يبرز المفكر الفلسطيني هشام شرابي، كظاهرة فكرية فريدة من نوعها في القرن العشرين، وداعية مجتهد للتحرر الاجتماعي، بوصفه الأساس، للتحرر في كل صوره السياسية والاقتصادية والفكرية، مؤسساً لخطاب عربي جديد، وجّه من خلاله نقده الحيوي لبنية المجتمع العربي وأطر التفكير الجاهزة والنظام الأبوي. وعلى الرغم من أنه عاش أكثر من نصف قرن في المنفى، إلا أنه ظل يقيم حواراً ثرياً متشعب الأوجه والقضايا مع العالم العربي، من خلال كتاباته الفكرية والفلسفية التي فتحت أفقاً إبستمولوجياً مهدت لجيل جديد من المفكرين العرب كي يبنوا عليه، متجاوزين الأطر المعرفية القديمة التي فصمت ما بين التنظير والممارسة التطبيقية. على أن شرابي، قبل كل شيء، كان نموذجاً حياً للمثقف الفلسطيني، الذي عاش مراحل "ضياع" الأرض، دون أن يفقد الوطن الذي ينوء في داخله في حله الفكري وترحاله السياسي، وظل الشرط الفلسطيني، في الحياة والكتابة، مجدولاً في وجوده حتى آخر يوم له في حياته.
كفيلسوف وأكاديمي وناشط سياسي، يلخص هشام شرابي صورة المثقف العربي الذي يجب أن يكونه، ليس كدارس وباحث فقط وإنما كمجترح لفكر فلسفي خاص، فكر "كاتلستي"، أي تحفيزي واستنهاضي، يسير جنباً إلى جنب في موازاة قضايا ومشكلات المجتمع الثقافية والسياسية والاقتصادية، فاعلاً متفاعلاً، متقاطعاً معه في مفاصل ناقداً، محللاً، شارحاً، بانياً، هادماً، وهو فكر قابل للبناء عليه وإعادة تخليقه بحسب المرحلة التاريخية أو الاجتماعية.
على مدى نصف قرن من "الممارسة الفكرية"، قيض لشرابي أن يكون شاهداً واعياً على العديد من التحولات السياسية والاجتماعية التي قَوْلبتْ المجتمعات العربية في صور عدة ظلت، رغم مد التغيرات العالمية في كافة المجالات التي تهم تطور البشرية وتعنى بتخليق البنى المجتمعية، وفية أو رهينة للتخلف الحضاري الذي يتعاطى معه شرابي بوصفه الأساس لأزمة المجتمع العربي، المتمثل في شللّ وانكساراته المتكررة وانهياره الداخلي، هذا التخلف الذي يقتفي جذوره في هيمنة الفكر الأبوي أو كما يسميه بـ"الأبوية المستحدثة"، معرفاً النظام الأبوي في إطاره العام بوصفه نظاماً اجتماعياً قائمة على العلاقات التراتبية بين أفراد المجتمع، بحيث يخضع بموجبها البعض للبعض الآخر بصور مختلفة ترتهن بخصوصية كل مجتمع ودرجة تطوره. لقد شغل شرابي بالمثقف، ككيان حيوي وكلازمة أساسية في تطور المجتمع، بحيث يكون في خضم تفاعلاته وتحولاته، مشاركاً ممارساً، لا مراقباً منظراً، هو الذي أشار إلى أن دور المثقف لا يجب أن يتوقف عند التحليل وإنما يتعداه إلى لعب دور الناقد، ساكّاً ضمن هذه الرؤية مصطلح "المثقف النقدي". ولقد عمد، بمنهجية الفيلسوف، إلى تشريح بينة الخطاب العربي السائد وإشكالية العلاقة بين الحداثة والمعاصرة والاشتغال على حرية الفرد، رجلاً كان أم امرأة، في المبدأ كمنطلق لحرية المجتمع وتحرره وإرساء الديمقراطية بالتالي: "إذا أصبح لدينا تفهم لخطاب يقوم على تحرير المرأة بشكل جيد، أو يقوم على حرية الأحزاب في المجتمع، وعلى حرية الصحافة، وإذا قام هذا الخطاب على احترام أسس ما نسميه حقوق الإنسان نبدأ ببناء مجتمع ديمقراطي حقيقي." (من حوار مع شرابي في صحيفة "الوطن" العمانية).
