أربعة رموز انسانية عميقة الدلالة، هي التي نهضت بواحد من أهم النشاطات الثقافية/ الأدبية العراقية، هي: البصرة بعمقها الحضاري، وديموتها المتألقة، والروائي فؤاد التكرلي، الغائب الحاضر، والروائيون العراقيون، من مطفئي نيران الحروب، والنقاد العراقيون، وهم يتابعون بشغف، يتأملون ويدرسون ويحللون، إبداعات الرواية العراقية، لتحديد ميزات ومواصفات تجددها وتبدلها، في مواضيعها وأشكالها.
كانت اللجنة التحضيرية موجودة منذ أكثر من ستة أشهر، في سعيها مع الحكومة، واختياراتها الحرفية للروائيين والنقاد، حتى تمكنت من إقامة (ملتقى الرواية الثاني دورة فؤاد التكرلي) في مدينة البصرة، من 2 الى 3 تشرين الأول 2015، بدعم وزارة الثقافة ومجلس محافظة البصرة، متعاونة مع الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، لتنبثق من اتحاد الأدباء والكتاب في البصرة، مكونة من: كريم جخيور، وباسم شريف، وعبد السادة البصري، وعلي الأمارة، وواثق غازي، وحبيب السامر، والدكتور محمد الأسدي، ومؤيد حنون، معززة عملها باللجنة الثقافية، التي ضمت: واثق غازي، ورمزي حسن، وجابر خليفة جابر، وصفاء ذياب.
اشتمل الملتقى على خمسة محاور نقدية، وأربعة جلسات، اختتمت كل واحدة منها بشهادات روائية، وقد بدأت الجلسة الأولى بالنشيد الوطني وقراءة آيات من القرآن الكريم، وكلمة رئيس اتحاد أدباء وكتاب العراق، قرأها نيابة عنه الشاعر كاظم الحجاج، ثم كلمة رئيس اتحاد أدباء وكتاب البصرة الشاعر كريم جخيور، وافتتاح معرض صور يحمل عنوان (خان زمان) للفنان صفاء ذياب.
وقد اشترك في الجلسة النقدية الأولى، التي أدارها الناقد الدكتور شجاع العاني، والتي أقيمت على قاعة رجال الأعمال في مدينة البصرة، أربعة نقاد، هم: الدكتور حسن سرحان، وبشير حاجم، ومقداد مسعود، وعبد علي حسن، تحدثوا في محور (الرواية البصرية)، أو (الرواية في البصرة)، حسب منظور الناقد شجاع العاني، وفي ختامها كانت شهادتا الروائيين خضير فليح الزيدي ونصيف فلك.
أما الجلسة النقدية الثانية، فقد أدارها الدكتور سلمان كاصد، وأقيمت على قاعة فندق العيون، مستقر المشاركين، وضمت محورين نقديين، الأول (موقع الرواية العراقية في السرد العربي فؤاد التكرلي أنموذجا)، تحدث في بدايتها الناقد شجاع العاني عن تجربة التكرلي، وعززها الدكتور سلمان كاصد بتحليله أكثر من نص للتكرلي، واختتم هذا المحور الناقد محمد رشيد السعيدي بدراسته عن (الرجع البعيد). وحمل المحور الثاني عنوان (الرواية النسوية/ رؤى وتجارب)، وشارك فيه الناقد عبد الغفار العطوي، والناقدة أشواق النعيمي، وكانت نهاية الجلسة شهادة الروائي عبد الكريم العبيدي.
وافتتحت الجلسة الثالثة، في اليوم الثاني، بعرض جزء من فلم روائي، أو تسجيلي، عن فؤاد التكرلي، ثم شرع الناقد باقر جاسم محمد بادارة الجلسة، التي حملت عنوان (التمثلات الجديدة في الرواية العراقية)، وتقديم النقاد المشاركين، وهم: الدكتور فاضل التميمي، وعباس عبد جاسم، والدكتور ظافر كاظم، والدكتور خالد علي ياس، والدكتور جاسم الخالدي، ثم شهادة الروائي سعد محمد رحيم.
أما الجلسة الرابعة، التي كان عنوان محورها (التقنيات السردية المجاورة في الرواية)، فقد أدارها الروائي طه حامد الشبيب، واشترك فيها النقاد: د. ضياء الثامري، وأحمد ثامر جهاد، والدكتور محمد أبو خضير، واختتمت بشهادة الروائي باسم القطراني.
ومثلما افتقد هذا الملتقى الى: الأستاذ فاضل ثامر، رئيس اتحاد الأدباء والكتاب في العراق، والنقاد: علي حسن الفواز، وصادق ناصر الصكر، وأثير محسن الهاشمي، والشاعر ياسين طه حافظ، والروائيين: أحمد خلف، وأحمد سعداوي، وجهاد مجيد، وحميد المختار، ورغد السهيل، وهدية حسين، ونزار عبد الستار، وحسن البحار، وآخرين، لم تسمح لهم ظروفهم الخاصة بالمشاركة، فقد ازدهى بوجود النقاد: اسماعيل ابراهيم عبد، ومحمد علي النصراوي، وعباس خلف، والروائيين: نصيف فلك، وعلي لفتة سعيد، وعلي الحديثي، وصالح مطروح السعيدي، وإيناس الشمري، وأنمار رحمة الله، وهيثم الشويلي، وسعدون البيضاني، والقاص صلاح زنكنه.
وتميزت جلسات الملتقى بالحضور المكثف، من المشاركين، ومن المهتمين، من أدباء ومثقفي البصرة، الذين أغنوا الدراسات النقدية، والشهادات الروائية، بآرائهم وأسئلتهم، ومقترحاتهم، التي تضمن البيان الختامي كثيرا منها، مركزة على ضرورة انعقاد هذا الملتقى سنويا، في موعد ثابت، والتحضير له قبل ستة أشهر على الأقل، والعمل على استحداث جائزة للسرد تحمل اسم المبدع (محمد خضير)، الذي كان حاضرا في أغلب جلسات الملتقى.