فصلية المسرح: أبو الفنون والهجرة

  خصصت فصلية المسرح التي تصدر عن دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة ملف عددها الجديد " سبتمبر ـ يناير ـ مزدوج" لموضوع " المسرح والهجرة"، وقال رئيس التحرير أحمد بورحيمة، في افتتاحية العدد، إن الملف يسعى إلى تشكيل مادة أرشيفية أو وثائقية حول الموضوع ويحاول أن يسهم في خلق إطار مؤقت أو يبلور معرفة ما، حول اشتغال المسرح بظاهرة الهجرة في وقتنا الراهن.

 

وفي مستهل الملف كتب عبيدو باشا قارئاً أحوال العديد من المسرحيين العرب الذين هاجروا في وقت سابق إلى أوروبا، سائلاً عن حضورهم وتأثيرهم في مجتمعاتهم الجديدة، والمدى الذي بلغته تجاربهم الإبداعية هناك. من جانبه، شارك حسن عطية بدراسة تحت عنوان " الهجرة في المسرح العربي: بدايات وامتدادات"، وقف عبرها عند خمسة عروض مسرحية عربية قاربت موضوع الهجرة، في الفترة الممتدة من سبعينات القرن الماضي وصولاً إلى اللحظة الراهنة. أما هشام بن الهاشمي فتتبع، في دراسته الموسومة " جواد الأسدي.. إقامة في التخوم"، التداخل الحيوي بين الرؤى الفنية للمخرج العراقي وتجربة عيشه في المنافي، وعن المسرحيين الجزائريين الذين هاجروا إلى فرنسا والتحديات التي واجهتهم، نقرأ لحميد علاوي دراسته حول تجربة سليمان بن عيسى، واستحضر السر السيد مسرحية " وادي أم سدر" التي كتبت ثمانينيات القرن الماضي، مبرزاً ريادتها في تناول ظاهرة نزوح القبائل السودانية من الاطراف إلى المركز، واختار حسن المنيعي أن يساهم في الملف بترجمة دراسة الباحثة الفرنسية آن لغاليك، المعنونة "مسرح المهاجرين في فرنسا: تفكيك العزلة" والتي نتعرف عبرها على تأثير المزاج الثقافي لمرحلة ما بعد الاستعمار على خيارات المسرحيين العرب والأفارقة في باريس حقبة ستينيات وسبعينيات من القرن الفائت، وعن صورة الفلسطيني المهاجر كما تجلت في النصوص المسرحية العربية كتب يحيى البشتاوي، فيما تناول سعيد كريمي ظاهرة الهجرة غير الشرعية في المغرب استناداً إلى عرض مسرحي تحت عنوان "الحراكة" كان عرض في وقت سابق، وعن الهجرة الموقتة ولكن الملهمة للمسرحي الفرنسي انطونان آرتو  إلى جزيرة بالي الاندونيسية، كتبت الزهرة بنبراهيم، وتوسع منصور العمايرة في رصد النصوص المسرحية التي تناولت الهجرة، في الشرق والغرب، وبين الأمس واليوم. وتحت عنوان " مسرحيو المهاجر: حصة حنين وشجن" كتب سعيد الناجي مبيناً كيف ظلت حياة الفنان المسرحي مشروطة بالانتقال من مكان لآخر ، وتقرأ لمى عمار، في مساهمتها الموسومة" المسرح والهجرة: تجارب وحكايات سورية في ألمانيا"، دور المسرح في تخفيف معاناة اللاجئين السوريين في برلين ومساهمته في التعريف بهم وتعرفهم على الاخرين، كما تسأل الكاتبة عما يمكن  للمسرح أن يسهم به في السبيل إلى تغيير قوانين الهجرة، وتحت عنوان " اللجوء بوصفه موضوعاً للمسرح" يسأل زياد عدوان عن التحديات التقنية والفكرية التي يمكن أن تواجه الفنانين عند محاولتهم مسرحة أوضاع اللاجئين وتقديمها فوق الخشبة، وعن "الهجرة والمسرح والاندماج الثقافي" كتبت سوسن عزام، منطلقة من مساهمة وليم شكسبير في كتابة مسرحية " السير توماس مور" التي تمحورت حول الاحتجاجات وموجات الغضب العارمة في لندن التي تلت تصرفات المهاجرين القادمين من لومباردي في ايطالي،ا في ذلك العصر المسرحي الباكر. 

وفي باب " دراسات" كتب مصطفى رمضان " النقد المغربي: بين التنظير والتطبيق"، وساهم عواد علي بدراسة عن كاتبات المسرح العراقي في الفترة  1953ـ2003

وفي باب " تجارب وشهادات" كتب عبد الرحمن بن زيدان عن مسالك ومحطات تجربته في القراءة والنقد والتنظير.

وحفل باب " متابعات" بالعديد من التغطيات الخاصة بمهرجانات مسرحية في الشارقة والكويت والجزائر  والقاهرة ، إضافة إلى قراءة أنجزها أحمد شرجي حول أوراق الملتقى العلمي لأيام الشارقة المسرحية الذي عقد في الدورة الماضية من المهرجان، تحت شعار " المسرح العربي وتحديات الراهن"، كما استطلع ألجي حسين عددا من المسرحيين العرب حول موقع المسرح العربي في وقتنا الراهن، وتحت عنوان " المسرح بين التخييل والتجسيد" قرأت نورا أمين تجربة المخرج السويسري ميلو راو الذي عمد إلى استثمار فضاء المحاكم القضائية كمكان للعرض المسرحي، وعن قدرة مسرح الدولة في المملكة المغربية في استقطاب الجمهور ،كتب أحمد السبياع.

وحوى الباب قراءات نقدية عدة حول عروض مسرحية شهدتها العواصم العربية، ومنها قراءة في المسرحية المغربية " طنجيتانوس" كتبها أحمد بلخيري، وكذلك قراءة حول إخراج الجزائري شريف زياني لمسرحية " عرس الدم" بقلم عبد الكريم قادري.

وضم باب " كتب" قراءات لأربعة عناوين مسرحية صدرت في أوقات مختلفة في الفترة الماضية.

واختارت المجلة في باب "نصوص" النص الفائز في "مسابقة الشارقة للإبداع العربي ـ الإصدار الأول 2015" وهو بعنوان " لم يك شيئاً" ومن تأليف السعودي إبراهيم الحارثي.