إن سيرة حياة شرابي الغنية تقترن، في أكثر من وجه، بترحاله في رحاب عوالم فكرية وسياسية متنوعة، هو الذي تنقل بين الفكر القومي الاجتماعي ومن ثم الليبرالي فالفكر الثوري اليساري، منتهياً إلى الليبرالية في إطارها الأكثر تنويراً، ليواكب ذلك كله نضج فلسفي تأملي متأثراً في بداياته بوجودية سارتر ونيتشة وكيركجارد ومن ثم الفكر الفلسفي لماركس وآنجلز، منطلقاً من الماركسية في طرحها الأول إلى الماركسية الأوروبية، فالفكر الفلسفي لفرويد وبارت ودريدا. لكن سيرة المفكر والفيلسوف تتقاطع أوضح ما يكون مع المثقف الفلسطيني الذي جاهد بفكره وإبداعه، مساهماً مع مفكرين بارزين من قامة إداورد سعيد ووليد الخالدي ونصير عاروري وإبراهيم أبو لغد وأمين ريحاني في كسب آلاف المؤيدين لعدالة القضية الفلسطينية ونضال الشعب الفلسطيني، بفضل كتاباتهم التي خاطبت الوجدان الإنساني بقدر عال من العمق والحساسية.
ولد هشام شرابي لعائلة فلسطينية ميسورة في يافا في العام 1927. أمضى طفولته الغضة يتنسّم خطواته الأولى بين يافا وعكا، حيث دار جدّه. كانت فلسطين حينها ترزح تحت الانتداب البريطاني، لتُصاغ سنوات التشكّل الأولى للفتى، الذي كان وعيه في طور التفتح، على واقع الكولونيالية. كان في التاسعة حين اندلعت ثورة عام 1936، وما أعقبها من اضطرابات استمرت حتى العام 1939 مع اندلاع الحرب العالمية الثانية. درس شرابي في المرحلة الابتدائية في مدرسة "الفريندز" في رام الله، وتابع دراسته في "الانترناشيونال كوليدج" في بيروت، قبل أن يلتحق بالجامعة الأميركية هناك لدراسة الفلسفة، متخرجاً منها في العام 1947. ولا يمكن تجاوز مرحلة بيروت دون الوقوف على دورها في رسم أو تحديد مسار شرابي وتشكيله فكرياً، سواء لجهة "اعتناقه" الفلسفة الغربية الحديثة، أو سياسياً؛ ففي بيروت تعرف على أنطون سعادة، زعيم الحزب القومي السوري الاجتماعي، منبهراً به كشخص صاحب رؤيا فكرية اقترنت بكاريزما لصيقة به، ليكون هو حزبه قبل أن يكون الحزب هو أو الآخر.
التحق شرابي بالحزب وغدا صديقاً مقرباً من زعميه الذي وثق به بدوره وخصه ضمن دائرة أصدقائه الضيقة، متلمساً في الشاب العشريني نواة مفكر واعد. ومن بين رموز الفكر والسياسة الذين تعرف عليهم شرابي، سوف يكون لسعادة التأثير الفكري الأكبر عليه، منطلقاً منه إلى جوانب متنوعة ومتشعبة في تعاطيه الفلسفي أو في صوغ اتجاهاته السياسية، حتى بعد قطيعته مع الحزب في خمسينات القرن الماضي. وكان شرابي قد أقر في كتابات عدة له بالتأثير الدراماتيكي الذي تركه سعادة وانتماؤه للحزب القومي السوري الاجتماعي عليه، نافضاً، في وقته، أي تردد أو شكوك في تحوله من مفهوم القومية العربية إلى القومية السورية، معتبراً أن سعادة أول من طرح جدلاً فكرياً منطقياً يلخص الوضع الفلسطيني، معترفاً بأن ما شده إلى القومية السورية، دون أن يعني ذلك تخليه عن هويته العربية، أنها خاطبت الجانب العقلي أكثر من الخطاب العاطفي الساذج الذي تبنته القومية العربية التي دعت إلى الوحدة الكلية التي لا تستند، في نظره، إلى أساس منطقي أو عقلاني.
في العام 1947، توجه شرابي إلى الولايات المتحدة الأميركية لمواصلة دراساته العليا، حيث نال شاهدة الماجستير في الفلسفة من جامع شيكاغو في العام 1949. أثناء إقامته هناك، تلقى نبأ "النكبة" التي هجّرتْ أسرته وشعبه الفلسطيني وشهدت قيام دولة "العصابات الصهيونية" بمرارة ظلت تتعاظم في نفسه مع مرور السنوات وتراكم الهزيمة والانكسارات العربية. ومن خلال موقعه في الحزب القومي السوري، لب دعوة أنطون سعادة للعودة إلى بيروت في العام 1949 ليساهم في أنشطة الحزب التثقيفية فتولى تحرير مجلة الحزب الشهرية "الجيل الجديد". على أنه في يونيو من العام نفسه، شنت السلطات اللبنانية حملة اعتقالات واسعة في صفوف الحزب القومي السوري، إثر المحاولة الانقلابية للحزب في لبنان، انتهت باعتقال سعادة وإعدامه، فهرب شرابي إلى العاصمة الأردنية عمان ومنها إلى الولايات المتحدة لاستئناف دراسته، حيث نال الدكتوراه في الفلسفة في العام 1953، ملتحقاً بجامعة جورج تاون كأستاذ للتاريخ الفكري الأوروبي الحديث، حيث نال الأستاذية الكاملة في أحد عشر عاماً فقط. في العام 1955 انسحب من الحزب القومي السوري وقطع علاقته به رسمياً.
