبيل عام 1951 بعنوان "امرأة وأطفال وحيوانات" وغيرها من الأعمال التي تبرز أسلوب حركة كوبرا والجرأة في رسم حيوانات ومخلوقات أسطورية. وافتتح متحف كوبرا للفن الحديث في أمستردام عام 1995 ويهدف إلى الحفاظ على التراث الفكري والفني للحركة كما ينظم معارضة للفن المعاصر.