يواصل الشاعر المغربي في هذه القصيدة تجربته الدرامية الشيقة التي تدعمها المراوحات الإيقاعية المتراكبة بينما تبني القصيدة مسرحها ومتاهات أقنعتها الخاصة.

مسرح الأقنعة الخرافية

عبداللطيف الإدريسي

 

والذي حارت البرية فيه             حيوان مستحدث من جماد

أبو العلاء المعري

أغربل الكلام

بحثاً عن وجهك

تتساقط حروف أبجديتي

كالجمر تكوي ذاتي العابرة

أحاول أن أفرز وجهك عن باقي النجوم

تكتسح العتمة سمائي

وعند إسدال الستار

يسطع خيالك ظلاّ

ويضحى ظلّي

مع ظلمة نهاية المسرحية

على صدى صوت البربرية في أعالي المروج

أرسم شارات لنوتات

فارغة

شفّافة

كبديل لموسيقى مزامير وطبول الزمن الأول

ينشط لها معز جبال الريف

واليمن

يهمس الراعي في أذن كلبه المتراخي :

يعوزه طرب الذئاب

وهذرُ الشيوخ

وثرىً مبلطٌ بالمرمر البارد

لقصور فرعونية

وحاكمٌ بحريم من زجاج

وشرطةٌ للمرور

بين الجنة والنار

      لتكتمل المسرحية

تخالطت علي مطالع وجهك

وانعكاسات مراياك

ضاعت سحنتي

في متاهات لأقنعة خرافية

بين ديكورات

من سهوب إسمنتية

وكِفاف دمى روسية

ظنته نَشاً منك ينِزّ

هذا النسيم الذي يداعب أنفي المحكوك

بطلاسم من عار

وبقايا مرآة يلتهمها الصدأ

لما تبقّى من الزمن المتآكل

سُنْعب حجري

اختطفها مني

رائحة تمثيليتك

بيزوس 18 سبتمير 2007