حتى العام 1967، ظل شرابي يلتزم، على حد وصفه، "الصمت في المنفى". ثم جاءت صرخته، فقد صعقته "النكسة" المدوية واحتلال إسرائيل كامل الأراضي الفلسطينية باستسهال مزري وسط استسلام عربي مشين، لتتعزز قناعته، التي اشتغل عليها فكرياً في البداية، بأن الفكاك من الهزيمة لن يتأتى إلا بإخضاع الشرق الأوسط لإصلاح فكري شامل، مستلهماً من الماضي الفكري العربي شرارة الإصلاح. هذه القناعة تمخض عنها كتابه المهم "المثقفون العرب والغرب: سنوات التشكيل، 1875-1914" (1970)، الذي يعد جهداً مخلصاً لإعادة قراءة تجارب وتفكير عدد من المفكرين العرب المبدعين في أواخر القرن التاسع عشر على نحو قد يساعد "الإصلاحيين" العرب العلمانيين في جهودهم الراهنة. على أنه مع مرور السنوات، ووسط توجه المجتمعات العربية نحو مزيد من الانكفاء والانغلاق، بدأ شرابي ينزع نحو مبادئ وحركات الفكر الفلسفي الغربي ، كمصدر حيوي للإلهام.
بعد هزيمة 67، تخلى شرابي عن ليبراليته، معتنقاً اليسار الثوري، معيداً قراءة ماركس بعين جديدة، كما وزع عمله بين الشق الأكاديمي والشق العملي. عملياً، نشط على صعيد الدفاع عن القضية الفلسطينية، من خلال العديد من المحاضرات والندوات التي كان يشارك فيها، والتي سعى عبرها إلى التأكيد على حق الشعب الفلسطيني في الوجود على أرضهم في مواجهة حملة تطهير عرقية واجتثاثية يقوم بها الكيان الصهيوني المحتل في ظل تواطؤ عالمي لا أخلاقي. على الصعيد الفكري والأكاديمي، كرس نفسه للتحليل الفكري المعمق والفهم التنظيري للمجتمع العربي المعاصر. انتقل في العام 1970 إلى بيروت للعمل في "مركز التخطيط الفلسطيني"، كما عُيّن، أستاذاً زائراً في الجامعة الأميركية هناك. بيد أن اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية أحبط مخططاته للاستقرار في لبنان، فعاد إلى الولايات المتحدة، إلى جامعة جورج تاون، أستاذا للتاريخ وشاغلاً مقعد عمر المختار فيها للثقافة العربية، إلى أن تقاعد من منصبه في العام 1998.
فردياً أو في إطار مؤسساتي فاعل، لعب شرابي دوراً عظيماً في لترويج للوعي إزاء عدالة قضيته الفلسطينية وخدمة أبناء شعبه في الداخل الفلسطيني وأراضي الشتات التي توزعتهم في العالم، ففي العام 1971، تولى رئاسة تحرير مجلة "الدراسات الفلسطينية"، الصادرة عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية، وكلا المجلة والمؤسسة معنيتان بتأريخ وقراءة وتحليل تاريخ وتطور النضال الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، كما ساهم في تأسيس "مركز الدراسات العربية المعاصرة" في جامعة جورج تاون، المركز الأكاديمي الوحيد المتخصص في دراسة العالم العربي في الولايات المتحدة، وذلك في العام 1975. وفي العام 1979، أسس المؤسسة الثقافية العربية الأميركية في واشنطن، وساهم في العام 1990 في تأسيس "مركز التحليل السياسي لفلسطين"، وهو مركز مقره واشنطن يوفر المعلومات كما ينشر الدراسات والبحوث وينظم الندوات والمحاضرات التي تتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي. ولعل من أهم المؤسسات الحيوية التي أسسها صندوق القدس، كمنظمة فلسطينية خيرية توفر المنح التعليمية للطلبة الفلسطينيين، في الأراضي المحتلة وفي الشتات.
إلى ذلك كله، نشط شرابي في عقد لقاءات واجتماعات مع أعضاء في الكونغرس ومسؤولين أميركيين في البنتاغون ووزارة الخارجية الأميركية والبيت الأبيض في محاولة لشرح وجهة نظره، كمفكر له ثقل في العالمين العربي والغربي، إزاء السياسة الأميركية في الشرق الأوسط وأخطاء هذه السياسية وسبل تصويبها وتصحيح مسار الإدارة الأميركية.
وليس خافياً في هذا الإطار أن شرابي، وإن كان يشعر بالإحباط من الوضع العربي العام كما عبر عن ذلك في معظم كتاباته، لم يستطع في الوقت نفسه أن يتجاوز شعوره المتعاظم بالإحباط، حد الغضب، من التناقض الجلي بين الإرث الفكري الغربي القائم على منطلقات مثل الحرية والعدالة وتبني اتجاه نقدي موضوعي إزاء التعاطي مع القضايا العالمية والإنسانية وسياسة الغرب العملية في الشرق الأوسط.
قدم شرابي للمكتبة العالمية والعربية العديد من المؤلفات والدراسات التي باتت مرجعية في مجال الفكر الفلسفي والنقد المجتمعي، عبر رؤية فكرية نقدية حيوية لم تنفك تتجدد وتتطور. لعله عمله الأبرز والأكثر تأثيراً في أوساط المفكرين العرب، كتابه الذي صدر باللغة الإنجليزية أولاً تحت عنوان "الأبوية المستحدثة: نظرية التغيير المشوه في المجتمع العربي" (1988) حيث تُرجم إلى العربية بعنوان "النظام الأبوي" (1989). ففي هذا العمل المرجعي، يخلص شرابي إلى أن الثقافة الأبوية التقليدية في العالم العربي، التي لم تضعفها عقود من الاستعمار الإمبريالي، باتت متجذرة، وبعمق، في نسيج المجتمع بشكل جديد أقوى نفوذاً وأكثر تغلغلاً. وكنتيجة لذلك، بدلاً من "وراثة" الديمقراطية أو الحريات المدنية من الغرب، فإن النخب العربية التقليدية ورثت بنية السلطة المعززة تكنولوجياً لأسيادهم الكولونياليين. وبناء عليه، فإن الصراع ضد الإمبريالية لم يمس رمز السلطة الذكورية المتسيّدة فحسب، وإنما عزز موقعها من خلال إرساء بنى ونظم حكومية أبوية جديدة. وهو ما يعني في النهاية أن الأيديولوجيات المختلفة المعتمدة بشأن الإصلاح، سواء أكانت قومية أو اشتراكية، أو رأسمالية حملت في تضاعيفها نواة أبوية مستحدثة. لذا فشلت مختلف الأشكال الحكومية التي اتخذتها الأبوية المستحدثة في تقديم مجتمعات ليبرالية حديثة، لافتاً إلى أن الشيء الوحيد الحديث في هذه المجتمعات استخدام أحدث الأسلحة وأجهزة المراقبة.
من أعمال شرابي المهمة "النقد الحضاري للمجتمع العربي" (1990)، وهي مجموعة محاضرات ألقاها في جامعة جورج تاون في واشنطن، يلخص من خلالها رؤيته التي تستند إلى أن التغيير الاجتماعي، في عالم مع بعد الثورة، لا يتحقق من خلال ثورة أو انقلاب عسكري، وإنما هو عملية معقد وشائكة تتداخل فيها عوامل عدة وتستلزم التحول من مجتمع بطريركي إلى آخر حديث على كافة الصعد والمستويات. يبرز من بين نتاجه الغزير كذلك "مقدمة لدراسات المجتمع العربي" (1975)، و"الجمر والرماد: ذكريات مثقف عربي" (1978)، "صور الماضي" (1993)، و"أزمة المثقفين العرب" (2002).
أمضى شرابي السنوات السبع الأخيرة من حياته، بعد تقاعده من جامعة جورج تاون، في بيروت حيث توفي في الثالث عشر من يناير عام 2005، بعد معاناة مريرة مع السرطان، أوهنت بدنه وإن لم تفت في فكره وأمله. وقد أتيح للمفكر، الذي نزع إلى العقلانية دون أن يقمع الحالم في داخله، زيارة فلسطين في صيف 2001، حيث طاف في أنحاء الأرض التي غادرها قبل أكثر من نصف قرن، مستعيداً عشق البيت الأول والشجر والبحر في يافا، العروس التي هجعتْ في حلمه طويلاً.
كان شرابي قد أعرب عن تحفظه إزاء "اتفاق أوسلو" في العام 1993، مردداً في أكثر من مقال بأن نتائجه سوف تسهم في تصفية القضية الفلسطينية، وتكريس الاحتلال الإسرائيلي، والمباعدة أكثر فأكثر بين أمل الشعب الفلسطيني في الحصول على دولتهم وبين استحقاقات الواقع "الأوسلوي" وتوابعه. ومع ذلك، ظل حتى النهاية رافضاً حتميّة الغياب، غياب الأرض وغياب القضية وغياب الشعب. حتى النهاية، ظل شرابي ذلك الثوري الأصيل، المؤمن بأن التغيير لا بد قادم.